رؤية شاملة وطموحة... حوار خاص لـ"هي" مع "جوليان تورنار" الرئيس التنفيذي الجديد لدار "تاغ هوير"
WATCHES & WONDERS الذي يعد الحدث الأكبر في عالم الساعات الراقية. شاركت فيه أشهر العلامات التجارية، حيث كشفت عن أحدث إبداعاتها بحضور جمهور عالمي من هواة جمع الساعات وتجار التجزئة والصحفيين والمتخصصين في هذا المجال. وكان لنا خلال المعرض الحوار الحصري الأول مع "جوليان تورنار" JULIEN TORNARE الرئيس التنفيذي الجديد لدار "تاغ هوير" TAG HEUER. تحدث فيه عن خططه للعلامة التجارية، بما في ذلك التركيز على صناعة الساعات الفاخرة، والتوازن بين التراث والابتكار، والاستفادة من صلة "تاغ هوير" الوثيقة بالرياضة عموما، وبسباقات السيارات تحديدا. ومن خلال استراتيجيات مصممة خصيصا للأسواق الرئيسة مثل الشرق الأوسط، والتعاونات الاستراتيجية، مثل فيلم THE FALL GUY من بطولة سفير العلامة "رايان غوسلينغ"، فإن رؤية "تورنار" للدار شاملة وطموحة في الوقت نفسه.
دخل "تورنار" إلى دائرة الضوء في مطلع العام بعد تعيينه رئيسا تنفيذيا لدار "تاغ هوير" TAG HEUER، ليتسلم زمام الأمور من "فريدريك أرنو"، الذي تولى قيادة ساعات LVMH. يصل "تورنار" حاملا في جعبته ثروة من الخبرة والنجاح والتفاني في عالم الساعات. ويمثل توليه رئاسة "تاغ هوير" الفصل التالي في مسيرته المهنية اللامعة، التي ابتدأت في شركة "ريموند ويل"، وشملت فترة عمله في دار "ڤاشرون كونستنتان" ونجاحه الباهر في إدارة "زينيث" لمدة سبع سنوات. يكمن في صميم رؤية "تورنار" لدار "تاغ هوير" التزامه بتكريم تراث العلامة التجارية في الابتكار والتميز مع المضي قدما في الوقت نفسه في تحقيق تطورات طليعية. وهو يهدف إلى قيادة الدار إلى حقبة جديدة من النجاح، من خلال المبادرات الاستراتيجية المستمرة، بما في ذلك إطلاق منتجات مبتكرة، وتوسيع نطاق الحضور الرقمي، وتعزيز الشراكات.
بصفته رئيسا تنفيذيا لدار "زينيث" كرّس "تورنار" كل جهوده لإعادة تحديد موقع العلامة التجارية عالميا، وتمكن من إنجاز خططه بنجاح. أما اليوم وبدوره الجديد في دار "تاغ هوير"، فيشير "تورنار" إلى أن خططه ستتمحور حول الاستمرار في رفع مستوى الحضور العالمي للعلامة التجارية مع الحفاظ على تراثها من الابتكار والتميز. ويضيف: "سوف نستمر في دفع الحدود بتقديم مواد جديدة يطورها "معهد أبحاث تاغ هوير" TAG HEUER RESEARCH INSTITUTE الذي يلعب دورا حاسما في دفع الابتكار والتقدم التكنولوجي داخل العلامة التجارية. ويبقى الهدف نفسه، وهو أن نكون السباقين والرائدين في مجال الابتكار في صناعة الساعات.
كما سأكرس جهودي في السنوات القليلة المقبلة، لتعزيز مكانة الدار كشركة رائدة في صناعة الساعات الفاخرة من خلال تطوير المنتجات المبتكرة، مثل الساعات الراقية والساعات الأيقونية مثل ساعة MONACO RATTRAPANTE، ومن خلال الشراكات الاستراتيجية، والمبادرات التسويقية الجذابة".
