ڤاشرون كونستنتان... رحلة 270 عاماً من البحث عن التميّز
في عام 1755 في جنيف، بدأ جان-مارك ڤاشرون كتابة الفصل الأول من قصة تحولت إلى مغامرة إنسانية استثنائية – رحلة بحث عن التميز تم تناقلها عبر الأجيال. شكّل شغف وخبرة وإبداع الرجال والنساء العاملين في المصنع هوية دار ڤاشرون كونستنتان من خلال توازن دقيق بين الإتقان التقني والحس الفني. هذه القيم الراسخة هي السبب الرئيسي لطول عمر الدار. ومنذ بداية هذا القرن، واظبت ڤاشرون كونستنتان على تكريم إرثها مع كل عقد جديد، بينما تتطلع إلى المستقبل وتُصدر ساعات استثنائية.
للاحتفال بـ270 عامًا من الإبداع والتقاليد والابتكار، ستنطلق طوال عام 2025 سلسلة من الاحتفالات تبدأ بإعادة إصدار أيقونة في عالم الساعات وهي ساعة "هيستوريك "222 المصنوعة من الفولاذ.
رحلة إنسانية غير عادية
في القرن الثامن عشر، حين تأسست ڤاشرون كونستنتان، كانت جنيف مدينة تنعم بالسلام والازدهار الاقتصادي. ووفقًا لما ورد في موسوعة ديدرو ودالمبير: "كانت صناعة الساعات هي الأكثر ازدهارًا في جنيف، حيث شكلت ما يزيد على خُمس سكان المدينة". إلى جانب اقتصادها المزدهر، كانت جنيف غنية ثقافيًا؛ فقد كانت موطن جان جاك روسو وملاذًا لعقول لامعة مثل فولتير، الذي اختار الإقامة فيها في العام ذاته الذي تأسست فيه الدار.
يُعد توقيع جان مارك ڤاشرون على عقد تدريبه في صناعة الساعات عام 1755 اللحظة المؤسسة لدار ڤاشرون كونستنتان – بداية رحلة طويلة للبحث عن التميز قادها شغف وإصرار الأجيال. هذا العقد أيضًا أرسى قيمة أساسية للدار: نقل المهارات والمعرفة بين الأجيال.
على مدار 270 عامًا، شكّل تبادل المعرفة أساس نجاح الدار، مستوحى في البداية من روح التنوير، ومدفوعًا دائمًا بالسعي نحو التقدم. وفي عام 1819، تلقى جاك بارتليمي كونستنتان، حفيد المؤسس، رسالة من شريكه فرانسوا كونستنتان قال فيها: "افعل الأفضل إن أمكن، وهذا دائمًا ممكن." هذه العبارة أصبحت شعار الدار الراسخ حتى اليوم.
يكمن نجاح ڤاشرون كونستنتان المستدام في نهجها الفريد لصناعة الساعات – نهج يُوازن بمهارة بين الإتقان التقني والحس الفني، التعقيد الميكانيكي والحرفية، الابتكار والأناقة. من بين أبرز إبداعاتها، ساعة الجيب المزودة بآلية كرونوغراف وآلية رنين، والمصنوعة ضمن علبة ذهبية بعيار 20 قيراطًا منحوتة بدقة فائقة، والتي أُنتجت عام 1918 للصناعي الأمريكي جيمس وارد باكارد؛ وساعة "لي كابينوتييه أرميلاري توربيون"، وهي قطعة فريدة صُنعت عام 2023 خصيصًا لتزيين لوحة القيادة في سيارة رولز رويس أميثيست دروب تيل المصممة حسب الطلب.
تعكس هذه الساعات الإبداع والمهارة التي يتمتع بها صانعو الساعات والحرفيون والمصممون في الدار، مدفوعين بعزيمة وشغف لا يتوقف لدفع حدود صناعة الساعات إلى آفاق جديدة.
على مدار 270 عامًا، كانت هذه الرحلة نحو التميز هي السمة المميزة للدار، وهو ما تجسده ڤاشرون كونستنتان بوضوح في موضوعها الجديد لعام 2025. تحتفي الدار بمغامرة إنسانية استثنائية تمتد عبر قرون، مجسدة التزامها العميق بنقل المعرفة والسعي وراء الجمال لتحقيق أسمى تعبيرات فن صناعة الساعات.
