خاص "هي" - فرانسوا غراف يحتفل بالذكرى الـ20 رئيسا تنفيذيا لـ Graff: عملنا يدور حول الفرح والحب فقط
حظيت بفرصة لقاء "فرانسوا غراف" Francois Graff في دبي، حيث أعادت دار Graff افتتاح بوتيكها في "دبي مول"، بعد عملية إعادة تصميم شاملة وضعت لمسة "غراف" في كل شبر، من الواجهة إلى الأرضية والمساحات المخصصة. تحتل دبي في قلب "فرانسوا" مكانا خاصا، لأنها كانت وجهة رحلة عمله الأولى خارج المملكة المتحدة قبل عقود عدّة، وقد أغرم بها منذ الزيارة الأولى، وعاد إليها أكثر من مرّة.. مع "فرانسوا غراف" الذي يحتفل هذا العام بالذكرى العشرين لتعيينه رئيسا تنفيذيا، تعمقت أكثر في قصة دار "غراف"، وقصّته المهنية الشخصية التي جعل "الحب" بطلها: حبه للأحجار الكريمة، حبه لعمله، وحبه لعملائه. واليوم، يحرص على إبقاء اللمسة العائلية التي لطالما ميّزت "غراف" Graff، فيما يرسم مستقبلا لا بدّ أن يشرق بألق الماس الذي يرصّعه.
على مدار أكثر من نصف قرن، لمع اسم "غراف" Graff في عالم المجوهرات الراقية ببريق أندر الماسات وأروع الأحجار الكريمة على الإطلاق. فبنت الشركة العائلية، التي أســـــسها البريــــطــــــاني "لورنس غراف" Laurence Graff عــــام 1960، شهـــرتـــهـــــا العـــالميــــــة بفــضـــل التزامها بالجودة وســـعــيــهــــا وراء الكــــمـــال. وجذب "الــمــــلك" الذي يتربع على عرش الماس في لندن، عملاء مرموقين من أهم العائلات المــالكة والحاكمة في كل أنحاء العالم. ومنذ عام 2004، يـــــــتــــــــــولّى ابــنـــــه "فـــــرانــــســــوا غــــــــــــراف" Francois Graff الرئاسة التنفيذية للشركة العائلية، التي كان قد انضمّ إليها في شبابه خلال ثمانينيات القرن الماضي.
بقيادة "فرانسوا" دخلت العلامة حقبة جديدة من النمو والتوسع، محافظة في الوقت نفسه على تراثها وهويتها وخصـــــائصها التي ميّــــــزتها منذ اليوم الأول. تبقى الأحجار الكريـــمــــة النـــادرة الــقـلــب النــــابض لعـمــلــهـــا، والقاعدة التي يبني عليها فريق التصميم أحلامه الإبداعيـــة المترجمة إلى أجمل المــجــــوهـــرات في مشغل "غراف" الحــــرفي في لندن. هناك، حيث تلتقي التقاليد بالابتكارات، تكتسب التصاميم بســـاطتــهــا الظـــاهــــرة التي يقف خلفها تناسب مثالي ودقّة استثـــنـــائــيـــة بـــهــــدف الــســمــــاح لكــــل حــجــــر بكشف "حمضه النووي".
كيـــف بــدأت قــصّــة شـركــة "غـــراف" العـــائــلــيـــــة ورحلــتـــهــــا المتألقة في عالم المجوهرات الراقية؟
أسّس والدي هذه الشركة قبل أكثر من ستين عاما، ولكن رحلته في عالم المجوهرات بدأت قبل ذلك بكثير. جاء والدي من خلفية متواضعة، ونشأ في كنف عائلة محبة، ولكن لم تكن تملك الكثير. لذلك يمكن القول إنه بدأ من الصفر. ودخل هذا المجال من خلال العمل في مصنع للمجوهرات في الطرف الشرقي من لندن.
وحين أنشأ والدي شركته الخاصة، كان هناك عدد قليل من الشــــركات العـائلية، لكن ما ميّزنا كان حصولنا على أفضل الأحجار الكريمة. عمل والدي على صياغة مجوهرات علامته، وطوّر عمله شيئا فشيئا، فنمت الشركة إلى ما هي عليه اليوم. حاليا، لدينا 70 متجرا حول العالم يتركز الكثير منها في آسيا، ونحن الآن في صدد افتتاح المزيد. ولــكن على الـــــرغـــــم من هـــذا الــحـضــــور الــمـلــحـــــوظ والانتـــشـــــار الواسع، ما زلنا قادرين على ضبط كل نـــــواحي العمل وإدارتها، وما زلت أستطيع شخصيا أن أعطي كل سوق ومنطقة تركيزي.
