أبرز عمليات سرقة المجوهرات في الزمن المعاصر
منذ إطلاق بعض أروع كلاسيكيات السينما مثل فيلم "أوشن 11" (1960)، و"غابة الاسفلت" (1950)، و"أن تمسك لصاً" (1955)، ألهمت قصص سرقة المجوهرات المخيلة الهوليوودية مرّات عديدة، إلى درجة أننا غالباً ما ننسى أنّ هذا النوع من السرقات يحدث في الحياة الواقعية أيضاً. لكن ما هي أبرز عمليات السرقة التي تمّ تنفيذها في زمننا المعاصر؟ في ما يلي قائمة بالأكثر تشويقاً، فضلاً عن ملاحظة أخيرة عن مرتكبيها.
سرقة مجوهرات من قصر دوجي في البندقية
في عام 2018، عرض قصر دوجي في البندقية مجوهرات المجموعة الملكية القطرية. وقد تمّت سرقة القطع التي يملكها أمير قطر السابق الشيخ حمد بن عبدالله آل ثاني، في وضح النهار خلال آخر يوم من المعرض. ويبدو أنّ اللصوص تمكّنوا من تأخير جرس الإنذار لدقيقة واحدة، وهو الوقت الكافي للهروب من دون أن يلاحظهم أحد.
سرقة مجوهرات من مصرف "أيه بي إن أمرو" في أنتويرب
في عام 2006، استطاع رجل مسنّ بلكنة أميركية وجواز سفر أرجنتيني، أن يكسب ثقة موظّفي البنك بعد أن قدّم نفسه لأشهر عدّة على أنّه تاجر ماس ثري، وعلى ما يبدو أنّه قدّم لهم الشوكولاتة اللذيذة. وهكذا، تمكّن من الوصول إلى سرداب البنك وملء حقيبته بماسٍ بقيمة 28 مليون دولار أميركي والخروج من الباب الرئيسي.
سرقة مجوهرات من متجر "غراف" في لندن
في عام 2006، دخل رجلان ببذلتَي عمل إلى متجر مجوهرات "غراف" في شارع نيو بوند ستريت في لندن، في وضح النهار، وسرقا كمية كبيرة من المجوهرات والخواتم والعقود، تبلغ قيمتها حوالي 40 مليون جنيه استرليني. قام الرجلان بتهديد موظّفي المتجر بأسلحة نارية ثمّ هربا في سيارة "بي إم دبليو" زرقاء. لكن السلطات استطاعت القبض عليهما بعد مطاردة طويلة.
سرقة مجوهرات من مطار بروكسل الدولي
من بين أكثر عمليات السرقة جرأة على الإطلاق، تلك التي نفّذها ثمانية رجال مسلّحين، مرتدين أقنعة، ومتنكّرين بزي ضبّاط شرطة في عام 2013. استطاعوا تخطّي سور المطار والوصول إلى طائرة على وشك تحميل 50 مليون حجر ثمين للتوجّه إلى زيورخ. هدّدوا العاملين ببنادقهم، ولم يحتاجوا سوى إلى ثلاث دقائق للاستيلاء على الماس المخزّن في عنبر شحن الطائرة، وفقاً لأحد الشهود من الضحايا. وقد أعربت السلطات لاحقاً عن دهشتها الكبيرة بالأمر، معترفةً بالعبقرية الكامنة وراء عملية السرقة، وافترضت أنّها من عمل عصابة من المحترفين الحقيقيين.
سرقة مجوهرات من فندق كارلتون في كان
في عام 2013، وقعت مجموعة من عمليات سرقة المجوهرات في منطقة الريفييرا الفرنسية. ومن بينها، السرقة الغريبة لجواهر تُقدّر قيمتها بحوالي 102 مليون يورو. دخل رجل يعتمر قبّعة ووشاح باندانا إلى قاعة المعارض على الطابق الأرضي في الفندق، لوّح بمسدّسه وسرق حقيبة تحتوي على الماس.
سرقة مجوهرات في مركز أنتويرب العالمي للماس
في عام 2003، وتحديداً في اليوم الذي يلي عيد الحبّ، تمّت سرقة ماسات بقيمة 100 مليون دولار من مركز أنتويرب العالمي للماس في بلجيكا. وبحسب ما ورد، نجح اللصوص في سرقة الكنز بعد تخطّي التدابير الأمنية المتقدّمة للغاية، بما في ذلك الأقفال المركّبة المتطورة، وأجهزة استشعار الحركة والحرارة، والأبواب الفولاذية بحجم 18 إنش. أمّا العقل المدبّر، فكان الإيطالي ليوناردو نوتاربارتولو الذي قام بدراسة مفصّلة للسرقة طوال السنوات الأربع السابقة، وتمكّن من إيجاد طريقة للتغلب على النظام الأمني المعقّد. لكن لسوء حظّه، نسي على الأرض قطعة من السندويش الذي لم يكمله، فاستطاعت الشرطة أن تتعرّف إليه بفضل أدلة الحمض النووي.
أكثر اللصوص شهرةً
دوريس باين، المعروفة أيضاً باسم "دايموند دوريس"، وُلدت عام 1930 في فيرجينيا الغربية، وهي من أشهر لصوص الماس في العالم. أمّا أهمّ سرقة مجوهرات نفّذتها، فهي سرقة خاتم ماسي بعيار 10 قيراط في مونتي كارلو خلال سبعينيات القرن الماضي. وبالحديث عن العصابات، يجدر ذكر أشهرها في التاريخ: "بينك بانثر". وقد مُنحت هذا الاسم من قبل الإنتربول ووسائل الإعلام، وضمّت العصابة أكثر من 800 عضو من دول يوغسلافيا السابقة. وتمثّلت السرقة الأبرز في عملية متجر Graff والتي بلغت قيمتها أكثر من 40 مليون جنيه استرليني؛ وقد عُثر على بعض المجوهرات المسروقة لاحقاً، بما في ذلك ماسة زرقاء مخبّأة في وعاء. وبالطبع يمكننا ذكر الإيطالي ليوناردو نوتاربارتولو ضمن أشهر لصوص المجوهرات لهذا القرن، وكانت أبرز عملية سرقة له بلا شكّ تلك التي نفّذها في عام 2003 في مركز أنتويرب العالمي للماس، والتي قدّرت قيمتها بأكثر من 100 مليون دولار من الذهب والمجوهرات. وأخيراً، بيل مايسون الذي سرق، وفقاً لما كتبه في مذكّراته، مجوهرات وذهب بقيمة 35 مليون دولار من منازل فيليس ديلر، وجوني ويسملر، وأرماند هامر. ونذكر من بين القطع القليلة التي أعادها بعد السرقة، ميدالية ويسملر الأولمبية الذهبية.