دار بوشرون Boucheron تطرح مجموعة الـ"لا علبة" No Pack
دار بوشرون ... سلسلة من الإنجازات الريادية والسبّاقة!
إعادة ابتكار أحد أكثر العناصر رمزية في عالم المجوهرات: "العلبة"
كلّ الإنجازات الرياديّة للدار تعبّر عن بُعد النظر، وعمق البصيرة اللذين لطالما استرشدت بهما بوشرون منذ عام 1858. وفي هذا القطاع التقليدي بطبيعته، تميّزت الدار بفضل شغفها بالابتكار وتوظيف كلّ المساعي لجعل الحلم حقيقة واقعة. إلا أن الحلم هذه المرّة يرتدي طابع الضرورة، وذلك من وجهة نظر هيلين بولي دوكان، الرئيسة التنفيذية لدار بوشرون، ولا سيما من خلال إعادة ابتكار أحد أكثر العناصر رمزية في عالم المجوهرات، ألا وهي: العلبة. وينبثق هذا الموضوع من ملاحظة بوشرون أن البصمة البيئية المصاحبة لعلب مجوهرات بوشرون السابقة، قد عفا عليها الزمن اليوم، وكان لا بدّ من إعادة ابتكار تلك العبوات لتتماشى مع استراتيجية التنمية المستدامة، "مستقبل الأشياء الثمينة"، والتي تعتبر أساسية لكلٍّ من مشاريع الدار.
وفي عام 2023، تقدّم بوشرون هذا المفهوم الجديد والذي رأى النور بعد تحليل وتفحّص كلّ العلب السائدة والمعتمدة في قطاع المجوهرات اليوم. وأسفرت تلك البحوث عن مجموعة قوامها سبع علب تتشكّل من مادتين فقط، الألمنيوم واللباد وتعيد ابتكار مفهوم علبة المجوهرات بشكل ثوري لتسجّل "سابقة" جديدة في تاريخ ساحة فاندوم.
إعادة ابتكار علبة المجوهرات من أجل هدف مستدام للرغبة
"لا علبة هي العلبة الجديدة". هكذا تصف هيلين بولي دوكان العبوات الجديدة. ولفهم هذا التصريح تماماً، من الضروري أن نعود إلى جذور المشروع وأصله. ففي عام 2021، طلبت الرئيسة التنفيذية من فريق عمل الدار إعادة ابتكار علبة المجوهرات بالكامل، والتي تعتبر غير مستدامة بمعايير زمننا الحاضر. ولكن، للانتقال إلى المستقبل، كان لا بدّ من سبر أغوار الماضي. ومن هنا، تمّ تفحّص علبة المجوهرات السابقة والكشف عن العديد من أوجه القصور فيها: فهي كبيرة جداً، وثقيلة جداً، ومتوفّرة في اثني عشر تصميماً باستخدام إحدى عشرة مادة، والأهم من كلّ ذلك، أنها غير قابلة لإعادة التدوير. ومن هذا المنطلق، ما لبث فريق بوشرون أن تبنّى نهج التصميم البيئي بدعم من الخبراء والمهندسين المتخصّصين، مرتكزاً إلى الابتكار والإبداع كعاملين أساسيين لهذا المشروع الذي استغرق إتمامه عامين كاملين. ولضمان أصغر بصمة بيئية ممكنة لهذا الابتكار الجديد، قامت الدار بتحسين كلّ خطوة في صناعتها، بدءاً من اختيار المواد الخام، ووصولاً إلى إعادة تدويرها بعد الاستخدام. وبنتيجة تلك الأبحاث، احتفظت الدار بسبعة تصاميم فقط من بين الأشكال الاثني عشر السابقة. وأما المواد المستخدمة في السابق، والبالغ عددها إحدى عشر مادّة، فقد تخلّت عنها جميعها لتُصنع علبة المجوهرات الجديدة من مادتين فقط، كلاهما طبيعية وقابلة لإعادة التدوير: الألمنيوم واللبّاد.
