الفنانة والمستكشفة "زاريا فورمان" وجه حملة "واحد من القلائل" من "ڤاشرون كونستنتان": للفن دور في محاربة التـــغيــــر المناخي

الفنانة والمستكشفة زاريا فورمان وجه حملة "واحد من القلائل" من "ڤاشرون كونستنتان": للفن دور في محاربة التـــغير المناخي

سهى حامد
21 نوفمبر 2023

تحت شعار "واحد من القلائل" ONE OF NOT MANY تتعاون دار الساعات السويسرية العريقة "ڤاشرون كونستنتان" VACHERON CONSTANTIN في حملاتها الإعلانية مع فنانين موهوبين تعبر شخصياتهم وأعمالهم عن سعي دؤوب للتميز والانفتاح على العالم بنشاط مفعم بالتجديد والإبداع. وقد انضمت أخيرا الفنانة والمستكشفة الأمريكية "زاريا فورمان" ZARIA FORMAN إلى دائرة مواهب "واحد من القلائل"، لتصبح وجها لساعات "أوفرسيز" OVERSEAS الرياضية الأنيقة. فهي بنهجها الفني الملتزم بحماية البيئة، وبرغبتها في مشاركة جمال الطبيعة مع الجمهور، ونزعتها الأصيلة للاستكشاف تجسد مجموعة "أوفرسيز" بشكل مثالي.

VACHERON CONSTANTIN

توثّق "زاريا فورمان" ظاهرة التغيّر المناخي من خلال أعمالها الفنية. فتعتمد أسلوب فن "الواقعية المفرطة" لتسلط الضوء على جمال الجليد في القطبين، فتنقل سحر الطبيعة للمشاهد عبر رسوم الباستيل، أملا بأن تثير في الناس حب تلك الطبيعة، وتحثهم على حمايتها. كما تسافر"داريا" إلى أكثر المناطق النائية في العالم، حاملة الكاميرا لتوثق الطبيعة المتغيرة، وتجمع الصور والذكريات، ثم تعود إلى محترفها في نيويورك، لتخرجها بألوان الباستيل في رسومها التي تعرض في المتاحف والمعارض حول العالم. وقد شاركت في الكثير من الرحلات الاستكشافية، إضافة إلى مهمات علمية مع وكالة "ناسا" كجزء من عملية ICEBRIDGE فوق القارة القطبية الجنوبية، وغرينلاند والقطب الشمالي الكندي، والتي جعلت من الممكن رسم خريطة تطور ذوبان الجليد على مدى العقد الماضي. بمناسبة تعاونها مع " ڤاشرون كونستنتان" التقينا بهذه الفنانة الناشطة التي حدثتنا عن أسلوبها الفني، ودور الفن في محاربة ظاهرة التغير المناخي.

ZARIA FORMAN

تتمــيّز أعمـالك بأسلوب "الواقعية المفرطة" ونلاحظ أنك تعالجين موضوعا محزنا، وهو التغير المناخي، لكن بطريقة جميلة تدعو إلى التفاؤل. فما المشاعر التي ترغبين في إثارتها من خلال رسوماتك؟

أحب أن أعمل من منظار مفعم بالأمل، فأنا شخص إيجابي وأبتكر أعمالي على هذا الأساس. كما أطمح إلى أن ألهم الناس وأمنحهم الأمل، على عكس التشاؤم الذي يؤدي أحيانا إلى الشعور بالشلل، وبعدم معرفة كيفية التصرّف. وأعتقد أن الشعور الأول الذي أرغب في أن أبعثه في الناس هو الحبّ. أنا وقعت في حب تلك الأماكن لأنها ساحرة وجميلة، ثم أرسم تلك الرسومات الضخمة بهدف نقل المشهد الذي رأيته إلى الآخرين. أريدهم أن يشعروا وكأنهم سافروا إلى هذه الأماكن، وذهلوا بالمشاهد الطبيعية، ووقعوا في حبها. تلك طريقة عملي، فعندما تحب أمرا ما بالفعل، تشعر بضرورة حمايته، وربما تتخذ الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك.

هل تعتقدين بأن للفن دورا في محاربة ظاهرة التغير المناخي؟

نعم، لأن لديه القدرة على إثارة المشاعر. وقد تم إثبات ذلك علميا. بالنسبة لي، أرغب فقط في تأدية دوري والمساعدة قدر الإمكان بما يمكنني تحقيقه. أستطيع أن أبتكر رسومات يمكن أن تؤثر في الأشخاص. وقد أثبتت دراسات حديثة أجريت حول "الفنّ" مقابل "الإحصاءات"، أي مثلا التأمل في لوحة فنية مقابل النظر في رسم بياني عن التغير المناخي، فالفن يجعل الناس يهتمون أكثر بما يجري. في الواقع. إن مرحلة لمس المشاعر تحث الأشخاص على التصرف حيال المشكلة واتخاذ القرارات للمضي قدما لمواجهتها.

