خاص "هي":"جان-كريستوف بابين” مع "بولغري" BVLGARI الوقت من ذهب
"نحافظ على هويتنا ونبني عليها خطواتنا التالية إلى الأمام...استخدام الذهب منطقي بالنسبة إلى صائغ مجوهرات..
من الصعب ألا يكون الذهب موجودا في ساعاتنا"
"جان-كريستوف بابين”
في النسخة الخامسة من أسبوع ساعات "إل في إم إتش" LVMH Watch Week، الذي أقيم هذه المرّة في مدينة ميامي، سردت دار "بولغري" BVLGARI الفصل الأول من حكاية رحلتها مع الوقت لهذه السنة. العنوان "ما وراء الوقت.. ذهبٌ يصوغ الزمن"، والبطل هو أكثر المعادن النفيسة سحرا على الإطلاق: الذهب. منذ حقبة الآرت ديكو، رسّخت هذه المادة الراقية جماليتها بين أهم العناصر الأساسية في معجم "بولغري" الإبداعي، وها هي تشعّ بدفئها وعظمتها في ساعات الدار الأيقونية: "بولغري بولغري" BVLGARI BVLGARI الجريئة بشعارها والكلاسيكية باستلهامها من عملات معدنية تاريخية، و"لوتشيا" LUCEA المرصعة بالجواهر المتلألئة والمحتفلة هذا العام بالذكرى العاشرة لإطلاقها، و"أوكتو فينيسيمو" OCTO FINISSIMO الأيقونية بشكلها المثمن وهيكلها الفائق الرفع.
عن جديد عالم ساعات "بولغري"، واختيار الذهب، وساعة "بولغري بولغري" المحورية في تاريخ الدار، والخطوات المستقبلية، تحدّثتُ إلى الرئيس التنفيذي "جان-كريستوف بابين" JEAN-CHRISTOPHE BABIN خلال أسبوع ساعات "إل في إم إتش" 2024، حيث أظهرت الدار مرة جديدة مهارتها في جمع الأناقة الإيطالية مع براعة صناعة الساعات السويسرية، هذه المرة على ضوء الذهب الذي لا يبهت أبدا.
تستضيف مدينة ميامي الإصدار الخامس من أسبوع ساعات "إل في إم إتش". كيف انطلقت هذه الفعالية السنوية، وما الذي تحمله إليها "بولغري" هذا العام؟
هي فعالـيــــة بـــدأتــهــــــا "بولغــــري" بمــفـــردهـــــا قبل بضع سنوات، وانضمّت إليها في السنة التالية علامات أخرى فتحوّلت من أسبوع ساعات "بولغري" إلى أسبوع ساعات "إل في إم إتش". منذ ذلك الحين، وفي بداية كل عام، باستثناء الفترة التي توقفنا فيها بسبب جائحة "كوفيد"، تجتمع علامات "إل في إم إتش" التي تـــصنــــع ســــاعـــــــات في حــــدث مـــهـــم جــــــدا بالنسبة إلى شركائنا التجاريين، لأنهم كلما اكتشفوا التطورات والمنتجات الجديدة باكرا، استطاعوا التخطيط بشكل أفضل لتخصيص مواردهم وتسلسل نشاطاتهم.
اليوم، "بولغري" هنا لتقديم الفصل الأول من رحلتنا مع الوقــــت لــهذه الـســنــــة، تــحـــت شــعـــــار "ما وراء الوقت". ويحمل هذا الفصل الأول عنوان "ذهبٌ يصوغ الزمن"، متجلّيا في مادة الذهب التي تظهر في مجموعات الساعات الجديدة التي نكشفها هنا.
تشتهر ساعات "بولغري" بمواد حديثة مثل التيتانيوم وألياف الكربون وغيرها. لماذا تسلّطون الضوء على معدن الذهب في 2024؟
إن استخدام الذهب منطقي بالنسبة إلى صائغ مجوهرات. من الصعب ألا يكون الذهب موجودا في ساعاتنا.
ومــن وجـــهــــة نـــظــــرـ العـمــيــــل، قــد ينــجــــذب إلى ســـــاعة "أوكتو فينيسيمو" أو "لوتشيا"، لكن الكثير من عملائنا قد لا يفهمون أو يتقبّلون غياب الذهب إذا لم يجدوه. لا شك في أن المواد الأخرى مثل التيتانيوم والألومينيوم محبوبة أيضا، لكنها ليست المفضلة لدى الجميع.
"بولغري بولغري" هي إحدى الساعات التي تعانق فخامة الذهب الأبدية في 2024. هلا أخبرتنا أكثر عن هذه الساعة الأسطورية: كيف أبصرت النور؟ وما الذي أكسبها مكانتها الأيقونية الثابتة؟
هي ساعة استثنائية بالفعل، لأنها تمثّل نقطة تحوّل حقيقية في تاريخ صناعة الساعات لدى "بولغري". لم نكن نبيع سوى الساعات النسائية الأشبه بمجوهرات، وهي فئة خاصّة احتلّت فيها الدار مكانة قوية جدا، إلى أن تغيّر كل شيء بإطلاق هذه الساعة الجريئة في منتصف السبعينيات، حين كان القطاع يعاني من أزمة الكوارتز. وفي ظل معاناة معظم دور الساعات، قدّمت "بولغري" فجأة ساعة رجالية عادية ليست ساعة مجوهرات، بل أكثر من ذلك ساعة تحمل اسم العلامة بشكل واضح وبارز على جزئها الأمامي. وحتى الآن، ما زالت الساعة الفاخرة الوحيدة التي تتزين بشعار علامتها، في عالم الترف والفخامة، حيث تظهر الشعارات وأسماء العلامات التجارية في كل مكان باستثناء الساعات.
