JEAN-MARC MANSVELT

CHAUMET والإبداع الجريء... JEAN-MARC MANSVELT: احتفينا بحقبة العصر الذهبي التي قد لا يـتذكّرها أحد

21 ديسمبر 2023

حوار: MAI BADR

عاما بعد آخر، تفتح لنا دار المجوهرات الفرنسية الأيقونية "شوميه" CHAUMET نافذة جديدة تطل على إرثها العريق، وتتيح لنا التعمّق أكثر فأكثر في تاريخها وتاريخ فن صياغة المجوهرات، ضمن إطار اجتماعي وثقافي وفنّي واضح، وذلك بفضل معارض تنظّمها حول موضوعات مختلفة ومتشابكة. وهذا الخريف استقبلت "شوميه" في مبناها الشهير في ساحة "فاندوم" معرض "عصر ذهبي: 1985-1965" A GOLDEN AGE المكرّس لعقدين انتصر فيهما الإبداع اللامحدود والحرّ، ولحقبة تعاقبت فيها التجارب في مجالات عديدة مثل الموسيقى والموضة والمجوهرات.

وبعد جولتي على هذا المعرض الغني بالألوان الحيوية، التقيت الصديق "جان-مارك مانسفيلت" JEAN-MARC MANSVELT الرئيــــس التـنـــفـيـــذي للـدار، الرجـــل الــــراقي والشغوف والمثقف الذي بنينا معه عبر السنين صداقة حقيقية جوهرها احترام وتقدير متبادلان. وهنا ما أخبرني به حول معروضات "العصر الذهبي"، والحقبة التي كان المعرض الأخير تحيّة لها، والتغييرات التي رافقتها.

JEAN-MARC MANSVELT

CHAUMET

غاصـــت دار "شومـيه" مرّة جـديــــــدة في أرشيفها وقدّمت معرضا يكرّم تاريخــــــــــها ويكشــــف قطــعــــــة أخــــــرى من الفسيفساء الغنية التي تبني إرثها. أخبرنا أكثر عن معرض "عصر ذهبي: 1985-1965"، وكيف اختلف عن معارض "شوميه" السابقة.

هذه المرة، احتفينا بالستينيات والسبعينيات، وهي حقبة تغيير كبير، وحقبة قد لا يتذكّرها أحد. شكّلت تلك السنوات فترة مثيرة للاهتمام واجهت خلالها دور صياغة المجوهرات مثل "شوميه" تحدّي ابتعاد الناس عن التقاليد وعن أساليب الماضي. في ذلك الوقت، لم يعد رائجا اعتماد المجوهرات كما كان يعتمدها الناس من قبل. وأمام الصائغين آنذاك، برزت أسلئة محيرة كثيرة: فكيف نصمد ونبقي حرفتنا على قيد الحياة؟ وكيف نخترع شيئا مختلفا من أجل تكييف ما نفعله مع حقبة الستينيات والسبعينيات الجديدة التي كانت تشهد تحوّلات اجتماعية هائلة في أوروبا؟

الشقيقان "شوميه" اللذان كانا يقودان الدار وقتها، طلبا من الفنان العبقري "رينيه موران"، الذي ترأس قسم التصميم لدى "شوميه" على مدى ربع قرن، أن يفتح أبوابا جديدة. وردّه على هذا الطلب هو تماما ما رأيناه في هذا المعرض.

ما أهـــم التـغـيـــــــيـــرات الجـــمــاليــــــة التي نلاحظها في تصاميم "شوميه" العائدة إلى هذين العقدين؟

نلاحظ الابتعاد في تلك الفترة عن استخدام الأحجار الكريمة التقليدية وعلى رأسها الماس، خصوصا في باريس حين كان خطيرا السير في الشوارع مع مجوهرات باهظة حول العنق أو المعصم. لذلك، لجأت الدار كثيرا إلى أحجار مثل المالاكيت واللازورد، وجمعتها بالذهب الذي تلاعبت أيضا بتأثيراته الأخيرة؛ وهكذا ابتكرت أشياء جديدة.

CHAUMET

CHAUMET

اكتـــــمــل المــعـــرض بقـطــــع وتـصــامـيـــم من خـــارج عــالـــــــم المجوهرات. ما السبب؟

عرضنا أيضا قطع أثاث وصورا تلفزيونية وغيرها، وتذكّرنا أعمال فنانين مثل "أندي وارهول" و"فيكتور فازاريلي"، بهدف إظهار ما كان يحصل في تلك الحقبة التي نميل إلى نسيانها عموما، والتي تعود تدريجيا إلى الرواج وتشق طريقها من جديد إلى ساحة الموضة. كان المعرض غنيّا جدا بالألوان، لأن تلك الحقبة كانت ملوّنة للغاية بدرجات حيوية، أبرزها البرتقالي.

بالنسبة إلى المجوهرات المعروضة، من أين أتت؟

مصادرها مختلطة، لأننا اشترينا خلال السنوات الثلاث الأخيرة قطعا عديدة، ونتواصل باستمرار مع عملاء قدماء وهواة جمع أتت بعض القطع من مجموعاتهم. وكان هناك عدد من المجوهرات المعروضة التي لم نرَها منذ عقود، والتي صار الاطّلاع عليها بالنسبة إلى حرفيينا بمنزلة اكتشاف متجدد، إذ لا أحد منهم كان يعمل في مشاغل "شوميه" خلال السبعينيات.

مع رئيسة التحرير مي بدر
مع رئيسة التحرير مي بدر

على الرغم من التحول الجمالي، وتغيير أسلوب التصميم والأحــجـــاـر المستـخـــدمـــة، هــل تـــقـــول إن في مجــوهـــــرات الستينيات والسبعينيات توقيع "شوميه" الواضح؟

نعم، واللافت فيها أنه على الرغم من وجود أحجار غير تقليدية مثل المالاكيت وأشكال جديدة أشبه بالمنحوتات، نشعر في الوقت نفسه بأنها قطع تأتي من دار كان عمرها وقتها أكثر من مئتي سنة. الحرفية واضحة في هذه التصاميم التي تدمج الإبداع بتقاليد الدار وخبرتها وبراعتها.

كيف تصف فترة الستينيات والسبعينيات؟ ما الذي تمثّله بالنسبة إليك؟

في تلك الفترة كان الناس أكثر سعادة وفرحا. وقتها، لم نكن نتحدث كل يوم وكل ثانية عن الكوارث والمصائب، وكانت أبوابنا مفتوحة أكثر أمام الإبداع الحرّ. هذا ما حاولنا إظهاره ومشاركتكم إياه من خلال معرض "عصر ذهبي" الذي نتمنى أن يكون الزائر قد استطاع من خلاله رؤية زاوية جديدة من حكاية "شوميه".