جناح 1755 من "فاشرون كونستنتان" Vacheron Constantin يعود إلى دبي ويشكّل مدخلاً استثنائياً إلى عالم من الفن والحرفية
في عام 1755، أُسست دار الساعات السويسرية العريقة "فاشرون كونستنتان" Vacheron Constantin، مطلقة بذلك رحلة استثنائية في عالم الساعات الراقية لم تتخلَّ خلالها الدار يوما عن جذورها في ظل اتّجاهها الريادي نحو الابتكار المتواصل. بأناقتها الرصينة ومكوناتها التقنية المتفوقة، تعطي ساعات "فاشرون كونستنتان" صوتا لروحها الإبداعية، وتبقي إرثها على قيد الحياة بقلب تدفع نبضاته صناعة الساعات الراقية إلى آفاقها التالية.
داعية أصدقاءها وعملاءها وجامعي الساعات إلى عيش تجربة مخصصة يتعرّفون فيها عن كثب على عالم "فاشرون كونستنتان" في مساحة فاخرة حصرية، أطلقت الدار في عام 2022 "جناح 1755" للمرة الأولى عالميا في دبي، قبل أن تكرر تجربته لاحقا في خمسة بلدان حول العالم. وقد أعادت في خريف 2023 افتتاح هذا الجناح الحصري الخاص في الطابق الثاني من فندق "ماندارين أورينتال جميرا" في دبي، موفّرة مساحة مغمورة بالنور، ومطلة على زرقة مياه الخليج العربي، ومستوحاة من الثقافة الإماراتية الغنية بتنوّعها.
هنا، يتشابك إرث "فاشرون كونستنتان" بالثقافة الخليجية، وتلحّن دقّات عقارب الساعات المترفة المعروضة تدفّق طاقة الإبداع العربي المنبثق من أعمال فنية وتصميمية معروضة في أرجاء الجناح لمواهب إقليمية مدهشة، وسيقدّم الجناح أيضا ورش عمل وتجارب معدّة بعناية في سبيل تعزيز الحوار بين إرث الدار والتراث المحلي. وهو ما يلقي الضوء عليه "كريستوف راميل"، المدير العام في دار "فاشرون كونستنتان" لمنطقة الشرق الأوسط والهند وإفريقيا، حين يقول: "يسعدنا أن نعيد جناح 1755 إلى دبي، حيث نحتضن روح المنطقة، ونعكس ذلك السعي نحو التميز الذي تتّسم به "فاشرون كونستنتان". التزامنا يتخطّى مجرد صناعة ساعات استثنائية؛ بل يركّز على الحفاظ على البراعة والفنّية اللتين صاغتا هوية الدار منذ عام 1755. بين هذه الجدران، سنبني علاقات أبدية، ونكتب قصصا، وننسج خيوط روابط ثابتة. تفتخر "فاشرون كونستنتان" باستقبال الذواقة والخبراء وعشاق الساعات وأصدقاء الدار المقربين ليكونوا جزءا عزيزا من إرث يمتدّ عبر أجيال".
بين مجلس رئيس، ومجلس أكثر حميمية، وغرفة للطعام وورش العمل، يأخذنا "جناح 1755" في رحلة عبر حكايات الفن الإقليمي وتاريخ صناعة الساعات الفاخرة التي يكشف لنا بعض أحدث روائعها.
تكريم الثقافة المحلّية بفنونها وحرفها
الموهبة المبدعة خلف تصميم "جناح 1755" هي المهندسة المعمارية والداخلية السعودية المقيمة في دبي "دانة المحيسن"، المعروفة بوضع لمساتها الفريدة على بعض أكثر المشاريع الإقليمية رقيا وخصوصية. وقد وجدت "المحيسن" إلهامها في منطقة الخليج لتملأ المكان برموز عابرة للزمن، فوجّهت نظرها مثلا إلى حي البستكية الإماراتي التاريخي من أجل إنشاء عمل تركيبي من إطارات مصنوعة من الطوب الطيني، وإلى حركة انبساط الكثبان الرملية، فعكستها على منسوجات أرضية حصرية، وإلى إحدى أقدم حرف منطقتنا، وهي تقنية النسج التقليدية المعروفة باسم الخوص لتصميم ورق الجدران الداخلية.
وقد تبلورت رؤية مصممة ديكور "جناح 1755" أكثر مع القطع الفنية التي تكمل هذه المساحة، والتي عززت روابط "فاشرون كونستنتان" بالمجتمع المحلّي أكثر. أوّلا، نجد أعمالا، مثل قطعة "سيمفونية 3" لفنان الخط العربي "وسام شوكت"، ولوحة "غزال" للفنانة "ميثاء دميثان"، اختارها مركز "تشكيل" الذي أسسته الشيخة "لطيفة بنت مكتوم" بهدف تمكين قطاع الصناعات الإبداعية والثقافية المحلية. وهناك أيضا تحف لمجموعة كبيرة من الفنانين والمصممين والحرفيين المحلّيين، مثل مقاعد مستوحاة من جذع النخلة للمصمم "خالد الشعفار"، وزخارف نمطية على جدران مدخل الجناح للفنان "عبد الرحمن الحمادي"، ومقاعد من مصممة الديكور "فريال البستكي" زيّنتها تصاميم "التلي" المطرزة التي ابتدعتها الفنانة "منيرة الملا" (التلي حرفة يدوية تقليدية راسخة في التراث الإماراتي)، وفخاريات خزفية للمصممة "سارة المداح"، ومنتجات من المصممة "الجود لوتاه"، وعطور فاخرة للغرف من رائدة الأعمال الإماراتية "آمنة الحبتور"، ووحدة متعددة الوسائط للفنان ومصمم الديكور "عمر القرق".
