"هي" في حوار خاص مع "ماريا كريستينا بوتشيلاتي" عن روائع الحرفية بين تقاليد العائلة وحداثة التصميم
كشفت دار "بوتشيلاتي"، العلامة المتخصصة بتصميم المجوهرات الراقية والإبداعات الفضية الفاخرة، عن مجموعة Homo Faber 2024 "هومو فيبر 2024" في متجرها الرئيسي في دبي مول خلال فعالية مميّزة.
وكانت "بوتشيلاتي" قد شاركت في الدورة الثالثة من معرض "هومو فيبر" Homo Fiber، في سبتمبر الماضي على أرض مؤسسة "جورجيو سيني" في جزيرة سان جورجيو ماجيوري في البندقية. وتلقت العلامة الفاخرة الدعوة للسنة الثانية على التوالي للمشاركة في هذه الفعالية الثقافية المرموقة، والتي تحتفل بمفاهيم الفن والإبداع والمهارات الحرفية العصرية، والدور الهام لهذه القيم والتوجهات في الحياة اليومية. واستعرضت الدار خلال مشاركتها في الفعالية مشروعين مميزين، يتمحور أولهما حول فن تنسيق طاولات الطعام، ويقدم قطعة زينة تخطف الأنظار بفضل تصميمها المبتكر من الأرضي شوكي، والذي يحتفل بمفهوم الرمزية وعناصر الإلهام المستمدة من الطبيعة. أما المشروع الثاني، فيسلط الضوء على المهارات الحرفية لصناعة المجوهرات الفاخرة.
وحضرت الحدث الحصري الذي أقيم في دبي "ماريا كريستينا بوتشيلاتي"، إحدى الشخصيات البارزة في عائلة "بوتشيلاتي" والتي تشغل حاليًا منصب المديرة العالمية للتواصل للمجموعة. وكان لـ"هي" حديث خاص معها، اليكم تفاصيله:
تُعّد تشكيلة Homo Faber 2024 استعراضًا رائعًا للحرفية والفن. هل يمكنكِ مشاركة الرؤية والإلهام وراء مجموعة هذا العام؟
كان موضوع المعرض "رحلة الحياة" The Journey of Life وعلاقة الحياة بالحرفية. وقد تم تخصيص "قاعة الاحتفال" للفضيات و"قاعة الحب والاتحاد" للمجوهرات.
بالنسبة للقاعة الأولى، قمنا بابتكار قطعة مركزية مذهلة على شكل الأرضي شوكي artichockes كعنصر تزييني للطاولة التي تسود فيها روح الألفة.
أما بالنسبة لقاعة "الحب والاتحاد"، فقد صممنا سوارًا وخاتمين نسميهما Eternelle، يتميزان بنمط يتألف من أكاليل وزهور تحيط بالمجوهرات، لتعكس فكرة النمط الأبدي الذي يجسد مفهوم الحب.
عُرفت "بوتشيلاتي" دائمًا بحرفيتها البارعة. كيف تواصل هذه المجموعة تعزيز الإرث مع تقديم التقنيات التقليدية في سياق معاصر؟
تُعد تقنياتنا وأساليب عملنا توقيعًا يميزنا. إنها معروفة وتمنح منتجاتنا طابعًا "خالداً"، مما يحافظ على إرث العلامة التجارية.
يخبرنا العديد من العملاء أن مجوهراتنا تنتقل من جيل إلى آخر في عائلاتهم.
التقنيات التي نستخدمها لصنع مجوهراتنا وأوانينا الفضية هي نفسها منذ عصر النهضة، ولذلك نظل أوفياء لها، مما يجعل منتجاتنا معروفة في جميع أنحاء العالم.
بالنسبة لنا، السر يكمن في البقاء مخلصين لجذورنا.
تشتهر "بوتشيلاتي" بتقنيات النقش والملمس المميزة. هل يمكنكِ توضيح كيفية دمج هذه التقنيات في قطع هذه المجموعة؟
جميع منتجاتنا من المجوهرات والأواني الفضية مصنوعة باستخدام تقنيات قديمة تُنقل من جيل إلى جيل، وكذلك المنتجات التي قُدمت في "هومو فيبر".
