سوذبيز تقدم أول مزاد دولي في تاريخ المملكة العربية السعودية بأعمال فنية استثنائية
تشهد المملكة العربية السعودية نهضة ثقافية استثنائية تعكس طموحاتها في الريادة العالمية، حيث أصبحت محوراً مهماً للفنون والثقافة والتاريخ في العالم العربي وخارجه، ومن خلال رؤية 2030 تسعى المملكة إلى تعزيز مكانتها كوجهة ثقافية متألقة تستقطب أبرز الفعاليات والمعارض الفنية، مما يجعلها ملتقى للمبدعين وعشاق الفنون من جميع أنحاء العالم، وهذا التوجه يعكس رؤية طموحة ترتكز على إبراز التراث الثقافي والاحتفاء بالإبداع الإنساني المعاصر.
وفي هذا السياق، يأتي المزاد الفني الفريد الذي تنظمه دار سوذبيز العالمية ليكون شاهداً على تطور المشهد الفني والثقافي في المملكة، حيث ستشهد المملكة العربية السعودية حدثاً استثنائياً مع تنظيم دار "سوذبيز" لأول مزاد دولي في تاريخ المملكة، ويتجاوز المزاد كونه فعالية تجارية ليصبح منصة للاحتفاء بالفنون المتنوعة، حيث يقدم أعمالاً استثنائية لفنانين عالميين وعرب، بالإضافة إلى قطع فاخرة من المجوهرات والساعات والمقتنيات الرياضية النادرة.. إنه احتفاء بالتنوع الثقافي والتميز الفني، ويعكس التزام المملكة بدعم الفنون بجميع أشكالها وتعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب.
وتبرز المملكة كمركز عالمي للتعبير الفني والثقافي، حيث يجتمع في هذا المزاد المميز الفن الكلاسيكي والتجريدي مع مظاهر الفخامة المعاصرة، بدءاً من الأعمال الفنية التي تحمل بصمة كبار الفنانين إلى التصاميم الفاخرة من أشهر دور المجوهرات والموضة، وهذا المزاد ليس فقط فرصة لاقتناء أعمال نادرة، بل هو أيضاً وسيلة لتقدير الإبداع الإنساني وإبراز الروابط الثقافية بين الماضي والحاضر.
ويمثل هذا الحدث امتداداً للجهود السعودية لتعزيز التواصل الثقافي وتوسيع آفاق الفنون داخل المملكة وخارجها، كما يعكس شراكتها مع كبرى المؤسسات العالمية مثل سوذبيز التي تعد رمزاً للتميز في عالم المزادات، وبفضل هذا المزاد تحتل المملكة مكانة بارزة في خارطة الفنون العالمية، مؤكدةً أن الفنون ليست مجرد وسيلة للتعبير بل لغة عالمية تساهم في بناء الجسور بين الثقافات وتعزيز روح الابتكار والإبداع.
ومنذ تأسيسها عام 1744 تُعد سوذبيز الوجهة الأولى لعشاق الفنون والفخامة، حيث توفر إمكانية الوصول إلى أفضل القطع الفنية والمقتنيات الفاخرة من خلال مزادات ومبيعات خاصة ومنصات إلكترونية، وتعمل الدار عبر شبكة واسعة من الخبراء في أكثر من 40 دولة، وتغطي نحو 70 فئة تشمل الفنون المعاصرة والكلاسيكية والتحف والمجوهرات والساعات والسيارات والعقارات، وتلتزم سوذبيز بدعم الشمولية والاستدامة في صناعة الفنون.
وينطلق المزاد في الثامن من فبراير، وهذا الحدث الذي يحمل عنوان "الأصول" سيعرض حوالي 100 قطعة متنوعة من مقتنيات دار "سوذبيز" العالمية، ملائمة للمهتمين الجدد بجمع التحف وكذلك لهواة الفن المخضرمين، والمزاد سيُقسم إلى جزأين، وسيشمل أعمالاً فنية راقية لفنانين سعوديين بارزين جنباً إلى جنب مع أسماء لامعة في تاريخ الفن العالمي، وأعمال فنية رقمية، كما سيقدم مجموعة مختارة من مظاهر الفخامة المتنوعة، مثل المجوهرات والساعات وتحف الرياضة وحقائب اليد الفاخرة.