أرقى التقنيات تلمع على ضوء الذهب والماس
داخل "جناح 1755"، تعطينا دار "فاشرون كونستنتان" فرصة اكتشاف بعض أجمل تصاميمها. ومن أحدث الموديلات التي عزّزت فيها مجموعة "أوفرسيز" الأيقونية المستوحاة من عالم السفر، ساعة "أوفرسيز كوارتز"Overseas Quartz بقطر33 مم من الذهب الوردي مع ميناء بلون أزرق الدنيم، وقرص تثبيت مرصّع بماسات دائرية متألقة وسوار مدمج قابل للتبديل. بعيدا عن أي تكلّف او مبالغة، يحتفي هذا التصميم الجديد بجمالية بسيطة فائقة الأناقة، ويتباهى أيضا بجانبه العملي مع نظام قابلية التبديل لسوار الساعة: يمكن تبديل السوار الأساسي المصنوع من الذهب الوردي الملمّع بعيار 18 قيراطا، والمثبت بمشبك قابل للطي، وذلك بفضل وجود حزامين إضافيين بلون أزرق الدنيم، أحدهما مصنوع من جلد العجل مع درزات باللون نفسه، والآخر من المطاط. وعلى الميناء الأزرق المطلي باللك شبه الشفاف، يبرز التأثير البصري الذي يشبه تأثير انبثاق أشعة الشمس في أحضان عقارب ومؤشرات من الذهب الوردي معبّأة بمادّة "سوبرلومينوفا" الزرقاء.
وعند ملتقى الساعات التقنية ذات المظهر الرياضي والساعات الرسمية، تقف ساعة جديدة تكمل حكاية مجموعة "أوفرسيز"، وتدخل إليها للمرة الأولى حجر الماس بالقصة المستطيلية: "أوفرسيز توربيون هاي جولري" Overseas Tourbillon High Jewellery. وعن سبب اختيار التقطيع المستطيلي أو "باغيت" لساعة "أوفرسيز" الجديدة، يقول مدير الأسلوب والتراث لدى الدار "كريستيان سلموني": قدم المصممون وصاغة الأحجار الكريمة في "فاشرون كونستنتان" هذا التقطيع الجديد إلى مجموعة "أوفرسيز"، لأنه يتماشى بشكل جميل مع شخصيتها المتطورة. ومقارنة بالتقطيع الدائري المتألق ذي الـ 58 وجها، والمستخدم على نطاق واسع في عالم المجوهرات، يتميز التقطيع المستطيلي ذو الجوانب الـ 25 بمظهر غرافيكي وجريء يبرز نقاء الماس بدلا من ألقه. بفضل زواياه القائمة وسطحه المستوي وحوافه الحادة، يعزز تقطيع الباغيت التصميم الهندسي لساعة "أوفرسيز".
الميناء الملون بالأزرق والذي صار رمزا جماليا للمجموعة يصبح أكثر برودة في ساعة "أوفرسيز توربيون هاي جولري" مع ثلج الذهب الأبيض وجليد الماس النقي المرصع على قرص التثبيت والمؤشرات والمشبك الدبّوس. ويحتضن بدوره هذا التصميم نظام تبديل أحزمة الساعة بسهولة ودون الحاجة إلى استعمال أي أداة، مجتمعا بسوار مدمج من الذهب الأبيض، وحزام كلاسيكي من جلد العجل الأزرق، وحزام رياضي من المطاط الأزرق. ووسط جمال التضارب الأخّاذ بين الميناء الأزرق والذهب الأبيض، الذي يسلّط الضوء عليه حجر الماس الساطع، يبرز إنجاز تقني كبير لمشاغل "فاشرون كونستنتان" من خلال الزوبعة أو التوربيون المدعومة بحركة 2160 الفائقة الرقة. إن عيار 2160، الذي قدّمه صانعو ساعات الدار في عام 2018، هو أحد أرفع حركات التوربيون الموجودة بسمك 5.65 مم فقط. وتطلّب صنع هذه الحركة، المؤلّفة من 188 مكوّنا، مهارة تقنية عالية للتغلّب على تحدّي جمع حركة ذاتية التعبئة فائقة الرقة بمنظم التوربيون الرائع بزخرفته الدقيقة وحركاته الراقصة؛ والحل تمثّل في القرص الدوار المحيطي. تركيب الساعة لا يعزز نحافتها فقط عبر إزالة المحور المركزي لدوران الوزن المتأرجح، بل يعطي أيضا رؤية أوضح للحركة بأكملها من الخلف. ويثبت هذا التصميم الجديد من "فاشرون كونستنتان" براعة الدار في التوفيق بين كل الاحتمالات التقنية والجمالية الموجودة في صناعة الساعات، وحتى ترصيعها بأرقى الأحجار الكريمة!