تحطيم الأرقام القياسية واعتناق الفنّ... حوار خاص لـ"هي" مع Antoine Pin المدير العام لساعات BVLGARI

في حوار تفاعليّ مع "أنطوان بان" Antoine Pin المدير العام لساعات "بولغري"BVLGARI ، غصنا في الإنجازات الحديثة للدار وخططها المستقبلية. وسلّطت محادثتنا الضوء على أحدث تعاون فنيّ مع المهندس المعماري الياباني الشهير "تداو أندو" في مجموعة "سربنتي" Serpenti، وساعة "أوكتو فينيسيمو ألترا"Octo Finissimo Ultra التي حطّمت الأرقام القياسية، فضلا عن المشهد الديناميكي لصناعة الساعات الفاخرة.

لقاء الفنّ بصناعة الساعات

إنّ تعاون "بولغري" BVLGARI مع المهندس الياباني "تداو أندو" في مجموعة "سربـــنــــــتي" Serpenti، هو أحد أكـــثــــــر إصـــدارات الـــدار إبــــهـــــارا لــــــهـذا الـــــعــــــام. يقول "بان": "تداو أندو هو سيّد التصميم الشاعريّ والنقيّ. فنهجه في ابتكار المساحات فلسفيّ بعمق، ولافت بصريا، وهو ما يجعله خيارا تعاونيا مثاليا لمجموعتنا سربنتي". وتتميّز مساهمة "أندو" في هذه المجموعة الأيقونية بارتباطها العميق بالطبيعة وتغيّر الفصول. فكل ساعة في المجموعة تعكس فصلا مختلفا يتجسّد من خلال خصائص "أندو" التصميمية الفريدة. ويتّسم الميناء بمجموعة من الألوان والقوام تنبض بجمال الطبيعة عبر السنين:

الصيف: ميــنـــاء مـــرصـــع بالأفــنـــتـــــورين الأخـــضـــر يمثّــــل أوراق الشــجـــر الخــضـــــراء في الغابات، ويجسّد حيوية الموسم.

الخـــريــــف: سوار من الذهب الوردي مع ميناء مرصع بحجر عين النمر يمثل التـــدرجـــــات الغنــيـــــــة للأوراق المتساقطة.

الشتاء: ميناء مرصع بعرق اللؤلؤ الأبيض يعكس سكون المناظر الطبيعية المغطاة بالثلوج.

الربيع: ميناء ورديّ من عرق اللؤلؤ يرمز إلى الجمال العابر لأزهار الكرز، ويحتفل بتقليد الهانامي الياباني.

لا تتميز تصاميم الميناء بالجمال البصريّ فحسب، بل تضم مواد وتقنيات مبتكرة. ويبرز اللجوء إلى التزيين والزخرفة في تجسيد أوراق الشجر. وتنطوي هذه التقنية على تشكيل أنماط معقّدة من قطع الأحجار المكسورة، وذلك محاكاة لفنّ التوصيل بالذهب «كينتسوغي» الياباني، والذي يقضي بإصلاح أوانٍ مكسورة بواسطة الذهب، لتسليط الضوء على الجمال الكامن في العيوب والاحتفاء بتاريخ هذه القطعة. وبالعودة إلى مجموعة "سربنتي"، يرمز هذا النهج إلى إجلال الطبيعة وفكرة الانتقال والولادة من جديد.

ويوضح "بان" بشأن قرار تطبيق هذا التعاون في نسخة Tubogas من ساعات "سربنتي"، وليس في نسخ ساعات المجوهرات، قائلا: "اخترنا نسخة Tubogas لأنها واحدة من أكثر تصاميمنا شهرة. ومن خلال توافر هذه المجموعة في المتاجر، نسعى للوصول إلى جمهور أوسع ومشاركة الرسالة الجميلة والهادفة الكامنة وراءها".

وحتما فإن تصميم Tubogas، المعروف بسواره المرن والملتوي، يوفر جاذبية خالدة وأناقة عصرية. ومن ثم فهو بمنزلة لوحة مثالية لموضوعات المواسم الذي يجسّدها "أندو"، وهو ما يسمح للـــفـــن بالتـــألــــق مع الحـــفـــاظ على الأداء الـــوظيـــــفـــــــي والتعقيد المترف لصناعة ساعات "بولغري".

مجموعة تتخطى كل الحدود

بعد حوارنا عن مجموعة "سربنتي"، تطرقنا بالحديث عن إنجاز الدار الثوريّ في صناعة ساعة "أوكتو فينيسيمو ألترا كوسك" Octo Finissimo Ultra Cosc التي حطمت أرقاما قياسية جديدة من حيث نحافتها، إذ يبلغ قياسها 1.70 ملم، وتدمج تعقيدات الكرونومتر.

