خاص "هي": دينا الجسر...تصاميمي تعكس ثقافات 3 دول لذا جاء المثلث رمزاً لمجوهراتي ليعكس قوة وصمود مسيرتي المهنية
وُلدت دينا الجسر في الرياض وترعرعت بين الرياض ولبنان ولندن. جذبها مع مرور السنوات شكل المثلّث الذي يمثّل اليوم أساس تصاميمها. حازت على شهادة بكالوريوس في الأزياء والتصميم من جامعة "سنترال سانت مارتنز" في لندن، وهناك اكتشفت فلسفة التصميم الخاصة بها وهي: أن تنطلق من شكل المثلّث الكلاسيكي، الذي يرمز إلى الصمود والخلود، وتفكّكه وتُضاعفه لتبتكر طابعًا جماليًا جديدًا في عالم المجوهرات. ساهم تنقّل دينا بين عواصم الموضة في أنحاء العالم، إلى جانب تخصّصها الجامعي وتوقعها الدائم إلى فكّ رموز المجوهرات التقليدية، في صقل أسلوبها الخاص، ووضع حجر الأساس لمجموعتها. تشمل المجموعة الأساور والعقود والخواتم والأقراط المشغولة بدقّة وإتقان مع التركيز على الأشكال المنحوتة والأشكال الهندسية والتباين في الألوان والمواد والزخرفات، لكن الأهمّ أنّها عصيّة على الزمن، تمامًا مثل المثلّث.
تستمدّ علامة Dina J هويّتها من الطاقة المرتبطة بالأشكال المثلّثة التي نصادفها في حياتنا اليومية، فهي من الثوابت في عالم التصميم، من أرضيّات الرخام والسجّاد إلى المفروشات والهندسة المعمارية. انطلاقًا من ولع دينا بهذا الشكل الهندسي، باتت تراه في كل مكان في أسفارها حول العالم، حتّى أصبح رمزًا لعلامة المجوهرات الراقية.
لتسليط الضوء أكثر على مسيرة هذه الدار ورؤية تطلعاتها وأهدافها، كان لموقعنا هذا الحوار مع مصممة المجوهرات دينا الجسر:
-
من ألهم دينا الجسر لتدخل إلى عالم المجوهرات أو بمن تأثرت بشكل كبير؟
منذ أن كنت في التاسعة من عمري، كنت أرغب في أن أصبح مصممة أزياء أو مجوهرات. وبحلول سن الحادية عشرة، بدأت في رسم تصاميمي الأولى. أعتقد أن والدتي أثرت عليّ بشكل عميق لأنها كانت قدوتي آنذاك. أمي سيدة أنيقة وراقية، فانطبع أسلوبها في داخلي. كما لعبت جدتي الكبرى دورًا مهمًا في تشكيل فهمي للأهمية العاطفية للمجوهرات. بعد وفاة زوجها، ارتدت خاتمه إلى جانب خاتم زفافها ولم تخلعه أبدًا. لقد أثرت هذه البادرة عليّ بشدة وأوضحت كيف يمكن للمجوهرات أن تكون شكلاً من أشكال لغة الحب ورمزًا للقصص والذكريات. بالإضافة إلى ذلك، أعطتني عمتي إكسسوارات وملابس كانت ذات يوم ملكًا لجدتي الراحلة، التي لم أقابلها قط. جعلني ارتداؤها أشعر بالارتباط بها، وكأنني أعرفها. جعلتني هذه التجربة أدرك أن المجوهرات والأزياء تتعلقان بالعائلة، وتنتقل القصص والأنماط من جيل إلى جيل.
