"هي" تحتفي بالإبداع في ديسمبر مع الشريكين المبدعين سينتيا صموئيل وآدم بكري
لأن هذا العدد يحتفي بالإبداع والمبدعين كان أمام أسرة التحرير الكثير من الخيارات حول أي نجمة ستتصدر الغلاف، لكن رئيسة التحرير الأستاذة مي بدر اختارت هذين النجمين المبدعين سينتيا صموئيل وآدم بكري لأسباب كثيرة، من أهمها أنهما شريكان ناجحان في كل شيء، وتجمعهما الكثير من الصفات المشتركة، حتى يمكن أن نقول إنهما متكاملان تماما، ومبدعان في كل شيء، وبالنسبة لي سينتيا صديقة رائعة، وشهادتي فيها مجروحة، لكنني باختصار أقول إن الشهرة والنجاح الكبيرين لم يغيراها أبدا، فهي كانت وما زالت كتلة من الطيبة والشفافية والصدق والعفوية والتواضع. أما آدم، فلم ألتق به إلا مرتين، إحداهما كانت عابرة خلال مناسبة في نيويورك، والثانية وهي الأهم والأطول خلال تصوير هذا اللقاء والغلاف، ووقتها لمست كمية الحب الكبير الذي يحمله ليس لسينتيا فقط، بل للإنسانية وفنّه، ويكفي أن أقول إنه وسينتيا يحملان الصفات نفسها، ومن أهمها الإبداع الملهم، والشفافية والصدق والعفوية والتواضع.
اللقاء الأوّل كان خلال تصوير مسلسل "باب الجحيم". كيف بدأت قصّة حبّكما؟
نعم، لقد التقينــا في مـــوقــــع التـــصـويــــــر، ووقعنا في الحب فورا. والشرارة الأولى حدثت خلال مشهد في المسلسل، حيث تلتقي الشخصيات التي نجسدها للمرة الأولى، وتقع في الحب.. قصة وقوعــنــــــا بالحب يصـعب تصديقها، ولكن يمكنك رؤيتها في المسلسل.
القيم المشتركة وتجارب الحياة المتشابهة هي الجوانب التي جعلتنا أكثر قربا من بعضنا. توافقنا ليس مصدرا للتواصل العميق فقط، ولكنه أساسي في بناء صلة قوية وفريدة بيننا، نقدر توافقنا في معظم الأمور الشخصية ووجهات النظر، ولكننا أيضا نحترم اختلافنا. التشابه المثالي قد يكون مملّا إلى حد معين. كل منا يتمتع بشخصية مستقلة، ونمنح بعضنا المساحة للتفكير والإبداع والعمل. ووجودنا معا في المجال نفسه ساعدنا على تفهم طبيعة حياتنا أكثر.
آدم: أنا أستشيرها في الكثير من الاختيارات الفنية، وأثق في نظرتها إلى عملي، لأنها تعرفني أكثر من أي شخص آخر. ولها نظرة ثاقبة.
سينتيا: وأنا أيضا أثق فيه للأسباب نفسها، ولكننا مستقلان فيما يتعلق بمهنة التمثيل، وكيفية بناء الشخصيات التي نجسدها. عندما نبدأ بعمل جديد ننغمس فيه كليا، ولكن نعم نستشير بعضنا البعض إذا شعرنا بأن هناك ضرورة.
سينتيا: في العمل تعلمت منه مهنيته واحترامه لعمله، وفي الحياة أقدر عمقه وحب استطلاعه وثقافته الواسعة.
آدم: أعشق حساسيتها في الحياة وأمام الكاميرا. وهي عاطفية وحساسة وصادقة إلى أبعد الحدود، وأشعر بذلك عندما أشاهدها أمام الكاميرا أيضا.
بالطبع. نحن في محادثات دائمة حول تطوير مشروع يجمعنا مرة أخرى أمام الكاميرا. نرى أنه ينقص الشاشات اليوم قصص شبابية حقيقية وقريبة من القلب. نأمل أن نكون من المبادرين الأوائل في صنع محتوى جديد ومهم.
ما الدور الذي تحبّين أن تري آدم يؤدّيه في المستقبل؟ وما الدور الذي تحب أن ترى سينتيا تؤدّيه في المستقبل؟
سينتيا: سؤال صعب! هناك الكثير! كلانا نحب سلسلة كتب "هاري بوتر" ، وآدم يقرأ حاليا سلسلة مشابهة أخرى اسمهاTales Of Earthsea ، وأنا أراه يضطلع بدور شاعر كبير بما أنه يعشق جبران خليل جبران.
آدم: أراها في أدوار عالم الخيال! فهي تعشق هذه النوعية من الكتب! ممكن أن أراها في دور عروس البحر مثلا! وأيضا في أدوار المرأة القوية المثقفة المحدثة تغييرا في واقعها، لأنها تملك شخصية قوية ومؤثرة.
أسهم إلى حد بعيد، لأنني نشأت في وسط فني أشاهد والدي في السينما والتلفزيون، أزوره في مواقع التصوير والمراجعات المسرحية. والدي أثر بي كثيرا هو وأخواي صالح وزياد اللذان سبقاني. هم جميعا يلهمونني، وقد تعلمت وأتعلم منهم الكثير، وأشعر بالامتنان الكبير لكوني جزءا من هذه العائلة.