قطعة Armatae Flores المركزية صُنعت باستخدام تقنيات مشابهة لتلك التي نستخدمها في المنتجات المستوحاة من الطبيعة، مثل: النقش الخفيف لإضفاء شكل واقعي على البتلات، استخدام المطرقة لإعطاء الأبعاد للأشياء وحمام الجلفنة لإضفاء تجانس بصر، بالإضافة الى تقنية التلميع لإبراز التفاصيل وإحداث تأثير الضوء والظل.
أما قطع Idillyum Floralis فتتميز بأسلوب "التول" Tulle الذي يظهر في خاتم Eternelle الشهير، بالإضافة إلى تقنية المينا المعقدة المستخدمة في السوار والخاتم المطابق له.
تقنية المينا enamelling technique أصبحت نادرة بسبب قلة الحرفيين المهرة فيها، حيث تعتمد على نقوش زخرفية تعكس من خلال المينا، مما يجعلها عملية معقدة للغاية.
يعتبر Homo Faber احتفالًا بمهارة اليد البشرية في الفن. من هم الحرفيين الذين تعاونتم معهم في هذه المجموعة وكيف ساهمت مهاراتهم الفريدة في ابراز التصاميم؟
كل منتجاتنا تُعتبر "قطعًا فريدة" لأنها تُصنع بالكامل يدويًا من قِبل حرفيينا، مما يجعل كل قطعة تخرج من ورشاتنا فريدة من نوعها.
عملية صنع منتجات Homo Faber كانت مشابهة للمنتجات الأخرى: بمجرد الانتهاء من التصميم، يعمل أخي "أندريا" عن قرب مع صانعي الذهب، والنقاشين، ومُركّبي الأحجار الكريمة. يتعاونون معًا لتحديد ما إذا كانت هناك تعديلات مطلوبة أو إذا كان المنتج جاهز كما هو. إنها دائمًا عملية عمل جماعي كبيرة، وهي قيمة غرسها والدي وجدي أيضًا.
بصفتك تتمتعين بمركز قيادة في عالم المجوهرات الراقية، كيف ترين دور النساء المتطور في الحفاظ على التقاليد الحرفية والابتكار فيها؟
أنا أدير قسم التواصل العالمي منذ سنوات عديدة، وتعمل "لوكريتسيا" مع والدها "أندريا" في تصميم المجوهرات، لذا نحن شخصيتان نسائيتان تشغلان أدوارًا مهمة في الشركة.
دائمًا ما نحاول إدخال وجهة النظر النسائية في كل مشروع أو تصميم نعمل عليه. نفكر دائمًا بعقلية عميلاتنا، محاولين تفسير رغباتهن واحتياجاتهن.
الكثير من مجوهراتنا يمكن استخدامها لمناسبات مختلفة وبطرق متعددة، مثل أقراطنا القابلة للفصل، حيث يمكن تحويلها إلى أقراط بسيطة مع استخدام الجزء العلوي كقلادة.
أود أيضًا التأكيد على أن الغالبية العظمى من العاملين في ورشاتنا هم نساء، بما في ذلك صانعات الذهب، والنقاشات، والمُلمّعات.
بالنظر إلى المستقبل، كيف ترين "بوتشيلاتي" تستمر في الابتكار مع البقاء وفية لجذورها الحرفية؟ وما هو دور Homo Faber في هذه الرحلة؟
هدفنا دائمًا أن نظل أوفياء لأنفسنا، وهذا ما قمنا به طوال هذه السنوات.
نحن لا نتبع الموضة، بل نحاول المضي قدمًا في تقنياتنا وأساليب عملنا، مع دمجها بتصميم مستوحى من الماضي ومُعاد تفسيره بطريقة عصرية.
مع Armatae Flores، أردنا اتخاذ خطوة إضافية لتفسير روح الاحتفال بجمال تنسيق مائدة الفن وسحر "بوتشيلاتي".
أما مجوهرات Idillyum Floralis، فهي تكريم لتقنيات العمل لدينا، مع إضافة تقنية معقدة مثل المينا، التي أضفت لونًا مميزًا جدًا على اثنين من منتجاتنا.