ماذا عن رحـــلــتـــــك الشــخــصـيــــة في الــــدار؟ كيــــف بـــــدأت ووصلت إلى حيث أنت اليوم؟
أتولى منصب الرئيس التنفيذي للشركة منذ عام 2004، لكن بدايتي كانت في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، وكنت آنذاك في منتصف العشرينيات من عمري. في ذلك الوقت، كانت الــشــــركــــة صغــيــــرة ولكن بارزة، فكنا نمتلك متجرا واحدا فقط إلى جانب المصنع؛ غير أنه على الرغم من صغر حجمنا، كانت لدينا دائما أروع الجواهر في العالم وأندرها وأهمّها، وهو ما أكسبـــنا شهرة كبيرة وجذب إلينا عملاء مميزين منذ الأيام الأولى.عندما بدأت العمل في الشركة، كانت رحلتي الأولى خــــارج المملكة المتحدة إلى دبي، ولم أكن أعرف الكثير وقتها، سوى ما تعلّمته من تدريب بسيط مع والدي. أتيت إلى دبي بمناسبة زفاف الشيخ "حمدان بن راشد"، وأمضيت بضعة أسابيع في هذه المدينة التي أسرتني بجمالها. وصرت أعود إليها بشكل منتظم منذ ذلك الحين، مندهشا بالتطور الهائل الذي شهدته دبي على مر السنين. في عام 2004، توليت منصب الرئيس التنفيذي، وبدأنا في توسيع الشركة، وخاصة في مجال تجارة التجزئة. وبعد أن كنّا قد افتتحنا أول متجر لنا خارج المملكة المتحدة في عام 2000، وسعنا نشاطنا ليشمل أمريكا وأوروبا ولاحقا آسيا. واليوم، مع 70 متجرا وأكثر من 1000 موظف حول العالم، نهتمّ بالحفاظ على كل الميزات التي عُرفت بها العلامة عندما كان لدينا متجر واحد فقط.
ما الدور الذي يلعبه والدك اليوم في الشركة؟ وهل هناك أفراد آخرون من الأسرة يشاركون في إدارتها؟
والدي ما زال يملك طاقة كبيرة ويحب الشركة ويعشق مجـــــال عمــلــنــــا. كل يـــــوم، يــــريــــد أن يــــعــــرف المســتـــجـــدات والتطورات. حاليا، أتولى أنا الرئاسة التنفيذية، ولدي فريق رائع محيط بي يضم شقيق والدي (هو أصغر منه بعشر سنوات تقريبا)، وأحد الأنسباء. أشقائي اختاروا مجالات عمل أخرى، لكنني أغرمت بهذا المجال منذ سن صغيرة، بسبب كل ما كان يأتي به والدي إلى المنزل من حكايات وجواهر.
ما أكبر درس مهني تعلّمته من والدك؟
الدروس والنصائح كثيرة، ولكن هناك نصيحة مهمة جدا تتعلق بالأحجار النادرة التي نتخصص فيها. وأريد أن أقول هنا إن فهم هذه الأحجار موهبة تجري في عروقك، فإما تكون موجودة وإما ألا تكون، إضافة طبعا إلى أهمية الخبرة المهنية في صقل هذه المعرفة.
تدور قصة هذه النصيحة حول تجربة مررت بها في بداياتي المهنية، عندما سافرت من المملكة المتحدة للقاء أحد زبائننا الكبار في سنغافورة. بعته ماسة زرقاء عيارها 4 إلى 5 قراريط، والماس الأزرق هو من أندر الأحجار، ويصل اليوم سعر كل قيراط منه إلى ملايين الدولارات. اتصلت بوالدي لأخبره بحماسة عن الصفقة، لكن ردّه كان: "ستعتبر دائما هذا اليوم خطأ فظيعا!"، صدمني وقتها، ولكنه كان يعرف بفضل خبرته الكبيرة أن ذلك الحجر سيساوي في المستقبل عشرات المرات أكثر من السعر الذي بعته به. نعم، عقدت صفقة بيع، ولكنني فقدت شيئا لا يمكن استبداله.
