من السفر حول العالم إلى تصميم المجوهرات الناعمة.. مراحل تطور شغف المصممة الإماراتية نورة شوقي
من خلال شغفها بالسفر واكتشاف أماكن جديدة وثرية باستمرار، استوحت المصممة الإماراتية الشابة نورة شوقي مجوهراتها الراقية والعصرية بامتياز، والتي تعتمد بشكل أساسي على الأشكال المختلفة عن المعتاد وألوان الأحجار الكريمة بكل أنواعها لتناسب جميع الأذواق. أسست نورة شوقي علامتها الخاصة عام 2018، ومن خلال هذه السنوات القليلة، استطاعت أن تبرز تصاميمها في عالم المجوهرات، حتى أصبحت اسما لامعا في دولة الإمارات العربية المتحدة خاصة، وفي منطقة الخليج بوجه عام أيضا. ولتطوير شغفها وموهبتها أكثر قبل البدء بتصميم مجوهراتها الخاصة، تلقت شهادات مختصة بالمجوهرات والأحجار في المعهد الأمريكي لعلوم الأحجار الكريمة، أو ما يعرف باسم GIA، وهو من أهم الأماكن التي تنمي موهبة تصميم المجوهرات وتعلم كل التفاصيل التي يحتاجها أي مصمم. كما أنها التحقت بدورة في "مدرسة المجوهرات" L’ÉCOLE من دار Van Cleef & Arpels في دبي من بعد دوراتها في GIA، حتى تكون جاهزة من كل النواحي لبدء مشوارها في عالم المجوهرات الناعمة والعصرية. من خلال هذا اللقاء الحصري بمجلة "هي" مع نورة شوقي، يمكنك التعرف أكثر إلى أسلوبها في التصميم وحكاية شغفها اللامحدود.
كيف تطور شغفك بالمجوهرات لتأسيس علامتك الخاصة؟
لطالما كان لدي شغف بالمجوهرات بكل أنواعها. في البداية كان مجرد حب، حتى قررت دراسة المزيد عن الأحجار الكريمة والألماس، والدخول أكثر في جميع التفاصيل. بعد الانتهاء من دورة المعهد الأمريكي لعلوم الأحجار الكريمة أو GIA، قررت المضي قدما وتأسيس علامتي الخاصة في 2018.
هل انعكست خلفيتك على شغفك بأي شكل من الأشكال؟
درست العلاقات العامة والإعلام، وهو أمر مختلف تماما عما أفعله الآن. لكن بالطبع، أفادني ذلك من حيث التواصل الاجتماعي وتنظيم الفعاليات والأنشطة، وكل ما هو مطلوب لدفع العلامة إلى الأعلى.
برأيك ما الذي يجعل تصاميمك فريدة من نوعها؟
القصة التي تحملها كل قطعة. كل مجموعة مستوحاة من مكان زرته في السابق. ومثل البلاد التي تحمل ثقافات شعب وهندسة معمارية وجماليات مختلفة عن غيرها، تقدم مجموعاتي بدورها أيضا تصاميم مختلفة في كل مرة.
أنت تعشقين السفر أيضا، كيف جمعت حبك للمجوهرات مع السفر؟
عندما أسافر إلى أي مكان، أمتص كل الجمال المحيط بي بعقل نقي وبعيدا عن كل ضغوط الحياة اليومية. أسجل وألتقط صورا لكل ما يلهمني ويعجبني، ومن هنا تبدأ أفكار التصميم. وإذا شعرت بأن المفهوم لا يناسبني، أحاول البحث أكثر عن الأشياء التي تعلمتها في المكان، وأرى ما يمكن ترجمته إلى تصاميمي بشكل أقوى، فهناك دائما ما يمكن تعلمه من السفر ومن الأماكن المختلفة.
