هذه هي أغلى أنواع الألماس
يُعتبر الألماس واحداً من أغلى الأحجار الكريمة، وهذه حقيقة نعرفها جميعاً، إلاّ أنّ سعر القيراط يختلف بين حجر كريم وآخر. ويوضح الخبراء أنّ مجموعة من العناصر تؤثّر في تحديد سعر قطعة المجوهرات النهائية. إذ يمكن لمدى ندرة الحجر الكريم أن تلعب دوراً كبيراً في تحديد سعره، بالإضافة إلى خصائصه وحتى قصّته وتاريخه ومصدره. فما هي أغلى أنواع الألماس في العالم؟
أغلى أنواع الألماس: الألماس الوردي والألماس الأحمر
يتوفّر حجر الألماس بألوان كثيرة ومتنوّعة، مثل الأصفر والأخضر والوردي والبرتقالي والأزرق والأحمر. ويشرح الخبراء أنّ العناصر الكيميائية تؤدي إلى اتخاذ حجر الألماس هذا اللون أو ذاك، فمثلاً، يصبح حجر الألماس الأصفر نتيجة تأثير النيتروجين. أمّا عنصر البورون، فيمنح الألماس لوناً أزرق. وعلى الرغم من التقدّم الكبير الذي أحرزه العلماء، إلاّ أنّ سبب تلوّن الألماس بالوردي ما زال مسألة غير محسومة.
ويرى بعض الخبراء أنّ تشوّهاً في شبكة الحجر البلورية هو السبب. كما يقول بعض العلماء إنّ درجة لون حجر الألماس الوردي مرتبطة بالضغط الذي يتعرّض له الحجر أثناء تكوّنه في باطن الأرض. ويقول العلماء إنّ لون الحجر يصبح داكناً كلّما ارتفع الضغط. وفي حين تكشف الدراسات أنّ أوّل حجر ألماس وردي تم العثور كان في منجم كولور الهندي، تُستخرج نسبة 80 في المئة من أحجار الألماس الوردي اليوم من منجم أرجايل Argyle في كمبرلي Kimberly في غرب أستراليا. ويُعتبر الألماس الوردي واحداً من أندر ألوان الألماس، إذ أنّ نسبة واحد في المئة فقط من أحجار الألماس المستخرجة من أرجايل Argyle وردية اللون.
هذه الندرة الشديدة تؤدي إلى ارتفاع سعر القيراط من الألماس الوردي، بحيث يمكن أن يبدأ من 100 ألف دولار تقريباً وأن يصل إلى ملايين الدولارات، بحسب مدى ندرة اللون. ولهذا السبب، يُعتبر الألماس الوردي من أغلى أنواع الألماس في العالم. وبسبب ندرته الشديدة، لا نرى الألماس الوردي يزيّن تصاميم دور المجوهرات بشكل كبير، بل توفّر بعض الدور تصميماً واحداً أو اثنيْن، لا أكثر، بل يؤكّد الصاغة أنّ بعضهم لم يسبق له أن رأى حجر ألماس وردي عن قرب. هذه الندرة تجعل من الألماس الوردي واحداً من الأحجار الكريمة التي يتهافت عليها جامعو الأحجار الكريمة في المزادات.
وفي عالم الأحجار الكريمة، يُعتبر الألماس الأحمر أيضاً من أغلى أنواع الألماس في العالم. ويقول الخبراء إنّ حجر الألماس يتّخذ لوناً أحمر بشكل طبيعي تحت تأثير الحرارة والضغط الشديديْن الذي يتعرّض لهما أثناء تكوّنه في باطن الأرض.
إذ يمكن للحرارة والضغط الزائديْن تغيير موضع ذرات الكربون، ما يؤدي إلى اكتساب الحجر لوناً أحمر مميّز. ولأنّ نسبة تكوّن الألماس الأحمر تُعتبر نادرة جداً، فإنّ سعر القيراط منه يرتفع أيضاً بحيث يمكن أن يزيد عن مليون دولار أميركي.
تقييم أحجار الألماس
بعد أن تحدّثنا عن اللون عموماً، سنتحدّث عن العوامل التي يستعين بها الخبراء لتقييم أحجار الألماس، سواء أكانت حمراء أو وردية أو صفراء أو بيضاء، بعبارة أخرى، مهما كان لونها. وعند تقييم أحجار الألماس يتحدّث الخبراء عن اللون، والنقاوة، والقصّة والقيراط. ويشير اللون إلى لون حجر الألماس بشكل عام، أي إذا كان وردياً أو أبيض أو أحمر، وإلى درجة هذا اللون أيضاً. ويشرح الخبراء مثلاً أنّ لون الألماس الوردي يتراوح بين الزاهي والداكن، بحيث يُعتبر الزاهي أعلى قيمة من غيره. أمّا بالنسبة إلى الألماس الأبيض أو عديم اللون، فيُعتبر الحجر عديم اللون الأجمل، إذ يجب الابتعاد عن درجات الأصفر والبني التي تبهّت الحجر. أمّا النقاوة، فهي تشير إلى عيوب حجر الألماس والشوائب التي تتخلّله، فلكلّما كانت قليلة، كلّما ارتفعت قيمة الحجر.
ويشير الخبراء إلى شكل حجر الألماس بالقصّة. وتُؤثّر القصّة المختارة بعناية والمنفّذة بدقة على إطلالة حجر الألماس النهائية وعلى مدى تألّقه. ويمكن أن نجد عدداً كبيراً من القصّات، مثل القصّة المستديرة وقصّة الزمردة وقصّة الكمثرى (الإجاصة) وغيرها. وأخيراً، نأتي إلى القيراط، وهي وحدة القياس المستخدمة لمعرفة وزن الألماس. ومن المؤكّد أنّ أحجار الألماس كبيرة الحجم أعلى قيمة من غيرها. وعند تقييم أحجار الألماس النادرة، يستند الخبراء إلى هذه العناصر الأربعة، وكلّما كان تصنيف الحجر مرتفعاً في كلّ فئة، كلّما ارتفع سعره وأصبح واحداً من أغلى أنواع الألماس في العالم.