أسطورة حجر الأمير الأسود.. هل هو حجر كريم ملعون؟
عندما نتحدّث عن الأحجار الملعونة، يُذكر عدد كبير من الروايات ومنها قصة روبي الأمير الأسود The Black Prince Ruby. هذا الحجر الذي يبلغ وزنه 170 قيراطاً وطوله 5 سنتيمترات يرصع التاج الإمبراطوري البريطاني وهو في الحقيقة ليس عبارة عن حجر روبي بل إسبنيل. وتعود قصة هذا الحجر المميّز إلى القرن الرابع عشر. فأين اكتُشف؟ وكيف وصل إلى بريطانيا؟ كل التفاصيل في هذا الموضوع.
عملية خداع هي البداية
تقول الروايات إنّ عملية خداع حصلت قبل وصول حجر روبي الأمير الأسود The Black Prince Ruby إلى التاج الإمبراطوري البريطاني. وتوضح الروايات أنّ الحجر ظهر للمرة الأولى في القرن الرابع عشر، حيث شكّل جزءا من مجموعة أبي سعيد، سلطان غرناطة. وفي العام 1362، كانت غرناطة تخسر أراضيها لصالح الملك بيدرو King Pedro ملك قشتالة خلال سلسلة من المعارك. ومن أجل تحقيق السلام، رتّب سلطان غرناطة لقاء سلام مع الملك بيدرو في قشتالة. لم يتم اللقاء على خير، فعندما وصل السلطان إلى قشتالة، أمر الملك بيدرو بقتله مع مرافقيه، قبل أن يصادر حجر الروبي منه. هذه الحادثة أدّت إلى إطلاق ما يُعرف بـ"لعنة السلطان".
لعنة السلطان تبلبل حياة الملك بيدرو وتنهيها
بعد فترة وجيزة على مقتل السلطان أبي سعيد، بدأ الملك بيدرو يتقاتل مع شقيقه هنري للتربّع على عرش قشتالة. ومن أجل الحصول على الدعم، قصد الملك بيدرو الأمير إدوارد في إنكلترا، وهو المعروف بالأمير الأسود. وبعد سلسلة من المعارك، انتصر الملك بيدرو على شقيقه هنري وحافظ على العرش. ولقاء دعمه للملك بيدرو، حصل إدوارد، الأمير الأسود، على حجر الروبي، وعاد إلى إنكلترا. إلاّ أنّ معارك الملك بيدرو مع شقيقه لم تنته، إذ خاضا معارك عدة ما أدّى إلى إفلاسه ووفاته بعد 3 سنوات. أمّا الأمير الأسود فأصيب بمرض أدى إلى وفاته ببطء تاركاً حجر الروبي لابنه ريتشارد الثاني.
اللعنة تلاحق جيلاً جديداً
لم يبق حجر الروبي بجوزة ريتشارد الثاني طويلاً، فبعد تنصيبه ملكاً قُتل في سن الـ21 على يد هنري الرابع. وبعد فترة وجيزة على توليه العرش، توفي الملك هنري الرابع نتيجة إصابته بمرض تاركاً الحجر والعرش لابنه هنري الخامس. وفي القرن السادس عشر، حكمت أسرة تيودور House of Tudor إنكلترا وورثت حجر روبي الأمير الأسود The Black Ruby Prince. ومن جهتها، أهدت الملكة إليزابيث الأولى الحجر إلى الملكة ماري الإسكتلندية التي أعطته للملك جيمس الأول عندما تولت عائلة ستيوارت العرش الإنكليزي في العام 1603.
وبعد اندلاع الحرب الأهلية في البلاد، بيع حجر الأمير الأسود ومن ثم اكتشف صائغ أنّه عبارة عن حجر إسبنيل وليس حجر روبي. وعندما أعاد تشارلز الثاني النظام الملكي في العام 1660، بيع الحجر وأُعيدت صياغته ليزيّن التاج الإمبراطوري البريطاني.
أين حجر روبي الأمير الأسود The Black Prince Ruby اليوم؟
يُعرض حجر روبي الأمير الأسود في برج لندن إلى جانب بقية جواهر التاج البريطاني. ونتيجة لهذا التاريخ الحافل بالأحداث والمحن، يُعتبر روبي الأمير الأسود أحد أكثر الأحجار الكريمة شهرة في عالمنا اليوم.
لماذا صُنّف الحجر بروبي على الرغم من أنّه حجر إسبنيل؟
سُمّي هذا الحجر بالروبي على الرغم من أنّه عبارة عن حجر إسبنيل لسبب بسيط وهو أنّ التقنيات التي تتيح بالتمييز بين أنواع الأحجار الكريمة لم تكن موجودة قبل العام 1783. فقبل هذه السنة، كانت جميع الأحجار الكريمة الحمراء اللون تُعرف كأحجار روبي.
وبحسب الروايات، فإنّ حجر روبي الأمير الأسود The Black Prince Ruby قد استُخرج قبل 400 عام على الأقل من التمييز بين الإسبنيل والروبي. ويُرجح أن يكون الحجر قد اكتُشف في جبال الهيمالايا في آسيا الوسطى، في منطقة بدخشان التي تشتهر بجودة أحجار الإسبنيل الأحمر التي تُستخرج منها.