"معوّض" Mouawad خمسة أجيال من النجاح الباهر
دار "معوّض" إحدى أضخم الشركات المختصّة بالماس والمجوهرات الرفيعة في العالم، ورمز حقيقي للمجوهرات الفاخرة التي تروي حكاية تقاليد عريقة. وقد حطّت رحالها في أوروبا مؤخرا بعد افتتاح متجرها في 8 شارع رو دو رون في مدينة جنيف.
واليوم، يدير الشركة كل من "فريد" و"ألان" و"باسكال" و"أناستازيا" و"جيمي معوّض"، وهم ينتمون إلى الجيلين الرابع والخامس من أحفاد "ديفيد معوّض" الذي أسّس الدار عام 1891 في بيروت، لبنان. تتّخذ الدار اليوم سويسرا مقرا لها، ولديها حضور قوي في دبي، لكن عملها بدأ قبل قرن بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك، حيث انتقل المؤسِّس لتعلّم حرفتي صياغة الذهب وصناعة الساعات. ومن هذه الخبرة بدأت قصّة الدار التي قسّمت عملها بالتساوي بين المجوهرات الراقية والساعات الفاخرة. وسرعان ما انتشر نجاح مجوهرات "معوّض" بفضل أسلوبها المتميّز وجودتها العالية، والدليل هو العدد الكبير من مشاهير النساء اللواتي اعتمدن في إطلالاتهنّ مجوهرات الدار ومجموعاتها الاستثنائية من الأحجار الكريمة المذهلة. نذكر منها ماسة "جوبيلي دايموند"Jubilee Diamond الوسادية القطع بعيار 245.35 قيراط، وهي سادس أكبر ماسة في العالم. وتميّزت عائلة "معوّض" أيضًا بدعمها لمعهد الأحجار الكريمة في أمريكا (GIA)، الذي تمّ تسمية حرمه الجامعي في مدينة كارلسباد (كاليفورنيا) على اسم "روبير معوّض". فلنتعمق أكثر في تاريخ العائلة العريقة عبر الأجيال الخمسة المتتالية بعد المؤسّس "ديفيد معوّض".
انطلقت مسيرة دار "معوّض" للمجوهرات الراقية في عام 1890، حين انتقل مؤسّسها "ديفيد معوّض" (1865-1951) من مسقط رأسه لبنان نحو نيويورك والمكسيك، حيث مكث لأكثر من 20 عامًا بهدف تعلّم حرفة صناعة الساعات وصياغة الذهب والمجوهرات. وعاد الرائد في فنّ صناعة المجوهرات إلى بيروت، فافتتح أوّل مشغل لدار "معوّض" عام 1908. بنى مكانًا مارس فيه مهنته اليومية في تصليح الساعات والمجوهرات، وجمعها بشغفه العميق بابتكار ساعات مذهلة ومتقنة وتصميم قطعٍ وفقا لطلب الزبائن الأثرياء.
وبعد "ديفيد"، قام "فايز معوّض" (1917-1990) بإدارة الشركة، فقاد بريادته الدار مباشرةً إلى القصور الملكية. وكان من الواضح تمتّع الجيل الثاني بموهبة فطرية في إنتاج تصاميم استحوذت على اهتمام النخبة في البلاد. وتجلّى التزام "فايز معوّض" بالابتكار والتطوّر والبحث في الفكرة التي كانت رائدة في ذلك الوقت، وهي ترصيع الساعات بالأحجار الكريمة. هذا الطموح قاد "فايز" إلى رحلة الألف ميل بعيدًا عن موطنه وصولًا إلى المملكة العربية السعودية. هناك، أصبح معروفًا على أنّه أوّل من أدخل الساعات الفاخرة إلى البلاط الملكي. وبفضل الجهود الاستثنائية التي بذلها بهدف التوسّع، نجح في بناء علاقات متينة وقاعدة عملاء رفيعة المستوى.