270 عاماً من الإنجازات التقنية والابتكار في عالم الساعات
على مدار تاريخها، تألقت ڤاشرون كونستنتان بروح إبداعية جريئة أنتجت العديد من الابتكارات، لا سيما في مجال التعقيدات العالية ودقة قياس الوقت.
من أول ساعة تقويم تم تسجيلها في أرشيف الدار عام 1790 إلى ساعة "لي كابينوتييه ذي بركلي غراند كومبليكيشن" لعام 2024، المزودة بـ63 تعقيدًا، استكشفت الدار العديد من مجالات التعبير التقني: الساعات الرنانة، آليات قياس الفترات الزمنية القصيرة، الوظائف الفلكية، العروض الخاصة، ومنظمات التوربيون.
هذه المجالات من البحث والتطوير قادت إلى ابتكارات رئيسية، ليس فقط في آليات قياس الوقت، بل أيضًا في تحسين عمليات الإنتاج. ففي عام 1839، استعانت الدار بـجورج أوغست ليشو لتطوير جهاز بانتوغراف خاص بصناعة الساعات، ما أتاح توحيد وتبادل المكونات للساعات المزودة بالحركة ذاتها. وفي عام 1934، طورت جهازًا محمولًا عالي التردد يمكنه حساب أجزاء من الثانية بدقة تصل إلى 1/20 من الثانية.
في عام 1914، قاد شغف دار ڤاشرون كونستنتان بالابتكار التقني إلى تطوير حركة مستطيلة صغيرة جدًا تُعرف باسم "التويو" (الأنبوب). بلغ طولها 26 مم وعرضها 6.5 مم فقط، وكانت مقدمة لحركة الباغيت التي استُخدمت في العديد من ساعات المجوهرات. وفي عام 1932، تعاونت ڤاشرون كونستنتان مع لويس كوتييه لتطوير مرجع 3372، وهي أول ساعة تحتوي على تعقيد توقيت عالمي يعتمد على نظام "كوتييه". هذا النظام، الذي حصل على براءة اختراع في العام السابق، يتيح عرض 24 منطقة زمنية في وقت واحد وأصبح المعيار الأساسي لمعظم شاشات التوقيت العالمي.
تبع ذلك العديد من الإنجازات الرائدة عالميًا، من بينها: أول عرض للتاريخ الارتدادي (ساعة "دون بانشو" عام 1940)، أول تقويم عبري دائم (لي كابينوتييه مرجع 57260 في عام 2015) و أول تقويم صيني دائم (لي كابينوتييه ذي بيركلي غراند كومبليكيشن في عام 2024). وفي عام 2019، طورت الدار آلية مزدوجة التردد تحتوي على اثنين من المذبذبات، والتي قُدمت في عيار 3160 QP. يتيح هذا النظام التبديل بين المذبذب ذو التردد 5 هرتز (وضع التشغيل النشط) والمذبذب ذو التردد 1.2 هرتز (وضع الاستعداد)، مما يُمدد احتياطي الطاقة ليصل إلى 65 يومًا.
في سعيها الدؤوب لتحقيق التميز، تُعتبر دقة قياس الوقت شرطًا أساسيًا في جميع إبداعات ڤاشرون كونستنتان – سواء في الحركات البسيطة التي تعرض الوقت فقط أو الساعات الأكثر تعقيدًا، مثل ساعة "لي كابينوتييه سيليستيا أسترونوميكل غراند كومبليكيشن 3600)، التي تتناغم مع الوقت المدني، الشمسي، والنجمي. يجسد شعار الدار المالطي هذا الالتزام بالدقة، حيث أصبح رمزًا للدار منذ عام 1880. استُوحي هذا الشعار من شكل مكون في الحركات الأولى، يعمل على تحسين القوة المستمرة للنابض الرئيسي.
في القرن التاسع عشر، كانت الكرونومترات البحرية رمزًا للتقدم العلمي، ومع نمو مسابقات قياس الكرونومتر – خاصة في جنيف منذ عام 1872 – برزت ڤاشرون كونستنتان في هذا المجال. في عام 1869، قدمت الدار كرونومتر جيب مزودًا بعلبة من الذهب الأصفر من نوع "الصياد" وميناء من المينا الأبيض، مع منظم يعتمد على ميزان انفلات عالي الدقة. وفي عام 1947، حققت ساعة جيب من ڤاشرون كونستنتان إنجازًا بارزًا في مرصد جنيف، حيث خضعت لاختبار استمر 44 يومًا في المسابقة وسجلت انحرافًا يوميًا متوسطًا قدره جزءان من المئة من الثانية فقط.