-
من دعمك؟ وما هي التحديات التي واجهتها؟
أشعر بالامتنان لدعم والدي وزوجي وإخوتي. لقد آمنوا بي دائمًا ووقفوا إلى جانبي. عندما بدأت لأول مرة، كانت المبيعات ضعيفة، لكن والديّ كانا يأتيان ويشتريان مني دون توقع خصم عائلي، فقط لإظهار دعمهما. لا تزال هذه البادرة تؤثر عليّ بعمق. لقد عملت في صناعة تصميم المجوهرات لمدة سبع سنوات، وكانت التحديات التي واجهتها في البداية كبيرة. بصفتي وافدة جديدة، كان من الصعب الاحتفاظ بالعملاء، حيث كانوا غالبًا ما يفضلون الشراء من العلامات التجارية المشهورة. عندما تواصلنا مع المشترين، كان البعض يرفض أسلوبنا أو يرفضنا لأننا غير معروفين. إضافة إلى بعض العثرات التقنية والعملية. لكن على الرغم من هذه العقبات، اتخذت قرارًا بالاستمرار في التقدم، وما جعلني أستمر هو الدافع لتحسين مهاراتي وفهم احتياجات العملاء بشكل أفضل واختبار كل قطعة بدقة قبل بيعها. كل تحدٍ واجهته كان درسًا أوصلني إلى حيث أنا اليوم. أنا ممتنة لجميع الإخفاقات وعدم التقبّل من الآخرين، لأنها شكلت رحلتي وساهمت في نجاحي.
-
كيف وقع الاختيار على اسم العلامة التجارية؟ وما السبب.
أعتقد أن ماركة المجوهرات يجب أن تحمل اسم المصمم. ومع ذلك، نظرًا لصعوبة تهجئة اسم عائلتي في لغات مختلفة، فقد اخترت الاحتفاظ بالحرف الأول "J" فقط لتسهيل الأمر على الجميع.
-
ماذا تغير في شخصية وحياة دينا بعد عام 2017؟
كما ذكرت سابقًا فيما يتعلق بالتحديات، تبدأ بانعدام الثقة بقدراتك وعدم وجود خطة للأهداف المستقبلية. ولكن الحياة علمتني أن تحقيق الأهداف ليس بالأمر السهل والسريع؛ بل علينا مواجهة الفشل والتحديات للتعلم والتحسين باستمرار.
إن فهم شخصيات عملائك وأذواقهم وآرائهم أمر بالغ الأهمية حتى تتمكن من تصميم هويتك وفقًا لتفضيلاتهم. ساعد هذا النهج في نمو ثقتي، لذا تراني اليوم أكثر ثقة في نفسي ومجوهراتي. كما أنني لم أعد أنتظر نيل اعجاب الجميع، فأنا أكبر ناقد لانجازاتي، لذلك إذا كنت راضية عن مجموعتي بعد مواجهة جميع الانتقادات الداخلية، فأنا أعلم أنني قد نجحت.
-
ما بين لبنان الرياض ولندن، ما هي الفكرة أو المعتقد المشترك الذي رافق دينا الجسر في مختلف البلدان التي ترعرعت فيها؟
لقد نشأت وعشت في ثلاث دول مختلفة ذات ثقافات واتجاهات أزياء وعقليات متفاوتة، ولقد لاحظت تفضيلات متعددة بين النساء فيما يتعلق بالمجوهرات. على سبيل المثال، تميل المرأة الخليجية إلى تفضيل القطع الكبيرة والجريئة التي تعبّر عن نفسها، مثل قلادة الماس الكبيرة من مجموعة حياة، والتي غالبًا ما تقوم باقرانها مع إطلالة العباية. أما المرأة الأوروبية فتحبّذ القطع الأصغر حجماً والأكثر تحفظًا. من جهة أخرى، تميل النساء اللبنانيات إلى المجوهرات المناسبة للارتداء اليومي. لذلك، أسعى جاهدة لتصميم مجوهرات تلبي مجموعة واسعة من الأذواق والتفضيلات. ومن المثير للاهتمام، عندما يتعلق الأمر بالخواتم، وجدت أن الاختيار يتأثر أكثر بالعوامل الفردية مثل حجم الإصبع والأسلوب الشخصي وليس الخلفية الثقافية. نبيع الخواتم للعملاء من مختلف الثقافات، وتختلف تفضيلاتهم وفقًا لذلك. غالبًا ما يفضل أصحاب الأصابع الطويلة الخواتم المميزة مثل خاتمي الذي يحمل اسم Happy Bullet، في حين قد يختار أصحاب الأصابع الصغيرة تصاميم أبسط مثل خاتمي الذي يحمل اسم Diamond Heritage ذو الطبقة الواحدة.
