التوباز الأبيض والألماس.. أيّهما نختار؟
تتفق جميع النساء تقريباً على أنّ الألماس يُعدّ من أجمل الأحجار الكريمة التي يمكن اختيارها لترصيع قطع المجوهرات. وإلى جانب جماله الأخاذ وسحره الاستثنائي، تختار كثيرات الألماس لفوائده الصحية والروحية أيضاً. وعلى مر السنوات، ارتبط الألماس، هذا الحجر النادر، بالرومانسية والحب والعواطف، وهذا ما جعله من أبرز الأحجار الكريمة التي ترصع خواتم الخطوبة والزواج. ونظراً إلى ارتفاع سعره، قد لا يناسب حجر الألماس جميع النساء. ومؤخراً، نرى أنّ عدداً من الأحجار الكريمة البيضاء والشفافة قد بدأ يبرز في تصاميم الدور العالمية. ومن أهم هذه الأحجار نذكر الياقوت الأبيض والمواسانيت والألماس الاصطناعي والكوارتز والتوباز الأبيض. في هذا الموضوع، سنتعرّف إلى التوباز الأبيض عن كثب وسنتوقّف عند خصائصه ومميّزاته.
الألماس والتوباز الأبيض من الأحجار الكريمة
كبداية، يعدّ الألماس والتوباز من الأحجار الكريمة، إذ يتشكّل الحجران في الطبيعة. ومن جهتها، تتكوّن أحجار الألماس في باطن الأرض في عملية تستغرق مليارات السنين، وذلك في ظل ضغط وحرارة هائليْن. ويتوفّر الألماس بألوان قوس القزح المختلفة، وذلك وفقاً للشوائب التي تتخلل الحجر، فعلى سبيل المثال، يُعتبر البورون وراء تلوّن الألماس بالأزرق. ويُعدّ الألماس أقسى حجر كريم، إذ تُقدّر صلادته بـ10 على 10 على مقياس موس، وهذا يعني أنّه لا يمكن أن يتعرّض للخدوش إلاّ إذا احتك به حجر ألماس آخر. ويُستخرج الألماس من عدد كبير من البلدان ومنها جنوب أفريقيا، وبوتسوانا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وأستراليا، وكندا وغيرها.
في المقابل، التوباز هو معدن سيليكات من الفلور والألمنيوم. ومثل الألماس، يتوفّر التوباز بألوان متنوّعة مثل الأخضر، والأزرق، والبني، والأصفر، والبرتقالي والأحمر، إلاّ أنّ التوباز الشفاف أو الأبيض هو الأنقى. وتُقدّر صلادة التوباز الأبيض بـ8 على مقياس موس، ما يجعله متيناً ومناسباً للمجوهرات اليومية. ويُستخرج التوباز الأبيض من البرازيل، والبرتغال والمكسيك وأستراليا وغيرها من البلدان أيضاً. واليوم، تُعتبر البرازيل مصدر غالبية أحجار التوباز. ونظراً إلى اكتشافات التوباز الأزرق الكثيرة في تكساس، فإنّه يُعتبر حجر هذه الولاية الأميركية الرسمي.
كيف تؤثّر الشوائب على الألماس والتوباز الأبيض؟
تؤثّر الشوائب في مظهر الأحجار الكريمة، فعلى سبيل المثال، تقل جودة الألماس كلّما وُجدت شوائب في الحجر. وهذا ما يؤثر على سعر القيراط أيضاً الذي ينخفض مع ارتفاع الشوائب.
وعند تقييم حجر الألماس، يأخذ الخبراء في الاعتبار أربعة عناصر اللون Colour والقيراط Colour والنقاوة Clarity والقصة Cut. في ما يتعلّق بالتوباز، فتُعتبر غالبية الأحجار المستخرجة من المناجم عديمة اللون وباهتة ومليئة بالشوائب. ولذلك، يلجأ الخبراء إلى تعزيز اللون ونقاوة الحجر لزيادة تألقه.
فرق كبير في السعر بين الألماس والتوباز الأبيض
على مستوى السعر، يوضح الخبراء أن سعر قيراط الألماس يمكن أن يصل إلى آلاف الدولارات أمّا قيراط التوباز الأبيض فيتراوح بين مئة ومئتيْ دولار على الأكثر.
أيّهما أفضل لتصريع المجوهرات الألماس أم التوباز الأبيض؟
كما سبق وذكرنا، يُعتبر الحجران الكريمان، أي الألماس والتوباز الأبيض، كريميْن. إلاّ أنّ الألماس يتفوّق على التوباز الأبيض من ناحية المتانة بدرجتيْن. وعلى المستوى العملي، يعني ذلك أنّ الألماس أمتن بـ6 مرات من التوباز. وعليه، يمكن لحجر التوباز الأبيض أن يتعرّض للخدوش بسهولة أكبر بالمقارنة مع الألماس. ومع مرور الوقت، يمكن لجوانب حجر التوباز الأبيض أن تتآكل كما يمكن للخدوش أن تزداد، ما يُفقد الحجر سطوعه وبريقه. وقد يبدو الحجر باهتاً حتى بعد التنظيف.
في المقابل، يستعيد حجر الألماس بريقه إذ ما تم تنظيفه على يد مختصين بعناية. وبشكل عام، ينصح الخبراء بالاعتناء بالأحجار الكريمة وتنظيفها في المنزل بشكل دوري، وذلك عبر عدم تعريضها للزيوت والمواد الكيمائية أولاً، ونقعها في الماء الفاتر مع سائل الجلي ومن ثم فركها بفرشاة ناعمة قبل تجفيفها بقطعة قماشية ناعمة. ويشدّد الخبراء أيضاً على ضرورة حفظ كل قطعة مجوهرات في كيس قطني على حدة وتوضيبها في مكان جاف بعيداً عن الرطوبة وأشعة الشمس وفي علبة مبطنة.