قصة سوار "الحب" من كارتييه Cartier
من لا يعرفه... اسمه Love Bracelet من دار "كارتييه"، وإنه أكثر قطع المجوهرات المرغوبة على الإطلاق. هو ليس مجرد إكسسوار ثمين نضعه لإكمال إطلالتنا بتفاصيله المشرقة اللامعة، لأنه يحملمعاني رمزية عميقة، حيث أن إعطاءه لشخص ما يعتبر وعدًا حقيقيًا بالحب الأبدي. وليس من باب الصدفة أنه الإكسسوار الوحيد في العالم الذي يُمنح نفس قيمة خاتم الخطوبة.
ما زال هذا التصميم حتى اليومأحد أشهر الأساور في العالم، وأحد أنجح ابتكارات دار المجوهرات الراقية الفرنسية "كارتييه". يعود تاريخه إلى القرن الماضي، وقصّته مميزة للغاية، إلى درجة أن البعض يعتبرها أسطورة...
صُمم سوار "لوف" في 1969،ليس داخل المشغل الباريسي، بل في مشغلل مجوهرات كارتييه في نيويورك؛وأحدث وقت إطلاقه ثورة حقيقية في هذا القطاع.مبتكر سوار "لوف" من كارتييه كان مصمم المجوهرات الإيطالي ألدو تشيبولو الذي انتقل إلى أمريكا حيث صمّم أيضًا سوار كارتييه الشهير "جوست أون كلو"Juste un Clou المعروف بشكل المسمار المنحني. لدى تصميم سوار "لوف"، استمد إلهامه من فكرة حب وفيّ وشامل، واختار ترجمة الفكرة إلى سوار. القطعة الأصلية كانت مصنوعة من الفضة المغطاة بالذهب ومصممة بشكل بيضاوي أكثر مما هي عليه اليوم لتبقى ملتصقة قدر الإمكان بالمعصم. والابتكار الرائع الآخر الذي أتى به تشيبولو إلى سوار "لوف" هو عدم حصره بجنس معيّن، في وقت كان فيه وضع جوهرة غير مخصصة للنساء أو الرجال فقط أمرًا غير شائع ومشوّقًا. ومع إطلاق سوار "لوف"، رسّخت دار كارتييه اسمها بين أعظم روّاد المجوهرات غير المحصورة بجنس واحد.
والتفصيل الذي لطالما أدهش الجميع هو بلا شك كونه سوارًا محكم الإغلاق،الأمر الذي له أيضًا رمزية قوية في الحب. فتم تصميم سوار "لوف"ليظل مغلقًا بإحكام، وذلك بفضل نظام من البراغي الصغيرة التي تحيط به على طول سطحه بالكامل، مع إمكانية فتحه فقط من قبل المحبوب،عبرمفك براغ صغير من الذهب، لتحرير المعصم.عند إطلاق سوار الحب،تهافت عليه العملاء، وفي بداية السبعينيات، روّجت له كارتييه عبر تقديم عينات إلى 25 من أشهر الأزواج في تلك الحقبة. ومن بينهم، دوق ودوقة ويندسور، وصوفيا لورين وكارلو بونتي، وآلي ماكغرو وستيف ماكوين، وإليزابيث تيلور عاشقة المجوهرات الفاخرة وزوجها ريتشارد بورتون.
مثل العديد من المجوهرات، سوار "لوف" من كارتييه بطل عدد من الأساطير والحقائق التي لا تُنسى. ففي الواقع، يُقال إن الدار في الأصل لم تقبل بيعهللعملاء الذين أرادوا شراءه لأنفسهم، وكان البيع محصورًا بالعشاق. ومع مرور الوقت، بدأت كارتييه ببيعه أيضًا بشكل فردي، ولكن وفقًا للتقليد يجب أن يبقى مفك البراغي مع الشخص الذي أعطى السوار كي تتحول الهدية إلى علامة حب. كما أنه مع تزايد الطلب عليه وازدهار سوق التزوير، قررت كارتييه وسم كل موديل من سوار "لوف" برقم تسلسلي يوثّقه ويمكن التعرف عليه.
اليوم، لا يزالسوارًا معروفًا للغاية ومتعدد الاستخدامات يمكن وضعه حول المعصم في كل ساعات اليوم وليس بالضرورة أن يكون منسقًا مع فساتين مسائية. "لوف" من "كارتييه" قطعة نهديها أو نورثها، وإكسسواريكاد يكون غير قابل للنزع (مما يسبب مشاكل أحيانًا مع أجهزة كشف المعادن في المطارات إذ غالبًا ما يستحيل نزعه). علاوة على ذلك، قد حقق الشهرة والشعبية اللتين لم تتمكن من حصدهما سوى أكبر الأشياء وأضخمها على مر السنين. لم يعد اليوم مصنوعًا من الفضة بل من الذهب الخالص، وتقدّم كارتييه هذه القطعة شبه الأبدية بأشكال مختلفة، تتنوع بين الذهب الأصفر،والذهب الوردي، وصولاً إلى البلاتين، وتكون مزينة أيضًا بالماس، أو في موديلات محدثة مثل الخواتم، الأقراط، القلائد،والعقود، وكلّها رموز لحبأبدي عظيم.
الموديلات الأساسية والأكثر شيوعًا هي التصاميم الصغيرة بالذهب الأصفر والوردي والأبيضبعيار 18 قيراطًا، والتي تُباع مع مفك البراغي. ومن القطع الأكثر تميزًا، الأساور المزينة بـ 4 أو 10 ماسات بريليانت بعيار 0.42 قيراطًا، وهي أكبر بقليل من الأساور الأخرى. أما أثمنها فهي أساور "لوف" الصغيرة المصنوعة من الذهب الأصفر أو الوردي أو الأبيض بعيار 18 قيراطًا والمزينة بـ 177 ماسة دائرية متألقة بعيار 0.95 قيراط. ومن الجدير ذكره أنه في السنوات الأولى التي تم فيها إطلاقه، بيع سوار "لوف" مقابل 250 دولارًا، لأنه كان من الفضة ومطليًا بالذهب.لكن مع مرور الوقت، وبعد أن تم تصنيعه بالكامل من الذهب وإثراؤه بالماس، شهد ارتفاعًا في قيمتهإلى آلاف الدولارات.
وهكذا، أصبح سوار "لوف" في السنوات الأخيرةقطعة يرغب في الحصول عليها ملايين الناس حول العالم، إلى درجة أنه أصبح الجوهرة الأكثر طلبًا على الانترنت.والسبب في كونه محبوبًا إلى هذا الحدبسيط بعض الشيء، فهو اعتُبر منذ البداية رمزًا للحب الأبدي، وحمله على المعصم يعني أن نتذكر في كل الأوقات ذلكالشخص المميز. قبل أن يصممهألدوتشيبولو، كانت الأساور تُستخدم فقط لإثراء الإطلالة، بينما صُنع سوار "لوف" بقصد التزيّن به دائمًا، من الصباح إلى المساء، كإكسسوار لا يمكن البقاء بدونه في الحياة اليومية. ومن قصص سوار "لوف" الطريفة والتي قد تكون أسطورة، أن بعض المستشفيات في نيويورك تحتفظ بمفك براغي هذا السوار في حال اضطرار الطاقم الطبّي إلى إزالته من معاصم المرضى في حالات الطوارئ