النجمة العالمية تشارليز ثيرون في حديث خاص لـ"هي": "عيشي رحلتكِ على الطريقة الملائمة لك"
حوار خاص بـ"هي" من نيويورك:
ADNAN ALKATEB
من طفولة صعبة اختبرت فيها الحزن والعنف والخوف والفقدان إلى عرض الأزياء واحتراف الرقص قبل خوض مجال التمثيل على أثر لقاء غير متوقع، من جنوب إفريقيا إلى إيطاليا، وبعدها نيويورك ولوس أنجلوس، ومن الريف النائي إلى صخب المدينة وأضواء الشهرة.. انطلقت "تشارليز ثيرون" CHARLIZE THERON في رحلة فعلية وهي لا تزال مراهقة، وأعادت توجيه مسار رحلة حياتها، تحديا تلو الآخر، حتى انتصرت على كل شيء من الضيقة المادية إلى الصور النمطية. فصارت ممثلة تلمع في كل دور تؤدّيه، ومنتجة سينمائية ناجحة أسّست شركتها الخاصة، وناشطة بيئية واجتماعية تدعم وتؤيد قضايا ملحّة كثيرة.
سفر، ومقابلات صحافية، وحفلة رسمية في قلب مدينة نيويورك.. وتقول إنها لا تشعر بأي تعب لأن هذا العمل بالنسبة إليها شرف وامتياز. الممثلة والمنتجة الجنوب إفريقية-الأمريكية "تشارليز ثيرون" CHARLIZE THERON التي فاجأتني بتعاملها الراقي والمتواضع، وسحرتني بنبرة صوتها الدافئة النابعة من قلب محبّ وطيّب وشغوف بمساعدة الآخر. لقائي مع هذه الرائعة الفائزة بجائزة "الأوسكار" كان بمناسبة كشف دار الساعات السويسرية المرموقة "بريتلينغ" BREITLING النقاب عن ساعتين جديدتين تنضمّان إلى حكاية "نافيتايمر"NAVITIMER الأيقونية. وتمثّل " تشارليز" المرأة التي تحملهما في حملة إعلانية شعارها "من أجل الرحلة" FOR THE JOURNEY.
واجهت "تشارليز" الكثير من التحديات في رحلة حياتها التي انطلقت من طفولة في مزرعة جنوب إفريقيّة إلى مسرح السينما الهوليوودية ومنصة الشهرة العالمية، تنسجم قصة "تشارليز ثيرون" الموهوبة والقوية مع رمزية هاتين الساعتين، لأنها امرأة واجهت الكثير من التحديات في رحلة حياتها التي انطلقت من طفولة في مزرعة جنوب إفريقيّة إلى مسرح السينما الهوليوودية ومنصة الشهرة العالمية.
ساعة "نافيتايمر"، التي أطلقت قبل سبعين عاما من أجل أن تكون أداة للطيّارين، صارت على مر السنين إحدى أشهر ساعات العالم ورفيقة دروب ورحلات شخصية كثيرة. ساعتا "نافيتايمر" 32 و36 الجديدتان تنبضان بأناقة حديثة لكن كلاسيكية، مع جمالية تتكيف مع أي إطلالة ومناسبة، وتتألق بلمعان الذهب الأحمر ذي المصادر القابلة للتعقب، والماس الاصطناعي المسؤول، وعرق اللؤلؤ.
عن ساعة اليد في إطلالتها ومفهوم الوقت في حياتها، عن النجاح والرحلة الحياتية والمشاريع الإنسانية وحتى الرقص، إليكم كل ما قالته لي النجمة العالمية وسفيرة "بريتلينغ"، "تشارليز ثيرون" في أول حوار مباشر لها وجها لوجه مع إعلامي عربي ومطبوعة عربية.
ما الذي يعني للمرأة حملها ساعة اليد؟ ومن التي تعتقدين أنها ستحب ساعتي "نافيتايمر" 32 و36؟
أهمية الساعة في حياة المرأة كبيرة. على صعيد شخصي، أشعر كأنني أمضي يومي كلّه في مطاردة الزمن. لدي ابنتان صغيرتان، وأحس دائما بأنني متأخرة عن كل مواعيدي. بالنسبة إلى المرأة في جيلي، وخصوصا المرأة الأم، إن العلاقة مع الوقت ثابتة في حياتها.
