"أنيا تايلور جوي" الممثلة اللامعة والسفيرة العالمية لدار Jaeger-LeCoultreفي حديث خاص لـ"هي": الوقت أغلى ما نملك

أنيا تايلور جوي الممثلة اللامعة والسفيرة العالمية لدار Jaeger-LeCoultre في حديث خاص لـ"هي": الوقت أغلى ما نملك

عدنان الكاتب
4 أكتوبر 2024

حوار: Adnan Alkateb

في عصر تزخر فيه صناعة السينما بالمواهب، قلة هم النجوم الذين لمعوا مثل الممثلة الأمريكية - البريطانية "آنيا تايلور جوي" Anya Taylor-Joy. بفضل ملامحها اللافتة وحضورها الآسر على الشاشة، سرعان ما أثبتت الممثلة الشابّة نفسها في عالم السينما، بعد لعب أدوار تلفزيونية صغيرة، والظهور في أفلام رعب وكوميديا ودراما عززت شهرتها شيئا فشيئا، مثل "الساحرة" The Witch أول فيلم سينمائي طويل شاركت فيه قبل نحو عشرة أعوام.. إلى أن أسرت الجماهير في كل أنحاء العالم حين أدّت دور البطولة في المسلسل الدرامي القصير "مناورة الملكة" The Queen's Gambit، وحصلت على ترشيحات، وفازت بجوائز عالمية مرموقة، مساهمة أيضا في تعزيز اهتمام الناس بلعبة الشطرنج بشكل هائل. وفي دورة عام 2024 من مهرجان "كان" السينمائي الدولي، تم إطلاق فيلمها الأحدث "فوريوسا" Furiosa الذي لاقى استحسان النقّاد.

Anya Taylor-Joy

عملا تلو الآخر، سبرت "أنيا تايلور جوي" أعماق شخصيات معقّدة، وأقنعتنا بتمثيلها لها، عاكسة شغفها الأبدي بفن التمثيل، الذي أرادته مهنة منذ طفولتها، حتى حين كانت تـــدرس رقـــص البـــاليــــه، وتــعــمـــل في عــــرض الأزيـــــاء. صــــــارت "أنيا" أيقونة وقدوة لبنات جيلها، مشعة دائما بشخصية متواضعة وقريبة إلى القلب تقدّر وتحترم كل الناس، وهو الأمـــر الــــذي تنـــسـبـــه إلى نــشــأتـــهــــا المتـــعـــددة الثــقــافــــات بين بوينس آيرس ولندن، ومع والدين لهما جذور بريطانية وأرجنــتـــيــنــيــة وإسبـــانــيــــة. وما يـــؤكّــــد على مكانــتــهــــا كشخصية ملهمة ومؤثرة في هذا العصر، إعلانها سفيرة عالمية لدار الساعات السويسرية العريقة "جيجر لوكولتر" Jaeger-LeCoultre قبل عامين، حين بدأ بينهما تعاون طبيعي قائم على الأناقة والرقي والرقّة وأخلاقيات العمل السامية وحب رياضة البولو وعشق صناعة الساعات.

في حواري معها، نتطرّق إلى علاقتها وحكايتها مع "جيجر لوكـــولتــــر"، ودور الـــســـاعــــة في حيـــاتـــهـــــا، وساعتـــهـــا المــفــضـــلــــة "ريفيرسو"، ومشاريعها الآتية، ونشأتها، وعلاقتها بوالديها. وأجمل ما بقي معي من ذلك اللقاء كان الطاقة الإيجابية والمليئة بالحب التي انبعثت منها فملأت المكان بالدفء والراحة والهدوء.

أنت اليوم سفيرة عالمية لدار "جيجر لوكولتر". كيف بدأ هذا التعاون بينكما؟

علمتُ للمرة الأولى بوجود فرصة شراكة محتملة مع هذه العلامة، من خلال صديقي العزيز "نيكولاس هولت". كنّا نعـــمـــل على فيــــلــــم The Menu مــــعــــا، وقــد أمضيــنــــا نحن الاثنين ما كان بمنزلة موعد عشاء طويل استمرّ لشهرين تقريبا. وفي أحد الأيام، نظر إلي، وقال: "لدي شعور بأنك يـــجـــب أن تــعـــمــــلي مع أشــخـــــاص رائـــعـــــيـــــن أتيحت لي فــــرصــــة التعاون معهم". عندها، سألت وكيل أعمالي عن الأمر، وفهمت أن الدار كانت قد اتّصلت من قبل بفريقي. وهكذا انطلقت الحكاية.