في عام 1907، كشفت ڤاشرون كونستنتان عن ساعة "كرونوميتر رويال"، التي صُممت كساعة متينة وتقنية للغاية، توفر مستوى استثنائيًا من الدقة والموثوقية. وفي عام 2007، تم الاحتفال بالذكرى المئوية لهذه الساعة بإصدار خاص يحمل ختم جنيف وشهادة كرونومتر مصدقة من الهيئة السويسرية الرسمية لمعايرة الكرونومترات، كما اجتاز بنجاح اختبارًا صارمًا لمدة 30 يومًا أجرته الدار.
لم تكتفِ ڤاشرون كونستنتان بإتقان التعقيدات الساعاتية، بل تجاوزت ذلك من خلال دمجها في حركات شديدة التعقيد. خلال النصف الأول من القرن العشرين، ووفقًا للتقاليد العريقة، تم تصميم العديد من الساعات الخاصة والمعقدة بناءً على طلب كبار هواة جمع الساعات المرموقين أو كهدايا لحكام الدول. ففي عام 1929، أُهدي الملك فؤاد الأول، ملك مصر، ساعة جيب شديدة التعقيد بزخارف رائعة على علبة من الذهب الأصفر، من قِبل الجالية السويسرية المقيمة في مصر. في عام 1946، كلفت الحكومة السويسرية بصنع ساعة جيب موسيقية من الذهب الأصفر عيار 18 كهدية للملك فاروق الأول، ابن الملك فؤاد. تجمع هذه الساعة بين وظيفة مكرر الدقائق، نظامي غراند وبوتيت سونري، كرونوغراف مع عقرب الثواني المنقسم، تقويم دائم، عرض مراحل وأعمار القمر، منبه و مؤشرين لاحتياطي الطاقة.
270 عامًا من الإتقان الجمالي والإبداع الجريء
منذ تأسيسها، كانت ڤاشرون كونستنتان تتميز بسعيها المستمر لإتقان الهندسة الميكانيكية المعقدة، مع الحفاظ على ارتباط وثيق بالسعي نحو الجمال وصقل الحرفية الفنية. هذا النهج يشمل كلاً من التصميم الخارجي للساعات والآليات الداخلية.
كل جزء من الحركة يتم تشطيبه يدويًا، حتى الأجزاء التي تبقى مخفية بعد تجميع الساعة. تحمل العديد من العيارات ختم جنيف (Poinçon de Genève)، الذي يُمنح فقط للساعات المصنوعة في جنيف، وهو شهادة على أعلى مستويات الزخرفة والتشطيب اليدوي. تشمل تقنيات الزخرفة المستخدمة: النقش الحلزوني (Perlage)، الخطوط الجنيفية (Côtes de Genève)، الشطف، التلميع بالمرايا، والنقش. فن النحت المكشوف الذي ينطوي على إزالة المعدن لتكوين هيكل رقيق، يتيح استكشاف تفاصيل العيار بعمق، ويُعتبر أكثر أشكال هذا الفن تطورًا ودقة عند تطبيقه على الحركات فائقة الرقة.
في قسم "لي كابينوتييه"، الذي يختص بإبتكار إصدارات فريدة من نوعها، تمتلك ڤاشرون كونستنتان ورشًا مخصصة للحرف الفنية "ميتييه دار". في هذه الورش، يتقن الحرفيون فنون النقش، وترصيع الأحجار، والتزيين بالمينا، والنقش المحفور "غيوشيه"، وغيرها من الحرف التي ترتقي بالساعات لتصبح أعمالًا فنية مصغرة، مستوحاة من فلسفة تمتد إلى أصول الدار.
أحد أقدم الأمثلة على هذا النهج هي ساعة من عام 1812 بآلية مكرر أرباع الساعات، تتميز بميناء مطلي بالمينا وغطاء خلفي محفور بأسلوب "غيوشيه"، ما يُبرز إتقان الدار التقني وحسها الفني.
وفي عام 1943، قدمت ڤاشرون كونستنتان المرجع 4261، ساعة تكرار الدقائق بحركة فائقة الرقة بسمك 3.2 مم فقط، وهو إنجاز غير مسبوق. يجمع هذا الابتكار بين دقة تقنية استثنائية وأناقة فريدة. يبلغ قطر العلبة 36 مم وسمكها 5.25 مم فقط، مع حافة مزدوجة وأطراف عروات على شكل دمعة، بينما يتميز الميناء بتصميم محكم بنمط الدوائر المتراكزة، مع علامات الساعات من رؤوس سهام والأرقام الرومانية المطبقة بعناية.
