مجموعة "A Natalie" للمجوهرات الراقية: كورتاي تكرّم الأساطير!
كعادتها، تخرج مصممة المجوهرات الباريسية ليديا كورتيل عن المألوف والسائد، تكسر القواعد وتسير عكس التيار وهي التي دأبت من خلال تصاميمها الجريئة على إرباك بيوت المجوهرات في Place Vendome، معقل الفخامة والأناقة.
أرادت كورتيل أن يكون لقطع مجوهراتها معنى مختلف عن غيرها من القطع، هي ليست قطعة تزيّن مظهر السيدة وحسب، بل هي تعكس حب كورتيل للتاريخ، هي رواية عن أساطير أسلافنا، هي فلسفة حياة وموت، هي حضارة عبرت فتركت خلفها إرثاً هائلاً، فكانت النتيجة مجموعة تشكّل ثروة معرفية وجمالية في آن معاً.
مجموعة المجوهرات الراقية "A Natalie" هي قصيدة للتعاون الإبداعي
بين الفنانة ناتالي شاو وليديا كورتيل. فهذه قطعة مستوحاة من ذكريات كورتيل في رحلتها الأولى إلى المكسيك، حيث يعكس التصميم معتقدات المكسيكيين حول سانتا Muerta الجالبة للمعجزات في الحب والصحة والثروة والعدالة، تماماً كما يعكس المعتقدات الوثنية لحضارات المايا، وذاك تصميم آخر يذكّرنا أنّ الحياة فانية والموت حتميّ لا محال، وتلك قطعة تمجّد ماري أنطوانيت وتعكس الجانب المظلم في حياتها، وهنا تصميم يعود بنا إلى القرن التاسع عشر حيث تقف راقصة الباليه لتلقي نظرة على جواهر ليديا كورتيل من الخنافس والحشرات والفراشات ونجم البحر... جميعها في قطعة واحدة.
إلى جانبها تصميم آخر يروي عن الحروب الصليبية ويظهر الرموز الدينية وهناك تصميم يذكرنا أنّ الشباب لن يدوم والجمال هشّ وزائل. والقطعة الأخيرة هي خاتم ينقل لنا جمال الصحراء وخاصة الكثبان الرملية وزرقة السماء الغامقة.
هكذا تسافر بنا كورتيل في رحلة عبر التاريخ، تروي حكايات وتقرأ أسفاراً وتكشف ألغازاً وتعرض ثقافات مختلفة، مجموعاتها تثير الحواس.
في عالم الاستهلاك الذي يمكن التخلص منه في القرن الحادي والعشرين، وسط رتابة خوارزميات التسويق وخطوط الإنتاج المستمرة، صاغت ليديا كورتيل مسارها الإبداعي الخاص، رافضة ترك تفرد عملها يفلت من بين يديها.
تبلور جواهرها الذكريات، وتكرّم الموتى، وتدلي ببيانات اجتماعية قوية، وتسخر من السخافات الحديثة، وتنقلنا إلى الجانب الآخر من الكوكب.