معرض ومهرجان ثقافي شامل
قبل المزاد سيتم عرض القطع الفنية والتحف ضمن معرض مجاني يُقام في "بوابة البجيري" بمنطقة الدرعية في الفترة من 1 إلى 8 فبراير، ويتزامن هذا العرض مع فعاليات "موسم الدرعية"، وهو المهرجان السنوي الذي يحتفي بالتراث الثقافي للمنطقة من خلال مجموعة غنية من الفعاليات والتجارب.
الموقع يعكس الأصالة والثقافة
سيُعقد المزاد في منطقة الدرعية التي تُعتبر القلب التاريخي للمملكة، حيث يجتمع عبق التاريخ مع الطابع الثقافي المعاصر، وبالقرب من موقع المزاد تقع منطقة الطريف المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، التي تعكس إرثاً يمتد لأكثر من 300 عام، وهذه الأجواء التاريخية تضفي بعداً إضافياً على أهمية الحدث وتعزز من قيمته.
فنانون عالميون
يستعرض المزاد مجموعة واسعة تمتد عبر حقب مختلفة من تاريخ الفن الغربي، بدءاً من أعمال الانطباعية والسريالية والفن الحديث لأسماء بارزة مثل رينيه ماغريت وبابلو بيكاسو وهنري مارتن وبول ديلفو وفاسيلي كاندينسكي، وصولاً إلى بعض أشهر فناني العصر الحديث مثل آندي وارهول وألكسندر كالدر وداميان هيرست وجورج كوندو ونيكولاس بارتي.
تجربة فنية غامرة
سيتم عرض عدد من الأعمال الفنية في المساحات المفتوحة ذات الطابع الطبيعي بمنطقة الدرعية، مثل عمل "سيدل" للنحات أنطوني غورملي (يبلغ السعر التقديري: 700,000 – 900,000 دولار)، الذي يستكشف العلاقة بين الجسد الإنساني والمكان المحيط به. كما يشمل العرض تركيباً ضوئياً مذهلاً من إبداع جيمس توريل (بسعر تقديري: 120,000 – 180,000 دولار)، الذي يُعد من أبرز الفنانين المعاصرين المتخصصين في العمل بالضوء والمساحات، وسيُعرض أيضاً تمثال "هوت كوتور" لألكسندر كالدر (بسعر تقديري: 700,000 – 900,000 دولار)، وهو عمل أُنجز في آخر سنوات حياة الفنان، إلى جانب عمل "أمور" لروبرت إنديانا (بسعر تقديري: 220,000 – 280,000 دولار)، الذي يُعد رمزاً شهيراً لفن البوب آرت.
أعمال بارزة في السريالية
ومن بين القطع الفنية البارزة نجد عملاً للفنان رينيه ماغريت بعنوان (حالة اليقظة) (بسعر تقديري: 1,000,000 – 1,500,000 دولار)، الذي يتميز بعناصره المميزة مثل السماء المليئة بالغيوم وإطارات النوافذ وواجهات المنازل، كما يتضمن المزاد لوحة نادرة وضخمة للفنان البلجيكي بول ديلفو بعنوان (الأسطورة المصرية) (يبلغ سعرها التقديري: 500,000 – 700,000 دولار)، التي تمثل العمل الوحيد له الذي يتناول مصر القديمة، وهو موضوع طالما أثار اهتمام السرياليين.
فن سريالي وتأثيرات متجددة
ويبرز ضمن الأعمال المعروضة لوحة (بوينتيليه) (بسعر تقديري: 250,000 – 350,000 دولار) للفنان الروسي فاسيلي كاندينسكي، المعروف كواحد من أوائل الفنانين الذين قدموا أعمالاً تجريدية حديثة بالكامل، وهذه اللوحة كانت جزءاً من مجموعة متحف غوغنهايم في نيويورك مما يعكس قيمتها التاريخية والفنية.
