ها هي مجوهرات نيكول كيدمان الأيقونيّة!
من مينيماليّة التسعينيات إلى الفساتين الفاخرة التي ارتدتها على السجادة الحمراء في السنوات الأخيرة، تميّز أسلوب نيكول كيدمان بالتنوّع تماماً مثل مهاراتها التمثيلية. الممثّلة الأسترالية الحائزة جوائز عدّة هي أحد أبرز الوجوه السينمائية على مدار العقود الأربعة الماضية. دخلت مجال التمثيل في بلدها الأمّ قبل أن تصل إلى هوليوود من خلال فيلمها "فار أند أواي" عام 1992. ومنذ ذلك الحين، لم تتوقّف نيكول كيدمان عن أداء أدوار البطولة في أبرز الأفلام التلفزيونية والسينمائية وأشهرها على الإطلاق. عُرفت ببراعتها في أداء مختلف الشخصيات الهوليوودية، من الأمّ الحاكمة اللامبالية في فيلم "ستوكر" (2013) إلى الفنّانة الساذجة في "مولان روج" (2001)، من المرأة الخارقة في "تو داي فور" (1995) إلى الزوجة غير المرتاحة في "آيز وايد شات" (1999). وفي مجال الموضة، اشتهر أسلوب نيكول كيدمان منذ إطلالاتها الأولى بالتنوّع والتعقيد، وأظهرت قدرة فطرية على التلاعب بتصاميم وإطلالات مختلفة للغاية، مثل ملابس الفينتج والفساتين المعقّدة، والتي تنسّقها بشكل رائع مع المجوهرات الثمينة.
انطلاقاً من إطلالاتها الأولى في عام 1996، ارتدت نيكول كيدمان أحد أشهر فساتين السجادة الحمراء لحفل توزيع جوائز الأوسكار وأكثرها إثارة للجدل. كان عبارة عن فستان أزرق من "برادا" ذات تنورة تحتية خفيفة، وشكّل بداية تاريخ نيكول كيدمان كنجمة على السجادة الحمراء. بالإضافة إلى ذلك، بدأ اعتماد المجوهرات على السجادة الحمراء يصير أكثر رواجاً في تلك الفترة، ولهذه المناسبة، وضعت الممثّلة عقد تشوكر فينتج بحبال متعددة من الأوبال، وكان من تصميم "فريد ليتون". وفي العام التالي، خلال المناسبة نفسها، أطلّت نيكول بتصميم أحدث ثورة في موضة الأوسكار إلى الأبد. كان فستاناً غريباً مزيناً بالفرو باللون الأخضر المصفرّ من تصميم جون غاليانو، المدير الإبداعي الجديد لدار "ديور" آنذاك. ومقارنة بموضة السجادة الحمراء المتحفظة بعض الشيء، كان ارتداء نيكول لهذا الفستان الغريب مخاطرة بالفعل، غير أنّه لاقى استحساناً كبيراً، كما تمّ تعريفه على أنّه واحد من "أولى فساتين الكوتور الحقيقية" على مستوى الأوسكار. وإتماماً للإطلالة، أضافت نيكول أقراطاً بأسلوب هندي وسواراً من المينا.
وفي عام 2001، عرضت دور السينما فيلم "مولان روج" الذي أدّت فيه نيكول كيدمان دور البطولة "مادموازيل ساتين" في قصّة حبّ حزينة. فور ظهور "ساتين" على الشاشة وهي تغنّي Diamonds are a Girl’s Best Friend، دوّن حبيبها "دوق مونروث" المعلومة وقدّم لها لاحقاً عقداً ماسياً رائعاً. وقد شكّل هذا العقد الثمين البطل الثالث في الفيلم حين اكتُشف لاحقاً أنّه ليس مجرّد مجوهرات تكمّل الزي والمشهد، بل إنّه عقد أصلي وثمين مصنوع من 1308 ماسات بعيار 134 قيراط، مع مشبك صفيري بعيار 2.5 قيراط، وبقيمة إجمالية تبلغ حوالي المليون دولار. وهي خطوة واقعية إلى أبعد الحدود من المخرج باز لورمان الذي يحاول، من خلال أفلامه، أن يروّج لبلده أستراليا أيضاً. وقد قام الأسترالي ذو الأصول الإيطالية ستيفانو كانتوري بتصميم هذا العقد باستخدام تقنيات تعود إلى مئة عام، وقد استغرق صنعه 4 أشهر. ويبقى هذا العقد من أثمن المجوهرات التي صُممت لعمل سينمائي!
وبالعودة إلى السجادة الحمراء، أطلّت الممثّلة خلال توزيع جوائز الأوسكار في عام 2008، معتمدةً عقداً بعيار 1399 قيراط من "رين سكوت"، في إطلالة بوهيمية وأثيرية في الوقت نفسه. وفي الآونة الأخيرة، تألّقت الممثّلة مجدّداً عام 2021 على السجادة الحمراء خلال حفل توزيع جوائز موسيقى الكانتري إلى جانب زوجها كيث أوربان. أمّا أبطال السهرة الحقيقيون، فكانت الأساور المتعدّدة الصلبة التي اعتمدتها الديفا، والتي نسّقتها مع أقراط غير متوقّعة بأسلوب فينتاج. وخلال حفل توزيع الجوائز الأميركية بنسخته الـ55، والذي أقيم في 10 نوفمبر 2021، اختارت نيكول كيدمان أن تطلّ بفستان طويل أسود من "سان لوران" أضاءته بالفعل أساور بارزة من الذهب الأصفر، ممّا خلق تفاوتاً جمالياً يُبرز أسلوب الفستان. وعلى عكس أسلوب ديسكو السبعينيات الذي تميّز به فستان "سان لوران"، زيّنت الممثّلة تسريحة شعرها الذي تمّ جمعه جزئياً، بأقراط ريترو من تصميم دار المجوهرات الراقية اليونانية التاريخية "لالاونيس".
حضرت نيكول كيدمان بأناقتها وجاذبيّتها المعهودتين، حفل توزيع جوائز نقابة المخرجين الفنّيين عام 2023، حيث قدّمت جائزة للمخرج إلفيس باز لورمان وتركت الجميع عاجزين عن الكلام أمام إطلالتها. مشت الممثّلة الأسترالية المشرقة والجميلة على السجادة الحمراء، وهي ترتدي فستاناً مخملياً أسود بقصة لامتماثلة وأحادية الكتف، من مجموعة "سكياباريلي" للأزياء الراقية لخريف وشتاء 2023-2022. أمّا أكثر عنصر جذب الأنظار في الإطلالة، فكان عقداً مؤلّفاً من شريط مخملي أسود وقلادة كبيرة على شكل قلب، في نسخة عن شكل عضلة القلب من النحاس الذهبي مزيّن بأحجار الراين، مع قفل في الوسط.
تلك ما كانت سوى لمحة صغيرة عن المجوهرات الأيقونية التي اعتمدتها نيكول كيدمان على مدار العقود المنصرمة، ولا بدّ أن نعترف بأنّ اختيار بعضها فقط كان أمراً صعباً للغاية.