خاص "هي": مصمّمة مجوهرات دار Leïa K اللبنانية تحدّت المعاناة وأطلقت علامتها التجارية بكل عزم وإرادة متسلّحة بشغفها وعشقها لصناعة وتصميم المجوهرات
"كلمّا كبر الحلم ، زاد الشغف وأصبح أقوى"...جملة تعبّرعن شخصية ليا خلف، مصمّمة مجوهرات دار Leïa K اللبنانية، التي وُلدت و ترعرعت في السينغال قبل انتقالها إلى لبنان في سنّ العاشرة. تابعت دراستها في اختصاص المحاماة في فرنسا فهي حاصلة على ماجستير في القانون الدولي والأوروبي بالإضافة إلى ماجستير في قانون العقود من جامعة «لو كابيتول» في تولوز.
بدأ حلم ليا منذ لحظة ابتكارها لبعض أشكال أساور وإكسسوارات مصنوعة من حبوب الخرز، حيث شكّلت هذه الخطوة تعبيرًا حقيقياً عن شغفها بصنع قطع حلي مميزة وفريدة وكانت تقدمها آنذاك لأفراد عائلتها والأصدقاء المقربين.
واستمر الحلم يكبر بتحقيق خطوة تلو الأخرى إلى أن استقرت في بيروت عام 2013، حيث دفعها هدفها الأساسي الذي يعكس شغفها الصادق في الإبداع إلى إطلاق دار العلامة التجارية الخاصة Leïa K الذي بدأ كمشروع صغير لإنشاء إكسسوارات وتطوّر إلى تصميم مجوهرات فريدة وعصريّة.
وعلى الرغم من التحديات الهائلة التي يمرّ بها لبنان طوال السنوات الماضية، إلّا أنها عام 2018 أطلقت موقع Leïa K الرسمي، وأصرّت على افتتاح أول متجر رئيسي لها في قلب العاصمة بيروت.
تعتبر اليوم Leïa K علامة تجارية راسخة تبيع وتوزّع إبداعاتها وقطعها في جميع أنحاء العالم ولها وجود في أكثر من عشرة بلدان.
لتسليط الضوء على مراحل حلم وشغف المصمّمة ليا خلف، مؤسسة دار علامة Leïa K، كان لموقع "هي" هذا الحوار الخاص والحصري:
-
من ألهمك للدخول إلى عالم المجوهرات أو بمن تأثرت بشكل كبير؟
بدأتُ في سن الثانية عشرة باستخدام حبات الخرز لابتكار الأساور وغيرها من الإكسسوارات، وكان ذلك أحد أساليب التعبير العفوية عن شغفي وحماسي لمشاركة تصاميمي مع عائلتي وأصدقائي. وعززت والدتي هذا الشغف، إذ اعتادت أن تحضر لي قطع الخرز والأحجار الملونة من أفريقيا خلال رحلاتها.
-
كيف تصفين النقلة النوعية من المحاماة إلى عالم صياغة المجوهرات؟
على الرغم من عملي في إحدى أفضل شركات المحاماة، إلّا أنّ رغبتي بالابتكار قادتني نحو تأسيس Leïa K، فالفكرة التي بدأت كمشروع صغير لتصميم أحدث صيحات الإكسسوارات، تحولت إلى علامة فاخرة لإبداع أروع المجوهرات من الذهب مع لمسة فريدة تحاكي آخر التوجهات في القطاع. وتخليت عن عملي في شركة المحاماة لأسعى وراء شغفي الذي لطالما ساهم في إطلاق العنان لمخيلتي.
-
من دعمك؟ وما هي التحديات التي واجهتها؟
قدمّ لي زوجي كل الدعم الذي أحتاجه وآمن بأحلامي ووثق بقدراتي، فيما ترددت عائلتي بدعمي في البداية، وكان من الصعب عليهم تقبل فكرة تركي للعمل في القطاع القانوني واختيار تصميم المجوهرات بدلاً عن ذلك. وأعتقد أنهم رغبوا بأن أواصل شغفي في المجوهرات كهواية وحسب، ولكن أثق بأنهم فخورين بإنجازاتي اليوم. أما دخولي إلى قطاع المجوهرات دون معرفة أو خبرة مسبقة، فقد شكل إحدى أكبر التحديات التي واجهتها حينها، إلّا أنني صادفت الكثير من الفرص التي ساعدتني في شق طريقي بسلاسة، الأمر الذي ساهم في نمو العلامة بوتيرة سريعة.
-
كيف وقع الاختيار على اسم العلامة التجارية؟ وما السبب.
في الحقيقة، اخترت تسمية العلامة تيمناً باسمي وذلك لسهولة لفظه، بالإضافة إلى وقعه الجميل على الأذن.
