دار بولغري: التزامٌ راسخٌ يصوّر المستقبل بعدسة التميّز نحو مستقبل أكثر إشراقاً
أعلنت دار بولغري عن إنشاء مؤسسة بولغري رسمياً خلال مؤتمر صحفي مخصّص، عقدته العلامة في متحف آرا باسيس وسط العاصمة الإيطالية روما، بحضور رئيسها التنفيذي جان كريستوف بابان؛ وروبرتو جوالتيري، عمدة روما؛ وكلاوديو باريسي بريسيتشي، مدير إدارة الثقافة والإبداع في روما.
لطالما آمنت بولغري بأهمية توليد قيمة مستدامة اعتماداً على مبدأ المساهمة والرعاية الثقافية الشاملة، وتبلور ذلك طوال الفترات الماضية من خلال إطلاق العديد من المبادرات متعددة الأوجه.
ويتجلّى التزام شركة بولغري بالمشهد الثقافي والعمل المشترك في الكثير من الخطوات العملية، منها التعاون الوثيق مع مختلف الجمعيات الخيرية، سواء التي تدعم المساواة بين الجنسين أو الهادفة إلى توفير فرص التعليم لجميع شرائح المجتمع، والمشاركة في استثمارات متنوعة لتعزيز البنى التحتية التعليمية والمساهمة المالية لصالح المشاريع الرامية إلى الحفاظ على التراث الثقافي الإيطالي، إلى جانب إنشاء نظام داعم لمجتمع الحرف اليدوية.
ومع إطلاق مؤسسة بولغري تحوّلت هذه المهمّة المتجذّرة في فلسلفة الشركة ومبادراتها إلى منهجية راسخة لدعم المجالات الفنية والحرفية والعمل الإنساني.
تساهم مؤسسة بولغري في تعزيز أحد الجوانب الأساسية من هوية الدار من خلال التزامها ببناء مستقبل هادف، مستعينةً بمبادئ الرعاية والكرم والتفاني الدائم، حيث تعتقد بأن التنوع البشري يحمل من القيم الجمالية ما يكفي للارتقاء بنمط الحياة، لذلك فهي تسعى إلى البحث عن الإمكانات الهائلة في المجالات التي تعمل بها وتعزيزها وإبراز ما تحتويه من جمال كامن وقيم مؤثرة في الأفراد.
أم تعليقاً على الموضوع، فقد صرّح جان كريستوف بابان، الرئيس التنفيذي لدى بولغري ورئيس مؤسسة بولغري: "شاركت بولغري منذ فترة طويلة في العديد من المبادرات الهادفة إلى بناء مستقبل أفضل انطلاقاً من تراثنا العريق، فلطالما شعرنا بضرورة رد الجميل لمجتمع الفنون والتراث الثقافي المتجذر في تاريخ روما، مصدر إلهام الدار، ودعم الأطفال المحتاجين إلى فرصة لتغيير مسار حياتهم من خلال التعليم، والوقوف إلى جانب الأجيال الجديدة من الحرفيين والمواهب القادرة على إحداث الفارق. وقد تطور هذا الالتزام العميق بمرور الوقت، لا سيما مع تطور الاحتياجات الناشئة عن التغيرات العالمية التي يشهدها الكوكب. ويأتي إنشاء مؤسسة بولغري ليتيح لنا مواكبة التغيرات المتواصلة ويضمن لنا إحداث تأثيرات أكثر عمقاً وفعّالية".
تهدف مؤسسة بولغري إلى تحقيق التميز والإبداع في مختلف مجالات العمل دائمة التطور، ممّا يؤكد التزام بولغري الراسخ بالفن والرعاية الثقافية والتعليم والعمل الخيري والتشاركية الشاملة والمهارة الحرفية.