نعم، لطالما أردت! ولطالما تلقيت الدعم من عائلتي. أرسلوني إلى مدرسة التمثيل الارتجالي، وأنا طفلة صغيرة، وتم قبولي في شركة "ديزني" عندما كان عمري 10 سنوات، لكن والدي رفض، لأنه أراد مني أن أكمل دراستي أولا. درست الرقص والغناء والتمثيل والسينما، ولطالما جذبتني فكرة أن أعبر عن ذاتي من خلال الفن.
آدم، نعلم أنك إلى جانب التمثيل، رسام متميز، ما الذي يلهمك بصفتك رساما؟
أعشـــق الرســــم، وهــــو تــقـــديــــري لـكل جـمــيـــل، وأعبر فيه عن روحــــانــيـــــــتي، وأحلام يقظتي، وعن حبي للطبـيـــعــــة وجــمــالــهــــــا والانسجام بين ظواهرها. الرسم بالنسبة لي ليس فقط أداة تعبير، بل للشفاء في عالم لربما تسيطر عليه القسوة في هذه الأيام.
أحبها جميـــــعـــها، وتدهــــشني قـــدرتـــــه على رسم شــخـــــصي من الداخل، أو وهو يرسم روح الأشياء، أشعر بقيمتي عنده حين أراه يرســـــمني. وأعـــــشـــق رسـمــتـــه لي مــــع زهــــرة عـبـــــاد الـشــــمــــــس، تمـنـــحــــني الشــــعور بالـســـــلام الــــداخــــــلي. وأعــشـق اللون الأصفر الغالب فيها. وأنا أحثه دائما على إقامة معرض خاص، لأنه بالفعل موهبة استثنائية.
سينتيا: تلهمني المسلسلات الكورية، وأشاهد الكثير، وأنا أحب البراءة في الكثير منها. ربما لأن عالمنا تنقصه بعض البراءة. ويلهمني آدم واستثماره في بناء ثقافته وشخصيته العامة. تلهمني روحانيته وحبه لي.
آدم: سؤال جميل، ولكنه واسع بالنسبة لي. لأن ما يلهمني كثير! تلهمني سينتيا وشفافيتها وحسها العميق، ويلهمني الخير في الإنسان، والجمال في خلق الله ومخلوقاته، تلهمني أختي يافا في تربيتها لابنها، ويلهمني إخوتي وأبي وعائلتي في حبهم الكبير للآخرين، وتلهمني أمي الغالية في حنانها وصبرها وحبها اللامحدود.
معا: القراءة والسفر وقضاء وقت في الطبيعة.
أجمل هدية قدّمها كلا منكما للآخر، ولماذا؟
سينتيا: في عيد زواجــــنــــــا الأول فاجأني في ســـفـــــرة إلى مونـــتـــــريـــــال، كندا. المكان الذي ترعرعت فيه، ولم أزره منذ وفاة والدي قبل 13 عاما. زرنا مدرستي وأصدقاء العائلة، وشربنا في قهوتي المفضلة، وقضينا أجمل الأوقات مع الأقرباء. كانت رحلة عاطفية إلى أبعد الحدود، لم أنسها في حياتي.
آدم: في عيد ميلادي الـ33 فاجأتني بنسخة نادرة من كتاب "الخيمــيـائي" (أحــــد الكتـــــــب المــفـــضــــلـــــة لــــــدي)، كنـــــــت قد بحثت عنها في كل مكان ولم أجدها! اندهشت حين قالت لي إنها وجدتها في ولاية جنوب أمريكا، وجلبها أحد أقاربنا كان في طريقة إلى لبنان. كما فاجأتني بعلبة ألوان رصاصية من طراز رائع أستخدمها دائما في الرسم.
ما أهم مقومات نجاح العلاقة العاطفية في هذه الأيام؟
آدم: التواصـــل الـصــــادق إلى أعــــمــــــق وأبـــعـــــد الحــــــدود، وتــقـــــديـــــــــم التنازلات، والقدرة على قول "أنا آسف" .
سينتيا: وأضيف إلى كل ذلك منح المساحة للآخر، ليكون مع ذاته عند الحاجة.
هذا العدد من "هي" مكرّس للإبداع والمبدعين. ما الإبداع بالنسبة إليكما؟ وما الذي يغذّيه؟
آدم: الإبداع تعبيري عما بداخلي بصدق وحرية، إن كان ذلك في الرسم أو التمثيل أو حتى الكتابة.. الإبداع ضروري لبناء المجتمعات.
سينتيا: نـــعـــم، أوافــــق، وأضيــــــف: ما يــغـــذينــــــــــا إبــداعــــيــــــــا هو الحب.
أخيرا.. في ظل المعاناة والظلم والألم الذي يمرّ به الشعب الفلسطيني اليوم، ما رسالتكما إلى العالم؟
ألا يصمتوا عن الحق، وألا ينسوا المظلوم في كل العالم. وأن يتذكروا أن القضية الفلسطينية إنسانية وليست سياسية. وعلينا أن نحارب من أجل النور والخير، لأنهما سينتصران على الظلام في نهاية الأمر.. هكذا علمنا التاريخ.