ساعة بريغيه رقم 3218 قطعة نادرة في مزاد كريستيز للساعات بجنيف
تأسست علامة بريغيه على يد أبراهام-لويس بريغيه عام 1775، وهي من الأسماء الأكثر تأثيراً في عالم صناعة الساعات، حيث أسهمت بشكل كبير في تطوير هذا المجال من الناحيتين التقنية والجمالية، ومن أبرز إنجازات بريغيه اختراع "التوربيون"، الذي تم تسجيل براءة اختراعه في عام 1801، فقد كان التوربيون آنذاك ابتكاراً ثورياً، إذ صُمم لتعزيز دقة الساعات من خلال معالجة تأثيرات الجاذبية على عجلة التوازن.
وعلى الرغم من أن بريغيه صنع عدداً قليلاً فقط من الساعات المزودة بهذه الآلية، إلا أن إسهاماته تركت بصمة لا تُمحى في عالم الساعات، ولا يزال التوربيون يُعتبر رمزاً لفن صناعة الساعات الراقية حتى اليوم، وبالإضافة إلى التوربيون، قدم بريغيه العديد من الابتكارات التي ما زالت تؤثر في صناعة الساعات، فقد طوّر نظام "الباراشوت"، وهو نوع من الحماية ضد الصدمات للمكونات الحساسة في الساعة، والذي مهّد الطريق لتقنيات حديثة مثل نظام "إنكابلوك".
كما قام بريغيه بتطوير "زنبرك بريغيه" الذي حسّن دقة الساعات بشكل ملحوظ بفضل انحناءه النهائي المميز، ومن الناحية الجمالية ساهم بريغيه في تصميم ساعات ذات طابع خالد، حيث أدخل تقنيات مثل نقش "الغيوشيه"، وأيدي بريغيه، وأرقام بريغيه، التي لا تزال رمزاً للأسلوب الأنيق الذي يُعرّف هذه العلامة التجارية.
ساعة نادرة في مزاد الساعات جنيف 11 نوفمبر 2024
وتعد ساعة بريغيه رقم 3218 واحدة من أبرز القطع التي أنتجتها شركة بريغيه، وتحتل مكانة رفيعة بين أهم الساعات في التاريخ، وما يجعلها أكثر ندرة هو أنها واحدة من ساعتين فقط معروفتين من هذا النوع، وهي الأولى التي تُعرض للبيع في السوق.
ولعل أبرز ما يميز هذه الساعة هو كونها شهدت على حقبة من الزمن الماضي وتألقت في معاصم شخصيات مرموقة، فهذه الساعة كانت ملكاً للمصمم والفنان الجرافيكي بول إريب الذي ترك أثراً لا يُمحى على عصره حيث صمم مشاهد سينمائية في هوليوود خلال ثلاثينيات القرن الماضي مع المخرج سيسيل بي. ديميل، كما كان إريب شريكًا مهمًا لكوكو شانيل، حيث وصفته بأنه الرجل الأكثر تعقيداً في حياتها.
إنجاز رائد في عالم الساعات
وتم إنتاج ساعة بريغيه رقم 3218 عام 1935 ولم تُعرض قط في أي مزاد قبل أن يتم تسليمها إلى كريستيز، والتقدير المتوقع لهذه الساعة يتراوح بين 100,000 و200,000 فرنك سويسري (120,000-240,000 دولار أمريكي، أو 110,000-210,000 يورو).
التحف المعروضة في مزاد الساعات النادرة بجنيف
وسيقدم مزاد الساعات النادرة في جنيف الذي سيُقام في نوفمبر، هذه الساعة الاستثنائية والتاريخية من بريغيه، فهذه الساعة الفريدة تتميز بتقويم دائم مع عرض رجوعي للتاريخ ومراحل القمر، وهي من القطع التي تم بيعها في الأصل إلى المصمم الفرنسي بول إريب. وبلا شك فأن علاقته الوثيقة كوكو شانيل ودوره المؤثر في تاريخ التصميم وفن الديكور والتصميم الجرافيكي تعززان القيمة الثقافية لهذه الساعة.
