المجوهرات المزدانة بالعملات النقديّة: 10 حقائق لا بدّ من معرفتها!

في ظلّ كل الصيحات المتفاوتة اليوم، نجد نزعة اعتماد القلادات والعقود الغريبة المصنوعة من العملات النقدية. إنّها عادةغريبة تعود جذورها إلى العصور القديمة، حتّى تكاد تصل أصولها إلى زمن اختراع العملة النقدية نفسها، ويُقال إنّ هذه الصيحة ظهرت للمرة الأولى في القرن الثالث. نستعيد هنا حكاية هذه العادة بالكشف عن 10 حقائق حتماً لم تسمعيها من قبل!

في عصر الأمبراطور هادريان، كانت القطع النقدية تُستخدم من قبل الرومان كتمائم وتُعتبر رمزاً إلى القوّة. من هنا، نستنتج بأنّ الاستعمال الأوّل للعملات النقدية في المجوهرات أصبح موضة في حوالي القرنين الثالث والرابع قبل الميلاد.

شهد العصر الروماني على ستة أنواع أساسية من الحلي والمجوهرات المزينة بالعملات النقدية: القلادات، المشابك المخصصة للعقود، البروشات، الأساور، الخواتم، والأحزمة. كانت كلّها ترمز إلى السلطة والمكانة الاجتماعية اللتين شهدت عليهما الجهة المعروضة من القطعة النقدية وهي تلك المحفورة برسم امبراطوري.وتزيّنت المجوهرات أيضاً بإطار صُنع استناداً إلى تقنية خاصةتقضي بتزيين رقائق معدنية بزخارف معيّنة بعد أن يتمّ وضع مسار تحضيريّ. فسمح ذلك بخلق فارقكبير بين وزن العملة المعدنية وخفّة اعتمادها.

في الواقع، آمن الرومان بقوّة جوهرية للعملات النقدية، ممّا حثّهم على استخدامها كمجوهرات. كما يجب الأخذ في الاعتبار أن المجوهرات والعملات النقدية الذهبية كانت رمزاً للثراء، والتدفقات القادمة من الفتوحات الشرقية في القرن الأول قبل الميلاد.

بالرغم من أصولها الإيطالية، إلاّ أنّ القليل من العملات النقدية قد وُجدت في التنقيبات الأثرية في هذه البلاد. ومن بين التي تمّ العثور عليها، نذكر العملة النقدية الشهيرة التي وُجدت في صقلية عام 1953. كانت عبارة عن خاتم من العملة النقدية تعود أصوله إلى النصف الأوّل من القرن الخامس بعد الميلاد خلال حكم الأمبراطور فالنتينيان الثالث.

طُرحت فرضيّات عدّة حول أسباب ظهور هذه الموضة الخاصّة والقديمة. وقد صرّح بعض النقّاد بأنّ هذه الصيحة كانت شكلاً من أشكال البروباغاندا الأمبراطورية، لا سيما أنّ العملة النقدية تُظهر رسم الإمبراطور. واعتقد البعض الآخر بأنّ الدوافع كانت جمالية بحتة، بما يتلاءم مع الذوق الذي كان سائداًفي تلك الحقبات. لكن ما هو مؤكّد عدم اختفاء هذه الصيحة التي ما زالت حيّة إلى يومنا هذا في العقود والأقراط والأساور وغيرها. 

وبعيداً عم قيمتها الاقتصادية، هناك معنى آخر للعملات النقدية وهو ما يُعرف بالتأثير الوقائي، إذ كانت تؤدّي وظيفةالصورة الشخصية المقدّسة،كما اعتُبرت بعد ذلك جالبةً للحظّ الجيد. وظهرت أيضاً المجوهرات المكتسية بالعملات النقدية المخصّصة لتقديمها كصدقة للمحتاجين أو في سياق طقوس معينة. اعتُبرت حينذاك أداةً تهدف إلى ضمان عائدٍ جيّد للمكان المودعة لديه.

من بين أحدث عمليات التنقيب التي نتج عنها الكشف عن مجوهرات قديمة بالعملات النقدية، نذكر المهمّة المصرية-الأوروبية بقيادة فرانك غوديو، والتي أعلنت عن الدراسات بين أنقاض مدينتَي كانوبوس وثونيس-هرقليون الغارقتين. وقد تمّ تحديد بقايا مرفأ وخواتم وأقراط ذهبية مع مجموعة من أواني السيراميك والنقود المعدنية الثمينة المصنوعة من الذهب والمعدن والبرونز، وتأريخها يشير إلى أن المدينة كانت مسكونة بين القرن الرابع قبل الميلاد والعصر الإسلامي.

تُعدّ عملة Krugerrand النقدية الذهبية ذات الأصول الجنوب أفريقية، واحدة من أرقى العملات النقدية على الإطلاق، ولها قيمة تاريخية كبيرة. في الواقع، بدأ سكّ هذه العملة في العام 1967، وباتت في فترة قصيرة العملة الأكثر طلباً من بين عملات جنوب أفريقيا، والأكثر محاكاة في كل أنحاء العالم. وتُعزى أهميتها إلى المصلحة الخاصّة المرتبطة بجنوب أفريقيا، والمتمثّلة في تصدير الذهب من جنوب أفريقيا إلى العالم أجمع. وكانت الفترة التي اكتسبت فيها جنوب أفريقيا شهرة بفضل مناجم الذهب الموجودة على أراضيها.

ما زالت العملات النقدية تحظى باهتمام كبير من دور المجوهرات الراقية الإيطالية التي تعتبرها جزءاً لا يتجزّأ من إعادة اكتشاف الهوية التاريخية والثقافية لبلادها. على سبيل المثال، نذكر دار "بولغري" ومصدر إلهامها الروماني الرمزي. ففي منتصف ستينيات القرن الماضي، بدأت الدار الإيطالية باستخدام العملات النقدية في المجوهرات ضمن تصميممعاصر للغاية. رصّعت العملات المعدنية داخل عناصر دائرية وغير مثالية، فتضاربت بشكل عصري مع الذهب اللامع في العقود والأساور التي تمّ تثبيتها عليها. هذا ما جعل من تلك المجوهرات أيقونة حقيقية لدى دار "بولغري"، وما زلنا اليوم نشهد على نجاحها.

في عام 2018، باتت المجوهرات المزينة بالعملات النقدية إحدى أبرز الصيحات التي اعتمدتها النجمات. نتذكّر مثلاً علامة "جاكي عيش" التي تحبها ريهانا، فضلاً عن العملات المترفة من دار المجوهرات "فواندراي" والتي تمّ تصويرها حول رقبة إميلي راتاكاوسكي. ومن بين دور المجوهرات الأخرى التي استخدمت العملات النقدية في المجوهرات، نذكر "أليغييري"، و"كليوباتراز بلينغ"، و"ميسوما"، و"أي بي إم موناكو".