اليوم، ومع انفتاح الدار على ثقافات العالم (من خلال شراكاتها مع مؤسسات عالمية رائدة مثل متحف اللوفر في باريس، ومتحف المتروبوليتان في نيويورك، والمعهد التعليمي لمتحف القصر في بكين)، تمكنت ورش "ميتييه دار" من ابتكار قطع تجمع بين التفرد والجمال. ومن أبرز هذه الإبداعات: مجموعة "ميتييه دار- تحية إلى الحضارات العظيمة (2022)، ومجموعة "ميتييه دار كوبرنيكوس سيليستيال سفيرز (2017) ، التي تمزج بين التعقيدات التقنية وأشكال عرض الوقت المبتكرة، لتجسد انسجامًا مذهلًا بين الميكانيكا والفن.
على مدى تاريخها الطويل، اقترنت حرفية ڤاشرون كونستنتان العالية بروح إبداعية متميزة، مما أسهم في تشكيل أسلوب فريد يجمع بين الحداثة والإلهام مع الحفاظ على أناقة كلاسيكية عابرة للزمن.
في عشرينيات القرن العشرين، ومع تفضيل الرجال للساعات اليدوية على ساعات الجيب، أطلقت ڤاشرون كونستنتان ساعة "أميركان 1921"، وهي ساعة متطورة تحمل اسم سنة إصدارها والسوق الذي صُممت له بسرية تامة. عكست هذه الساعة روح العشرينيات النابضة بالحياة، وصُممت خصيصًا لتناسب احتياجات السائقين، حيث تميزت بعلبة مربعة الشكل مائلة بزاوية 45 درجة وتاج عند الساعة الواحدة، ما يسمح بمشاهدة الوقت بسهولة دون الحاجة إلى رفع اليد عن عجلة القيادة.
وفي يونيو 1972، حصلت ڤاشرون كونستنتان على شهادة "Diplôme du Prestige de la France" من الحكومة الفرنسية، لتصبح أول دار ساعات تحصل على هذا التقدير النادر. وللاحتفال بهذا الإنجاز، أطلقت الدار ساعة يد جديدة تتميز بحركة بيضاوية داخل علبة غير متناظرة ذات تصميم رباعي منحني – مما يعكس الجرأة الجمالية التي كانت سمة مميزة للسبعينيات.
منذ تصنيع أول ساعة نسائية من قبل الدار في عام 1889، كان سعي ڤاشرون كونستنتان الدائم نحو الابتكار والإبداع في صناعة الساعات يقودها للاهتمام بشكل خاص بساعات المجوهرات الراقية. في عام 1916، تم ابتكار نسخة منحنية من حركة الباغيت لساعة يد نسائية اقتناها مهراجا باتيالا، السير بوبيندر سينغ. صُنعت الساعة من البلاتين والماس، وتتميز علبتها المفتوحة بالنقش والحفر، مما يتيح رؤية جانبية للوقت. وفي عام 1979، مثلت ساعة "كاليستا" قمة الإبداع في صناعة ساعات المجوهرات الراقية. نُحتت الساعة من سبيكة ذهبية تزن كيلوغرامًا واحدًا، وزُينت بـ118 ماسة بإجمالي 130 قيراطًا، واستغرقت صناعتها 6,000 ساعة عمل.
وفي عام 1994، استكشفت ڤاشرون كونستنتان أسلوبًا فنيًا مختلفًا تمامًا بإصدارها ساعة "ميركاتور"، تكريمًا للذكرى الـ400 لوفاة رسام الخرائط الفلمنكي من عصر النهضة، غيرهارد كريمر، المعروف بـ"ميركاتور". يتميز ميناء الساعة بنقش مينا متعدد الألوان بأسلوب "شامبلوفيه" يمثل إحدى خرائطه النصف كروية، فيما تحتوي الحركة على عرض للوقت عبر العقارب ثنائية الرجوع (الساعات والدقائق).
تعد هذه الأنماط من عرض الوقت، بما في ذلك الساعات القافزة والعقارب التراجعية، توقيعًا مميزًا لدار ڤاشرون كونستنتان حيث تجمع بين أسلوب بصري آسر وميكانيكا متطورة للغاية.
