أشهر مجوهرات حفلات الزفاف الملكية في التاريخ
أن تكوني أميرة ستتوّج يوماً ما ملكة، وتتزين بأروع المجوهرات الفاخرة عند دخولها القفص الذهبي... من منّا لم تحلم بذلك على الأقل مرة واحدة في حياتها؟ المجوهرات التي تُعتمد في الأعراس الملكية هي أعمال فنّية حقيقية كثيراً ما تكون مصنوعة بحكمة ومهارة على أيدي أمهر الحرفيين ومنتقلة من جيل إلى جيل عبر القرون.
بالحديث عن حفلات الزفاف الملكية، لابد من أن تتبادر إلى أذهاننا قصة الأمير رينييه الثالث والممثلة غريس كيلي التي سحرته بجمالها الأخاذ. في عام 1955، كانت الأميرة المستقبلية على ساحل الريفييرا الفرنسية من أجل تصوير فيلم "أن تمسك لصاً" للمخرج ألفريد هيتشكوك. بعد عام من ذلك، طلب الأمير رينييه يدها مع خاتم مدهش من دار كارتييه، وهو موديل مصمم على شكل محبس الأبدية أو "إيترنيتي" ومرصّع بالياقوت والماس كرمز لألوان إمارته. وتلاه خاتم ثان أيضاً من دار "كارتييه"، مع حجر ماس مركزي عياره 11 قيراط ومقطوع بقصة الزمرّد على قاعدة من الذهب الأبيض والماس. وقد حطّمت هذه الجوهرة الرقم القياسي كأغلى خاتم خطوبة في العالم، بقيمة تزيد عن نصف مليون يورو.
في أحيان كثيرة، تحدث مفاجآت وتقلبات قبل حفلات الزفاف أو حتى أثناءها، كما جرى على سبيل المثال في الزفاف الملكي للملكة إليزابيث الثانية والأمير فيليب، حين انكسر تاجها المعروف بتصميم الشراريب الماسية. لحسن الحظ، كان صائغ البلاط موجوداً وهرع إلى مشغله لإصلاحه في الوقت المناسب لحفل الزفاف.هذا التاج نفسه المعروف باسم "الإكليل الروسي" اكتسب شهرة خاصّة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر كجوهرة فريدة ومتعددة الاستخدامات، فتم نسخها وتقليدها عدة مرّات في مجوهرات ما زالت عائلات ملكية كثيرة تحتفظ بها.
بروش "كولينان III وIV" جوهرة أخرى فائقة الجمال كانت ملكاً في الماضي للملكة ماري، وفيها ماسة متدلية بعيار 94.40 قيراط وماسة أخرى بقصة وسادية وعيار 63.60 قيراط. في البدايةرُصعتالماستانفي تاج الملكة ماري خلال حفل تتويجها، ثم في العام التالي تم وضعهما في تاج "دلهي دوربار"، وفي عام 1953اعتمدتهما الملكة على شكل بروش. ويجدر بالذكر أنلماسة كولينان الأساسية قصة فريدة بالفعل، فهي أكبر ماسة خام وجدها الإنسان على الإطلاقوبلغ وزنها 3106.75 قيراط. تم العثور عليها في عام 1869 على يدي راعٍ في جنوب افريقيا باعها لشركة "بوير" مقابل حصان وعشرة ثيران وخمسمائة خروف.عملية قطع هذه الماسة في 1908 من شركة "آشر"أثمرت 105 ماسات بأشكال مختلفة. منها ماسة كولينان 1 بوزن 530.2 قيراط التي رُصعت في صولجان القديس إدوارد المحفوظ في برج لندن، وهي ثاني أكبر ماسة قُطعت في العالم وقد تصل قيمتها إلى أكثر من ملياري دولار.
حفل زفاف الليدي ديانا سبنسر وتشارلز ولي عهد إنكلترا في 29 يوليو 1981 في كاتدرائية القديس بولس بلندن يعد أحد أشهر حفلات الزفاف على الإطلاق. كان هذا الحدث من بين الأحداث الأولى التي تم بثها في جميع أنحاء العالم وتابعه ما يقرب من 600000 شخص احتشدوا في شوارع لندن. كانت الأميرة ديانا مكللةبتاج سبنسر الذي كان ملكاًلعائلتها وليس ضمن مجموعة مجوهرات التاج.يتألف التاج من جزئين منفصلين ولكن مثبتين باحتراف تام. يعود تاريخ الجزء المركزي من الجوهرة إلى عام 1919 عندما طلبت الليدي سارة إيزابيلا سبنسر بروشاً كهدية لسينثيا هاميلتون بمناسبة زفافها من ألبرت سبنسر. أشكال الماس الحلزونية الأربعة التي تعكس نمط العنصر المركزي ترجع إلى عام 1937عندما تم صنعها لربط البروش بعناصر قديمة أخرى موضوعة في آخر التاج وآتية من إكليل قديم خصّ فرانسيس مونتاجووقُدّم إلى الليدي سارة إيزابيلا سبنسر عام 1875.
لننتقل إلى الجيل الملكي التالي، فنرى أن كاثرين ميدلتون تكللت بتاج كارتييه الماسي الذي صُمم وصُنع في عام 1936واشتراه الملك جورج السادس للملكة الأم. وقد أعارته الملكة إليزابيث الراحلة إلى كيت ميدلتون، بعد أن كانت الملكة قد حصلت عليها هدية من أمها وهي بعمر 18 عاماً.وبالطبع لم تقتصر مجوهرات العرسين الملكيين المذكورين على التيجان فحسب، فوضعت الليدي ديانا أقراطاً متدلّية من الماس والذهب الأصفر، فيما اعتمدت كيت أقراطاً من الذهب الأبيض. أقراط كيت قُدّمت إليها من والديها، وكانت من صنع روبينسون بيلهام مع ماسات على شكل أوراق وحبات بلوط، تكريماً لعائلة ميدلتون. وتزيّنت الأميرتان ديانا وكيت بخاتم الخطوبة الشهير نفسه، والمرصع بحجر صفير أزرق عياره 18 قيراط تحيط به ماسات شفافة متلألئة.
ومن القصص الجميلة الأخرى، قصة عقد الآرت ديكو المرصع بالماس والزمرد والذي كان لراقصة الفلامنكو الاسبانية أنيتا ديلغادو، التي صارت لاحقاً أميرة كابورتالا. رآها المهاراجا في مقهى ووقع في غرامها، فأهداها هذه الجوهرة الفائقة الجمال والمرصعة بالبلور والماس والزمرد.
أخيراً،وبالعودة إلى الوقت الحاضر، يبدو أن أنفس تاج في العالم هو الذي اعتمدته الأميرة يوجيني في 12 أكتوبر 2018 يوم زفافها الملكي. ويقدر الخبراء قيمة هذا التاج بـ 10 ملايين جنيه استرليني، وهي قيمة أعلى من قيمة التيجان التي ظهرت بها كيت ميدلتون وميغان ماركل في زفافيهما. تزوجت الأميرة يوجيني من جيم بروكسبانك متزينةبالتاج الذي صاغه أمهر حرفيي دار بوشرون عام 1919، والمرصّع بزمرّدة محدبة القطع عيارها 93.70 قيراط.