حجر كريم يتساقط من السماء؟
مع تفتّح الأزهار واكتساء الأشجار بأوراقها الخضراء، لا بدّ من إحداث القليل من التغييرات على خزانة المجوهرات واختيار أحجار كريمة ذات ألوان تناسب دورة الحياة والطبيعة والمتجددة. وما من لون يعكس الطبيعة بحلّتها الجديدة أفضل من الأخضر. ولذلك، يمكن الاختيار بين مجموعة كبيرة من الأحجار الكريمة الخضراء وعلى رأسها الزمرد والتسافوريت والياقوت الأخضر. وفي حال أردنا الانتقال إلى درجات أفتح من الأخضر، فيمكننا اختيار الزبرجد ذي اللون الأخضر الزيتوني. ويُعتبر الزبرجد من أقدم الأحجار الكريمة التي اهتم بها الإنسان. ويُطلق على هذا الزبرجد تسمية "زمردة المساء" لأنّه يشع مساء بلون أخضر جميل. كل التفاصيل عن الزبرجد وخصائصه وفوائده في هذا الموضوع.
الزبرجد.. يتساقط من السماء؟
يُعتبر الزبرجد من أحجار الحظ الخاصة بمولودات شهر آب – أغسطس، ويتراوح لون الزبرجد بين الأخضر الداكن إلى الأخضر المصفر الفاتح الشبيه بلون الزيتون. وتشتمل التركيبة الكيميائية للزبرجد على المغنيسيوم والحديد، علماً أنّ الحديد هو سبب درجات الأخضر والأصفر. وفي الحقيقة، غالباً ما يتم الخلط بين الزبرجد والتوباز الأخضر.
الزبرجد والأساطير
ربط عدد كبير من الأساطير بين الزبرجد والشمس، حيث كان يُعتقد أنّه يجلب الطاقة والسعادة لمن يمتلكه. في أواهو، في جزيرة هاواي، تجلب الأمواج أحجار الزبرجد إلى الشاطئ بالقرب من المناطق البركانية. ويتكّون حجر الزبرجد من معدن الأوليفين الذي يُعثر عليه في صخور الحمم البركانية. وفي جزيرة هاواي، تقول الأساطير إنّ أحجار الزبرجد ليست سوى دموع إلهة العناصر "بيليه". وبحسب الروايات، فإنّ أحجار الزبرجد تتساقط من السماء عندما تمطر.
وفي مصر القديمة، أحبّت كليوباترا الزبرجد لجماله، كما اعتقدت أنه يمكن أن يبقي الأرواح الشريرة المظلمة بعيدة. ومن جهتهم، اعتقد المصريون القدماء أنّ أحجار الزبرجد تسخر قوة الطبيعة، لذلك استخدموا الكؤوس المغطاة بالزبرجد للتواصل مع آلهة الطبيعة. كما اعتقد المصريون القدماء أنّ الزبرجد كان يسقط من السماء، ولذلك كان يسمونه بحجر الشمس. وفي العصور القديمة، كان يسود اعتقاد بأنّ الزبرجد وصل إلى الأرض نتيجة انفجار الشمس. وفي الواقع، تم العثور على بعض أحجار الزبرجد في نيازك البلاسيت النادرة التي يبلغ عمرها 4.5 مليار سنة.
من أين يُستخرج الزبرجد؟
يُستخرج الزبرجد من جزيرة سانت جون الواقعة في البحر الأحمر. وتُعتبر هذه الجزيرة مصدراً تاريخياً هاماً للزبرجد، إذ كانت تزوّد مصر القديمة بالأحجار الكريمة، بل إنّ الزبرجد الذي رصع مجوهرات كليوباترا جاء منها. أمّا اليوم، فيمكن العثور على أحجار الزبرجد في مناطق مثل ميانمار وباكستان وفنلندا وغيرها.
بين الزبرجد والزمرد
تم الخلط بين الزبرجد والزمرد لسنوات طويلة، وتقول إحدى الروايات إنّ مجموعة مجوهرات مرصعة بالزمرد تعود لكليوباترا ليست سوى مجوهرات مرصعة بالزبرجد. وفي منتصف القرن التاسع عشر، ارتفعت شعبية حجر الزبرجد بشكل ملحوظ، بل وصلت إلى ذروتها خلال العصرين الإدواردي والفيكتوري. وآنذاك، كانت المجوهرات النابضة بالحياة والمرصعة الأحجار الكريمة الملونة من الأزياء الراقية.
الزبرجد اليوم
تتراوح صلادة الزبرجد بين 6.5 و7 على مقياس موس، ما يعني أنّه متين نسبياً وقليل العرضة للخدوش. ولذلك، يشدّد الخبراء على أهمية الاعتناء بالمجوهرات المرصعة بالزبرجد وتفادي اصطدامها بالأجسام الصلبية كي لا تنخدش ولا تنكسر. كذلك، يوصي الخبراء بإبعاد المجوهرات المرصعة بالزبرجد عن مصادر الحرارة المرتفعة وعن تقلبات الحرارة خوفاً من انكسار الحجر.
الزبرجد حجر بفوائد كثيرة
يُعرف الزبرجد بأنه أحد أبرز الأحجار لإزالة السموم. وتشمل الخصائص العلاجية للزبرجد خفض التوتر والغضب وفتح القلب أمام مشاعر الفرح والرضا. كذلك، يزيد حجر الزبرجد القوة والحيوية ويحافظ على الهدوء والتماسك ما يساعد على اتخاذ قرارات حكيمة.