خاص "هي": عزّة فهمي مصمّمة مجوهرات رفعت راية الثقافة العربية عالياً من خلال تصاميم عكست روح الشرق وعروبته
قبل 50 عامًا، بدأت عزّة فهمي رحلتها لتصبح واحدة من بين أكثر مصمّمات المجوهرات شهرة ورقياً في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. بدأ تاريخ العلامة التجارية عندما اكتشفت عزّة فهمي، الحاصلة على درجة البكالوريوس في التصميم الداخلي، كتابًا فنيًا ألمانيًا عن المجوهرات الكلاسيكية في أوروبا في العصور الوسطى في معرض مصري للكتب مما أشعل شغفها بتصميم المجوهرات. فتوّلت دور ترجمة ثقافة المنطقة والفن الدولي والإشارات التاريخية إلى العالم، من خلال تصميمات معاصرة تعكس نهجها البحثي الفريد مع الحرفية العالية.
تُصنع مجوهرات عزّة فهمي المصنوعة يدويًا باستخدام الذهب عيار 18 قيراطًا والفضّة الإسترلينية من مصادر محلية ومزيج معدني فريد من نوعه والفضّة الإسترلينية، مع أحجار مختارة يدويًا من الهند.هي مجوهرات راقية التصميم، ممزوجة بروح الأدب العربي وأشعاره، وتعكس ثقافة الشرق وعروبته، تجذب الناظر إليها من شدّة فرادتها وتميّزها، ليست العربية فقط بل الثقافة الفرعونية، القبطية، الأفريقية، الغجرية والثقافات الأخرى.
ها هي اليوم تحط رحالها في المملكة العربية السعودية، حيث تمّ افتتاح أول بوتيك لمجوهرات دار عزّة فهمي، في مركز المملكة التجاري بمدينة الرياض. ومع هذه الخطوة تثبت هذه الدار أنها مستمرة في التحليق عالياً، لتحمل راية الثقافة العربية إلى أبعد الحدود.
كان لموقع "هي" حوار خاص مع مصمّمة الدار عزّة فهمي، لتقديم التهاني وتسليط الضوء على أبرز الانجازات وأهداف العلامة التجارية المستقبلية:
-
تُعدّ عزة فهمي واحدة من أكثر النساء تأثيرًا في مصر، وتسافر دوليًا كسفيرة ثقافية لبلدها، ما هو الهدف الحالي الذي وضعته نصب عينيها لتحققه في المستقبل القريب كمؤثرة عربية؟
التركيز الحالي هو توسيع علامة عزّة فهمي في جميع أنحاء المنطقة العربية وعلى المستوى الدولي، ابتداء من السعودية. والهدف هو الاستمرار في عرض جمال الصناعة اليدوية وأيضا تمكين الأجيال القادمة من المصممين والحرفيين . انا مؤمنة بالحفاظ على هويتنا الثقافية مع تبني الابتكار وأحب أن ألهم المواهب الشابة، وخاصة النساء لكي يتبعنّ شغفهنّ بدون خوف ليتركنّ بصماتهم على المسارح العالمية.
-
مع تميّز دار عزّة فهمي على مدار 55 عامًا، من خلال طرح هوية خاصة وتوقيع فريد لتصاميمها، ما الذي يميّز مجموعة الدار التي تمّ طرحها حديثاً "حكايات النيل" ويجعلها مختلفة عن باقي التصاميم؟
تعدّ مجموعة "حكايات النيل" بمثابة تكريم شخصي عميق لوطني ، وهي مستوحاة من النسيج الغني لتاريخ مصر وارتباطه بنهر النيل . كل قطعة في المجموعة تعكس جمال وغموض النهر الذي شكل حضارتنا. حبي لمصر متأصل في كل التفاصيل الدقيقة في التصاميم التي تعكس المناظر الطبيعية والرموز والأساطير المرتبطة بنهر النيل.
تتألف هذه المجموعة من ست قطع حصرية، تم صنع كل واحدة منها يدوياً بعناية عالية. يتم اختيار الأحجار المستخدمة في التصميم – سواء كانت من الزمرد أو التنزانيت، بناءً على ارتباطها بحيوية نهر النيل وتاريخه العريق. ما يجعل كل قطعة مميزة وفريدة هو أن التصميم يتناسب مع الحجر وليس العكس،مما يضمن أن كل قطعة مميزة. فالمسألة ليست مجرد حلي، بل هي سرد لقصة مصر من خلال فن يُرتدى، يجمع بين الماضي والحاضر بطريقة ذات مغزى عميق.