أنا شخصيا أحب ساعة "نافيتايمر" 36 جدا، وهي الساعة التي أحملها حاليا. أحب حجمها، على الرغم من الاعتقاد الخاطئ السائد بأن لكل النساء معاصم صغيرة، وأننا كلنا نريد ساعة أصغر حجما. في هذه المجموعة شيء مميّز يُشعرنا بأنها فريدة كلما حملنا إحدى ساعاتها. وأعتقد أن هي ساعات يمكنها حقا أن تنتقل معك من الصباح إلى المساء، ومن توصيل الأولاد إلى المدرسة إلى مناسبة مسائية مع أصدقائك.
ما الذي تقوله ساعة اليد عن المرأة التي تحملها؟ وهل يمكن أن تكون الساعة هي الفستان الأسود الجديد؟
حمل الساعة يقول الكثير في هذا العصر الذي لم نعد فيه فعليا بحاجة إليها، فجواب السؤال عن الوقت موجود في هواتفنا المحمولة بين أيدينا في أي لحظة. غير أن ما لن يضمحل أبدا هو أناقة الساعة، وذلك الشعور العميق الذي نحس به لدى رؤية ساعة أو حملها. هذا النقاش يشبه النقاش حول موضوع عرض الأفلام على شاشات التلفزيون مقابل صالات السينما. يمكننا امتلاك الخيارين، وذلك لا يعني أن أحدهما سيلغي الآخر.
حين تضعين ساعة حول معصمك، كيف توازنينها مع مجوهراتك وأزيائك وأسلوب إطلالتك؟
أبتعد عن تحديد تنسيقي لإطلالتي وحصره بطريقة معينة، فأترك حرّية ما تتدفق وتتفاعل مع مزاجي، حتى أتلاعب بأجزاء إطلالتي كما أريد. هناك أيام لا أضع فيها أي مجوهرات فأكتفي بساعتي، وأشعر بأنني متزينة بكمية كافية من الإكسسوارات، وهناك مناسبات أخرى مثل هذه الأمسية أحس فيها أن "الأكثر أكثر"، وأضيف المزيد من القطع. أعتقد أنه على الساعة أن تمنحنا حرّية، وألا تكبلنا وتفرض علينا ما يمكننا أو لا يمكننا ارتداؤه. إذا كان لها دور في تحديد الإطلالة، فهو من خلال إلهامنا.
هل من أسلوب تفضّلينه لساعاتك اليومية، وكيف تختارين الساعة التي تحملينها في يوم معيّن؟
حاليا، اخترت ساعة "نافيتايمر" 36، وأنا معجبة للغاية بها. لكنني في الحقيقة وجدتُ نفسي مع "بريتلينغ" أمام مجموعة رائعة من الساعات. لدي تشكيلة مدهشة، من بينها ساعات بأقراص أكبر حجما حتى. عموما، أتفادى تغيير ساعتي بشكل يوميّ، وأحب حمل ساعة معينة لبضعة أسابيع قبل تغييرها. تعددية الاستعمال عنصر مهم جدا في تصميم الساعة، وعادة أكون مرتاحة مع حجم 36مم ومع الأحجام الأكبر أيضا. لكن من الصعب أن أجد كلمات أشرح فيها لماذا اخترت حجم ساعة معيّنا في لحظة معيّنة.. أعتقد أن الجواب هو: "لم لا؟".
تعاونك مع دار "بريتلينغ" بدأ قبل خمسة أعوام. كيف تغيّرت إدارتك للوقت في هذه الفترة؟
إدارتي للوقت أصبحت أوضح وأبرز بعض الشيء، بعد التعاون مع "بريتلينغ" على حملتين إعلانيتين حتى اليوم. وكلما عملنا معا، ناقشنا مفهوم الوقت ومعناه الحقيقي. صرت أكثر وعيا له بكل تأكيد.
