"أوديمار بيغيه" خمسون عاماً من التراث والتفوق في فن صناعة الساعات
مر 50 عاماً وأكثر من 500 تصميم منذ أن أحدثت دار "أوديمار بيغيه" في 1972 ثورة في القواعد الجمالية لصناعة الساعات، من خلال تقديم ساعة "رويال أوك"بخطوطها المتمردة والمتميزة، وهيكلها اليدوي التنفيذ، وقرص التثبيت المثمن، والحركة الأوتوماتيكية الرفيعة والمزودة بوظيفة التاريخ، وكلها تفاصيل صممها"جيرالد جينتا"في ليلة واحدة. كانت هذه الساعة أول تصميم يقدّم مفهوم الساعة الرياضية الفاخرة، وارتقت بالفولاذ إلى مكانة الذهب النفيس.هي ساعة لم تتوقف أبداً منذ ذلك الحين عن تجديد نفسها، بحيث نسجت مجموعة ضخمة مع أكثر من 500 نسخة بأحجام مختلفةللرجال والنساء، مدعومة بعيارات مختلفة. فلنكتشف معاً قصة عقود من التصميم والبراعة...
تأسست الدار السويسرية المرموقة "أوديمار بيغيه" على أيدي "جول-لوي أوديمار" و"إدوار-أوغوست بيغيه". بدأ نشاطهما في عام 1875 في مشغلهما في قرية "لو براسوس " السويسرية. كان "أوديمار" خبيراً في تصميم الحركات الميكانيكية، فيما كان "بيغيه" مسؤولاً عن الجوانب المالية والتجارية للإنتاج. في ديسمبر 1881، شرع "أوديمار" و"بيغيه" في تأسيس شركة "أوديمار، بيغيه وشركائهما"التي سرعان ما ارتبطت هويتها بالتصميم المعقد لساعاتها. أنتجت هذه الشركة عام 1882 تصميماً للجيب مع كرونوغراف منفصل ومكرر الدقائق بالإضافة إلى تقويم دائم.وبعد عشر سنوات، أي في عام 1892،دخلت ساعة "أوديمار بيغيه رقم 2416" التاريخ كأول ساعة معصم مع مكرر دقائق. وخلال العقد الأول من القرن الجديد، استمر التصنيع في النمو على الصعيد التجاري ومن حيث عدد الموظفين، وأصبح توسيع المشاغل ضرورياً.
رافق افتتاح المصنع الجديد في عام 1907 فترة موفقة، تلتها لسوء الحظ الحرب العالمية الأولى حيث واجهت الشركة صعوبات كبيرة. في 1918، واصل أبناء المؤسسَين العمل، وحافظوا على شهرة الشركة وعززوهابفضل النجاح الكبير الذي تحقق مع ساعات اليد النسائية الغنية بالأحجار الكريمة والساعات الرجالية ذات الحركات المعقدة. مع بداية الحرب العالمية الثانية، تباطأ العمل مرة أخرى، وطريق النجاح كانصعباً.وفي عام 1949، شاركت الدار للمرة الأولى في معرض بازل.
في أوائل الستينيات، بدأتحقبة جديدة بتعيين "جورج غولي" في منصب الإدارة العامة. وتم انتخابه رئيساً تنفيذياً من 1966 إلى 1987، فحمل معه موجة كبيرة من الإبداع والابتكار في التصميم. ظل "غولي" وفياً للآليات المعقدة لساعات الدار التاريخية، وحدّثها من خلال إلقاء نظرة فاحصة على متطلبات العصر والأذواق المتغيرة، إلى جانب تجديد نظام التوزيع بأكمله. لقد أكسبت هذه التغييرات الدار نجاحاً دولياً هائلاً مع إنجازات كثيرة في السوق.
إلى هذه الفترة، يعود تاريخ بعض أشهر الإصدارات مثل ساعة "رويال أوك" التي تتميز بقرص التثبيت المثمن الشهير والمستوحى من فوهات مدافع بوارج "إتش إم إس رويال أوك" التابعة للبحرية الملكية البريطانية والمسماة على اسم شجرة البلوط الشهيرة التي كانت ملاذاً لملك إنجلترا تشارلز الثاني في منفاه. لاحقاً في عام 1986، أنتجت الدار أول ساعة يد فائقة الرفعذاتية التعبئةوبتوربيون؛ وفي عام 1989، أنتجتأول ساعة يد بمنطقة زمنية ثانية، وفي وقت لاحق،موديل "أوديماربيغيه ستار ويل"الذي تميز بمؤشر الوقت المثبت على ثلاثة أقراص صفيرية.
