السعفة الذهبية جائزة التميّز الرفيع من دار شوبارد خلال مهرجان كان 2024
تصوغ دار شوبارد إبداعات تفيض بالعواطف، وباعتبارها الشريك الرسمي لمهرجان كان السينمائي منذ عام 1988، تصنع شوبارد في كل عام جميع الجوائز التي يتم تقديمها في المهرجان بما في ذلك جائزة السعفة الذهبية التي تعد أرفع جائزة في المهرجان على الإطلاق. لاسيما أن هذه الجائزة التي يتم منحها لعمل قيّم في عالم السينما تختاره لجنة التحكيم وتلخص طبيعة الأعمال الرائعة التي تكرمها، والتي تتجلى في العبقرية والصبر والدقة التي تقدمها الأيدي الخبيرة للحرفيين المهرة. ومن خلال المهارات البارعة التي ساهمت في إبداعها وجعلتها تنبض بالحيوية، وكذلك من خلال تميز شكلها الذي تجسده بكل تألقها، تعكس السعفة الذهبية المصنوعة في ورشات شوبارد سحر السينما التي تواصل الدار بكل حماس علاقة الحب الدائمة التي تجمعها بها.
أرادت كارولين شوفوليه، الرئيس المشارك والمدير الإبداعي لدار شوبارد، أن تكون أكثر جائزة مرغوبة في عالم السينما جديرة تماماً بما تمثله. ومن هذا المنطلق، تُصنع جائزة السعفة الذهبية بالكامل من الذهب الأخلاقي المصادق بشهادة التعدين العادل، الأمر الذي يعد ميزة فريدة تميزها عن جميع الجوائز الأخرى في عالم السينما. كما تمثل بذلك تعبير جليّ عن التزام شوبارد الراسخ بالترف المستدام، حيث يمتزج فيها الفن مع الأخلاق والجمال بشكل وثيق تماماً.
وقد صرّحت المخرجة جوستين تريت حين فازت بجائزة السعفة الذهبية في دورة عام 2023 من مهرجان كان السينمائي: "السينما هي المكان الذي يمكن للمرء استكشاف الطبيعة البشرية المعقدة فيه". وقد وصف بيير ليسكور، أحد أعظم خبراء السينما في العالم ورئيس مهرجان كان من 2014 إلى 2022، فيلم (Anatomy of a Fall) للمخرجة جوستين تريت الذي فازت به بأنه أحد أعظم الأفلام الفائزة بجائزة السعفة الذهبية التي شاهدها على الإطلاق؛ وفي رأيه، كان من الممكن أن يحصل على جوائز التميز في أي فئة من الفئات الأخرى، وهذا ما حدث بالضبط، فقد أثبتت جائزة السعفة الذهبية أنها منصة انطلاق قيّمة تدفع من يفوز بها للفوز بالمزيد من الجوائز العالمية، بدءاً من جوائز السيزار والأوسكار وصولاً إلى جوائز الغولدن غلوب والبافتا.
يعتبر فوز فيلم (Anatomy of a Fall) للمخرجة جوستين تريت بجائزة السعفة الذهبية لعام 2023 حدثاً لافتاً، فقد قدّم هذا الفيلم على شاشة السينما دوراً نسائياً عظيماً، حيث جسد شخصية امرأة قوية لا تطالب بمكانتها بل تنتزعها بكل بساطة. علماً أن هذه المرة الثانية خلال ثلاث سنوات التي تقدم فيها جائزة السعفة الذهبية لامرأة، بعد أن فازت بها جوليا دوكورنو في عام 2021 عن فيلم (Titane). وهو فوز يشهد على تغير مكانة المرأة في المجتمع وفي صناعة السينما، مقارنة بآخر مرة فازت بها امرأة بجائزة السعفة الذهبية في عام 1993 عندما فازت بها جين كامبيون عن فيلم (The Piano Lesson). ولكن في ذلك الوقت لم تكن الجائزة جوهرة نفيسة كما أصبحت عليه في الوقت الحالي بفضل الجهد الذي بذلته امرأة هي كارولين شوفوليه، والتي لم تنتظر الثورات الاجتماعية لتأخذ مكانتها الحالية وتجعل صوتها مسموعاً.