تركّز دار "بريتلينغ" اليوم على المساهمة في رسم مستقبل "أفضل" لصناعة الساعات. ما أهمية التفكير في مستقبل مستدام اليوم في قطاع الساعات والسلع الفاخرة؟
في هذا العصر، من المهم والذكي للعلامات التجارية الفاخرة أن تجد حلولا مستدامة وتنجح نجاحا كبيرا في تطبيقها، وأعتقد أن الفكرة الخاطئة حول ضرورة المساومة على أحد الجانبين (الفخامة مقابل الاستدامة) قصة خرافية من منظور امرأة. ما زلنا نفتقد هذا الوعي، لذلك أقدّر جهود العلامات الفاخرة مثل "بريتلينغ" التي تذكّرنا بأننا لسنا مضطرّين إلى المساومة، وأنه من الممكن أن نحصل على القيمة نفسها حين يكون الذهب مثلا آتيا من مصدر مستدام. هنا يكمن مستقبل قطاع المنتجات الفاخرة، ومن المستحيل أن نبقى على الممارسات السابقة.
كيف تربطين مسيرتك المهنية بالزمن؟
أرى هذه العلاقة تطوّرا، وكأنني أنظر من فوق إلى مسيرتي المهنية وأشاهد لمحة شاملة أفهم من خلالها الدوافع التي جعلتني أنطلق فيها، والوجهة التي أتقدّم نحوها. ويجعلنا هذا التطور نعي كل الفرص المذهلة التي أعطيت لنا، والأبواب المشوقة التي تنتظر دخولنا في الغد.
لو استطعت أن تتلاعبي بالوقت، فهل تختارين العودة إلى الماضي أم الذهاب إلى المستقبل؟
في حياتي الشخصية، لن أرغب في مغادرة الحاضر. لم أشعر يوما بتوق إلى الماضي، وأما المستقبل، فهو يقلقني قليلا، لكنني متفائلة به. لذلك سأقول إنني مكتفية وسعيدة باللحظة الحاضرة، لأنني حيث يجب أن أكون.
أما لو استطعت السفر عبر الزمن، فلن أريد العودة إلى عصر لم يكن فيه الطب متطورا في التقنيات الجراحية، أو لم تكن المضادات الحيوية والمخدرات الطبية موجودة بعد.
نحن اليوم في نيويورك. هل تشعرين أن الوقت "يطير" في مدينة نيويورك، مقارنة بمدن أخرى أقمت فيها أو زرتها؟
أعرف أنها مدينة سريعة، لكنني لا أشعر بأنني أضيع نفسي في سرعتها. أحس دائما بأنني مراقبة منبهرة بأهل نيويورك وقـــدرتهم على المـــشي الصـــــارم والمـــــتواصــــل في الشــــــــوارع المكتظة. إنها بالفعل موهبة! لا أعرف إن كنت سأستطيع يوما أن أجاريهم في ذلك، لكنه أمر أقدّره بلا شك.
ما طريقتك المفضّلة لإضاعة الوقت؟
أن أكون مع أصدقائي المقرّبين، حين نطهو طعامنا معا ونضحك ونتشارك القصص، وفجأة ننظر إلى الساعة ونجدها الثانية فجرا! عزيزة على قلبي تلك اللحظات التي نكاد فيها ننسى مرور الوقت، لأننا غارقون تماما في عيش كل لحظة.
لدار "بريتلينغ" علاقة قوية بعالم الرياضة، واليوم حتى برقص الباليه. حين انطلقتِ في مسيرتك المهنية، كنت في البداية راقصة باليه. هل ما زلت تجدين اليوم وقتا للرقص؟
أرقص كل يوم مع طفلتيّ في المطبخ، سواء أردت ذلك أم لا! وأشاهد الكثير من فيديوهات الرقص بفضلهما أيضا. لطالما كان الرقص جزءا كبيرا من حياتي، بطرق عديدة، من الرقص الاحترافي حتى انتقالي إلى مقاعد الجمهور الذي يستمتع بمشاهدته. حبّي لهذا الفن كبير، والآن أحظى بفرصة اختبار هذا الحب من خلال ابنتيّ اللتين دخلتا عالم الرقص وأحبّتاه، ليس من خلالي أنا، بل بالصدفة. في حياتي الكثير من الرقص.