ما الذي كنت تعرفينه عن "جيجر لوكولتر" قبل ذلك؟

أتـــذكــــر كيـــف كـــان والــــدي يخــــبـــــرني عن "جيجر لوكولتر"، خاصة فيما يتعلق بالحرفية، إذ كان يقول لي إنه حين نريد ساعة مصنوعة بخبرة وإتقان، فإن "جيجر لوكولتر" هي الوجهة المنشودة لذلك.

Anya Taylor-Joy

سمعت أن عائلــتـــك تـــمـــارس البـــولــو. فهل يمكنك إخبارنا عن العلاقة بين "جيجر لوكولتر" والبولو وأنتِ؟

معروف عنّي اعتزازي بجذوري الأرجنتينية، وإن البولو جزء كبير من ثقافتنا. لا تزال عائلتي تمارس لعبة البولو، وعلى ما أعتـــقـــد إن 4 من أفـــراد عـــائـــلــــتي هم لاعـــبـــون مــحــتــــرفــــون، لذلك فإنها رياضة حاضرة جدا في حياتنا.

وبالنسبة إلى علاقتها بعالم "جيجر لوكولتر"، فقد ابتكرت ساعة "ريفيرسو" من أجل لاعبي البولو، لأنه عندما تمارَس لعبة بمثل هذه الشدة، ويقوم الرياضي بأرجحة المضرب بهذه الطريقة، فمن الخطير أن يكون وجه الساعة الزجاجي مفـتــوحـــا دون حــمــايــــة. ولذا كان لا بـــــدّ من وجـــود إمـــكانية لقلبها على الوجه الآخر. واليوم اتّخذ هذا الابتكار العملي طابعا فنيا وجميلا جدا!

كيف تصــفـــين عـلاقــتـــك بــمــن يـعـمـلون لدى الدار؟ وكيـــف تنظرين إلى إبداعهم وبراعتهم؟

إنهم ودودون ولـــطفــــاء للغاية، ومن دواعي سروري دائما أن نجتمع ونتعاون. لديـــهـــم الكثــير من الشغف، وأنا في الحقيقة شخص يشدّه الشغف، وأعتبره مشوّقا جدا.

إبداعهم يتجلّى بشكل قوي في دقّة عملهم، وهو ما نراه في ساعة "ريفيرسو" التي استطاعوا من خلالها أن يضعوا آلية لوجهين على صفيحة رقيـــقــة. هـــو أمــــر يدهشني، خصوصا لأنني أحب الأشياء الصغيرة جدا.

ما الساعة المفضلة لديك؟

نقطة ضــــعـفي هي ســـاعـــــة "ريفــيــــرســــو"، وذلك لأنني أهديت والــــدي واحــــدة وحــــصــــلت عـــــلى واحــــدة لي. الـــســـاعـــتــــــان غــيــــر متطابقتين، ولكن كل واحد منا نقش عبارة على الجهة التي ليس عليها وجه الساعة. إنها على الأرجح الساعة المفضلة لدي للاستخدام اليومي، ولكن لن أنسى الساعات السرية، التي قد جرّبتُ بعضها، ورأيت أنها بالفعل تبدو كأساور. لبعض إطلالاتي على السجادة الحمراء، أختار وجه ساعة صغيرا جدا، وهذه التصاميم تحتل مكانا خاصا في قلبي.

ولطالما أحببت كيف أن الساعة بالنسبة للرجال هي علامة على الإنجاز. ولذا عندما اشتريت لنفسي ساعة للاحتفال بهذه الشراكة، أردت أن تكون شيئا أكثر ضخامة، وذكورية أكثر. وقد أعجبتني إطلالتها على المعصم النحيف.

ماذا عن لون الساعة؟ وما اللون المفضل لديك؟

أحب اللون الفضي، وهو خيار شخصي جدا.

ما الذي نقشته على ساعة "ريفيرسو" الخاصة بك؟

طلبت من والدي أن يكتب على الوجه الخلفي لساعتي هذه العبارة: "كلما اجتهدنا في العمل، أصبحنا أكثر حظا". وذلك لأن الجملة هي شعار عائلي لنا منذ زمن طويل.

