"شوبارد"Chopard: قصص، معلومات مشوّقة، وتاريخ بعض أروع السّاعات على الإطلاق
أسماء الساعات لا تكون عشوائية أو مختارة بالصدفة، بل يدرس الخبراء احتمالات أسمائها ويفكّرون بها لوقت طويل، بحسب ما يتجاوب مع قواعد التسويق. غير أن بعضها يخبئ قصصًا مرحة وطرائف غريبة ومعلومات مشوقة تستحقأن نعرفها لنفهم هوية العلامات التي تقف خلفهاوتاريخها أكثر. هذا هو حال دار المجوهرات الراقية "شوبارد"Chopardالتي لا تخبرنا من خلال أسماء ساعاتها عن شخصيات وأحداث ماضية فقط، بل تكشف أيضًا أعمق قيمها. فلنتوقف للحظة أولًا، ونغوص في تاريخ الدار...
بدأ تاريخ "شوبارد" عام 1860، في البلدة الصغيرة سونفيلييه في منطقة جورا بيرنوا. هناك، قام الحرفي الشاب الماهر "لويس-أوليس شوبارد" الآتي من عائلة متمرسة في صناعة أجزاء الساعات منذ أكثر من قرن، بتأسيس مشغله وهو بعمر 24 سنة فقط. بفضل دقّتها وموثوقيتها، حققت ساعاته (وخصوصًا منها كرونومتر الجيب الذي كان ينتجه لشركة السكك الحديدية السويسرية) في وقت قصير سمعة صلبة. وانتشرت شهرته في مناطق بعيدة من أوروبا الشرقية وروسيا وإسكندنافيا، بفضل ذكاء المؤسس الذي كان يعرض ابتكاراته خلال أسفاره خارج البلاد.
مع عائلة "شوفيلي"، شهد تاريخ "شوبارد" تطورًا هائلًا. بإبداعها وتقنياتها الراقية وحرفيتها المتفوقة، صارت العلامة من بين أشهر الأسماء في عالم المجوهرات والساعات الراقية. وواصلت "شوبارد" المستقلة تمامًا صون تقليد عائلي عريق. يقود "كارل شوفيلي" وزوجته "كارين" عمليات توسع الشركة على الصعيد الدولي منذ أكثر من أربعين عامًا، ولا يزال الثنائي نشيطًا في إدارتها بمساعدة ولديهما: "كارولين غريوزي-شوفيلي" تقود قسم المجوهرات والساعات النسائية، و"كارل-فريدريخ شوفيلي" يشرف على قسم الساعات الرجالية ومصنع "شوبارد" في فلورييه حيث تُصنع ساعات L.U.C..
من بين قصص أسماء ابتكارات "شوبارد"، حكاية مجموعة L.U.C. التي تمثل الأحرف الأولى من اسم "لويس-أوليس شوبارد" (1915-1836) صانع الساعات الذي أسس عام 1860 في سونفيلييه المصنع المتخصص في الكرونومتر وموديلات الجيب الدقيقة. ظهرت هذه الحروف شعارًا منذ العام 1886، قبل أن تكتسب في العقود التالية شهرة واسعة في أرجاء أوروبا، حتى في دول البلطيق وفي روسيا حيث زار "لويس-أوليس" بلاط التسار "نيقولا" الثاني. عام 1913، ظهر أيضًا شعارL.U.C. في أول حملة إعلانية للدار، ومنذ ذلك الحين، أعيدت ترجمته مرات كثيرة في أشكال مختلفة.
في 1997، افتتح "كارل-فريدريخ شوفيلي" الذي كان وقتها نائب رئيس "شوبارد"، مصنعًا في فلورييه للحركات الميكانيكية؛ وكانت خطوة طبيعية أن يعاد استخدام ذلك الشعار القديم الذي يشير اليوم إلى موقع التصنيع والحركات ومجموعة ساعاتها. بهذه الطريقة، لا يكرّم هذا الاسم فقط مؤسس الدار، بل هو أيضًا تحية إلى حرفة صناعة الكرونومتر الموجودة في عالم "شوبارد" منذ البداية، أي إلى مبادئ الدار وقيمها وبراعتها التاريخية.