-
حقق التعاون العائلي لهذه المؤسسة نجاحات جمّة، ففي عام 2016، تم اختيار أمينة غالي الابنة الصغرى، ضمن لائحة أفضل مصصمي المجوهرات المحترفين في بريطانيا، فهي واحدة من أكثر المواهب تأثيرًا في صناعة المجوهرات.ما هو شعورك تجاه هذه الخطوة؟ وهل برأيك وجود أمينة إلى جانبك لعب دوراً أساسياً في وصول الدار إلى أعلى قمة نجاح اليوم؟
انا فخورة جداً بإنجازات أمينة، اختيارها كواحدة من أفضل مصممي الحليّ في المملكة المتحدة شهادة على موهبتها وإخلاصها. أمينه أحدثت منظوراً جديداً لعلامتنا حيث مزجت التصميم المعاصر من التقاليد العميقة. لعب حضورها بالفعل دورًا حيويًا في ارتقائنا إلى آفاق جديدة . سعيده جداً بمشاهدتها وهى تنمو وتساهم في رؤيتنا المشتركة لجعل عزة فهمي رمز المهارة والإبداع.
-
لطالما ساندت عزّة فهمي المرأة في كل مناسباتها وأعيادها، حيث تمّ طرح العديد من المجموعات السابقة وتمّ إهداؤها للمرأة في عيدها. ما هو الهدف المستقبلي التي تودّين تحقيقه كدعم جديد للسيدة العربية بشكل خاص؟
دعم المرأة دائما كان في قلب كل ما نفعله، مؤسسة عزة فهمي تلعب دور محوري في هذه المهمة. ومن خلال المؤسسة ، تقوم بتوسيع مبادراتنا لتوفير التدريب والإرشاد والفرص للمرأة لكي يطوروا مهاراتهم في تصميم الحلي والحرف اليدوية. ومن خلال توفير التعليم العملي والوصول للخبرة الصناعية، هدفنا هو تمكينهم من تحويل شغفهم لمهنة مستدامة مع الحفاظ على تراثنا الثقافي المشترك والاحتفال به.
-
توسع دار العلامة التجارية بشكل كبير، ووصل إلى العالمية، وها هي اليوم تعلن افتتاح فرع جديد لها في المملكة العربية السعودية. ما هي توقعاتكم اتجاه هذه الخطوة وهل سيتمّ تخصيص تصاميم خاصة بثقافة المجتمع السعودي؟
افتتاح بوتيك الرياض يمثل محطة رئيسية ويحمل أهمية كبيرة للعلامة خصوصا أنه تم هذا التوسع مع الشريك المناسب، عطار المتحدة. لقد كان لدينا اتصال قوي مع عملائنا السعوديين، افتتحنا هناك يسمح لنا بالتواصل معهم بشكل أكبر. المرأة السعودية عندها تقدير عميق للحلي، وأنا متحمسة لتقديم مزيجنا الفريد من التراث والتصميم إلى الرياض. سوف يظهر هذا البوتيك لأول مرة مجموعة "حكايات النيل"، وهي مجموعة من الحلي الراقية، وأنا واثقة أنها ستتوافق تمامًا مع ذوق المرأة السعودية. أتوقع أن تؤدي هذه الخطوة لترسيخ علاقتنا بالمنطقة وتزويد المرأة السعودية بتجربة تسوق فاخرة وفريدة من نوعها تتحدث عن هويتها الثقافية.
-
ما هي الرسالة التي تودّ المصمّمة عزة فهمي إيصالها للمرأة بشكل عام؟ وهل من نصيحة خاصة باختيار تصاميم المجوهرات تودين قولها لها؟
رسالتي إلى المرأة هي أن تتقبل فرديتها وتظل صادقه مع جذورها، مع عدم الخوف في التعبير عن نفسها. الحلي أمر شخصي، ويجب أن تعكس شخصيتك و تراثك و قصتك. في اختيار التصاميم، أشجع المرأة دائمًا على اختيار القطع اللي بتردد صوتها معها على مستوى أعمق، سواء من خلال المعنى وراء التصميم، أو الحرفة، أو الأهمية الثقافية.
-
هل من كلمة أخيرة في نهاية هذا الحوار؟
أنا أحب أن أقول إن الرحلة التي قمنا بها هي رحلة شغف وحب لحرفتنا. وأنا ممتنة للدعم المستمر من عملائنا وشركائنا في جميع أنحاء العالم. يظل هدفنا كما هو وهو إنشاء قطع خالدة تحتفل بالثقافة والتراث والفردية. إنني أتطلع إلى المستقبل المثير الذي ينتظرنا، وآمل أن أستمر في الإلهام والتمكين من خلال تصميماتنا للأجيال القادمة.