آفا غاردنر نجمة السينما وجامعة المجوهرات النفيسة
اشتهرت آفا لافينيا غاردنر (وهو الاسم الكامل للنجمة الهوليوودية الأيقونية)بموهبتها الاستثنائية في التمثيل، لكن قلة من الناس يعرفون أنها كانت جامعة مجوهرات خبيرة ومتمرسة. في الواقع، امتلكت غاردنر مجموعة رائعة من القطع الكلاسيكية التي اشترت أو تلقّت معظمها خلال سنوات الستينيات والسبعينيات.وقد تتفاجئين حين نخبرك أن أسلوب مجموعتها خطيًا وتقليديًا، على عكس ما نتوقعه عادة من امرأة ذات شخصية شغوفة وقوية إلى هذا الحد.
قبل الغوص في مجوهراتها النفيسة، سنلقي نظرة سريعة على حياتها ومسيرتها المهنية اللتين سمحتا لها بعيش وسط رفاهية وفخامة وألق هذا العديد الكبير من الحلي.
ولدت آفا غاردنر في عام 1922 في قرية غرابتاون بولاية كارولاينا الشمالية، وهي الصغرى بين سبعة أولاد. قبل أن تصبح الممثلة الشهيرة التي نعرفها جميعًا، لم تفكر يومًا في السينما ولا حتى في الحياة التي عاشتها لاحقًا.التحقت بكلّية خاصّة في مدينة ويلسون خلال أواخر عشرينيات القرن الماضي، ساعية خلف هدفها بأن تصبح سكرتيرة.غير أن ما قلب حياتها رأسًا على عقب كان صورة التقطها لها صهرها المصور لاري تارالذي عرضها بعد ذلك في نافذة الاستوديو الخاص به في نيويورك.لم يمر جمال آفامرور الكرام، بل لاحظ صورتها موظف في شركة الإنتاج السينمائي "مترو غولدوين ماير". وبعد ذلك، حضرت تجربة أداء أمام المنتج لويس بي ماير الذي قدّم لها عقد عمل على الرغم من أنه كان لا يزال عليها تعلّم التمثيل، بعد أن أسرته بعينيها الزمرديتين المغنطيسيتين وخدّيها المنحوتتي العظام وجاذبيتها الراقية. والباقي قصّة ممثلة عاشت طوال حياتها تحت راية النجاح الكبير، والحب، والإنفاق الهائل. وكما ذكرنا، بالإضافة إلى خزانة ملابس مكتظة بأجمل التصاميم، كانت الممثلة الأمريكية أيضًا صاحبة مجموعة كبيرة من المجوهرات الثمينة.
في إجازاتها وفي المناسبات الاجتماعية التي حضرتها، تزيّنت بخواتم وبروشات وعقود وأقراط وأساور، ولكن أيضًا بإكسسوارات مميزة ولافتة لشعرها. من أولىالمجوهرات التي ألّفت هذه المجموعة، خاتم الخطوبة الذي تسلمته من زوجها الأولالممثل ميكي روني الذي أعطاها إياه خلال حفلة أعلنا فيها عن زفافهما. كان خاتمًا رائعًا مرصعًابحجر عياره 6.35 قيراط. ولا يقل عنه أهمية الخاتم المدهش المزين بحجر صفير كشميري استثنائيوالذي قدّمه إليها رجل الأعمال والمخرج والطيار هاوارد هيوز.ونذكر أن الصفير الكشميري معروف أيضا باسم "الصفير المخملي" وأنه نادر إلى درجة أنه لا يُعرض علنًا أبدًا حتى خلال أهم المزادات. غير أن "غاردنر" أعادت هذه الجوهرة النادرة للغاية إلى هيوز بعد انتهاء علاقتهما. كانت الممثلة شغوفة للغاية باللؤلؤ، ولحفلة زواجها من فرانك سيناترا، اختارت عقدًا لؤلؤيًا مزدوجًا مع زوج أقراط مطابق.
من بين قطع المجموعة الأكثر رمزية، زوج أنيق من الأقراط المرصعة بالماس. وضعت هذه الأقراط الكلاسيكية المصممة على شكل باقة أثناء تصوير فيلم "معبر كساندرا" (1976). وأكثر ماميّزهاأجزاؤها المتدلية القابلة للتبديل بين قطرات ماسية إجاصية مع حبّات حجر الجاديت، وقطرات زمردية بارزة مع ماس، ولآلئ تتوّجها أحجار الماس. في الفيلم، يمكننا أن نرى هذه الأقراط في نسختها اللؤلؤية.
ولا يمكننا سوى أن نذكر التصاميم الكثيرة من دار "فان كليف أند آربلز" التي كانت بكل تأكيد إحدى دور المجوهرات المفضّلة لدى آفا غاردنر. تلك المجوهرات التي بيعتكلها تقريبًا في مزاد كبير لدار "سوذبيز" في التسعينيات، ما زالت تخبر قصة تطورشخصيتها وشغفها، أي قصة حياتها. من بينها، القطعة الأثمن والتي يمكنها أن تخبرنا أكثر عن شخصيتها، وهي خاتم مرصع بالزمرد والماس صممته دار "فان كليف أند آربلز" في 1961. حجر الزمرد بعيار 4.6 قيراط تألق بقصّته المحددة ولونه الأخضر المشرق في أحضان دائرة من الماس الوامض. ومن القطع الأخرى، سوار ماسي ساحر وبروشان ماسيّان على شكل زهور، وكلها من تصميم "فان كليف أند آربلز" وتعود إلى أوائل الستينيات. كما أنها كانت تملك بروشًا آخر من الماس واللؤلؤ المستنبت يمثّل ملاكًا جالسًا على غيمة مع قلوب من الياقوت. ولا ننسى التاج الماسيّ الذي تكللت به في 1954 لحضور العرض الأول من فيلم "الكونتيسة الحافية القدمين" في لوس أنجلس، حيثأكملت إطلالتها بفروة وقفازات مسائية. أخيرًا، من الجدير ذكر إكسسوار الشعر اللؤلؤي النفيس المطابق لأقراط من المادة نفسها، وقد تزينت به للعرض الأول من فيلم "قتل طائر بريء" للمخرج روبرت ماليغان في 1963.
على الرغم من كونها عمومًا مجموعة مجوهرات صغيرة مقارنة بمجموعة الممثلات الأخريات في ذلك العصر، تعتبر مجموعة آفا غاردنر واحدة من الأجمل والأفضل على الإطلاق بفضل رقي قطعها.
وفي العام الذي سبق وفاتها، أي 1989، قررت آفا غاردنر بيع جزء من مجموعتها في مزاد في نيويورك. وتم بيع باقي المجوهرات في مزاد بعد وقت قصير من وفاتها في لندن. لذلك إن مجوهراتها اليومموزّعة بين مجموعات مختلفة موجودة حول العالم