قد تكون قصة "هابي دايموندز"Happy Diamonds أقل شهرة. نبعت المجموعة من فكرة طرحها "رونالد كوروفسكي" الذي كان مصمم "شوبارد" وقتها ورأى خلال جولة له في الغابة السوداء في ألمانيا انعكاسات قوس قزحية لقطرات الماء حول شلال. وقرر ترجمة هذا التأثير المتقزح بالماس، الذي تكون له حرية الحركة. كنّا وقتها في السبعينيات، وهي الفترة الأكثر إبداعًا في صناعة الساعات والتي ظهرت فيها الجرأة والتجارب والمغامرات في كل مكان.
في البداية، أعطاها "كوروفسكي" اسم "الماسات الملامسة"Touching Diamonds لأنه أراد لها أن تلمس حتى لو بشكل رمزي بشرة من تتزين بها. فأدخلها بين زجاجتين ووضعها بعد ذلك في مساحة حول الميناء، لتكون في اتصال مباشر بالمعصم. غير أن هذه الفكرة لم تنجح في البداية، إذ بقيتهذه الأحجار النفيسة جامدة بلا حركة تارة، واحتكت تارة أخرىبالزجاجة وخدشتها. تم حل المشكلة بحيلة ذكية اقتضت احتضان الجواهر في قرص ذهبي ذي قعر محدب، مما سمح لها بالتدفق بكل حرية بين الزجاجتين البلوريتين. وبما أن الذهب مادة أكثر نعومة من البلور الصفيري، تجنّبت هذه الطريقة ظهور الخدوش.
يقال إن "كارين شوفيلي" زوجة "كارل" رئيس "شوبارد" أطلقت على الساعة اسم "الماسات السعيدة"Happy Diamonds . حين اطّلعت على النماذج الأولية للساعة، قالت: "تبدو هذه الماسات أكثر سعادة لأنها حرة!". وقد جلب معه هذا الاسم حظًا جيدًا، لأن الموديل الذي تم إطلاقه عام 1976 لاقى نجاحًا فوريًا. النموذج الأول كان رجاليًا مع ماسات تتحرك فوق ميناء من الجمشت الأسود، وفاز بجائزة "وردة بادن-بادن الذهبية" التي كانت تعتبر أوسكار المجوهرات، وبجائزة "الماس الدولية".
من ساعة "هابي دايموندز"، نبع تصميم "هابي سبورت"Happy Sport العائد إلى العام 1993 والذي كان أول ساعة فولاذية مزينة بالماس. وفي تاريخ الدار مجموعات أخرى بأسماء ملهمةنفهم معناها أو رمزيتها حالما نسمعها، مثل "لا سترادا"La Strada التحية من الرئيسة الشريكة "كارولين شوفيلي" إلى فيلم المخرج "فيديريكو فيليني"، و"ميلي ميليا"Mille Miglia الاسم المكرس لسباق السيارات التاريخيالذي تجمعه علاقة رسمية بالدار، وطبعًا مجموعة "السجادة الحمراء"Red Carpet التي ابتكرت احتفالًا بالشراكة التاريخية مع مهرجان "كان" السينمائي.
هكذا، عبّرت هوية "شوبارد" عبر السنين عن الرقي الفطري والأناقة العفوية المتجذرتين في هويتها حتى من خلال أسماء تصاميمها. وعلى الرغم من ترسخ هوية الدار في أسلوب كلاسيكي ومبتكر في الوقت نفسه، تحلّت "شوبارد" دومًا بديناميكية كبيرة في الحقل الإنتاجي وفي أسلوب اتصالها بالناسوتواصلها معهم. فمن جهة أولى، تعتمد على شخصيات مشهورة من عوالم الترفيه والرياضة والموسيقى، ومن جهة ثانية، تنظم فعاليات خيرية وتدعم منظمات إنسانية مثل مؤسسة "إلتون جون لمكافحة الإيدز" التي تتعاون معها منذ 1993. وقد أطلقت في الواقع "شوبارد" ساعات كثيرة محدودة الإصدار تحمل توقيع المغني البريطاني وذهبت عائداتها إلى دعم مبادرات خيرية.