في عام 1992، تم إنشاء مؤسسة "أوديمار بيغيه"، وهي جمعية مكرسة للحفاظ على جمال غابات العالم، تخليداً لذكرى المناظر الطبيعية الرائعة في "فالي دو جو" حيث ولدت الشركة وخطت خطواتها الأولى. لهذه المناسبة، تم إنتاج تصميم "رويال أوك فاونديشن"بإصدار محدود، وفي العام نفسه،أعيد تصور شكل المثمن الشهير بنهج رياضيظهر في ساعة "رويال أوك أوف شور". وفي العام التالي،افتُتح متحف "أوديمار بيغيه" في المقر التاريخي للمؤسسين في بلدة لو براسوس، وما زالت زيارته ممكنة حتى اليوم بالمواعيد.
في 1996، أطلقت مجموعة الساعات البيضوية الميناء "ميليناري" في الأسواق، وسفيرها بطل الشطرنج العالمي "غاري كاسباروف"، الذي كُرّس له تصميم محدد.وقد انخرطت الدار منذ عام 1999 في تصميم ثمانية موديلاتمميزةلكل منها إصدارمحدود بعشرين قطعة، ومعروفة باسم مجموعة "تراديشن أوف إكسلنس". ومن ضمن هذه الساعات، "جول أوديمار" مع مكرر الدقائق، و"جول أوديمار"مع ديناموغراف.
انطلاقاً من شغفها برياضة الإبحار، قررت "أوديمار بيغيه" في عام 2000رعاية أول فريق بحارةفي تاريخ سويسرالدى مشاركته في مسابقة كأس أمريكا. أما النجاح الكبير في هذا المجال فأتى لاحقاًمع فوز الفريق الذي دعمته "أوديمار بيغيه" بالدورة 31 من كأس أميركا، واحتفلت الشركة بذلك مع تصميم "رويال أوك سيتي أوف سيلز".
جذبت الحملة الإعلانية "نساء العالم" (Femmes du monde)، التي استهدفت الجمهور النسائي عام 2004، انتباه الجميع. تألفت الحملة من صور لبعض أجمل نساء العالم وهن يضعن إبداعات "أوديمار بيغيه". وفي العام التالي، تم تقديم موديل "كاليبر 3120" الذاتي التعبئة، و"دوال تايم ميليناري مازيراتي" كنتيجة للشراكة الرياضية مع شركة تصنيع السيارات المرموقة وتكريماً للذكرى التسعين لتأسيسها. وأغنت ثلاث موديلات جديدة المجموعة في العام اللاحق: "ميليناري إم سي 12"، و"كابينت إن 5 تراديشن أوف إكسلنس"،و ساعة "ميليناري" للنساء.
وفي الآونة الأخيرة، تعاونت الدار مرة أخرىمع المصممة الفلورنسية "كارولينا بوتشي" لإعادة ترجمة تصميم ميناء ساعة "رويال أوك" المضفر الشهير. التصميم الجديد من "كارولينا"يكيّف ألوان قوس قزح من خلال أطياف ضوئيةمفاجئة تسطع على ميناء الساعة. للوهلة الأولى،يبدو الميناء أسود اللون، ولكن عند إلقاء نظرة قريبة،يظهر طيف متعدد الألوان يعيد إحياء تأثير "تابيسري" المضفّر الأيقوني.يختلف نمطالألوان المتقزحةمن ميناء لآخر، مما يجعل كل موديل فريداً من نوعه. وكانت "أوديمار بيغيه" قد دعت "كارولينا" لإعادة تصميم الموديل النسائي من "رويال أوك" عام 2016 حين تخيّلت المصممة هذه الساعة بلمسة فلورنسية تُعرف باسم "الذهب الجليدي". ويؤكد هذا التعاون الجديد مرة أخرى علىأهميةالحرفية العالية الجودة في عالم "أوديمار بيغيه"