سعفة عززتها روح كارولين شوفوليه الإبداعية
بدأت علاقة الحب بين شوبارد والسينما في عام 1997، عندما التقت كارولين شوفوليه مع بيير فيوت، رئيس مهرجان كان آنذاك. وفي حدث مفاجئ ومذهل، طلب من كارولين شوفوليه إعادة تصميم السعفة فحملت النموذج السابق في حقيبة يدها. وفي جنيف، أعادت تصميم جميع قياساتها، مما جعلها أخف وزناً وأضفى عليها المزيد من العمق، وتفرعت وريقاتها الـ 19 بشكل ناعم، وانتهى جذعها المائل بشكل القلب الذي يعد أحد الرموز الشهيرة لدار شوبارد. استوحيت السعفة الذهبية من الطبيعة بحركتها وتموجاتها، فاكتسبت - مثل العديد من إبداعات معمل شوبارد من المجوهرات الراقية- حياة جديدة تحت إشراف كارولين شوفوليه، الرئيس المشارك والمدير الإبداعي لدار شوبارد.
ومن خلال المضي قدماً مع مهرجان كان السينمائي، وضعت كارولين شوفوليه بصمة تؤكد حبها الدائم "للفن السابع" عبر إبداعها لرابط مفعم بالغنى والحيوية والإبداع، ليرافق تكريم أكثر مخرجي الأفلام موهبة في هذا القرن. وينعكس توقيعها المميز في سلاسة وبراعة هذه "الجوهرة النباتية". وبعد سبعة وعشرين عاماً، أُعيد إصدار السعفة الشهيرة بشكلها الأصلي ووضعت على قاعدة من الكريستال الصخري التي تتميز بشوائب تجعل كل واحدة منها قطعة فريدة بحد ذاتها، وصقلت كألماسة مقطوعة بقطع الزمرد. فأصبحت جاهزة لتقديمها في أمسية حفل توزيع الجوائز أمام الكاميرات في الحدث العالمي الأكثر انتشاراً بعد الألعاب الأولمبية.
من مواقع تصوير الأفلام إلى ورش العمل، إنجاز فذّ من الحرفية الفنية
وكما أن جمال السيناريو مبني على فسيفساء من المشاهد والأحداث التي تسلط الضوء على نواحي مختلفة ووجهات نظر محتملة، فإن صناعة السعفة الذهبية تشكل بحد ذاتها رقصة باليه رائعة تتناغم فيها عمليات متعددة يتم تنفيذها بصبر وعناية، وتسير في نسق متسق من المراحل والحركات البارعة.
يتطلب إبداع كل سعفة ذهبية ما لا يقل عن 70 ساعة من العمل في ورشات الدار. وقد عُهد بها إلى مجوهراتي واحد ليضمن، مثل قائد الأوركسترا، اتساق سير العمل طوال هذه العملية الإبداعية التي يشارك فيها ستة حرفيين. تبدأ هذه الرحلة الإبداعية الجماعية بمقدار 118 جرام من الذهب الأخلاقي المعتمد بشهادة التعدين العادل التي تضمن استخراج الذهب بما يتوافق مع أرفع المعايير الأخلاقية على الصعيدين الاجتماعي والبيئي. ليتحول هذا الذهب في أيدي حرفيي شوبارد المهرة إلى الجائزة الأكثر شهرة في صناعة السينما. فهي عملية ارتقاء خالصة تطابق السينما في كل النواحي من حيث قدرتها التي لا تضاهى على تحويل الواقع إلى عمل شاعري. تبدأ هذه العملية من المرحلة الأساسية لإعداد القالب باستخدام "صب الشمع المفقود"، وصولاً إلى صهر المعدن في فرن تبلغ درجة حرارته 900 درجة في قلب المسبك الموجود في معمل الدار، مروراً بالمراحل المختلفة من تشذيب وتنظيف وتلميع وتجميع، حيث أدت سلسلة من التقنيات والعمليات التي تنطوي على الكثير من البراعة والحرفية إلى ظهور السعفة الذهبية في حلتها النهائية، كنتيجة باهرة لتناغم مثالي يجمع بين الشكل والمضمون يتجلى في "عمل فني" لتشكّل بحد ذاتها أنفس الجوائز في عالم السينما، وتمثل سحر السينما المتجدد الذي تكرّمه. ويمكن تلخيص المشاعر التي تفيض من هذه الرقصة الثنائية اللامتناهية في ثلاث كلمات هي: شوبارد تحب السينما.