لماذا ما زلنا نتحدّث عن ماسة تايلور-بيرتون؟
بعد مرور نحو 54 عاماً على شرائها، ما زال العالم يتحدّث عن ماسة تايلور–بورتون Taylor-Burton Diamond التي أهداها الممثل البريطاني ريتشارد بورتون Richard Burton للنجمة البريطانية-الأميركية إليزابيث تايلور Elizabeth Taylor. وتُعرف إليزابيث تايلور Elizabeth Taylor نجمة سينما هوليوود في الستينيات والسبعينيات بعشقها لقطع المجوهرات البارزة المرصعة بالأحجار الكريمة الضخمة. وقد اشتهرت تايلور Taylor بحبّها الكبير لدار بولغاري Bvlgari الإيطالية الشهيرة بشكل خاص. وفي هذا الموضوع اليوم، سنتحدّث عن سر ماسة تايلور-بورتون Taylor-Burton Diamond وتاريخها وأسباب تميّزها.
متى بدأت قصة ماسة تايلور-بورتون Taylor-Burton Diamond؟
لا تُعتبر ماسة تايلور-بورتون Taylor-Burton Diamond حجراً تاريخياً، فقد عُثر عليها في العام 1966، أي قبل 57 عاماً في منجم بريميير Premier في جنوب أفريقيا في القارة السمراء. ويُعتبر هذا الحجر ضخماً، إذ قُدّر وزنه عند اكتشافه بـ240.80 قيراطاً.
ماسة تايلور-بورتون Taylor-Burton Diamond تبدأ رحلتها مع هاري وينستون Harry Winston
اشترى الصائغ الأميركي الشهير هاري وينستون Harry Winston هذا الحجر، وهو المعروف باهتمامه الكبير بالأحجار الكريمة ولا سيّما الألماس. وآنذاك، لم يكن صيت الحجر ذائعاً مثل اليوم. وقد تم قص الحجر ليتخذ شكل كمثرى أي إجاصة، بحيث أصبح وزنه يعاد 69.42 قيراطاً. وبعد هذه العملية، بيع حجر الألماس عديم اللون والخالي من العيوب للسيدة هارييت أننبرغ أميس Harriet Annenberg Ames شقيقة والتر أننبرغ Walter Annenberg، السفير السابق للولايات المتحدة الأميركية في المملكة المتحدة.
وعلى الرغم من سحر الماسة، إلاّ أنّ السيدة أننبرغ أميس Annenberg Ames لم تتهنَ بها، فكانت تخشى أن يتم انتزاعها منها كلّما ارتدتها. ولذلك، كانت تبقي قفازاتها دائماً خوفاً من اكتشاف هذا الحجر الثمين في يدها، وبعد أن احتفظت به لبعض الوقت قررت بيعه بعد عاميْن على شرائه. وهكذا، أرسلت السيدة أننبرغ أميس Annenberg Ames ماستها الثمينة إلى نيويورك لعرضه في المزاد.
ريتشارد بورتون Richard Burton يقتنص الفرصة
طُرح حجر الألماس الضخم في المزاد في 23 تشرين الأول – أكتوبر من العام 1969. وآنذاك، سرت أحاديث عن أنّ الحجر سينتهي في يد تايلور Taylor، وبالفعل يُقال إنّه وصل إلى الزوجين اللذيْن كانا في سويسرا حيث عايناه. ومن المؤكد أنّ مغامرة كهذه تمت وسط إجراءات أمنية مشددة نظراً إلى قيمة الحجر التي لا تُضاهى. وعلى عكس ما تأمّل بورتون Burton، خسر المزاد، فبيع الحجر إلى روبرت كينمور Robert Kenmore مقابل مليون و50 ألف دولار أميركي. وروبرت كينمور Robert Kenmore هو رئيس مجلس إدارة شركة كينمور Kenmore التي امتلكت شركة كارتييه Cartier.
ولذلك، سُمّيت الماسة بماسة كارتييه Cartier، ولكن ليس لفترة طويلة. فمن جهته، لم يقبل ريتشارد بورتون Richard Burton الخسارة ولم يفقد الأمل، فاتصل بكينمور Kenmore وعرض عليه مليون ومئة ألف دولار أميركي رغبةً منه في تقديم الحجر لزوجته إليزابيث تايلور Elizabeth Taylor عاشقة الألماس. وهكذا، سُمّي الحجر بماسة تايلور-بورتون Taylor-Burton Diamond.
القصة لم تنته بعد!
خطفت إليزابيث تايلور Elizabeth Taylor الأنظار مرتديةً الحجر في قلادة في منتصف تشرين الثاني – نوفمبر من العام 1969. وكان ذلك في موناكو، أثناء احتفال بعيد ميلاد الأميرة غريس Grace الأربعين. وبعد هذه المناسبة، أطلّت تايلور Taylor بخاتم مرصع بالحجر. وبعد سنوات، وتحديداً في العام 1978، كانت تايلور Taylor قد انفصلت عن بورتون Burton فعرضت حجر الألماس الضخم للبيع بهدف المساعدة في بناء مستشفى في بوتسوانا، في جنوب إفريقيا.
وتردّد أنّ هنري لامبرت Henry Lambert أحد صاغة نيويورك قد اشترى الحجر في العام 1979 ومن ثم باعه لروبرت معوض Robert Mouawad الصائغ اللبناني الأصل. وقد عمد معوض Mouawad إلى قص الحجر وصقله، إذ يبلغ وزنه اليوم 68.07 قيراطاً. وتُعد ماسة تايلور-بورتون Tyalor-Burton Diamond عاشر أكبر ماسة ضمن مجموعة الألماس النادرة والرائعة التي تنتمي إلى عائلة معوض Mouawad.