تاريخ خاتم الخطوبة من نشأته إلى أحدث صيحاته
مثّلت هدية الخاتم منذ العصور القديمة ختمًالوعد الحب، ويُعتقد عمومًا أن تقليد إعطاء الخاتم للحبيب يعود إلى المصريين، حين كان يُمنح للمرأة كدليل على الثقة والاحترام، وكطريقة للتعبير عن أهميتها والرغبة في بناءعائلة معها.
وقد اعتاد الرومان إعطاء خاتمين لعروس المستقبل، أحدهما من حديد لتضعه في المنزل، والثاني منذهب لتعتمده في الأماكن العامة. وفي العصر الروماني أيضًا، انتشرت فكرة وضع الخاتم على بنصر اليد اليسرى الذي كان يُعتقد أنه بداية الوريد الموجّه إلى القلب، أو ما يسمى بعرق الحب.
على مر القرون، خضع مفهوم خاتم الخطوبة لتغييرات ملحوظة، حتى اقترب أكثر فأكثر من نوع الخاتم الذي اعتدنا عليه اليوم.لنكون دقيقين، في عام 1477 قامماكسيميليان أرشيدوق هابسبورغ بتقديم خاتم مرصع بماسة دائرية إلى زوجته ماري دوقة بورغونيا. وبهذه المناسبة دخلت الأحجار الكريمة إلى المعادلة لأول مرة ضمن تقليد ظل حيًا على مر القرون، ليصبح مرحلة تمهيدية ثابتة في رحلة الزواج.
والدليل الملموس على أن عبارة "الماس أبدي" حقيقية هو أنه وبتحليل كيفية تطور خاتم الخطوبة في القرن الماضي، يمكننا أن نرى أنه ليس الحجر الذي يتغير - فالماس كلاسيكي وخالد –بل القصة أو الإطار. وفي بداية القرن الماضي، كان النموذج الأكثر شيوعًا هو الخاتم الكلاسيكي مع حجر سوليتير، أي ماسة دائريةيدعمها إطار من ستة أضلع مصنوعة بشكل عام من الذهب الأصفر بعيار 14 قيراطًا.
في عشرينيات القرن العشرين، تم تطوير الطراز الإدواردي المخرّم مع ماس دائري وإطار بلاتيني، ثم تم استبداله بإطار بلاتيني متأثر بفن الآرت ديكو مع ماس بريليانت تنيره ماسات صغيرة دائرية أخرى.وفي النصف الثاني من العشرينيات، دخل الذهب الأبيض، وصار الإطار المخرّم الذي يذكّر بالطراز الإدواردي، صيحة حقيقية.
في أربعينيات القرن الماضي، عاد الذهب الأصفر والوردي، في حين كان قطع الألماس دائريًا متألقًا. ومع بداية الحرب العالمية الثانية، انتشر ما يسمى بـ "خاتم عرائس الحرب" وهو الخاتم الذي كان يتبرع به كل جندي لصديقته في زمن الحرب. وكان عبارة عن خاتم من الذهب الأصفر والأبيض، بسبب تقنين المعادن الثمينة في تلك الفترة. وبعد الحرب، أصبح الذهب الأبيض والبلاتين المعدنَين الأكثر ارتباطًابصناعة خواتم الخطوبة. كما عاد رواج إضافة الأحجار الكريمة ذات القطع الدائري، ولكن الموضوعة على الجوانب.
مع الازدهار الاقتصادي بين الستينيات والسبعينيات، انبثقت أشكال مختلفة لحجر الماس، من قطع الزمرد إلى قطع الدمعة والقلب، فأوجدت صيحة حقيقية. وبقي البلاتين أفضل المعادن الثمينة التي يمكن اختيارها،بينما تنوّعت الإطارات بشكل كبير. وترسّخ تقليد إعطاء الماس في هذه السنوات بفضل حملة إعلانية بتكليف من "دي بيرز" في عام 1974. هذه الحملة كانت ناجحة للغاية، واكتسبت شهرة واستمرارية من خلال شعارها الخالد"الماس أبدي"،كما تمكنت من إعادة إحياء سوق الماس الأمريكية.
وفي الواقع، في عام 1939، كانت 10 في المئة فقط من الخواتمتحتوي على الماس، بينما كانت في عام 1990 تمثل 80 في المئة.
وفي أوائل العقد الأول من القرن الحالي، أصبحت القصّة المتألقة الصيحة الأبرز إلى جانب قصة الأميرة، خصوصًا حين تجتمع بأحجار مثلثة على الجوانب.وفي السنوات الأخيرة، شاع استعمال إطار "الهالة"الذي يعتبر اليوم الأكثر رواجًا لطلب يد العروس. وبالإضافة إلى ذلك، يزداد البحث عن الماس الملوّن في أيامنا.
أما بالنسبة إلى الإطارات، فإن خواتم الخطوبة الأكثر إهداءً اليوم هي خاتم السوليتير،والريفييراالمرصع بالماس الصغير، والثلاثي المكون من ثلاث ماسات كرمز يعني "الأمس واليوم وغدًا معًا". ومع ذلك، هناك العديد من الأحجار الكريمة التي يمكن ترصيعها في خاتم الخطوبة، وكل منها مرتبط بمعنى مختلف.يمثل الماس التقليدي صلابة العلاقة ويستمر في كونه رمزًا للحب الأبدي والطاهر والعاطفي. ويروي الياقوت قصة شغف لحب قوي، في حين أن الصفير يمثّل الإخلاص، والزمرد يرمز إلى الأمل. وأخيرًا، هناك الأكوامارين الذي يشير إلى الرغبة في زواج دائم وسعيد، والبيريل الذي يوحي بقوة رابط الحب، والأوبال الذي يمثل الحب الصادق.