بصفتك امرأة، ماذا تعني لك الساعة؟

at هذا الأمر مثير جدا للاهتمام بالنسبة لي. فقبل العمل مع "جيجر لوكولتر"، لم أكن أعلم أنه كانت هناك فترة زمنية لم يكن بإمكان النساء فيها حمل الساعات! وذلك شيء مؤذٍ بالنسبة إلي، فأن تتمكن من مراقبة الوقت وأن تستطيع أن تكون سيد وقتك وأن تقدر على تخطيط يومك وتحديد ما تريد فعله في الوقت المتاح لك، هو حق أساسي.

كما قلت سابقا، كانت الساعات دائما علامة على الإنجاز للرجل. ويسعدني أنها الآن أيضا تستطيع أن تكون دليلا على الإنجاز للمرأة، لأن ذلك يعزز المساواة بينهما، حتى لو لم يكن بالغ الأهمية.

هل وضـــعـــت ســـاعــــة من ســـاعــــات والــــدك عندما كنت طفلةً؟

أعــتــقـــد أنني عــنــــدمــــا كنـــت ألـــعـــب لـــعــبـــــة التنكُر، نعم، فعلت ذلك. لكن تلك الساعات لم تبقَ ثابـــتـــة حــول معصمي أبدا، لأن معصميّ نحيفان للغاية كما ترى، فتخيّل كيف كانا في صغري! في الواقع، سؤالك في مكانه، لأن الفكرة خلف الساعة التي اشتريتها لي من "جيجر لوكولتر" هي أنني كنت أريدها أن تبدو كأنها إرث عائلي انتقل إليّ ولكن تم تعديله ليناسبني.

قد ينظر معظم الأشخاص، رجالا ونساء، إلى الساعة على أنها إكسسوار، ولا ينظرون إليها لمعرفة الوقت، فذلك متاح على هواتفهم. ولكن للساعة أهميتها كما قلتِ.

 الــــســـاعــــة جــــزء من الأنـــاقـــــة، مـــثـــل أي قــطــعـــــة ترتديها على جسدك، وهي في الوقت نفسه فرصة للتعبير عن نظرتك إلى ذاتك أو كيف تحب أن يراك الآخرون. الأمر يشبه اختيار ملابسي عندما سأطلّ على السجادة الحمراء والتخطيط لكل جزء من أجزاء إطلالتي، وهو ما يساعدني على أن أصبح في مزاج معيّن. ولذلك، أحب أن أعدّ بنفسي ما سأرتديه، بكل التفاصيل.

 للمرأة إكسسوارات أكثر من الرجل. هل تهمّك الساعة التي يعتمدها الرجل حين تتعرفين إليه؟

 لـــســت مـــمــــن يــطــلــقـــون الأحـــكام على أي شـــخـــــص. ولــكــــن قد تكون الـــســاعــــة بالنــســـبـــة للـــرجــــل طريقة يعبّر فيها عن شخصيته.

ما الساعة المفضلة لدى والدك؟

 هو يعشق ساعة "ريفيرسو"، ويـــضــعــهــــا دائـــمــــا. في أعياد نهاية العام الماضي، أهديته إياها، وهي ساعة "ريفيرسو" بالقياس الكبير مع حزام جلدي، وفي الخلف كتابتي. يحبها كثيرا، وأشعر بفخر كبير عندما أراها على معصمه.

وإذا كنت ستختارين ساعة لإحدى صديقاتك أو امرأة في عائلتك، فماذا ستكون؟

سأقول "ريفيرسو"، دائما. في الحقيقة أحب هذه الساعة كثيرا، وهي بـــرأيــــي أكثر ما يجعل "جيجر لوكولتر" فريدة. إنها المثال الأرقى على الحرفية الفنية بالنسبة لي. ولأنني متململة وكثيرة الحركة، من الرائع أن أملك قطعة يمكنني أن أقلبها على وجهها الآخر.

أجـــد ســـاعــــة "رانـــديــــه – فـــو" رائــعــــة أيــضـــا، وخــــاصــــة أنـني من عشاق القمر، والقمر حاضر فيها.

