
هل تعتبر المجوهرات والساعات وسائل فعالة لتمكين المرأة؟
في زمن ما، لم تكن تصاميم الساعات متاحة للنساء إطلاقاً، وكان الهدف وراء المجوهرات التزيين فقط وإبراز جمال المرأة أمام الناس في الحفلات أو المناسبات، ذلك بالطبع بين الطبقات البرجوازية حصرياً. وخلال الوقت ذاته، لم تكن فكرة تمكين المرأة رائجة نهائياً. لكن بعد مرور العديد من القرون والعقود، وصولاً إلى زمننا اليوم، تغير كل شيء. أصبح للمرأة قوة جبارة وصوت أساسي في جميع المجتمعات، وباتت الساعات جزء لا يتجزأ من إطلالاتها اليومية، إلى جانب أساليبها المتنوعة في اعتماد المجوهرات الناعمة والراقية. لكن هل هناك علاقة بين المجوهرات والساعات وتمكين المرأة؟ هل تعتبر هذه الاكسسوارات وسائل لإبراز قوتها؟

في الواقع، لطالما كانت النساء تعتبر المجوهرات وسيلة مهمة لإظهار القوة وتعزيز المكانة الاجتماعية، إلى جانب كونها رمزاً أساسياً للأنوثة والنعومة. وخلال التاريخ، شهدنا نساء معروفات متمسكات بالمجوهرات في إطلالاتهن – من "كليوباترا" إلى "مارلين مونرو". حتى في العصر الحديث، تم الاستعانة بالمجوهرات للتباهي بالثروة – بالأخص إذا كانت قطع معروفة من ماركات المجوهرات العالمية، أو للاحتفال بالمناسبات الكبيرة، أو لعرض جوانب متعددة من شخصيتنا.
لكن خلال السنوات الأخيرة، تغير الأمر تماماً. لم تعد المجوهرات تتعلق بالمظهر فحسب، بل بالمضمون أيضاً؛ بالشعور بالرضا والقوة من الداخل.

كيف تطور مفهوم ارتداء المجوهرات؟
تستخدم المجوهرات اليوم كأداة لتمكين المرأة. من خلال ارتداء تصاميم معينة، يمكن للمرأة أن تظهر شخصيتها المستقلة والقوية وتبرز كل ما تؤمن به. وبالطبع، لا يمكننا نسيان النساء الأخريات – ارتداء مجوهرات صممت بأنامل نسائية أمر في غاية الأهمية، وهذا يشمل رائدات الأعمال في المواد الخام وكل النساء اللواتي يرغبن في إيصال صوتهن الفريد خلال الموضة والمجوهرات بشكل عام.

تؤثر المجوهرات على المرأة من الجوانب العاطفية والشخصية والمهنية، لأنها مليئة بالمعاني المختلفة حقاً. لا يهم حجمها وسعرها وتصميمها، بل ما يهم هو الشعور الذي تمنحك إياه عندما ترتدينها في إطلالاتك، لأنها امتداد لشخصيتك وتمثل هويتك.
نظرًا أن التاريخ نفسه كان مثالاً ودليلاً على أهمية المجوهرات في حياة المرأة، فلا يزال هناك الكثير ليتم مناقشته واستكشافه تحت هذه المظلة، وبالأخص كونه لطالما كان جزءاً لا يتجزأ من هويتها. إذا فكرنا قليلاً في الفكرة، لم تكن المجوهرات أبداً غرضاً للزينة فقط، وأكبر دليل على ذلك عدم استغناء النساء عن مجوهراتهن المفضلة في أي مناسبة.

وبسبب وجود عشرات الصيحات المختلفة وطرق اعتماد المجوهرات المنوعة، تستطيع كل امرأة إبراز قوتها بأسلوبها الخاص – سواء كانت بالقطع الكبيرة والملونة أو بالتكديس أو حتى بالاكتفاء بقطع ناعمة وصغيرة. وإلى جانب الصيحات المختلفة، لديك خيارات متعددة يمكنك أن تركزي عليها عند اختيار المجوهرات، مثل التصاميم المستدامة أو المصنوعة يدوياً.

