10 حقائق عليكِ معرفتها عن الماس
كما تُذكّرنا مارلين مونرو دائماً في أغنيتها الشهيرة "الماس صديق المرأة المفضّل"، إن الماسهو أحدأكثر الأحجار الكريمة طلباً في العالم وأكثرها قيمةً من بين الأحجار الموجودة في الطبيعة.هذا المعدن الذي يكمن جماله في طريقة عكسهللضوء، يجد أصوله في الطبقة الأرضية التحتية المعروفة علمياً باسم وشاح الأرض. وفي القرن الثالث قبل الميلاد، كان الماس في الحضارة الهندية القديمة يرمز إلى القوة الخارقة للطبيعة، وكان يُعتبر هدية من الجنّة. في ما يلي 10 حقائق مذهلة قد لا تعرفينها عن الماس.
لكلمة “diamond” (ماس بالانجليزية) أصل يونانيّ، فهي أتت من كلمةadamasالتي تعني"حصين". وفي القرن الأوّل ميلادي، ذُكرت الكلمة في موسوعة التاريخ الطبيعي للمؤرّخ الروماني بلينيوس الأكبر، الذي اعتبر الماس أثمن وأقوى حجر من بين الأحجار الأخرى. ولهذا السبب، اكتسب الماس معنىً رمزياً هاماً، وكثيراً ما تم ربطه بالقدرة على التخلّص من علل العالم لنزاهته.
إنّ الماس هو شكل واحدفقط من أشكال الكربون المختلفة. وتتألّف هيكليته من الكريستالات التي تشكّل مجسّماً ثماني الأوجه. وقد تحدث أيضاً تركيبات مختلفة، مثل الأشكال المثلّثة أو المكعّبة النادرة، وذلك وفقاً لتكوين كريستالات الكربون.
بالنسبة لأصوله الأولى، تكوّن الماس قبل ملايين السنين في وشاح الأرض، وظهر إلى السطح بفضل الانفجارات البركانية التي حدثت.فساهم تآكل صخور الكمبرليت البركانية وانهيارها في تحرير الماسات بأحجام وألوان ودرجات نقاء مختلفة، والتي تقوم المراكز المتخصّصة باختيارها لاحقاً.
يعود تاريخ الماس إلى الهند، وإلى الأرض الغنية بالرواسب الغرينية بالقرب من نهر كريشنا. استُخدم الماس عموماً كرمز دينيّ، لذا اعتُبر ثميناً جداً منذ آلاف الأعوام. لم تكن صدفة أن تذكرالكتب السنسكريتية انتشاره، إلى جانب ذكر الماس كحجر كريم في كتابات بوذية عائدة إلى القرن الرابع قبل الميلاد. كما ذكرت نصوص أخرى في الهند، قدرة الماس على خدش المعادن، وركّزت على خصائصه اللامعة والعاكسة للضوء.
التلميحات الأولى إلى استعمال الماس في الحضارة الرومانية القديمة، حكايات بدأت أحداثها في الهند. يقال إن الرومان استخدمواأحجار الماس كأدوات نقشٍ بسبب صلابتها الفريدة. أمّا في الصين، فاعتبروا الماس تميمة لديها القدرة على طرد الحسد. وكان تعدين الماس، حتى القرن الثامن عشر، يتمّ في الرواسب الغرينية، لا سيما في الهند. ثمّ وُجدت الماسات الأولى في البرازيل، وبعدها في مناطق أخرى من أميركا الجنوبية. وفي وقت لاحق، بحلول العام 1867، اكُتشف الماس للمرة الأولى في جنوب أفريقيا.
يعود اكتشاف الماسات في جنوب أفريقيا إلى أهمية فوهات البراكين الخامدة هناك. وقد وُجدت أوّلاً في كيمبرلي، وهي مدينة منحت اسمها للصخرة (الكمبرليت) التي تمّ منها استخراج الماس الخامّ. وبعد ذلك الاكتشاف، باتت جنوب أفريقيا مركزاًرئيسياً لتعدين الماس، وحلّت عالمياً مكان الهندالتي استنفدت مراكز التعدين الخاصة بها.
أصبح الماس معروفاً خاصة في القرن التاسع عشر، تزامناً مع التحسّن التدريجي لمجال تقطيع الأحجار الكريمة. وفي العام 1813، قامالكيميائي همفري ديفي باختبار، ركّز خلاله أشعّة الشمس بواسطة عدسات على ماس خام، فتسبّب باشتعاله، وهذا ما أثبت تركيبة الماس من الكربون. ساهم هذا الاكتشاف في تعزيز شهرة الماس وخصائصه المتميّزة. في الواقع،انبثق عن الكربون المعرّضلضغطعالٍ جداً قبل ملايين السنين، الحجر الطبيعي الأقسى على الإطلاق.
ماسة كولينان هي إحدى أهم الماسات التي تمّ اكتشافها في رواسب الكمبرليت عام 1905، وذلك في منجم "برميير رقم 2". كولينان هي ماسة في حالتها الخام كانت بعيار 3025 قيراطاً، أي ما يعادل 605 غرامات. بعد تقطيعها، تمّ الحصول على نحو مئة حجر، بلغ وزن أهمّ حجر منها 516.5 قيراطاً.
أصبح الماس مهمّاً في عالم المجوهرات بفضل قدرته على الحفاظ على لمعانه لفترات طويلة. لا شيء يقدر على خدش ماسة سوى ماسة أخرى، لذلك، يمكنكِ اعتماد هذا الحجر كلّ يوم دون أن تخافي من إلحاق الضرر به.
بالنسبة إلى شكل تقطيع الماس الأشهر والأكثر استعمالاً في عالم المجوهرات، فلا بدّ أن نذكر القصّة الدائرية. تشير قصّة البريليانت إلى ماسة ذات 57 وجهاً مع واحد إضافيّ في الأسفللا يكون موجوداً دائماً. وأدّى الاستخدام الشائعلهذا التقطيع إلى فهم خاطئ، إذ يميل الناس إلى الاعتقاد بأنّ مصطلحَي "بريليانت" و"ماس" يعنيان الأمر نفسه. ولكن عملياً، إنّ مصطلح "بريليانت"، في حال استُخدم بمفرده، يعني القصّة الدائرية فقط للماس. ومع ذلك، هناك الكثير من الأحجار الكريمة الأخرى التي يمكن تقطيعها بشكل "بريليانت"، مثل التوباز والياقوت والصفير.