الماس الأحمر: الحجر الكريم الأعلى ثمناً في العالم
الماس الأحمر حجر كريم نادر إلى درجة أنه لم يُعثر سوى على أحجار قليلة للغاية منه تزن أكثر من قيراط واحد. أما أكبر الماسات الحمراء المعروفة في العالم، فهي ماسة "موساييف ريد" بقصّتها المثلثة الرائعة، وتزن مجرّد 5.11 قيراط أي 1.02 غرام، الأمر الذي يجعلها صغيرة نسبياً حين نقارنها بماسات شهيرة أخرى تصل إلى المئة قيراط أو تتخطاها أحياناً.
من الصعب جداً العثور على هذه الأحجار، وحين ننظر إلى سجلات معهد الأحجار الكريمة الأمريكي، نجد أنه في فترة ثلاثين عاماً من 1957 إلى 1987، لم يصادق على أي حجر على أنه ماس أحمر فقط في وصفه، فمن الفريد فعلاً إيجاد ماسة حمراء دون أي درجة لونية أخرى فيها. وما يزيد من سحر هذه الماسات وغموضها هو سبب لونها الذي لم يفسّره العملاء حتى اليوم بفرضيات مقنعة. أحد التفسيرات يقول إن اللون الأحمر نابعمنعيوب في التركيب الذرّي ناتجة عن حركة الذرات على طول الاتجاه الثماني السطوح.
بالعودة إلى التاريخ، يُنسب اكتشاف ماسة "موساييف ريد" إلى مُزارع برازيلي في منتصف التسعينيات. اشترتها وقطعتها شركة "ويليام غولدبرغ دايموند" التي أطلقت عليها اسم "الدرع الأحمر" وباعتها إلى دار "موساييف" للمجوهرات التي أعطتها اسمها الحالي. وكونه حجراً فريداً وثميناً للغاية، إن قيمته الحالية لا تقدر بثمن.
من حيث الأهمية، تلي هذه العينة الأولى ماسة "كازانجيان" الحمراء بعيار 5.05 قيراط. قصّتها آسرة أيضاً، فتم اكتشافها في جنوب أفريقيا في عام 1920، وفي حالتها الخام (لون أسود وعيار 35 قيراط) كانت متّجهة نحو القطاع الصناعي، وتم شراؤها لذلك مقابل سعر 8 جنيهات فقط للقيراط الواحد. المشتري المحظوظ لم يعيد بيعها للاستخدام الصناعي، بل أرسلها إلى أمستردام لتقطيعها، وخلال تنفيذ القطع الأول، لاحظ الأخوان "غودفيس" الخبيران لوناً بنّياً غير عادي فتابعا تنفيذ العملية بحذر شديد ووصلا إلى نتيجة أخيرة مذهلة: ماسة حمراء بقصة زمرّدية مربعة وعيار 5.05 قيراط.لكن للأسف تمت مصادرتها من قبل الحركة النازية خلال الحرب العالمية الثانية، وخضعت بعد ذلك لتغييرات مختلفة في الملكية حتى وصولها إلى المالك الحالي، أي الشركة الكاليفورنية "كازانجيان بروذرز" التي تأخذها في جولات عالمية من خلال مؤسستها الإنسانية وتستخدم عائدات عرضها لتمويل مبادرات خيرية للأطفال المحرومين.
في المرتبة الثالثة من حيث الوزن، ماسة "ديونغ ريد" بعيار 5.03 قيراط. في الثلاثينيات، اعتُقد أنها حجر غرنيت وبيعت في سوق للسلع الرخيصة إلى الصائغ سيدني ديونغ. على الرغم من لونها الخادع بدرجته الحمراء المائلة إلى البنّي والشبيه بلون حجر الغرنيت، شكك "ديونغ" في هويتها بسبب بريقها غير الطبيعي، مما أدّى إلى اكتشاف حقيقة هذا الحجر.وبعد وفاته عام 1986، تم العمل بوصيته والتبرع بالماسة إلى معهد "سميثسونيان" في واشنطن العاصمة، حيث لا تزال محفوظة.
أما النماذج المتبقية من الماس الأحمر، فتنتمي كلها إلى أفراد، وحتى الماسات ذاتالعياراتالمنخفضة جداً كانت موضوع مزادات أصحاب الملايين. في كل عام، تنظّم مجموعة "ريو تينتو"، المالكة لحقوق التعدين في مدينة أرغايل الأسترالية، مناقصة "أرغايل بينك دايموندز"، وهي مزاد خاص لأهم التجار وجامعي الماس يتم فيه عرض أثمن الماسات المستخرجة في الفترة نفسها وبيعها بأسعار غير معروفة. في 2017، تم عرض 58 ماسة بوزن إجمالي يقدر ب49.39 قيراطاً، بما في ذلك الماسات الخمس المعروفة باسم "هيرو دايموندز"، والتي تضم ماستين باللون الأحمر (2.11 و 1.14 قيراط)، وواحدة باللون الوردي (1.50 قيراط)، وواحدة باللون الأرجواني الوردي (2.42 قيراط) بالإضافة إلى ماسة باللون البنفسجي الرمادي (0.91 قيراط). الماسة الحمراء بعيار 2.11 قيراط هي ماسة "أرغايل إيفرغلو"، أكبر الماسات الحمراء المستخرجة من منجم أرغايل منذ افتتاحه في 1984. للحجر قصة مستطيلة، وقيمة ما زالت غير معروفة ومنحصرة بالمزادات الخاصة فقط.وفي الواقع، نادراً ما يظهر الماس الأحمر في المزادات العامة، لكن عندما يحدث ذلك تكون أسعاره مرتفعة بشكل لا يصدق. فعلى سبيل المثال، في عام 2014، تم بيع ماسة حمراء بقصة قلب ووزن 2.09 قيراط مرصعة على خاتم من صنع دار "موساييف"، بمزاد علني في هونغ كونغ مقابل مبلغ حقق رقماً قياسياً قدره 5.1 مليون دولار.
أخيراً، سنزف خبراًسارّاً لكل من يحلم بامتلاك ماسة حمراء ولكن لا يستطيع تحمل تكاليفها. يمكن معالجة كل من الماس الطبيعي والاصطناعي لإنتاج الماس الأحمر، عادةً بالإشعاع متبوعاً بالتلدين. وعلى الرغم من أن هذه الماسات لا تزال باهظة الثمن، إلا أنها تظل الخيار الأكثر سهولة بالنسبة لمن يفضلون الأحجار الكريمة ذات اللون الأحمر