الفن ورعاية الثقافة والإبداع
تم إنشاء مؤسسة بولغري لاحتضان التراث الفني ودعم مختلف أنشطة الرعاية الثقافية والإبداعية الهادفة. مما يحافظ على القيمة الثمينة للمعالم الوطنية والدولية وينقلها بكل أمانة إلى أجيال الغد. وسبق لبولغري أن وضعت أُسس هذا الالتزام من خلال إطلاقها لمجموعة طموحة من المبادرات، والتي بدأت بتمويل أعمال ترميم الدرج الذهبي لقصر دوجي في البندقية عام 2006 والسلالم الإسبانية في روما عام 2014، تلاه المساهمة في مشاريع رعاية ثقافية أخرى تهدف إلى حماية التراث الغني للعاصمة الإيطالية، بما في ذلك ترميم الفسيفساء الأرضية الملوّنة لحمامات كركلا بين عامي 2015 و2016؛ والرعاية الرئيسية لمشروع ترميم 90 منحوتةً يونانيةً من مجموعة مقتنيات عائلة تورلونيا في عام 2017، والتي تُعدّ أهم مجموعة خاصة للفن القديم في العالم حالياً؛ إلى جانب المساهمة في ترميم الموقع الأثري ضمن منطقة ساكرا في لارجو أرجنتينا خلال عام 2021؛ وتمويل إعادة بناء أيقونة آرا باسيس في عام 2021. كما شاركت بولغري مؤخراً كراعي أساسي في أعمال تصميم وتنفيذ مخطط متحف أرا باسيس، والذي يُعدّ جزءاً من الأماكن العامة المحيطة بالهيكل الرمزي لأغسطس؛ فضلاً عن المساهمة في ترميم وتطوير ساحة بيازا أوغوستو إمبيراتوري، وهو مشروع طموح من شأنه إعادة الألق التاريخي والثقافي لأحد الأماكن الأكثر شهرةً في روما والعالم.
وتشمل مهمة مؤسسة بولغري أيضاً تمكين المواهب الواعدة وتشجيع وقيادة مبادرات الفن المعاصر والعمل التعاوني مع المؤسسات الثقافية، إضافة إلى تعزيز التجارب الفنية المبتكرة والترويج للمواهب الناشئة وتهيئة بيئة مثالية للحوار والتلاقي الإبداعي. وتسعى بولغري إلى تحقيق هذا الهدف من خلال طرحها العديد من المبادرات، مثل جائزة ماكسي بولغري التي تم إطلاقها بالتعاون مع متحف ماكسي في روما عام 2017، حيث تحتفل الفعالية كل سنتين بالفنانين الشباب ممن أثروا المشهد الإبداعي على مستوى روما؛ إضافة إلى التعاون مع متحف ويتني من خلال تولي بولغري الرعاية الرئيسية للنسخ الثلاث القادمة من بينالي ويتني، باعتباره المعرض الأبرز للفن الأمريكي المعاصر. ولعلّ شغفها العميق تجاه الفنون والثقافة هو من قاد الدار إلى التعاون مع الفنانين المعاصرين من خلال الإصدار الأحدث من أسبوع التصميم في ميلانو.
تعتقد مؤسسة بولغري بقيمة التنوع الذي يميّز البشرية كمصدر ثمين للارتقاء بنمط الحياة، لذلك فهي تركّز على تعزيز التماسك الاجتماعي والاقتصادي تحت شعار الشمولية والحفاظ على تكافؤ الفرص للجميع. ومن المقرر ترجمة هذا الالتزام من خلال التعاون مع المؤسسات الخيرية التي تحارب الفقر والتمييز، وإرساء مبادئ استدامة التعليم والرعاية الصحية في المناطق المحرومة على امتداد العالم، إضافة إلى العمل المسؤول لتحقيق المساواة المبنية على النوع الاجتماعي.
وتواصل مؤسسة بولغري المسار الذي رسمه التعاون الوثيق بين بولغري ومنظمة أنقذوا الأطفال منذ نحو 15 عاماً، بما يتماشى مع دعم الشركة للقضايا الخيرية التي تعزز التعليم الفعّال باعتباره ركناً أساسياً للتنمية.