الفن الرقمي وأفق جديد
في مجال الفن الرقمي يبرز عمل (هلوسات الآلة: المريخ) (بسعر تقديري: 800,000 – 1,200,000 دولار) للفنان رفيق أناضول، ويعتمد هذا العمل على تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي باستخدام بيانات من تلسكوبات فضائية لتصور مشاهد مستوحاة من سطح المريخ. يعكس العمل العلاقة المتشابكة بين التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي واستكشاف الفضاء.
رواد الفن العربي
ويقدّم المزاد أعمالاً لرموز الفن العربي الحديث، مثل لوحة لؤي كيالي (ثم ماذا؟) التي تُعد من أبرز أعماله، وتعالج هذه اللوحة من عام 1965 موضوعات المنفى والصدمات والحروب، وتُعد شهادة بصرية على معاناة اللاجئين الفلسطينيين، بالاضافة الى لوحة (فخ أزرق في محطة قطار) للفنانة سامية حلبي، واللوحة مستوحاة من رحلاتها اليومية بين نيويورك ونيوهافن، وتعكس اهتمامها بالهندسة والمنظور، وقدرتها على التقاط الضوء والحركة.
ويسلط المزاد الضوء على أحد أعمال الفنان السعودي محمد السليم، الذي يعتبر من الرواد الذين ساهموا في تطور الفن في المملكة، كما يبرز أيضاً عمل للنحات والشاعر السعودي عبدالحليم رضوي، أحد أهم الشخصيات التي أعادت تشكيل رؤية المملكة للفن الحديث.
احتفال بالفخامة الدائمة
وتضم قائمة المزاد مجموعة مختارة من حقائب هيرميس النادرة التي تعكس المهارة الحرفية الاستثنائية، وتبرز بين هذه القطع أربع حقائب من موديل بيركن هيمالايا الماسية، إلى جانب كيلي هيمالايا وكونستانس بأحجام مختلفة، بالإضافة إلى نسخ محدودة مثل حقيبة كيليمورفوز ساك بيجو المصنوعة من الفضة الخالصة ومجموعة حقائب ميني كيلي.
أما في قسم الساعات فيقدم المزاد قطعاً مميزة من علامات شهيرة مثل كارتييه أوديمار بيغيه وريتشارد ميل ورولكس، ومن أبرز القطع ساعة ريتشارد ميل التي صُنعت كنسخة فريدة للعداء العالمي يوهان بليك (يبلغ سعرها التقديري: 1,000,000 – 1,500,000 دولار). وهذه الساعة ارتداها بليك خلال لحظات تاريخية وصُنعت الساعة من التيتانيوم، وتتميز بخفة وزنها وتصميمها الهندسي المبتكر.
ومن القطع اللافتة أيضاً ساعة كارتييه كراش المخصصة التي تعتبر من أشهر إبداعات كارتييه، وتمثل هذه القطعة حلقة خاصة في سلسلة إنتاج هذه الساعات النادرة، حيث صُنعت كطلب خاص في عام 2007 لشخصية مرموقة.
إبداعات المجوهرات الفاخرة
ويشمل المزاد عدداً من المجوهرات المزينة بأحجار كريمة مبهرة بألوان نابضة تتنوع بين الأحمر العميق والأزرق الداكن والأخضر اللامع، ومن بين القطع البارزة سوار كارتييه آرت ديكو الذي يتميز بتصاميمه الهندسية المميزة وأربعة أحجار ياقوت كبيرة، كما يُعرض خاتماً من الياقوت والماس يحتوي على ياقوتة بوزن 19.79 قيراطاً من بورما.
ومن قطع المجوهرات الأيقونية زوج من الأقراط من هاري وينستون مصنوع من الياقوت والفيروز والماس ويعكس الأسلوب المميز للدار خلال الستينيات، إلى جانب سوار من الياقوت والماس يعود إلى عام 1972 ويعكس حرفية هاري وينستون الاستثنائية.