والسبب في اختيار هاتين المادتين يعود أولاً إلى أن الألمنيوم يعدّ خياراً غير عادي في هذا القطاع. حيث يستخدم المعدن بشكل أكثر شيوعاً في صناعة الطيران والأغراض والأمتعة الفاخرة، ومن المعروف أن هذا المعدن خفيف الوزن وقويّ وجذّاب من الناحية الجمالية. ولكن الأهم من ذلك، أنه عبارة عن مادّة طبيعية يمكن إعادة تدويرها مراراً وتكراراً، وتتفاعل بشكل مثالي مع نسيج الصوف الذي اختارته بوشرون لاحتضان ابتكاراتها الثمينة. حيث أن اللباد الصوفي لا يحتاج إلى غراء أو خياطة لتثبيته، ما يعزز قابليّته لإعادة التدوير. وهذه المادة الطبيعية، الناعمة والقويّة في آن، قادرة على حماية المجوهرات، حتى أكثرها دقّة، وإبرازها على خلفية مميّزة بلونها الأخضر الزمرّدي. ولتلبية متطلّبات التنمية المستدامة، اختارت بوشرون صوفاً معتمداً بمعيار الصوف المستمدّ بمعايير المسؤولية المهنية (RWS). إلا أن الدار تجاوزت المواد بحدّ ذاتها لتعيد النظر بجرأة في تقديم المجوهرات نفسها والمتأصلة بعمق في أعراف وثقافة تقدّم العريس بطلب الزواج. فمن خلال التخلّي عن الغطاء المفصلي التقليدي الذي عفا عليه الزمن اليوم من حيث تطلّبه استخدام قطع عدّة غير القابلة لإعادة التدوير، أعادت بوشرون تحديث نظام فتح العلبة لتجعله أكثر بساطة.
وأما في ما يتعلّق بالمظهر الجمالي لعلبة المجوهرات الجديدة، فقد اقتصرت إرشادات هيلين بولي دوكان على جملة واحدة وجّهتها إلى فريقها، حيث قالت لهم: "لديكم تفويض مطلق". ويحمل اتّساع الرؤية هذا تشابهاً كبيراً مع الرؤية الفنية التي تمتاز بها كلير شوان، المديرة الإبداعية، والتي تسترشد بها لتصميم مجموعاتها من المجوهرات الراقية كلّ عام. وهكذا تشكلت هذه المجموعة المكوّنة من سبع علب، صُمّمت كلّ منها بشكل مثالي بأسلوب الأغراض الثمينة ذات التصميم السبّاق. وعلى عكس علب المجوهرات التقليدية، يمكن جمع هذه العبوات وعرضها كنماذج تشهد على هذا النهج الملتزم. وبما أن الماضي لدى بوشرون في تواصل مستمرّ مع الحاضر، فقد اعتمدت الدار على أرشيفها لتصميم هذا الابتكار الجديد الذي يحمل ملامح مستقبل مشرق. وقد استوحيت العلب من مجموعات التجميل في الثمانينيات، وتتّسم كلّ منها بسطح محكم يتميّز بأشكال منحوتة بدقّة بقطع الزمرّد، في إشارة دقيقة إلى رمز الدار الشهير الذي يمثّل شكل ساحة فاندوم كما تُرى من الأعلى.
وامتداداً لنهج التصميم البيئي هذا، استُبدل أسلوب التعليب السابق بحقيبة خضراء يمكن إعادة استخدامها للسفر وهي مصنوعة من القطن المكوّن بنسبة 65٪ من المواد المعاد تدويرها والمعتمد من قبل المعيار العالمي للمواد المعاد تدويرها (GRS).
معنى جديد لعلبة المجوهرات، حاضراً ومستقبلاً
وبهذه "السابقة" الجديدة، تواصل بوشرون سعيها في البحث في مفهوم كلّ ما هو ثمين، وكذلك حمايته. وهذا هو الهدف من استراتيجية "مستقبل الأشياء الثمينة"، والتي تمّ الإعلان عنها في عام 2022، ويعدّ هذا المفهوم الجديد مثالاً رئيسياً عنها. فمن خلال تقليل عدد العبوات، وتخفيف وزن العلبة إلى الربع، واختصار عدد المواد إلى مادتين، تعمل الدار بشكل حثيث لجعل المستقبل أكثر إشراقاً وقَبولاً بالنسبة إلى قطاع المجوهرات.