الاحتفال بالذكرى السنوية من خلال ساعات استثنائية
في عام 1955، وبمناسبة الذكرى المئوية الثانية لتأسيسها، قدمت ڤاشرون كونستنتان سلسلة من الساعات التي كانت الأرقّ على الإطلاق في ذلك الوقت، مما يجسد مزيجًا فريدًا من الأناقة الجمالية والبراعة التقنية. تضمنت هذه الساعات ثلاث طرازات مزودة بعيار 1003، وهي حركة ميكانيكية يدوية بسمك لا يتجاوز 1.64 مم – أي بنفس سماكة عملة سويسرية من فئة 20 سنتيمًا – وتحمل ختم جنيف Poinçon de Genève كدليل على التشطيب اليدوي الفائق لمكوناتها.
كما قدمت الدار إصدارًا محدودًا من المرجع 6068. يتميز ميناؤه بشعار الدار المالطي، في حين أن العروات الأربع لعلبته المصنوعة من الذهب الأصفر عيار 18 قيراطًا تُشكل معًا نفس شكل الشعار المتقاطع.
ومنذ التسعينيات، تحتفل ڤاشرون كونستنتان بكل عقد جديد من تاريخها من خلال تقديم ساعات تجسد بشكل مثالي الخبرة التي طورتها الدار منذ عام 1755.
في عام 1995، احتفالًا بالذكرى السنوية الـ240 لتأسيسها، قدمت ڤاشرون كونستنتان فلسفتها في تحقيق التوازن بين البراعة التقنية والرقي الجمالي. تضمنت الساعة حركة كاليبر 1127، في علبة رفيعة على شكل "برميل"مع عروات متحركة، وتتميز بمؤشر احتياطي الطاقة مع عرض التاريخ والثواني الصغيرة.
وفي عام 2005، احتفالًا بالذكرى الـ250، كشفت الدار عن ساعة "تور دو ليل"، التي تضمنت حركة كاليبر 2750 بـ16 تعقيدًا موزعة على وجهين، مما جعلها أكثر ساعة يد معقدة يتم إنتاجها على نطاق واسع. وفي العام ذاته، قدمت الدار ابتكارات بارزة، منها ساعة "سان جيرفيه" التي حققت رقمًا قياسيًا باحتياطي طاقة يبلغ 250 ساعة باستخدام أربع أسطوانات، وساعة "جوبيلي 1755" التي جسدت الأناقة البسيطة، ومجموعة "ميتييه دار الفصول الأربعة" وساعة "ليسبري دي كابينوتييه" الفريدة، وهي ساعة سرية مخفية داخل كرة من الذهب الوردي ذات ثماني بتلات.
بعد عقد من الزمن، وبمناسبة الذكرى السنوية الـ260، كشفت ڤاشرون كونستنتان عن مجموعة "هارموني" الجديدة التي تضم طرازات مخصصة للرجال والنساء داخل علبة على شكل وسادة. ومن بين إصدارات المجموعة، برزت ساعة "هارموني ألترا-ثن غراند كومبليكيشن كرونوغراف" بعلبة بسماكة 8.40 مم، والتي حققت رقمًا قياسيًا عالميًا جديدًا بفضل حركة كاليبر 3500 ذاتية التعبئة، المكونة من 459 جزءًا، وبسمك لا يتجاوز 5.20 مم فقط.
وكانت القطعة الرئيسية للاحتفال بهذه الذكرى هي ساعة الجيب "لي كابينوتييه مرجع 57260" التي تضمنت 57 تعقيدًا، من بينها أول تقويم عبري دائم. هذا الرقم القياسي، الذي تطلب تطويره وصنعه 8 سنوات من العمل، تم كسره في عام 2024 بفضل ساعة "لي كابينوتييه ذي بركلي غراند كومبليكيشن" التي تضمنت 63 تعقيدًا ميكانيكيًا، وكانت ثمرة 11 عامًا من الجهد المتواصل.
"هيستوريك 222" الفولاذية، تحفة جديدة تعيد تعريف الجرأة والإبداع
للاحتفال بمرور 270 عامًا من الشغف والمثابرة والسعي نحو التميز في صناعة الساعات، تقدم ڤاشرون كونستنتان أولى ساعاتها التي تحتفي بهذا العام المميز: ساعة هيستوريك 222 المصنوعة من الفولاذ.
