ياسمين الشثري مؤسسة CLE لـ "هي": "كنت دائما محاطة بنساء ملهمات"
قد نعجب كثيرًا بأنواع محددة من المنتجات، وقد نكتفي باقتناءها، لكن ياسمين الشثري قررت أن تحول شغفها وإعجابها المتوارث من أسرتها بالساعات والمجوهرات إلى مشروع ناجح تستقطب من خلاله المهتمين بذلك، لتجعل من CLE منصة تجمع الساعات والمجوهرات الفاخرة. تعرفوا مع "هي" على تفاصيل أكثر حول ياسمين الشثري وCLE
عرفينا بنفسك؟
في البداية اسمي ياسمين الشثري، وأنا من الناس اللي تخصصي ما كان يمثل هوايتي كشخص يهوى "اقتناء الساعات"، تخرجت بتخصص علم النفس واشتغلت بالقطاع الثقافي بالمملكة وبشغف كبير اتجهت لقطاع الساعات والمجوهرات الفاخرة، إذ استطعت إنشاء هويتي "كمؤسسة لبراند ومنصة CLE" التي تعد أول منصة سعودية متخصصة بالساعات والمجوهرات الثمينة.
بعد 10 سنوات كرائدة أعمال سعودية ومستشارة في هذا القطاع، قررت أن أصنع طريق مختلف للبراندات العالمية المميزة، حتى تصل إلى أكبر شريحة من الناس في السعودية ولكن بإحساس وتجربة مختلفة وفريدة.
من أين بدأ شغفك في الساعات والمجوهرات؟
شراء الساعات تُعتبر "عادة عائلية سنوية" عادة مرة أو مرتين بالسنة، فمنذ صغري وأنا أعشق المجوهرات، ولكن حديثي عن الساعات لطالما كان بين محاور الحديث في الجمعات العائلية ولذلك دائماً أتذكرها.
في 2006م، في حصة الأدب العربي بالمدرسة، أتذكر لمحت عيناي ساعة لأحد الزميلات وظليت لوقت أتأملها لمدة 10 ثواني باعجاب شديد.
لفتني تصميم الساعة وشكلها، هذه الساعة كانت "Audemars Piguet Royal Oak Perpetual Calendar Skeleton"وحتى هذه اللحظة، قيمتها بالسوق وصلت إلى الـ1.2 مليون ريال.
أصبح لدي اهتمام وشغف أكبر للتعرف أكثر على البراند، وتوجهت بسؤالي للوالد عن هذه الساعة، فاجأني بأن لديه نسخة مختلفة من البراند نفسه كانت (Audemars Piguet “City of Sails” Limited Edition).
في هذه اللحظة ساعة والدي أصبحت بين يدي، أتأملها، ومن هنا، بدأت قصة "حُب من أول نظرة" إذ اجتاحني شعور بأن لدي ارتباط مختلف إتجاه هذا المنتج, وبرغم أنني لم أكن أعرف أي أمرًا عن "عالم الساعات" لكن شعور الإثارة الذي أحسسته للساعات، شكّل لدي نظرة مميزة للساعات والقطاع بالمجمل.
وما أثار اعجابي بالساعات بشكل أكبر هي أنها ليست للجميع، بل هيا لفئة معينة تعدها بنظرة قطعة مميزة وفنية، يتمتعون بتفاصيلها الدقيقة ويقدرون الفن، ومن هنا انطلقت هوايتي مع الساعات وشغفي بدأ في كل يوم يزداد اتجاهها.
كيف بدأت قصة CLE؟
تحول الاهتمام إلى شغف حين سافرت إلى لندن لدراسة البكالوريوس، خطوة بخطوة بدأت اتعلم عن عالم البراندات ومنتجاتهم بشكل كبير، وعن اهتمامي للساعات والمجوهرات تخطى موضوع الجماليات والأمور السطحية وأصبحت متعمقة بالصناعة ذاتها، مع حب وتقدير للإرث الحقيقي وفن الصناعة والحرفيين اللذين في القطاع.