تؤيّدين قضايا اجتماعية كثيرة، وتشاركين في حملات اجتماعية متنوعة. هل من قضية معينة تحظى بالمقدار الأكبر من اهتمامك اليوم؟
أطلقتُ مشروع الخدمات الميدانية CHARLIZE THERON AFRICA OUTREACH PROJECT CTAOP في عام 2007، وأؤمن حقا بأهمية العمل الذي نضطلع به. كل الأجوبة، مهما كانت القضايا التي نواجهها معقّدة، كامنة داخل المجتمع. لــذلك يهمّــــــني جــــدا أن أدعــــم من خـــــلال مشــــــــــروع CTAOP منظمات شعبية محلية موجودة على الأرض، حيث توجد المشكلة، وأن أسهّل عملها عبر توفير ما تحتاجه من أدوات وموارد. وأريد فعليا التخلص من فكرة "الصندوق الخيري" والمشاريع التي تفرض نظريات متكابرة، حتى نرى هذا العمل على أنه شراكة وتضامنا مع المجتمعات المحلية. لم أشعر يوما بأن عملي فعّال واستباقي ومؤثّر، كما أشعر اليوم حين أتعاون مع المنظمات الشعبية. وأتمنّى أن أقول بأعلى صوت لكل المنظمات الضخمة: إن الجواب يكمن هناك مباشرة، وإنه ليس عليهم التفكير فيه ومحاولة استنتاجه، بل كل ما يجب فعله هو دعم الأشخاص الذين يقدمون أعمالا مفيدة وإيجابية ومثمرة على الأرض.
ما العامل الأهم في نجاح المرأة اليوم؟ وأين يكمن المفتاح؟
الإجابة عن هذا السؤال صعبة للغاية، لأنني أعتقد أن النجاح يبدو مختلفا لكل شخص. سأجيب من منظور شخصي، وأقول إن النجاح كان دائما في سؤال أكرر طرحه على نفسي: هل هذا هو ما أريد فعله وتمضية وقتي بعيدا عن ابنتيّ من أجله؟ ولماذا؟ هذا السؤال كان دليلا وجّهني نحو النجاح الحقيقي، الذي فهمتُ مع مرور السنين أنه لم يكن يوما في آراء الآخرين. لا أعمل من أجل النقّاد والناس، بل أعمل لأنني، بصفتي فنانة، أشعر بحاجة ماسّة لتنفيذ مشروع معيّن. إذا، إن نجاحي يكمن في هذا الواقع، وهو واقع يختلف من امرأة إلى أخرى.
ما نصيحتك إلى المرأة ؟
عيشي رحلتك على الطريقة الملائمة لك، وكوني صادقة مع نفسك. حين كنت أصغر سنا وترددتُ في اتخاذ خطوة معينة، كانت تطلب مني والدتي دوما ألا أتردد، لأنني حين أبلغ سن الثمانين سأتساءل كيف كانت ستكون التجربة لو خضتُها! أبقيت هذه الفكرة معي طوال حياتي، وفعلت ما أريد فعله لأنني أردت اختباره. أنصح كل إنسان بأن يبقى أصيلا وحقيقيا وصادقا مع نفسه، وأن يتمسك بالأمور التي تهمّه، وتجعله سعيدا، لأننا في هذه الأيام لا نعطي أهمية كافية للسعادة.
واليوم بعد أن صرت أمّا لابنتين صغيرتين، ورأيت القلق الذي تعيش فيه الفتيات اليوم حول الانتماء والتوافق مع الصور النمطية والمعايير الاجتماعية، فهمتُ كم من المهم أن نذكّر أنفسنا والجيل الصاعد بأن السعادة مهمّة. مهما كان الهدف الذي يجعلك سعيدة، إنه المصباح الذي يجب أن يرشدك أكثر من الهدف الذي يكسبك المقدار الأكبر من المنافع المادّية.