هذا الطراز يستعيد إبداعًا أسطوريًا تم الكشف عنه لأول مرة في عام 1977 بمناسبة الذكرى الـ222 لتأسيس الدار. صمم الساعة يورغ هايسك، وجاء تصميمها خروجًا جذريًا عن تقاليد ساعات الرياضة في ذلك الوقت، التي كانت تركز أساسًا على نماذج مخصصة للطيارين والغواصين والمستكشفين. عكست الساعة توجهًا ثقافيًا جديدًا يدمج بين الطابع الرسمي والطابع الرياضي.
إلى جانب كسر القواعد التقليدية لساعات الرياضة، كان تصميم 222 تجسيدًا مثاليًا لأسلوب السبعينيات، وأدخل توقيعًا جماليًا جديدًا إلى إرث ڤاشرون كونستنتان.
تتميز علبة الساعة بسوار متكامل، وتتميز بتصميم عملي مع سطح مسطح، يعلوه إطار مزخرف بارز ومختوم بشعار مالطي عند الساعة الخامسة. كانت العلبة أحادية الكتلة، التي تتطلب تركيب الحركة من الأعلى، مقاومة للماء حتى عمق 120 مترًا بفضل إطارها اللولبي. كما تتميز ساعة 222، التي تعرض الساعات والدقائق والتاريخ، بنحافة مثالية تبلغ 7 مم فقط، بفضل عيار 1120 فائق الرقة؛ حيث يبلغ قياسها 3.05 مم فقط، وهي أنحف حركة أوتوماتيكية كاملة الدوار في العالم. وبتوازن هذه الأناقة البصرية، تنقل العقارب وعلامات الساعات البسيطة على شكل عصا، والروابط المركزية السداسية الكبيرة للسوار انطباعًا بالصلابة والحداثة الواثقة.
في عام 2025، تقدم ڤاشرون كونستنتان إصدارًا جديدًا من الطراز الأول 222 - الملقب بـ "جامبو" من قبل هواة الجمع والذي يتميز بميناء أزرق محاط بعلبة فولاذية مقاس 37 مم. يستفيد الإصدار الجديد من العديد من التحسينات التقنية. تم إعادة تصميم مفاصل السوار - الذي تم تثبيته الآن بمشبك ثلاثي الشفرات بدلاً من مشبك مزدوج الشفرات - لإخفاء الدبابيس المرئية وتحسين بيئة العمل. تم تجهيز خلفية العلبة التي تحمل توقيعًا يمثل الذكرى السنوية الـ 270 لدار ڤاشرون كونستنتان، بزجاج شفاف من السافير للكشف عن كاليبر 2455/2 المصنوع داخل مصانع الدار. بقطر أصغر قليلاً من سابقتها، لا تزال الساعة بسمك مذهل يبلغ 3.6 مم فقط. يتميز الوزن المتأرجح لهذه الحركة عالية الدقة بنقش شعار 222 الأصلي، ومزين بنمط مخدد يذكّر بتصميم الإطار.
وبفضل تردد يبلغ 4 هرتز (28,800 ذبذبة في الساعة) مقارنة بـ 2.75 هرتز في الطراز الأصلي، تقدم الحركة دقة محسّنة وتوفر احتياطي طاقة يصل إلى 40 ساعة.
على الميناء، تم نقل نافذة التاريخ نحو المركز بحيث لم تعد تتعدى على مسار الدقائق. الخط القديم لنقش "AUTOMATIC" وطلاء Super-LumiNova® للعقارب وعلامات الساعات (أبيض عاجي نهارًا وأخضر ليموني ليلاً) هو إشارة إلى لون التريتيوم المستخدم في الساعات التاريخية. يُظهر التشطيب مدى العناية الفائقة التي توليها ڤاشرون كونستنتان للتفاصيل، مع دمج تقنيات الساتان العمودي والتلميع على مكونات مثل التاج، السوار، والإطار، مما يمنح الساعة تأثيرات ضوئية مذهلة.
مثل جميع الطرازات في مجموعة "هيستوريك" من ڤاشرون كونستنتان ، كانت الساعة 222 بمثابة نقطة مهمة في تاريخ الدار. مع الحفاظ على التصميم المميز والطابع الكلاسيكي للطراز الأصلي، يأتي الإصدار الجديد لعام 2025 من الفولاذ بتصميم عصري بالكامل، يجسد قيم الدار الأساسية من خلال أناقة متطورة، وإحساس بالراحة العفوية، والتزام لا يتزعزع بالسعي نحو التميز.