وكوني وسط سوق عالمي وضخم في لندن اكتسبت خبرة كبيرة وهذا ما ساعدني كثير في فهم السوق، وبعد هذه الرحلة أصبحت اشارك ما اكتسبته مع غيري لأنني أرغب في مشاركة وإيصال شعوري وشغفي للناس وهذا ما دفعني إلى إنطلاق منصة خاصة (مستقلة) اسمها (CLÉ Concierge) في 2012، هدفها تمكين الناس المهتمة بالساعات ودعمهم في الحصول على القطع النادرة بطريقة سهلة مع توفير تجربة موثوقة.
وكان هدفي يتمحور على تلبية احتياج الشخص المهتم بالمجال ويقدّر المنتج وارثه وليس لمجرد المتابعة الترندات أو ما تعرف بمسمى "الهبّة".
في 2019، قررت تطوير وتوسيع براند CLE، حتى يخدم فئة أوسع من العملاء مع التركيز بشكل أساسي على تطوير سوق المنتجات الفاخرة من الساعات والمجوهرات في المملكة وذلك بتطوير القطاع من تجارة التجزئة التقليدية إلى منصة مبتكرة ومتكاملة توفّر للمستهلك براندات جديدة عالمية حصرية، كما تهتم المنصة بإثراء قصص البراندات بلغة محلية والأهم تقديم تجربة مثرية للعميل كل مرّة.
خلال السنوات الثلاث الماضية، لاحظنا تحول غير متوقع في طريقة تسوق العميل تحديدا بعد أزمة كورونا العالمية، حيث أصبحت الناس متعطشة للعودة للتجارب الحقيقة بدلاً من التجارب الرقمية فقط، وبنفس الوقت أتيحت لنا فرصة بأن نكون جزء من مشروع VIA Riyadh الفاخر في قلب العاصمة الرياض.
واليوم CLE تطور بشكل أبعد وذلك بتقديم تجربة أعمق للعميل بوضوح وشفافة تامة، نأمل بتمكين البراندات للوصول إلى أكبر فئة من العملاء ولكن بطريقة عصرية بعيدة عن التجارب التقليدية تمكنّا من خدمة العميل بطريقة تتناسب مع نمط حياته اليوم.
ما الذي يميز CLE؟
منصة كلي ليست للجميع وهذا ما يميزنا، إذ تسعى CLE إلى تقديم منتجات فاخرة مثل الساعات والمجوهرات مخصصة للمجتمع الهاوي أو المهتم، مع توفير تجربة مميزة صُنعت بكل حب وشغف.
المنصة لا تقدم فقط طريقة للوصول إلى المنتجات الفاخرة، بل منتجات تتناسب مع جميع المناسبات المحلية ليشاركها العميل مع من يحب، أيضا لدينا تركيز كبير على تقديم محتوى هدفه التوعية والتعليم في كل ما يخص هذا القطاع، وهذه رسالتنا للتعبير عن حبنا اتجاه الصناعة وعملائنا.
كما أننا نحب ان نتفاعل مع الأفراد الذين يعتبرون جزء مهم من مجتمع CLE ونوفر لهم مكافآت مميزة، فعلاقتنا مع عملاؤنا تتجاوز كونها عملية شرائية فقط، بل أنهم جزء من عائلتنا.
حدثينا عن مصدر إلهامك؟
عائلتي، كنت دائما محاطة بنساء ملهمات وخاصة خالاتي، نشأت في بيئة مهتمة بالأزياء، والفنون والتصميم الداخلي من صغري، في فترة التسعينات، خالاتي من الأوائل الذين بادروا في افتتاح متاجر أزياء تقدم براندات فاخرة عالمية بالمملكة.