-
هل تعتبرين أن حياتك انقلبت رأساً على عقب بعد عام 2013 ؟
نظراً لكوني شخص كثير التوتر والقلق، فإنّ خيار العمل المستقل والسعي وراء أحلامي منحني الراحة التي أريدها، إذ أحدد المواعيد النهائية لمشاريعي بكل مرونة ووفقاً لوقتي، ما وفر لي نمط حياة يوازن بين عملي وعائلتي، في حين كانت السنوات الأولى لإطلاق العلامة مليئة بالساعات الطويلة من العمل حتى وقتٍ متأخر من الليل.
-
ما بين لبنان فرنسا والسنغال، ما هي الفكرة أو المعتقد المشترك الذي رافق ليا في مختلف البلدان التي ترعرعت فيها؟
إنّ الأخلاق والالتزام والصدق هم ركائز محورية بالنسبة لي، حيث أحرص على إنجاز أعمالي بصدقٍ وشغف وأبذل جهداً كبيراً في جميع مراحل التصميم.
-
لاحظنا أن تصاميم العلامة لا تشبه أي تصاميم اخرى وكأنك أوجدت نمطاً خاصاً يميز علامتك التجارية، فما هي الرسالة المعنوية التي تعكسها وتطرحها مجوهرات Leïa K في كل مجموعة؟
شكراً جزيلاً، وأعتبر هذا تقديراً عظيماً. تجسد علامتي مزيجاً ثقافياً متناغماً يعكس إيماني العميق بتداخل مختلف عناصر الكون. وتحتفي تصاميمي بجمال الطبيعة والابتكار، وأسعى إلى الحفاظ على البساطة في جميع الإبداعات مع إضافة لمسة فريدة ومخصصة تميّز لكل قطعة. وتوفر Leïa K مجموعة واسعة من التعليقات التي تحمل رموز الحظ والعناصر المستوحاة من مختلف الأديان، ما يلبي تفضيلات جميع السيدات.
-
أخبرينا عن حلمك: ماذا الذي تحقق منه وما الذي لا يزال نصب الأعين ليبني سلسلة أهداف جديدة؟
أضع أعلى المعايير كأهدافٍ أسعى إلى تحقيقها على صعيد التطور الشخصي والارتقاء بمكانة العلامة. وفيما ما مضى، كنت أصاب بالإحباط فور تغير أهدافي بشكل غير متوقع. أما اليوم، فإن نهجي الجديد هو التوقف عن التركيز على النتائج وحسب وبذل قصارى جهدي والحفاظ على عزيمتي وإصراري للوصول إلى النجاح المقدر لي.
-
هل تعبّر تصاميم الدار عن هوية معينة سبق وتمّ تحديدها؟ أم أنها تتابع موضة الموسم؟
تحافظ علامة Leïa K على عنصري الاتساق والانسجام مع الإصدارات السابقة. ونلتزم بإطلاق تصاميم تعكس هويتنا وأسلوبنا الخاص لجذب اهتمام عشاق المجوهرات.
-
ما هو حجرك الكريم المفضّل ولماذا؟
أعشق الألماس مثل جميع السيدات، وذلك لنقائه وصلابته. وخلال طفولتي، كنت أبدي إعجابي بالثريا المعلقة في بيت جديّ ظناً مني أنها تتلألأ بفعل بريق الألماس، وكنت أجمع كل قطعة تسقط منها وأصنع منها عقداً مميزاً.
-
هل تودّين توجيه رسالة إلى كل امرأة عربية اليوم؟
حققي استقلاليتكِ وكوني جريئة، فبإمكانكِ الوصول لأهدافكِ مهما كانت بعيدة المنال والظروف صعبة.
-
ما هي نصيحتك لكل سيدة تهوى المجوهرات؟
تشبه المجوهرات عالم الأزياء الفاخرة، فهي انعكاسٌ لجوهر الشخصية. وأنصح كل سيدة باختيار القطع التي تجسد هويتها الخاصة، ويفضل اختيار اللؤلؤ والألماس للتألق بإطلالة كلاسيكية. أما بالنسبة لعاشقات الشواطئ والاسترخاء تحت أشعة الشمس، فأنصح بارتداء تعليقات من الذهب مزينة بالخرز فيروزي اللون. ولا تتردي بالتنسيق والدمج بين مختلف أنواع المجوهرات، إذ يمكن الجمع بين إبداعاتي المزينة بالأصداف والخرز مع أساور من علامة Cartier، إلى جانب الأساور الرفيعة المرصعة بالألماس التي تقدمها علامتي، ما يضفي لمسة شخصية وطابعاً جريئاً إلى مختلف الإطلالات.
-
هل من كلمة أخيرة تودين قولها؟
كنّ صادقاتٍ دوماً مع أنفسكنّ، فهذا ما يلهم الآخرين، حيث تكمن قوة الشخصية في تميز كل سيدة بطابعها الفريد. وكما للجميع غاية في الحياة، ما عليكِ سوى اكتشاف شغفكِ والعمل على تحقيق أهدافكِ بكل حبّ وتفانٍ.