ساعة تفوقت على زمنها
وتعتبر ساعة بريغيه رقم 3218 علامة فارقة في تاريخ صناعة الساعات، فهي واحدة من اثنتين فقط من ساعات بريغيه ذات التقويم الدائم وعرض التاريخ الرجوعي، ما يجعلها مثالاً على الابتكار الميكانيكي في فترة ما قبل الحرب، فلقد أظهرت بريغيه من خلال هذه الساعة دقة وإبداعاً تقنياً رفيعين في بداية القرن العشرين. وتعد هذه الساعة واحدة من أقدم الساعات ذات التقويم الدائم التي أنتجتها الشركة، حيث كانت ميزاتها تعتبر نادرة ومتقدمة بالنسبة لتلك الفترة.
تحفة فنية وتاريخية
واقتناء بول إريب لهذه الساعة يضيف لها أهمية تاريخية أخرى، حيث تعكس هذه الساعة أذواق تلك الحقبة الفنية وتجمع بين التفوق الفني والتقني الذي ميز ذلك العصر، فقد كان إريب شخصية بارزة في مجالات التصميم المختلفة، مثل تصميم الأقمشة والإعلانات وحتى الديكورات المسرحية، فضلاً عن دوره الريادي في حركة فن الأرت ديكو، وإرتبط اسمه بكوكو شانيل في شراكة إبداعية أثمرت عن مشروعات متعددة، بما في ذلك مجموعتها الأولى من المجوهرات الراقية، وهذه العلاقة المميزة بينهما سواء كانت على الصعيد الشخصي أو المهني، استمرت حتى وفاة إريب المفاجئة في عام 1935.
قيمة استثنائية في عالم مزادات الساعات
وساعة بريغيه رقم 3218 هي واحدة من أربع ساعات فينتاج فقط معروفة من النوع الذي يجمع بين التقويم الدائم والعرض الرجوعي للتاريخ، وهذه الخصائص التقنية المعقدة بالإضافة إلى أهميتها الثقافية تجعل هذه الساعة اكتشافاً مهماً في تاريخ الساعات، و إدراج خاصية عرض التاريخ الرجوعي مع مراحل القمر في ساعة من تلك الحقبة يعزز مكانتها الفريدة في عالم صناعة الساعات.
والساعة تحمل توقيع بريغيه، رقم 3218، صُنعت في عام 1935 وتم بيعها للسيد بول إريب في 24 مايو من نفس العام مقابل 10,000 فرنك.
وصرح رئيس قسم الساعات لدى كريستيز في أوروبا والأمريكتين، ريمي غيومين أن ساعة بريغيه رقم 3218 تعتبر إنجازاً بارزاً في عالم الساعات، حيث تجمع بين البراعة التقنية والأهمية التاريخية، فهي ليست فقط الأقدم من بين ساعتين معروفتين لبريغيه بتقويم دائم وعرض رجوعي للتاريخ، ولكنها أيضًا تعد من القلائل التي أنتجتها أي علامة تجارية بتقويم دائم قديم.
مزاد الساعات في جنيف ملتقى عشاق الاقتناء
ويعود مزاد الساعات النادرة في كريستيز إلى جنيف يوم 11 نوفمبر في فندق فور سيزونز دي بيرغ، بعد نجاح المزاد الذي أُقيم في مايو، والذي بلغ مجموع مبيعاته 23 مليون فرنك سويسري. وستضم هذه النسخة ساعات نادرة وأيقونية من علامات مثل رولكس، باتيك فيليب، وF.P. Journe، مما يجعله وجهة لعشاق اقتناء الساعات الفاخرة.
ومنذ تأسيسها عام 1766، تُعد كريستيز رائدة عالمياً في مجال الفن والرفاهية، ودائماً ما تعد مزاداتها المرموقة للساعات بمثابة ملتقى فني لجامعي الساعات والماركات المرموقة من مختلف أنحاء العالم.
ومن المقرر تخصيص قسم خاص لدعم جمعية ELA الأوروبية لأبحاث وعلاج أمراض ضمور المادة البيضاء، وهذا التعاون يشمل تبرعات من إحدى عشرة علامة شهيرة، من بينها أندرسن جنيف وبيش، بوفين، وريتشارد ميل، لدعم البحث الطبي ومساندة العائلات المتأثرة بهذه الأمراض.