-
ما هي الرسالة المعنوية التي تعكسها وتطرحها مجوهرات دينا الجسر في كل مجموعة؟
الرسالة التي أحاول إيصالها من خلال كل مجموعة هي: "المجوهرات ترافقنا مدى الحياة، نكبر، وتبقى قطع المجوهرات شابة في قلوبنا فتتناقلها الأجيال".
-
أخبرينا عن حلم دينا الجسر: ماذا تحقق منه وما الذي ما زال موجوداً على لائحة الأهداف المستقبلية؟
لقد نجحت في الحفاظ على هوية دينا جي وروحها من مجموعة إلى أخرى. فعندما تنظر إلى قطعة معينة، يمكنك أن تدرك على الفور أنها من إبداع دينا جي. لقد استغرق الأمر وقتًا وجهدًا، لكنني تمكنت من تحقيق ذلك. كما نجحت في بناء قاعدة من العملاء المخلصين، وأنا أسعى دائمًا إلى اكتساب المزيد. إن الحفاظ على المظهر الفاخر واللمسات النهائية عمل مستمر لا يتوقف. وما زال على جدول أعمال العلامة التجارية افتتاح أول متجر والتوسع في المزيد من البلدان.
-
هل تتبع مجوهرات الدار موضة الموسم؟ أم أنها تستحدثها؟
أنا أتبع صيحات الألوان وليس التصميم، لأن القطعة ذات المظهر الكلاسيكي تدوم إلى الأبد. لذا أنا أميل إلى الستايل الكلاسيكي مع لمسة عصرية فريدة.
-
هل من حجر كريم مفضل لديك؟ ولماذا؟
عندما أنجبت ابنتي، أهداني زوجي حجري الكريم المفضل، حجر الزمرد الباهر. صممته على شكل خاتم جميل لابنتي، على أن أهديه لها عندما تتزوج. هذا الرابط العاطفي جعل الزمرد مميزًا بالنسبة لي، فهو يرمز إلى القوة، الأناقة والحماية.
ثاني أكثر الأحجار الكريمة المفضلة لدي هو الياقوت. اخترت هذا الحجر لابني لأنه يرمز إلى الرومانسية والإخلاص والدافع والثقة والشفاء. صممته على شكل خاتم، على أمل أن يكون يومًا ما هدية لزوجته المستقبلية.
حجر آخر أحبه حقًا هو اليشم. ليس فقط اللون الذي أحبه ولكن أيضًا النقوش والتفاصيل المعقدة التي يطبقونها عليه. أشعر أنه يبرز من بين الأحجار الأخرى، وأنا مهووسة به. يرمز اليشم إلى الحظ السعيد والنجاح والازدهار وله خصائص علاجية. إنه حقًا حجر الحظ.
-
ما هي رسالة مصمّمة المجوهرات دينا الجسر للمرأة بشكل عام؟
لا تتبعي الآخرين، وتمسكي بشخصيتك، وآمني بقدراتك. كوني على ثقة بما يمكنك القيام به وتحقيقه. استمري حتى عندما تفشلين واعتبري ما حدث تجربة وتعلمي منها. أنت الشخص الوحيد الذي يعرف نفسه بشكل أفضل. إذا شعرت أنك بحاجة إلى تغيير أي شيء في نفسك، فافعلي ذلك من أجل نفسك، وليس لأن الناس يطلبون منك ذلك.
-
ما هي نصيحتك لكل سيدة تهوى المجوهرات
لا توجد قواعد في المجوهرات. اختاري ما يناسبك أكثر وما يجعلك تشعرين بالراحة والثقة. المجوهرات من المفترض أن تكون ممتعة وتجلب لك السعادة. لا تترددي في مزج ألوان الذهب على سبيل المثال. لطالما قيل لي أنه إذا ارتديت قطعة من الذهب الأصفر، فيجب أن تكون جميع مجوهراتك باللون الأصفر. أنا شخصياً أحب وأؤمن بمزج ألوان الذهب، واتبعت ما أؤمن به. أثق في أن كل منا لديه أسلوبه الخاص.