يصف "بان" هذه العملية الدقيقة مؤكدا أن المطلوب هو تعايش البساطة والتعقيد للوصول إلى هكذا إنجاز. ويقول: "بهدف ابتكار تصميم أكثر نحافة، تُضطر إلى خدش السطح. ومن أجل تحقيق دقّة أفضل، عليك أن تضمن عملية انتقال لا تشوبها شائبة من التصميم بمساعدة الكمبيوتر إلى التصميم الواقعي الملموس". ولفت إلى أن تحقيق هذا المستوى من الدقة، يتطلب رقابة صارمة على الجودة وعلى النطاق المسموح به من الفوارق الضيقة (والتي تصل إلى 0.02 ملم). وأشار إلى هذه العملية الصارمة تؤدي إلى رفض نحو 80 في المئة من الموادّ خلال الإنتاج، وهو ما يؤكّد على معايير الحرفية العالية التي تنطوي عليها العملية.

وعلى الرغم من شكلها الرقيق، صُمّمت ساعة "أوكتو فينيسيمو ألترا" لتكون متينة وموثوقة في الوقت نفسه. وكما يصرح "بان": "عند ابتكار ساعة كهذه، يجب أن تكون قابلة للاعتماد يوميا. لا يجب أن تكون هشّة، وعليها أن تحافظ على دقة الوقت". وأسهم استخدام مركب كربيد التنجستن خلف العلبة في إضافة طبقة من المتانة، وهو ما يضمن صلابة الساعة حتى عند اعتمادها بشكل يوميّ.

وركّز "بان" أيضا على أهمية شهادة COSC التي تضمن دقة الساعة. ويشير قائلا: "إنّ COSC هي دليل على التزامنا بالموثوقية. وتؤكد احترامنا للمتطلبات الرئيسة لعالم الساعات أثناء تخطّي حدود الإبداع".

تستـــمــــرّ عـــائـــلـــة "أوكتــو فيـنـيـسـيـمــــو" بالتـــوسّــــع، مع إصدارات جديدة، بما في ذلك التوربيون بنسختيها الـيــــدويــــــة التـــعـبــــئـــة والأوتــــــــومـــاتـــيــكيــــة، وإصــــــدارات Sketch. عند ســـــــؤال "بان" عن الاستـــــراتــيــجــيــــــة خلف تلك الإصدارات المتكرّرة، أوضح قائلا: "نحن نطـــلـــق سلــسـتــيــــن أو ثــــلاثــــا من الـســاعـات الراقية كلّ عـــام، إلى جــــانــــب ســــــاعة أو اثـنــتــين من المجموعات الأســــاسيــــة. تكــمـــن الاســـتـــراتيــجــيــــة في الحـــفـــاظ على الاستقرار في حين يتمّ إطلاق ابتكار جديد".

وسلّط "بان" الضوء على شعبية "أوكتو فينيسيمو" الكبـــيــــرة في أوساط محــــبّي جـــمـــع الـــسـاعات، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع الطلب على المزيــــد من الإصــــدارات الثــــمــيــنـــة. وأدّت هذه الــمـــوجــــة إلى إدخــــــــــال مـــــــوادّ وتعــــقــيـــدات جــــديــــدة، مثـــل نــســـخــــة الـــــذهب الأصفر وساعات التوربيـــــــون الهيكلية الثمــيـــنــــة. وأشار إلى أنّ الهـدف هو إيـــجـــاد الــتــــوازن بـــيــــن الابتــــــكار والمجموعة الـــمـــسـتقرّة، مع تلبية احتياجات المتحمّسين الجدد وهواة جــمـــع الساعات المخضرمين على حدّ سواء.

مستقبل صناعة الساعات

في خـــتـــام حـــديثــنــــا، فـــكّر "بان" في الــمــشــــهد المتغيّر لــــصناعـــــة الــــساعـــــات ودور المنافسة في دفــــع عجلة الابـــتــــكار. وأشار إلى أنّ "الأرقــــام الــقــيـــاسيــــة تجلب الحماسة وتسلّط الضوء على الحداثة. فيــــما نحتفل بإنـــجـــازاتـــنــــا، ندرك تــمـــامــــا أنّ الـــعلامــــات التــــجارية الأخرى تتــــخطى الــــحدود أيضا في مـــــجالاتٍ أخرى، مثل الدقة والمقاومة المغناطيسية".

تؤكّـــــد رؤية "بان" لــــقـــســـم ســــاعات "بولغري" أهمية الاحتفاء بالتنوّع والإبداع والاهتمام الدائم بصناعة الساعات. وهو يختصر تلك الرؤية قائلا: "نحن هنا لنـــحــتــفــل بالحــيـــاة والــجـــمـــال. هـــدفــنــا ابتكار ساعات رائعة تكون مصدر إلهام وبهجة".