سوار جارتيير Jarretière...قطعة المجوهرات العزيزة على قلب مارلين ديتريش
كان سوار "جارتيير" Jarretièreمن أنفس المجوهرات التي امتلكتها نجمة سينما القرن العشرين مارلين ديتريش. اشترتهديتريش التي كانت ملقبة ب"الملاك الأزرق" في عام 1937، وتألّف تصميمه من تسلسل ماسات دائرية ومستطيلية يحيط بها قرص كبير مرصع بأحجار الياقوت الوسادية القطع. سر جمالية هذه القطعة الاستثنائية كان في حجمها وباقة الياقوت التي تزخرفها.
كانت في الواقع مجوهرات ديتريش جزءاً مهماً من إطلالتها الساحرة وصورتها الخالدة في ذاكرتنا الجماعية. وهي مجوهرات حملت تواقيع أسماء مثل "بول فلاتو" و"كارتييه" و"فان كليف أند آربلز"، واشترتها النجمة الأيقونية لنفسها أو تلقّتها هدايا من معجبيها وعشاقها الكثيرين، مثل البروش البلاتيني الماسي المستوحى من شكل الوردة والذي أهداها إياه المخرج النمساوي يوزيف فون سترنبرغ.ويقال إن ديتريش كانت متعلّقة جداً بمجوهراتها، إلى درجة أنها كانت في الكثير من الأحيان تضع شرطاً لدى توقيع عقد فيلميتيح لها أن تختار بنفسها الإكسسوارات التي ستعتمدها من مجموعة مجوهراتها الشخصية.
بالنسبة إلى سوار "جارتيير" تحديداً، إنه مستلهم من عالم الموضة، الذي ألهم إبداع دار "فان كليف أند آربلز" منذ تأسيسها. متأثّرة بخطوط رباط العروس التقليدي، أعادت الدار الفرنسية ترجمة هذا الإكسسوار إلى مجوهرات تتميز بجرأتها وقيمتها. وتذكّرنا جمالية سوار مارلين ديتريش بقطعة الصفير والماس التي قدّمها دوق وندسور إلى واليس سيمبسون احتفالاً بزفافهما، والتي وضعتها العروس خلال مراسم الزفاف الذي أقيم في 3 يونيو 1937 في قصر "شاتو دو كانديه" في فرنسا.
ظهرت مارلين معتمدةً هذا السوار في مناسبتين مختلفتين، إحداهما من خلال الشاشة والأخرى في فعالية متألقة. في عام 1950، تباهت بالجوهرة النفيسة في أحد مشاهد فيلم "رهاب المسرح" للمخرج اللامع ألفريد هيتشكوك، حيث لعبت ديتريش دور "شارلوت إنوود" وهي نجمة مسلسلات متنوعة. في العام التالي، أي في 1951، قررت الممثلة الألمانية التزين بسوار "جارتيير" لحضور حفل توزيع جوائز الأوسكار، حيث قدّمت المرشّحين عن فئة أفضل فيلم أجنبي.
لطالما حافظت الممثلة الأيقونية على السوار وأولته انتباهاً واهتماماً كبيرين. وفي سنة 1992 التي رحلت فيها مارلين ديتريش، عرضت دار "سوذبيز" سوارها الماسي الياقوتي للبيع، فاشترته بشكل غير علني المصممة الداخلية آن أيزنهاور حفيدة دوايت أيزنهاور الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية. حديثاً، بيعت مجموعة أيزنهاور في مزاد علني بعنوان "مجوهرات آن أيزنهاور الرائعة"، وبالتالي صار للسوار العزيز على قلب الراحلة مارلين ديتريش مالك جديد. وتقول بعض الشائعات إنه من بين القطع التي تم شراؤها أيضاً، كان هناك بروش من "كارتييه" إلى جانب عقود كثيرة من دار "فان كليف أند آربلز" التي تأسست في 1906 على أيدي عاشقين تشاركا الشغف نفسه وافتتحا متجرهما الأول في الموقع التاريخي عند 22 ساحة فاندوم في باريس.
قبل المزاد الأخير، قُدّرت قيمة السوار العالية للغاية بين 2500000 و4500000 دولار، وهو رقم مضاعف مقارنةبعملية الشراء التي قامت بها آن أيزنهاور في التسعينيات. ولكن ما هو سبب الارتفاع الهائل في السعر؟ الجواب بسيط جداً، فقطعة المجوهرات هذه اكتسبت شهرة واسعة بسبب شهرة مالكتها ومكانتها الأيقونية في عالم السينما، كما هو الحال للعديد من المجوهرات. السعر الحديث يعكس قيمة مضاعفة: من جهة أولى، إن سوار "جارتيير" تحفة حقيقية لحرفة المجوهرات الفرنسية الراقية في القرن العشرين، ومن جهة ثانية، هو قطعة تاريخية في عالم النجوم والمشاهير والفنانين. وقد انتهى المزاد ببيع السوار مقابل رقم 4.5 مليون دولار القياسي.
متحدّثاً عن قيمة هذه القطعة التي لا تقدّر بثمن، قال كليبورن بويندكستر نائب رئيس دار "كريستيز" المتخصص في المجوهرات الثمينة: "هذا السوار أسطوري في نواح كثيرة. فقد كان من قطع المجوهرات المفضلة لدى ديتريش، كما أنه يتميز بتصميم جريءوحجم كبير وانحناءات رائعة. خطف الأنظار عندما وضعته في فيلم "رهاب المسرح" لألفريد هيتشكوك عام 1950، خصوصاً بجماليته النحتية.ولا يمكن نسبه إلى حقبة معيّنة، فهو ليس من طراز "الآرت ديكو" أو الريترو، بل ما يمكننا أن نقوله عنه هو إنه متألق وساحر للغاية. إنه بالفعل تحفة خاصة".