يتطلع "تورنار" إلى تنمية الكثير من "المبادرات الاستراتيجية" التي قدمها سلفه "فريدريك أرنو" فيقول: "عزز "فريدريك أرنو" مكانة العلامة التجارية، وشدد على إرث الدار، وطوّر الحضور الرقمي، وزاد من تواجد البوتيكات الخاصة بالدار في جميع أنحاء العالم. سأستمر في هذا المسار من خلال التأكيد بشكل أكبر على مكانة صناعة الساعات الراقية في "تاغ هوير"، وإطلاق المنتجات المبتكرة مثل ساعة MONACO SPLIT-SECONDS CHRONOGRAPH، وتوسيع البصمة الرقمية للدار. وإنني أخطط للبناء على هذه المبادرات من خلال زيادة الاستفادة من الشراكات، وتقديم ساعات طليعية متطورة جديدة، وتوسيع قنوات التسويق الرقمية للوصول إلى جمهور أوسع".
تجديد التراث
عند سؤاله عن الجوانب الرئيسة التي يقدّرها في تراث الدار وهويتها يجيب "تورنــــار"، قــــــائلا: "إنني معجب بشدة بتراث "تاغ هوير" الثري ورموزها الأيقونية، مثل التزامها بالهندسة الدقيقة والتصميم الطليعي. إن تصميم CARRERA تجسيد لذلك، والطريقة التي تتبعها "تاغ هوير" في تحديث تراثها هي نجاح حقيقي، كما هو الحال مع إعادة تصميم "الصندوق الزجاجي" GLASSBOX بمناسبة الذكرى الستين للمجموعة. أما في المستقبل، فأنوي التركيز بشكل أكبر على الجانب الرياضي وجانب الكرونومتر (أي ساعات مقياس الزمن بالغة الدقة) في الدار. يشمل ذلك تكريم تراثنا مع تبني التقنيات الحديثة واتجاهات التصميم التي تتماشي مع إرث الدار في الابتكار".
ويؤكد أن إيجاد التوازن الصحيح بين التراث والابتكار يعد تحديا صعبا لأي علامة تجارية. ويشير إلى أن التوصل إلى هذا التوازن عند تطوير المنتجات يكون في الجمع بين عناصر التصميم الخالدة والتقنيات المتطورة، لإنشاء ساعات تكرّم تراث الدار، وتلبّي متطلبات مستهلك اليوم في الوقت نفسه.
اشتهرت "تاغ هوير" بارتباطها بالرياضة وخصوصا سباقات السيارات منذ سنوات عديدة، ولذا كان من الطبيعي أن تلعب الرياضة دورا في خطط الدار المستقبلية. وفي هذا السياق يشير "تورنار" إلى أنه يخطط للتركيز على الجانب الرياضي الفائق الدقّة، ولا سيما مع ساعات الكرونوغراف (أي تلك التي تحتوي على وظيفة التوقيت)، والتي كانت أول أنواع الساعات التي أثبتت شرعية "تاغ هوير" كصانع ساعات راقية. ويضيف: "أخطط للاستفادة من هذا التراث من خلال تعميق الشراكات مع أحداث سباقات السيارات ومع الرياضيين ومحبيها لإنشاء تجارب غامرة، عبر الإنترنت وعلى أرض الواقع. ويشمل ذلك المحتوى المنسّق والأحداث الحصرية والمنصات الرقمية التفاعلية التي تشرك المستهلك، وتعزز حس الترابط المجتمعي حول الإرث الرياضي للعلامة التجارية".
تطرقنا في نهاية الحوار إلى خطط الدار الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط، التي يرى "تورنار" أنها توفر لدار "تاغ هوير" فرصا كبيرة للنمو، نظرا لتقدير المنطقة للساعات الفاخرة، ووجود قاعدة المستهلكين ذوي الذوق المميز. ولفت إلى أن الاستراتيجيات المصممة خصيصا للمنطقة قد تتضمن إطلاق منتجات حصريةـ خلال أسبوع دبي للساعات مثلا. كما أنها قد تشمل أيضا التعاون مع المؤثرين أو المشاهير المحليين، وحملات إعلانية محددة، مثل حملة "الوقت هدية" TIME IS A GIFT التي أطلقتها الدار في شهر رمضان. كما أكد أنه يجب أن تتوافق تجارب العملاء المخصصة مع التفضيلات والاتجاهات الفريدة لنمط استهلاك الساعات الفاخرة في الشرق الأوسط.
ومع إسدال الستار على هذا الحوار المشوّق، يتضح أمر واحد لا لبس فيه، وهو أنه تحت إشراف "جوليان تورنار"، تقف "تاغ هوير" على أهبة الاستعداد لرسم مسار الابتكار والتميز والأناقة الخالدة في عالم صناعة الساعات الفاخرة الديناميكي.