من ناحية أخرى، يتفق الكثير من الخبراء على أن المجوهرات قد تكون استثماراً جيداً للتطلع إليه في الأوقات الصعبة. سواء كنت تريدين شراء قطع مجوهرات أو الاستثمار بمجموعة أو علامة كاملة، سيسمح لك هذا المشروع البقاء بعيدة عن الضغوط المالية إلى حد ما. وبالنسبة إلى المرأة اليوم، أهمية الحرية المالية والاستقلالية لا تضاهى بثمن، لأنها مفتاح القدرة على الدفاع عن نفسك دون الحاجة إلى أحد. وفي غالبية الأوقات، تعتمد النساء على الاستثمار بالذهب، كونه ثمين للغاية ومن الصعب أن يفقد قيمته مهما حدث، على عكس العملات النقدية التي يمكن أن تتقلب بسبب الاقتصاد.

وبالطبع، عندما تصل المرأة مراتب عالية في حياتها بشكل عام، تحب أن تدلل نفسها بالألماس أو بحجرها الكريم المفضل – وهنا نعيد فكرة امتلاك المجوهرات التي تمنحنا القوة وتشجعنا على الاستمرار في بناء مستقبل واعد لأنفسنا. هذا المثال بحد ذاته دليل على أن المجوهرات تلعب دور نفسي أساسي، وليس فقط خارجي أو سطحي.

تكلمنا في نقاط عديدة تجعل المجوهرات وسيلة رائعة لتمكين المرأة، لكن بعيداً عن كل ذلك، وعن أنها تمنحنا ثقة بالنفس بطريقة غير عادية، هناك جانب عاطفي جوهري. أولاً، تكون المجوهرات في معظم الأحيان الهدية الأجمل للمرأة من رجل قريب إلى قلبها، وحتماً يعتبر السوار أو الخاتم أو القلادة أغلى بالنسبة لها من المال على سبيل المثال. لهذا السبب، تعتبر المجوهرات إرث عائلي مهم لأبعد الحدود، ولا يمكن تشبيه قيمته بأي شيء آخر. لنفكر بالأمر قليلاً، هل يوجد أجمل من ارتداء خاتم كان يعود إلى جدتك أو جدة جدتك يوماً ما؟ لا أعتقد.

لكن ماذا عن ساعات اليد؟
قصة ساعات مختلفة تماماً، وهي مثيرة للاهتمام بالفعل، لأنها تظهر قوة المرأة التي كانت مخبئة وراء ظل المجتمعات القديمة خلال القرون السابقة. في تلك الفترة، لم يكن هناك تصاميم ساعات للنساء أساساً، لأنها اعتبرت أنها للرجال حصرياً، ولا يمكن للنساء ارتداؤها، ومعرفة الوقت ليس بالأمر الضروري للمرأة لأنها ربة منزل فقط.

لمعرفة تاريخ الساعات النسائية، علينا العودة إلى بداية القرن التاسع عشر، في الوقت الذي كان استخدام الساعات حكراً على الرجال، تحديداً ساعات الجيب. في عام 1810، واصل "أبراهام-لويس بريغي" ابتكار أول ساعة يد في التاريخ وللمرأة على وجه التحديد: "كارولين مراد"، ملكة نابولي. بعد سنوات، في عام 1869، كان دور دار Patek Philippe لإطلاق ساعة يد مرة أخرى، أنثوية ومخصصة لامرأة من الطبقة الأرستقراطية، الكونتيسة Koscowicz المجرية.

لكن في بداية القرن العشرين فقط تكثف لجوء النساء للساعات، ولم يعد الموضوع محدد لطبقة العائلات الملكية فحسب. ومع انطلاق صيحات الموضة الحديثة في وقتها، تم ارتداء قطع معرفة الوقت حول الرقبة، وعلى الأحزمة، وكدبابيس أو بروشات، وبالطبع على المعصم مثل السوار.

أما الرجال فقد ظلوا ثابتين على ساعات الجيب، معتقدين أن ساعات المعصم نسائية. وعلى الرغم من أن أول ساعة يد للرجال تم إنشاؤها في عام 1904 من قبل دار "كارتييه" لـ"ألبرتو سانتوس دومون"، إلا أنه لم يتغير هذا المفهوم إلا من الخمسينيات فصاعداً.
حتى بعدما انتشرت الساعات لدى النساء، بقيت فترة طويلة مركزة حول الساعات السرية، أي الساعات التي تبدو وكأنها سوار عادي لكنها تخفي ساعة بداخلها، لأن فكرة الساعة لوحدها كانت رجولية ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن الأنوثة أو الرقي. لكن بالطبع، مع مرور الوقت، بدأت النساء تتبنى أفكار القوة والاستقلالية، وأنهن لا يختلفن كثيراً عن الرجال، وأصبحت الساعة رمز لهذا الشيء – تماماً مثل تغيير مفهوم المجوهرات لديهن.