وبينما تتعامل الدار مع مسألة التعليم كأساس لنجاة الإنسان، ترتقي الموهبة لديها إلى مصاف الإلهام، وهذا ما دفعها إلى إطلاق جائزة أورورا في عام 2016 بهدف تكريم المواهب النسائية في مختلف المجالات. ومن المقرر لهذه الجائزة أن تتحول إلى منصة رسمية تعتمدها مؤسسة بولغري للتعريف بالسيدات الرائدات وإلهام المرأة الطموحة وإنشاء بيئة مستدامة من الأفكار والمبادرات العملية المؤثرة.
وتُعدّ مشاركة بولغري في مشروع مؤسسة التاغاما بعنوان أدوتا أونا سكولا، والهادف إلى ربط القطاع التعليمي بمجال الموضة والتدريب المهني، بمثابة بوصلة تقود طريق مؤسسة بولغري في المستقبل القريب.
الحفاظ على الإرث الفني والمهارة الحرفية
تسعى مؤسسة بولغري إلى تعزيز الفنون والحرف التقليدية من خلال ربط التراث بالمستقبل ونقله بكل أمانة إلى الجيل القادم، لما له من دور جوهري في رسم ملامح الغد. وعلى غرار عصر النهضة الجديد، يمثّل الإنسان حجر الأساس في المشاريع التعليمية والتدريبية القائمة على الشمولية ودعم الثقافة التي تركز على "فن الصناعة الحرفية". ولا بدّ لإرث بولغري العريق أن يلهم اتفاقيات التعاون الحالية والمستقبلية، والتي من شأنها توليد فرص مهنية للأجيال الشابة في مجال الحرف اليدوية، وتسليط الضوء على المواهب المبدعة وتطوير برامج التدريب الرامية إلى تعزيز مهارات فريق بولغري من الحرفيين المتفوقين.
نجحت بولغري خلال السنوات الماضية في الترويج للعديد من المشاريع الهادفة إلى تعريف الأجيال الشابة بالحرف اليدوية، بما في ذلك تأسيس أكاديمية بولغري للمجوهرات عام 2017، والتي تقدّم مساراً تدريبياً يتيح للموظفين الجدد في ورشة تصنيع المجوهرات بمدينة فالينزا الإيطالية تعلّم تقنيات بولغري في عالم صياغة الحلي؛ إضافة إلى إطلاق معهد التميز المهني التابع لمجموعة مويت هينيسي لوي فيتون (LVMH)، المنصة الهادفة إلى توريث الحرف اليدوية وتعزيز المواهب العاملة تحت مظلة المجموعة وتسليط الضوء على مهاراتهم وإبداعاتهم. وتعتزم الدار إنشاء مدرسة بولغري كأول مدرسة تدريب مخصصة للطلاب من خارج المؤسسة، في إطار مشروع توسيع ورشة بولغري في فالينزا، والذي بدأ في عام 2022. وتهدف هذه الفرصة إلى توفير مسار مخصص لإضفاء الطابع المهني على الأجيال الجديدة من الحرفيين، والعمل كمركز مرجعي ثقافي لقطاع المجوهرات، ونقل التقاليد الإيطالية المتوارثة في صياغة الحلي إلى مواهب المستقبل، وهي غاية أساسية من المقرر أن تندرج ضمن اهتمام مؤسسة بولغري من الآن فصاعداً.
تسعى مؤسسة بولغري إلى إبراز مفردات الجمال الأسطوري لمسقط رأسها، مدينة روما، تلك الأيقونة التي شكّل إرثها الفني وعراقتها الحرفية بيئةً هائلةً للتبادل الثقافي، حيث يلهم الفن أنماطاً جديدةً من الإبداع والتميز المتواصل على مرّ السنين.
يدير مؤسسة بولغري، التي أنشأتها شركة بولغري المساهمة، مجلس أعضاء تحت قيادة الرئيس جان كريستوف بابان ونائبة الرئيس لورا بورديس.