قصة خاتم الخطوبة الماسيّ الذي قدّمه فرانك سيناترا إلى ميا فارو
يقال إنه لعرض الزواج، نظّم سيناترا عرض ألعاب نارية. ومع ذلك، يبدو أن أول تبادل للنظرات بينهما لم يكن رومانسياً على الإطلاق. ولكن، في النهاية اشتعلت شرارة الحب بينهما... نحن نتحدث عن العلاقة الرومانسية بين ميا فارو وفرانك سيناترا!
هي ممثلة وناشطة أمريكية شاركت في بطولة العديد من الأفلام الناجحة مثل "طفل روزماري" و"غاتسبي العظيم" (1974) و"وردة القاهرة الأرجوانية" و"هانا وأخواتها" و"جرائم وجنح" و"الطالع". في مسيرتها المهنية، حازت عدة جوائز مرموقة، بما في ذلك جائزة "غولدن غلوب" وجائزة أفضل ممثلة في مهرجان "سان سيباستيان" السينمائي، وثلاثة ترشيحات في جوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام. ميا فارو أيضاً سفيرة لليونيسف معروفة بجهودها ومبادراتها الإنسانية المستمرة. أما هو فكان نجماً موسيقياً دخل كتب التاريخ بلقب "الصوت" بسبب جاذبيته الصوتية الساحرة. وقد سجل خلال مسيرته المهنية أكثر من 2200 أغنية في 166 ألبوم، إلى جانب ظهوره على الشاشة الهوليوودية الكبيرة.
بدأت العلاقة الرومانسية بين الاثنين بموقف أقل ما يقال عنه إنه محرج، حين سقطت محتويات حقيبة ميا فارو على الأرض، فساعدها فرانك سيناترا من خلال جمع أشياء مثل المشابك أو صناديق طعام القطط، وشعرت حينها فارو بحرج كبير. كان ذلك في عام 1964 وكانت ميا فارو نجمة سينمائية صاعدة لا تزال غضة في الأمور العاطفية، وبعمر 20 سنة فقط. بينما كان سيناترا أسطورة موسيقية وكان قد عاش قصص حب كثيرة- من قصته مع مارلين مونرو إلى القصة الأكثر شهرة مع آفا غاردنر- وكان عمره 48 عاماً. لكن فارق السن لم يهمهما، حين قرر الثنائي المغرم والسعيد للغاية عقد قرانهما بعد ذلك بعامين في 19 يوليو 1966 في فندق "ساندز" في لاس فيغاس. وبالطبع سبق هذا الحدث عرض زواج فاخر كلله خاتم رائع.
من أجل طلب يد الممثلة الشابّة، اختار فرانك سيناترا خاتماً من البلاتين مرصعاً بماسة براقة إجاصية القصة وبعيار 9 قيراط، وقد قدّمه إليها على خلفية ألعاب نارية مدهشة. وقام المغني الذي اشتهر بروائع موسيقية مثل "ماي واي" و"سترينجرز إن ذا نايت"، بشراء هذا الخاتم النفيس والباهظ الثمن من "روسر" للمجوهرات في حي بيفرلي هيلز. كان هذا المتجر المخصص للمجوهرات موجوداً في عنوان 300 روديو درايف، والذي حل محله بوتيك "فان كليف أند آربلز" اليوم. كان صاحب المتجر رجلاً يُدعى ويليام روسر سمّاه الجميع "بيلي"، وقد بنى علاقة جيدة مبنية على الثقة مع نجوم هوليوود أثناء إدارته فرع دار "ترابرت أند هوفر-موبوسان" في لوس أنجلس. لذلك، عندما افتتح متجره في بيفرلي هيلز في عام 1947، بعد عودته من الخدمة في الحرب العالمية الثانية، استطاع الاعتماد على زبائنه الأثرياء من أمثال إليزابيث تايلور وباربرا ستانويك بالإضافة إلى جون كروفورد. وبالتالي، حين لجأ سيناترا إلى متجر "روسر"، كان واثقاً بأنه يتجه إلى مصدر موثوق ومتحفظ إزاء عمليات الشراء. لكن بمجرد إعلان الخطوبة، تصدّر الخاتم عناوين الأخبار.
وقد اشترى سيناترا من المتجر نفسه السوار الماسي الذي تطابق تصميمه مع تصميم الخاتم، والذي قدمه لعروسه الشابة في زفافهما. وعلى عكس الحفلة التي قدّم إليها فيها خاتم الخطوبة، كانت حفلة الزفاف التي أقيمت في لوس أنجلس سريعة وبعيدة عن التكلف والمبالغة. أما إطلالتها الزفافية، فقد تأثرت بالصيحات الرائجة آنذاك، ولا سيما منها النزعة الحداثية المرتبطة بثقافة بريطانية فرعية نشأت في فترة ما بعد الحرب. اختارت ميا فارو بذلة بيضاء تألفت من تنورة تصل حتى الركبة مزينة بعقدة كبيرة على الخصر، ومعها سترة قصيرة مزدوجة الصدر تثبتها أزرار مرصعة بالأحجار. واكتملت إطلالة العروس الفاخرة بمكياج طبيعي وتسريحة شعر قصيرة جذابة كانت قد نفذتها بنفسها باستعمال مقص أظافر. والنتيجة كانت إطلالة جميلة وأنيقة فيها لمسات من الخزانة الرجالية، وقبل كل شيء حملت توقيع ستايل ميا فارو المعروف.
ومنذ تلك اللحظة، أصبح الزوجان طبعاً محط أنظار الصحافة التي كانت تتبعهما في كل مكان. ومن أشهر إطلالاتهما معاً وأكثرها أيقونية، ظهورهما في "الحفلة السوداء والبيضاء" التي أقامها ترومان كابوتي في نوفمبر 1966. وقد ذكرت الصحافة فخامة الهدايا الأخرى التي قدّمها فرانك لزوجته المحبوبة مثل معطف فرو باللون الأخضر النعناعي الباستيلي.
لكن زواجهما لم يستمر طويلاً، فانتهت القصة الخيالية بعد سنتين تقريباً، وانفصل الثنائي. غير أن داروين بورتر الذي كتب سيرة سيناترا، قال في عام 2013 في حديث إلى مجلة "ذا إكسبرس" إن ميا لم تتوقف يوماً عن حبّ سيناترا الذي كان حب حياتها؛ وكأن قصة الحب هذه استمرت حتى بعد الطلاق، وأبقت القلبين متّحدين. أما بالنسبة إلى "بيلي روسر"، في حال كنت تتساءلين عن مصير شركته، فقد تقاعد وأغلق متجره في لوس أنجلوس عام 1969.