ما أكثر مكان ألهمك من حيث تصميم المجوهرات؟
المغرب بلا شك. كان مكانا مليئا بالجمال وأشبه بمسرح معد للتصوير، يملك الكثير من العمق من حيث الهندسة المعمارية والأسواق والشوارع المخفية التي تضيع فيها. هذا البلد الساحر أكثر ما ترجم لي وألهمني لتصميم العديد من قطع المجوهرات.
كيف أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في نجاحك؟
قبل تأسيس علامتي، كنت مدونة مجوهرات على مواقع التواصل الاجتماعي بحسابي الخاص. خصصت هذا الحساب فقط لاستكشاف المجوهرات، ونشر كل ما يعجبني من قطع وتصاميم بوجه عام. ومن خلال هذه التجربة، تعلمت ما يحبه الناس والأنماط المفضلة لديهم، وكنت أجري استطلاعات عدة على "إنستغرام" أيضا لفهم أسلوبهم بشكل أكبر. هذه الأمور ساعدتني على تصميم مجوهرات تلائم المتابعين وتعجبهم حقا.
ما صيحة المجوهرات المفضلة لديك حاليا؟ وماذا عن حجرك المفضل؟
سيبقى الألماس حجري المفضل إلى الأبد. لطالما كنت أحبه، لكن بعدما تعمقت في دراسة عوامله وتاريخه والفيزياء والكيمياء في مرحلة تكوينه، شعرت بالتعلق به أكثر. كما أنه كان أيضا من الأسباب التي دفعتني لبدء خط المجوهرات الخاص بي على الرغم من أنني لا أستخدمه كثيرا. أما بالنسبة إلى الصيحة المفضلة لدي حاليا، فهي مجوهرات الإناميل الممتعة والأنيقة في الوقت ذاته، وهي موجودة بكثرة في تصاميمي.
كيف تصفين إنجازات المرأة الإماراتية اليوم؟
في الحقيقة أنا فخورة لأبعد الحدود بالطريقة التي أظهرت بها النساء قدراتهن مؤخرا. هذا يظهر أنه لا حدود لما يمكن للمرأة الإماراتية تحقيقه، فقد وصلت إلى أعلى مستويات المناصب، فضلا عن كونها أمّا عظيمة في المنزل. يمكننا فعل أكثر من عمل واحد في الوقت نفسه، ويمكننا فعل ذلك بشكل مذهل أيضا.
ماذا عن إنجازاتك أنت؟ وما الذي تطمحين إليه بعد تأسيس علامتك؟
حققت كل ما كنت أتمناه منذ تأسيس علامتي. الآن، حان الوقت لتحقيق أحلام جديدة، كأن تكون العلامة أكثر شهرة وانتشارا على المستوى العالمي.
لمن تهدين تصاميمك؟ ولماذا؟
أهديها لأمي التي دعمتني خلال الأوقات العصيبة، وأخذت العبء عن كتفي، كما تفعل دائما حتى تتأكد من تحقيق أهدافي بأقل قدر ممكن من الضغوط. ولزوجي الذي طرح فكرة امتلاكي لعملي الخاص، ولم أكن لأبدأ بهذه الخطوة لولاه، فهو الذي دفعني لمواجهة مخاوفي. ولأطفالي الذين أتمنى يوما ما أن يتبعوا أحلامهم، ولا يدعوا الخوف أو التردد يعيق طريقهم.
ما الذي يمكن توقعه من مجموعتك المقبلة؟
المجموعة المقبلة قيد الإنشاء حاليا. اكتملت مرحلة التصميم، ونحن الآن في مرحلة الإنتاج. كل ما يمكنني قوله عنها هو أنها ستكون مختلفة تماما مثل كل مجموعة أصممها.
ما أهم نصيحة تقدمينها لامرأة تحاول تأسيس علامة مجوهرات خاصة بها اليوم؟
النصيحة التي أقدمها دائما دراسة الصناعة، ودراسة المواد (الأحجار الكريمة والألماس والتصميم) قبل الدخول في هذا المجال. لأن معرفة ما يتم بيعه جيدا وطريقة تصنيعه بالتفاصيل من أهم الخطوات على الإطلاق.