 هلا أخــبـــرتـــنـــا عن مــعــــنى الـــوقـــــت في حيـــاتــــك المــهــنــــــيـــــــة والشخصية؟

 أعتـــقـــد أن الــوقــــت هـــو أغــــلى ما نملك. في بعض الأحيان قد يتشتت انتباهنا عن ذلك، ولكن الوقت هو كل ما نملكه. إذا كنت محظوظا بما يكفي لاختيار ما يمكنك أن تفعله خلاله، يكون بذلك أثمن ما لديك.

تتميّز ساعات "جيجر لوكولتر" بأناقتها الشهيرة. ما الأناقة بالنسبة إليك؟

 قد يكون التعبير عن الإعجاب بأناقتك من أسمى عبارات الإطراء التي يمكن أن تحصل عليها. وأعتقد أن الأناقة شيء فردي يختلف من شخص لآخر.

بالنسبة لي، الأمر يتعلق بالثقة بنفسك وبحكمك على الأمور والتـــحـــرك بالــطــريــقـــة التي تـــريـــــدها. ولا أعــــني فـــقـــط الحركة الجسدية، بل تحرّكك في تعاملك مع حياتك. الأنــاقــــة هي اختيار فعل الأشياء بطريقتك الخاصة، دون إيذاء أي شخص آخر، مع إدراك أن لديك الحق في أن تكون نفسك.

Anya Taylor-Joy

 ماذا عن فــيــلمــــك الــجــديــــد "مــاد مـــاكـــس ســـاغا"؟ كيف تشعرين اليوم حيال كل النجاح الذي لاقاه؟

 كان هذا الفيلم مهمة كبيرة لكل من شارك فيها. أعتقد أن معـظــــم الــمــشـــاركيـــــن كـــرّســــوا أنــفــســهـــم بالكامل لهذه المهمة، فعمل عليه مثلا المخرج "جورج ميلر" لأكثر من عشر سنوات، وفريق تنفيذ المشاهد الخطرة لمدة خمس سنوات، أما أنا فانخرطت فيه على مدى سنتين ونصف. اليوم، أنا فخورة جدا بأننا تمكنا من إنجازه وخرجنا جميعا سالمين!

 وما المشروع السينمائي التالي؟

أنـــا علـــى وشـــــك الــــبـــدء في الـــعـــمــــل عـــــلى فيــــلـــــم بــعــنـــــــوان Sacrifice، من إخراج "رومان غافراس". أنا متحمسة جدا لهذا الفيلم، وأتطلع بشوق إلى الانخراط في التصوير من جديد، خصوصا مع مخرج موهوب للغاية.

 لو نـــظــرنا إلى رحلة حياتك، لوجدنا أنها كانت دائما غنية بثقافات متنوعة، ولا سيما أن والدتك ووالدك من بلدين مختلفين. ماذا اكتسبت من خصوصية هذه الحياة؟

أعتـــقــــد أننـــي كنت محــظــوظـــة جدا، لأن ذلك أعدّني جيدا لحياة الترحال التي أعيشها الآن. بفضل نشأتي، أصبحت شخصا يقدّر ثقافة الآخرين، ويفهم معنى أن تكون غريبا، وهو الأمر الذي ينعكس اليوم من خلال قدرتي على السفر المستمر من مكان إلى آخر وتقدير جميع الأماكن المختلفة التي أذهب إليها، لا بل أيضا تقدير الأشخاص المختلفين الذين أقابلـــهـــم. أحب الثقافات للغاية، وأنا سعيدة جدا وممتنّة لأن ذلك انغرس في شخصيتي منذ سن مبكرة جدا.

 ما أفضل نصيحة أخذتها من والدتك ووالدك؟

شاركاني الكثير من النصائح. لدي علاقة رائعة مع والديّ، فهما قدوتان لي وصديقان. لطالما نصحاني بأن أكون على طبيعتي دائما، وأن أحاول ألا آخذ الأمور على محمل الجد بشكل مفرط، وأن هناك دائما شيئا يدعو إلى الضحك!

 أخيرا، كيف تهتمين بجمالك وبشرتك الرائعة؟

 في الحقيقة، أبذل قصارى جهدي، وخصوصا مع التقدم في العمر، ومع جدول أعمالي الذي أحاول أن أجاريه. لو كان علي اختيار شيء واحد يمكنني فعله بشكل أفضل، لكان شرب الماء. أنا سيئة جدا في شرب الماء، فأشرب الكثير من القهوة، وأكاد لا أشرب الماء على الإطلاق. آمل أن أستطيع تطبيق هذا التغيير.