علّمني والدي أن هناك أشياء نادرة، لدرجة أنه لا يهم إن بعنــــاها أم لا. الـــــدرس الأهـــــم هـــو احـــتـــــرام الأحجار. وفقدان ماسة أشبه بفقدان طفل؛ فلا يمكن تعويضها.
تحتل الأحجار الكريمة الاستثنائية جزءا كبيرا من هوية "غراف"، فكيف تواجهون اليوم التنافس العالي في السوق وصعوبة إيجاد الجواهر؟
لدينا بعض أهم الماسات في العالم، لكن عملاءنا لا يثقون بنا فقط لأجل ذلك، بل أيضا لأننا خبراء حقيقيون في مجالنا. نحن لسنا خبراء في تقلبات الموضة والصيحات، بل إننا خبراء في أروع جواهر العالم.
في الوقت الحالي، أصبح العثور على الأحجار الكريمة أكثر صعوبة من أي وقت مضى. وعلى الرغم من أن الأحجار جــزء مــهـــم من عــمـلـــنــــا، هي ليــــســـــت كــــل شــــيء، فللتــصـمــيــــم الجميل دور كبير في تميّزنا. وهو ما تثبته مبيعات مجوهراتنا التي كان عددها في بداياتنا يساوي بضعة آلاف سنويا، إلى أن صرنا نبيع في العام الواحد عشرات الآلاف من القطع.
يدخل الماس إلى كل إبداعاتكم، وتتميزون بالمجوهرات الراقيـة. فماذا عن مجموعات المجوهرات الرفيعة التي يسهل الوصول إليها أكثر بالنسبة إلى المستهلك؟
لدينا مجوهرات رفيعة تهمّنا بقدر ما تهمّنا المجوهرات الراقيـــة، وهي تــــظل على مستـــــوى أعلى مقـــارنـــــة بالمجوهرات الرفيعة الأخرى في السوق.
تشمل مجموعاتنا الرفيعة قطعا مميزة وجميلة جدا، نعمل على تطويرها وتوسيـــعـــهــــا انــطـــــلاقا من قيم ورموز وأسلوب علامتنا. على سبيل المثال، هناك مجموعة "تيلداز بو"، التي تحــــمــــل اســـم ابنـــــتي "تيلدا" واستلهمناها منها. بما أنــــنا شــــركــــة عائــــلية، نحـــــب استــــخدام أسماء أفراد عائلتنا للمجموعات، وهذا يمنحها لمسة شخصية.
إلى جانب سمعتــــنــــا المــمـتـــــازة في عالم المجوهرات الراقية، نقدم مجوهرات رفيعة بأسعار معقولة، ولكن فيها الكثير من الاهتمام بالتفاصيل والجودة والجمال. لدينا مجموعة أساسية تنطلق نقاط أسعارنا من أسعارها، وهي مجموعة "لورنس غراف سيغنتشر" التي تحمل اسم والدي وتلقى نجاحا كبيرا، خصوصا بما فيها من خواتم الزواج المميزة التي تُبرز الحمض النووي لكل حبة ماس.
إضــــافـــــة إلى إعادة افــتـتـــــاح متــجـــركــــم في "دبي مول"، ما مشاريع الافتتاح القريبة؟
يسعدني أن أكون في دبي، حيث نعيد افتتاح متجرنا في "دبي مول". لدينا خطط لفتح متاجر جديدة في مناطق متــــعـــددة من الخــلــيــــج بشكل تدريجـــــي. سأسافر قريبا إلى أوساكا لافتتاح متجر جديد، وبعد ذلك سأزور مدنا أخرى في اليابان، حيث لدينا وجود قوي.
كيف تتـعاملون مع الاتجاه الجديد في الكثير من الدول الآسيوية، مثل الصين، نحو تشجيع الشراء من المنتجين المحليين؟
هذه الظاهرة الوطنية ليست مقتصرة على آسيا أو الصين فقط، بل نجدها أيضا في فرنسا، حيث يفضل الناس شراء المنتجات من دور فرنسية، وكذلك في المملكة المتحدة وإيطاليا وغيرها. قد تتأثر سوق الأزياء بشكل أكبر بهذه النزعة، لكن سوق المجوهرات تختلف نظرا لقيمتها العالية والدائمة. في عالم الرفاهية، يتمتع الناس بحرية التعبير عن أنفسهم وحرية الاختيار، ولعل حرية الاختيار هي أكبر رفاهية يمكن أن يتمتع بها الفرد.