اتخذت "بولغري" خطوة جريئة حين اعتمدت شعار العلامة بهذا الشكل، ولكنها خطوة لم تأتِ من فراغ، بل رأى "جياني بولغري" في ساعة "بولغري بولغري" تعبيرا حديثا عن القطع المعدنية الرومانية. فكانت القطعة التاريخية تحمل وجه الإمبراطور في الوسط محاطا باسمه، وفي هذه الساعة، إن اسم الإمبراطور هو "بولغري بولغري"، ووجهه هو ميناء الساعة.
نلاحظ بروز رقمَي 12 و6 على ميناء ساعة "بولغري بولغري"، وهو عنصر جمالي يتكرر في ساعات الدار. لماذا؟
في عالم ساعات "بولغري"، رموز قليلة، ولكن قوية جدا، ويسهل التعرف إليها فور رؤيتها. نولي اهتماما كبيرا لهذه الرموز الجمالية، ولا نتردد في المزج بينها. منها رقما 12 و6 على الميناء، اللذان يكونان دائما بهذا الشكل إلا حين تكون مؤشرات الوقت من أحجار الماس طبعا، واللذان يجتمعان مثلا بروح النقود المعدنية الإمبراطورية في "بولغري بولغري"، ومع الشكل المثمن والهيكل الفائق الرفع في "أوكتو فينيسيمو".
ذكرتَ النقود المعدنية الرومانية التي ألهمت تصميم ساعة "بولغري بولغري"، ونرى أشكالها التقليدية في مجموعات أخرى من الدار. هل هذه النقود التي تظهر في تصاميم "بولغري" تعود إلى الحضارة الرومانية؟
لدينا بعض العملات النقدية التاريخية، لكن العثور عليها يزداد صعوبة يوما بعد آخر، لأن أفضلها اختفى منذ وقت طويل أو بيع. لذلك، نعمل اليوم على مزج بعض النقود الإمبريالية الأصلية حين نجدها في النوعية المثالية (وهي مهمة صعبة للغاية بعد مرور ألفي عام) مع تقنية النقش المعروفة باسم "كاميو". حين افتتحنا مثلا فندق "بولغري" في روما بالقرب من ضريح الإمبراطور "أغسطس"، لم نتمكن من العثور على نقود "أغسطس" الحقيقية، فنحتنا "كاميو" على شكل الإمبراطور الراحل.
تقنية "كاميو" هي بنفسها فنّ يحمل إلى تصاميم "بولغري" قيمة مضافة، ونريد إحياءه لأنه يسمح لنا بمحاكاة النقود الإمبريالية التقليدية، في ظل التراجع التدريجي لوجود نسخها الأصلية.
من التاريخ ننتقل إلى المستقبل.. تقود اليوم إحدى أهم الدور في عالم المنتجات الفاخرة، فما التالي لدار "بولغري"؟
أدير هذه الشركة تماما كما لو كانت شركتي الخاصة. ولو نظرتُ إلى مجالات عملنا الخمسة، فعليّ أن أعترف بأننا لا نقود أيا منها، وأنا أتحدث هنا عن حجم المبيعات. نحن لاعب أساسي في عالم المجوهرات، لكننا لسنا في المركز الأول، بل هناك بضع علامات أكبر من "بولغري". وفي مجال الساعات، يزداد حضورنا، لكن لا تزال هناك علامات عدّة تسبقنا، على الرغم من أننا نقترب شيئا فشيئا من قائمة الدور العشر الأهم. والأمر كذلك بالنسبة إلى العطور، حيث يمكنني القول إننا في المركز العاشر أو الحادي عشر، ولكن لسنا بين أفضل خمسة.
قد نكون الأوائل في فئة الفنادق، ليس بالضرورة من ناحية المبيعات الإجمالية للسلسلة، لأننا نملك تسعة فنادق فقط، ولكن فيما يتعلق بكل فندق في مدينته. فندق "بولغري" في دبي مثال جيّد، وكذلك في باريس وطوكيو وحتى روما الجديد نسبيا. ولا أتحدث هنا فقط عن متوسط السعر اليومي، بل عمّا قد يكون أهم من ذلك، وهو مؤشر الجودة Leading Quality Assurance LQA الذي يفوق الـ90 في كل عناويننا، وهي نتيجة ممتازة في قطاع الضيافة.
اليوم، ندرك أننا نستطيع أن نفعل أكثر بكثير في الفئات التي ننافس فيها. ولذلك يجب أن نتحدّى أنفسنا ونسأل أنفسنا: لماذا لسنا في المركز الأول في عالم المجوهرات مثلا، وما الذي يتطلبه تحقيق ذلك.
في الختام، ما الذي يمكننا توقعه من جديد في مجوهرات "بولغري" الراقية هذه السنة؟
ستفاجئكم مجموعة المجوهرات الراقية هذه السنة، لأننا نحتفي بمرور 140 عاما على تأسيس الدار. ولهذه الذكرى المميزة، صمّمنا ساعات فريدة، واخترنا لمجوهراتنا الراقية اتخاذ خطوة إضافية إلى الأمام من حيث الإبداع وسمفونية الألوان، مع استمرارية منطقية بعد مجموعة "ميديتيرانيا"، لأننا لا نريد إيقاف شيء أحبّه الناس ويميّز "بولغري" عن كل دور المجوهرات الأخرى. نحافظ على هويتنا، ونبني عليها خطواتنا التالية إلى الأمام، عاما بعد آخر.