
دور الموضة في تعزيز الثقة بالنفس مع خبيرة أزياء "هي" الخاصة
لطالما اعتُبرت الموضة وسيلة للتعبير عن الذات، ولكن من خلال عملي كخبيرة مظهر، أدركت أن تأثير الموضة يتجاوز الشكل الخارجي بكثير. إنها أداة نفسية واجتماعية يمكنها أن تعزز من إحساس المرأة بذاتها، وتُسهم بشكل مباشر في بناء ثقتها بنفسها.
الثقة بالنفس ليست شعوراً ثابتاً، بل هي تجربة متغيرة تتأثر بما نمر به، وبما نراه في أنفسنا كل يوم. ولأن مظهرنا هو أول ما نراه في المرآة وآخر ما يراه الناس قبل أن نفارقهم، فإن للموضة دوراً محورياً في رسم هذه الصورة التي نحملها عن ذواتنا.
الاهتمام بالمظهر... احترام للذات
اختيار الملابس ليس عملية سطحية كما قد يعتقد البعض، بل هو رسالة داخلية تقول: "أنا أستحق أن أُرى وأن أُقدَّر وأن أُحترم".
عندما ترتدي المرأة ما يُبرز جمالها ويتناغم مع شخصيتها، فإنها لا تحاول إخفاء نفسها، بل تُعبّر عنها. وهذا بحد ذاته فعل من أفعال الثقة.
لقد رأيت هذا التحوّل بأم عيني: امرأة تدخل إلى غرفة القياس وهي مترددة ومتوترة، وعيناها مليئتان بالشك، ثم تخرج منها مبتسمة وواقفة بثبات، لمجرد أنها ارتدت فستاناً جعلها ترى نفسها بشكل مختلف. تلك اللحظة وحدها تساوي الكثير.

الملابس ليست مجرد قماش... بل شعور
هل فكّرتِ يوماً كيف يمكن لقطعة ملابس واحدة أن تغيّر مزاجك؟
ربما معطف أنيق يمنحك شعوراً بالقوة، أو قميص ناعم يذكّرك بأنك أنثى رقيقة.
كل لون وكل خامة وكل قصّة تحمل رسالة معينة. وعندما تُجيدين قراءة هذه الرسائل، تصبح الموضة حليفتك في التعبير عن نفسك وتعزيز ثقتك بها.

التعبير عن الهوية من خلال الأسلوب
الثقة بالنفس تنبع من معرفة الذات، ومن الجرأة على التعبير عنها.
الموضة تمنحك هذه الحرية؛ ليس لأنك تتبعين آخر الصيحات، بل لأنك تملكين أسلوبك الخاص.
أسلوبك هو توقيعك الشخصي، هو ذوقك الذي لا يُشبه أحداً، وطريقتك الفريدة في مزج الألوان، واختيار القصّات التي تحضن جسدك كما هو، لا كما يُفترض أن يكون.
وحين تدركين أنك لستِ مطالبة بأن "تُشبهي" أحداً، ستتحررين من المقارنات، وتبدئين في الارتداء لنفسك ومن أجل نفسك، وبما يليق بك وحدك.

المظهر كامتداد للثقة الداخلية
لا يمكننا أن نفصل بين الثقة الداخلية والمظهر الخارجي.
المرأة التي تهتم بمظهرها لا تفعل ذلك لتُرضي الآخرين، بل لأنها تُحب ذاتها، وتعرف قيمتها.
وهذا لا يعني شراء ملابس باهظة الثمن، بل امتلاك الوعي الكافي لاختيار ما يُشعرك بأنك في أفضل حالاتك، حتى وإن كانت أبسط القطع.

احتضان الجسد... خطوة أولى نحو الثقة
في خضم الضغوط اليومية والتغييرات التي يمر بها جسد المرأة في مراحل الحياة المختلفة، من السهل أن تفقد شعورها بالتقدير لذاتها ولجسدها. لكنني أؤمن بأن أول خطوة نحو الثقة الحقيقية تبدأ من حب الجسد كما هو، بكل ما يحمله من تغيرات وقصص، وتجارب. سواء كنتِ تمرين بمرحلة أمومة، أو تعانين من تقلبات الوزن، أو حتى مجرد تعب عابر، تذكّري أن جسدك هو رفيقك وليس عدوك. اختاري ملابس تحتضنه لا تخفيه، وتكرّمه لا تعاقبه. فحين ترتدين ما يُظهرك بفخر، وليس بخجل، تصبح الموضة رسالة حب حقيقية تهمسين بها إلى ذاتك كل يوم: "أحبك، كما أنتِ، الآن وفي أي وقت".

نصيحتي لكل امرأة
ثقي أن الموضة ليست سطحية، بل وسيلة تملكينها لتقوية صوتك الداخلي.
اختاري ما يُشعرك بالراحة وما يُعبّر عنك وما يجعلك تبتسمين لنفسك في المرآة.
لا تنتظري مناسبة لتتألقي، اجعلي كل يوم فرصة لتظهري بأفضل نسخة من نفسك.
لأن الثقة ليست شيئاً ننتظره، بل شيئاًنصنعه... قطعة بعد قطعة وإطلالة بعد إطلالة، حتى نصبح نحن: بثقة وبكامل الجمال، بكل بساطة... أنفسنا.