لكن مصدر الإلهام الأساسي هي الدتي -حفظها الله-، ألهمتني بأناقتها الدائمة وكونها هي رائدة أعمال ومصممة، علمتني معنى العمل في بيئة شغوفة، كنت ومازلت اسمع لقصصها حين تتكلم عن عملها مع الحرفيين في المغرب والهند و تقديرها الكبير لقطاع الإبداع والفنون بكل خطواته من البداية للنهاية.
حين تكون محاط بشيء، لا تشعر فيه ولا تشعر بمدى تأثيره على حياتك، وحين عرفت أني أحمل شغف يشابه ما تحمله الوالدة، وهو الإعجاب والحب تجاه الحرف اليدوية والتراث والثقافة، وأعتقد أني أدركت هذا الشيء لما قررت إطلاق CLE.
ما الذي سيجعل فرع الرياض متميزًا؟.
صممنا تجربة ودّية وشاملة ومبتكرة، مدعومة بالفن والتقنية، ركزنا على ما يسمى بالتجارة الاجتماعية وأدخلناها لعالم الساعات الفاخرة والمجوهرات بشكل لم يحدث من قبل.
فالمساحة سوف تركز على البراندات التي تظهر أول مرة في السعودية، مع تقديم نسخ خاصة مصممة حصريًا لـCLE والسوق المحلي. سعيدين بأن صممنا أول مكان مخصص لسيور أو "سترابات" الساعات، يهدف على توفير خيارات خاصة مبنية على ذوق العميل. ركزنا بالمساحة على استعراض منصة CLE الرقمية وتوفير تجربة التسوق عبر الشاشات بالإضافة إلى وجود مساحة مخصصة لاستضافة صنّاع الساعات من جنيف.
العنصر المميز بالمتجر والذي له المساحة التي نحب نسميها "المساحة الاجتماعية" وسوف تساعدنا بالتّعرف على عملائنا بشكل مباشر مما راح يسهل التفاعل المباشر والسّلس معهم.
ماهي أبرز النجاحات التي حققتها من خلال CLE؟
استقطاب البراندات العالمية وأيضًا بناء قاعدة جماهيرية موثوقة من العملاء والأهم بناء فريق CLE المحترف.
من أبرز النجاحات هي اختيار البراندات لـ CLE وتعينهم لنا كممثل محلي في المنطقة، سعداء برؤية عملائنا وأعضاء المجتمع المهتم بالصناعة يستخدم CLE كمنصة رئيسية لهم في التسوق، ولهذا السبب هم مصدر شغفنا و إلهامنا. وختاماً مع سلسلة النجاحات والتي قريبة من قلبنا وهي افتتاح المتجر في VIA Riyadh قريبا.
ماهي طموحاتك القادمة؟
لدينا خطط كثيرة للمستقبل، لكن الان تركيزنا على مهمتنا الأساسية وهي بناء وتوفير تجربة مثرية للعميل في كل مرة يتسوّق في CLE.
رسالة توجهينها لكل من يحمل في داخله شغفٌ ما؟
ظروف الناس تختلف، بناءً على تجاربها الشخصية والمهنية التي يعيشونها، وكل ما أستطيع قوله ابدأ بخطوة بسيطة وحافظ على الاستمرارية، لأن في احتمالية توقفها بسبب ارتباطها بالمحاولات الفاشلة.
ودائما تذكر أن كل صناعة عندها تحدياتها، بدايتي كانت مقلقة قليلاً، خصوصًا أني المرأة الأصغر سنًا في المجال وبين الناس وكونه مجال تقليدي، لكنني فكرت فيما أقدم لسوق، وكان ينقصه العديد، ومليء بالفرص ويوجد به عملاء متعطشين في السعودية لمنتجات مميزة وملّوا من تجربة التسوّق التقليدية، لهذا السبب لم أتوقف وأكملت.. لذا كن صبور ولا تفكر كثير لأن الأمور تنجح مع الوقت بشكل طبيعي.