وأكمل الجيل الثالث، لا سيما "روبير معوّض"، مهمّة التوسع نحو الأسواق الجديدة. فساهم شغفه بالمجوهرات الخارجة عن المألوف وبالساعات المتطورة في قيادة كل مبادراته، ومن بينها قراره بنقل مقرّ الدار الرئيسي في السبعينيات إلى جنيف والبدء بإنتاج الساعات تحت علامة "روبرجيه" Robergé، التي تمزج في اسمها بين كلمتي "روبير" و"جنيف". وبفضل نظرته المستقبلية الحكيمة، بنى "روبير" بنجاح وجودًا بارزًا للدار في أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية. وقد استحوذ أيضًا على بعض أكبر الماسات الموجودة في كوكبنا، فرسّخ اسمه في التاريخ كأحد أبرز خبراء وتجّار الماس على الإطلاق. ففي السنوات التي قضاها هذا الرجل العبقري في إدارة الشركة، اعتمدت شخصيات مرموقة مجوهرات "معوّض"، مثل الليدي "ديانا" التي حُفر خاتم خطوبتها في الذاكرة، وهو من تصميم "معوّض" ومرصّع بالماس بعيار 1.82 قيراط وبحجر صفير بعيار 7.2 قيراط. ويعود الفضل الأكبر في وصول الدار إلى العالمية إلى شغف "روبير معوّض" وتفانيه المخلص لمجال الماس.
انتهى عهد "روبير معوّض" في الأوّل من كانون الأوّل من العام 2010، حين انتقلت قيادة الدار إلى الجيل الرابع. فتمّ تكليف أبناء "روبير" الثلاثة، وهم "فريد" و"ألان" و"باسكال"، بمهمّة إدخال أفكار جديدة إلى الشركة التي لطالما عُرفت بسعيها إلى الابتكار الدائم. ومن الواضح أن الثلاثي الرائد استطاع إتمام المهمة بنجاح، فعلى مدى العقد الماضي، تمكنت رؤية الإخوة "معوّض" من أن توصل الشركة إلى آفاق جديدة. وخلال هذه السنوات، اكتسبت الدار شهرة أكبر بعد تعاونها مع العلامة الأمريكية "فيكتورياز سيكرت" التي ابتكرت لها "معوّض" تصاميم رائعة حازت على جوائز. ومن بينها، في العام 2015 حمّالة الصدر "فايرووركس فانتاسي برا"Fireworks Fantasy Bra مع حزام قابل للإزالة مرصّع بأكثر من 6500 حجر كريم، بما في ذلك الماس، والتوباز الأزرق، والصفير الأصفر، والكوارتز الوردي، كلها في ذهب بعيار 18 قيراط، وتقدّر بقيمة مليوني دولار.
أمّا اليوم، فشكّلت بداية هذا العقد الجديد من القرن الحادي والعشرين خطوة جديدة في استراتيجية التكامل الرأسي لعائلة "معوّض". يقوم اليوم الجيل الخامس، أي "جيمي معوّض" ابن الشريك المؤتمن "فريد معوّض" من الجيل الرابع، و"أناستازيا معوّض" ابنة الشريك المؤتمن "ألان معوّض" من الجيل الرابع، بدفع الشركة باتجاه الاستدامة الاجتماعية والبيئية مع إطلاق صندوق معوّض الخيري Mouawad Diamond Impact Fund. وفي الوقت نفسه، يستمر البحث عن الأحجار الكريمة النادرة من أجل إضافتها إلى مجموعة العائلة، ومن الضروري أن نذكر إضافة جديدة استثنائية. نتحدث هنا عن "معوّض دراغون"Mouawad Dragon ، وهي ماسة بعيار 54.21 قيراط اكتُشفت عام 2020 في رواسب طميية قديمة في جنوب أفريقيا. وصارت هذه القطعة جزءًا من مجموعة الدار الساحرة، والتي تضم ماسة "فلولس دايناستي"Flawless Dynasty بعيار 51 قيراط وفئة اللون D، وماسة "جوبيلي"Jubilee التي ذكرناها بعيار 245.35 قيراط، وماسة "كوين أوف هولند"Queen of Holland بعيار 135.92 قيراط، وماسة "تيلور بورتون"Taylor Burton بعيار 69.42 قيراط، وأكبر ماسة وسادية القطع عيارها 218.08 قيراط. وبالتالي، لا عجب في استمرار أفراد العائلات المالكة في عصرنا الحالي باختيار "معوّض"، مثل "كاثرين" أميرة ويلز، التي شوهدت مرات عدة تعتمد مجوهرات من "معوّض". فمَن منّا ينسى الأقراط المتدلية التي وضعتها في يوم الكومنولث 2020، والمرصعة بالماس بعيار 2.52 قيراط والياقوت بعيار 3.62 قيراط؟