أنت بطريقة ما مستكشفة أيضا من حيث مشاركاتك ببعثات عديدة، على سبيل المثال، شاركتِ في رحلاتٍ استكشافية مع "ناسا" ضمن مهام ICEBRIDGE. ما أبرز انطباع تركته تلك البعثات في ذهنكِ؟ وبعد سنوات من المشاركة فيها هل لاحظتِ شيئا من التغيير؟

أعود إلى أماكن معيّنة في بعض الأحيان عاما بعد عام، وقد تصادف في الموسم نفسه، فيكون ذلك فرصة جيدة لأرى التغيير. غالبا ما يحدث ذلك مع "ناسا"، فأنا أسافر معهم على الرحلات نفسها، ونلتقي عاما بعد آخر، لنتحدّث عن التغيير الحاصل. وفي الوقت نفسه أرى التغيير بأمّ العين. في عام 2012، ذهبتُ في أولى بعثاتي إلى غرينلاند صعودا نحو الساحل الشمالي. واتبعنا خطوات أول رحلة معنية بالفنّ (وليس بالعلوم)، والتي أقيمت إلى المنطقة القطبية الشمالية في عام 1869 بقيادة الرسام الأميركيّ "وليام برادفورد". بفضل هذه البعثة، والكتب واللوحات الفنية التي أثمرتها، بات لدينا الدليل. وعندما نفذنا بعثتنا بعد مرور نحو مئة وخمسين عاما من رحلة "وليام برادفورد"، تمكّنا من المقارنة وكان من الواضح ذوبان الجبال الجليدية بشكل كبير. ومن أروع التجارب في حياتي كانت عندما عرضت عليّ "ناسا" أن أسافر معها في رحلات استكشافية. استفدت كثيرا من خبرة العلماء في هذه الرحلات، فطرحت عليهم أسئلة كثيرة، وتعلّمت منهم الكثير عن الجليد وكيفية تكوينه وتحرّكاته، بالفعل توسّعت آفاقي حول فهم الجبال الجليدية. فقد أمضوا نحو 10 سنوات في تجميع المعلومات، غير أنّ تقصير الحكومات ما زال موجودا من الناحية العملية. لذلك، أدركت أن ما أفعله له تأثير كبير، وهو بالغ الأهمية لضرورة لمس مشاعر الآخرين، بدلا من أن نريهم رسومات بيانية ومعلومات نظرية. بالطبع، إن العمل العلمي يضاهي الفنّ بالأهمية، لكننا نريد أن نثير اهتمام العاملين في كل المجالات ليركّزوا على موضوع التغيّر المناخيّ. فضلا عن ذلك، ومع أنني رأيت تلك الأماكن الجليدية من قبل، غير أن رؤيتها مع "ناسا" من الأعلى منحني منظورا أوسع عن الجليد وضخامته وعن سرعة تغيّراته.

ZARIA FORMAN

ZARIA FORMAN

تعملين على هذا النوع من الفنّ منذ نحو 18 عاما. ما الأسلوب الذي تتّبعينه عند ابتكار رسومات جديدة؟ وماذا عن مجموعة الرسومات التي ابتكرتِها لمناسبة تصوير حملة "واحد من القلائل" مع دار "ڤاشرون كونستانتان"؟

دائما ما تبدأ طريقة عملي بالسفر إلى المكان المقصود. هناك، ألتقط مئات الصور والكثير من الفيديوهات. كما أحاول أن أترك الكاميرا جانبا لأمتّع نظري بالمشاهد الطبيعية، وذلك لأنني أعتقد أن التجربة الشخصية تضاهي بأهميتها جمع المعلومات بهدف ابتكار اللوحة عند العودة إلى الأستوديو الخاص بي في نيويورك. مع دار " ڤاشرون كونستنتان"، ذهبت إلى آيسلندا، حيث صورنا حملة "واحد من القلائل"، ومنها استلهمت سلسلة FELLSFJARA المكونة من رسومات وأعمال فيديو ونحت. وأنا سعيدة جدا بأن الدار اقتنت واحدة من هذه الرسومات.

اختارتكِ دار " ڤاشرون كونستنتان" وجها جديدا ضمن حملة "واحد من القلائل" لكونك تجسّدين مجموعة "أوفرسيز". كيف تتوافق معكِ الدار وهذه المجموعة؟

الوقت عنصر أساسي في عملي، وهذا ما يتوافق أيضا مع دار "فاشرون كونستنتان". الوقت مهمّ بالنسبة لي. فتكوين الجبل الجليديّ مثلا يستغرق وقتا كثيرا، وهذا ما يثير اهتمامي، إلى جانب سرعته في الانهيار والذوبان. كما أنّ الوقت المتبقّي لنا أساسيّ لنتخذ الإجراءات اللازمة لحماية كوكبنا. فضلا عن ذلك، يُعدّ الوقت المتاح لي كي أنجز رسوماتي أو أؤدي عملي أساسيا جدا؛ على سبيل المثال، لديّ لحظة فقط لألتقط صورة عندما ينعكس الضوء فيجعل الجليد يلمع، ولدي بضعة أسابيع أيضا لتجسيد ذلك في رسمة داخل الأستوديو الخاصّ بي. يجب أن أقضي وقتا في استكشاف كلّ التعقيدات والتفاصيل التي تميّز هذه اللحظة في الطبيعة. أما بالنسبة لمجموعة "أوفرسيز"، فمن الواضح أنها ترتبط بعملي وكل ما أحبه، فأنا أملك شغفا كبيرا بالسفر واستكشاف الأماكن النائية، وهو بالضبط موضوع مجموعة الدار.