
ساعات بياجيه تتألق في معرض الساعات والعجائب 2025: إبداع يجمع بين الفخامة والابتكار
منذ أكثر من قرن ونصف تحوّلت بياجيه من ورشة عائلية صغيرة في جبال جورا السويسرية إلى واحدة من أكثر دور الساعات والمجوهرات تميزًا في العالم، وتأسست عام 1874 على يد جورج-إدوار بياجيه وانطلقت برؤية تتجاوز حدود الدقة التقنية إلى ابتكار تعبير جمالي فريد للزمن، ومع احتفالها بمرور 150 عامًا في عام 2024، تواصل بياجيه التزامها بالابداع، فالزمن عند بياجيه ليس مجرد قياس رقمي بل هو عنصر يتخذ شكلاً فنيًا يعكس روح اللحظة، وهذه الفلسفة تُترجم إلى تصاميم تحتفي بالجرأة والإبداع والأناقة المطلقة.

التصميم كلغة عبر الأجيال
بياجيه مزجت بين التفوق الميكانيكي والانفتاح الفني وابتكرت ساعات رفيعة بحركات مثل 9P (1957) و12P (1960)، قبل أن تدخل عوالم أكثر طموحًا في أواخر الستينيات، حين أرسلت مصمميها إلى عروض الأزياء في باريس لاستلهام أفكار غير مألوفة لعالم الساعات، والنتيجة كانت ساعات تتحوّل إلى حلي فنية تُرتدى كعقود أو أساور وتتزين بالأحجار الزخرفية وتحتفي بالتفرّد، كما في مجموعة "القرن الحادي والعشرين" التي أطلقها المصمم جان-كلود غيت.

وفالنتان بياجيه حفيد المؤسس لعب دوراً محورياً في تطوير أسلوب الدار، حيث أرسل مصمميه إلى عروض باريس وعادوا محمّلين بالأفكار لتصبح مجموعة "القرن الحادي والعشرين" تتويجاً لهذا الانفتاح الفني، ولاحقًا تولّى إيف بياجيه دفع هذا النهج قدماً، وأضاف لمسة أكثر حيوية وجمالاً.

وفي عام 2025 وبمناسبة معرض Watches and Wondersتواصل الدار هذا المسار عبر إعادة إطلاق تصاميم جريئة مثل ساعات السوتوار وساعات " Hidden Treasures " المرصّعة بالفيروز وعين النمر والياقوت، وتلك القطع تحوّل الوقت إلى تجربة حسية، حيث الشكل والتقنية يتحولان إلى فن نابض بالحياة.
فن تحويل الوقت إلى تعبير إبداعي

لطالما ربطت بياجيه بين الزمن والشكل، حيث أصبحت الساعات والمجوهرات أكثر من أدوات وظيفية، بل قطعاً فنية تعبّر عن ذوق وهوية، ومن خلال مزج الجرأة بالحرفية استطاعت أن تطوّر لغة تصميمية فريدة تنتقل من جيل إلى آخر.
وعام 2025 يشهد استمرار هذا التراث من خلال إصدارات جديدة تستلهم من ماضي الدار بروح معاصرة، مثل ساعة "بياجيه بولو 79" المعاد تقديمها بالذهب الأبيض، وساعة "رينبو أورا" التي تحتفي بمهارة ترصيع الأحجار الكريمة.
1969: انطلاقة إبداعية

شكّل عام 1969 نقطة تحوّل إذ بدأت بياجيه تخرج عن المألوف في تصميم الساعات مستلهمةً من عروض الأزياء الباريسية، وابتكرت تصاميم تدمج بين الساعات والعقود وركّزت على الشكل الجمالي بدلاً من الوظيفة فقط، وولدت مجموعة "القرن الحادي والعشرين" كأيقونة تعبّر عن زمنها، وتظهر فيها الأحجار الملوّنة والأشكال غير المتناسقة تحت إشراف المصمم جان-كلود غيت.
في 2025 تعود هذه الروح من خلال ساعات سوتوار جديدة مرصعة بالفيروز وعين النمر والياقوت، بالإضافة إلى تصاميم غير متناظرة تعكس الطبيعة، وتعتمد هذه القطع على حِرفية عالية تُبرز التقنية كوسيلة لخدمة الفن.
1979: بياجيه بولو تعريف جديد للأناقة

جاء إطلاق ساعة "بياجيه بولو" عام 1979 ليشكّل تحوّلًا جذريًا في الدار، فهي أول ساعة من بياجيه تُطلق باسم، وصممت كوحدة واحدة من الذهب بدمج انسيابي بين العلبة والسوار، وقدّمت هذه الساعة مفهوماً جديداً للأناقة الرياضية وجذبت أنظار النجوم والمشاهير، وفي 2024 أُعيد إصدارها بتصميم أكبر وبذهب أبيض نادر لتجسّد التناغم بين الكلاسيكية والعصرية.
1989: ساعة Rainbow Aura انسجام الضوء والشكل

أعادت بياجيه التأكيد على مهارتها الفنية من خلال طراز "أورا" عام 1989، الذي جمع بين الرقي والبساطة، وزُيّن بماسات مرصوفة بإتقان فوق بنية متكاملة ما جعله يُمثّل ذروة الجمع بين التقنية والفن، وفي 2025 يعود المفهوم من خلال إصدار "رينبو أورا" المرصعة بأحجار ملوّنة بتدرّجات قوس قزح، مما يعكس طيفاً بصرياً مدهشاً يوحي بالحركة والضوء، ويحوّل الساعة إلى قطعة مجوهرات حالمة.
ساعة Sixtie لقاء بين الحرفية والحداثة

تُجسّد ساعة Sixtie الجديدة فلسفة الدار في تحدي الأشكال النمطية فهي مستوحاة من تصاميم الستينيات وتتخذ شكلًا شبه منحرف جريء، وتصميمها يمزج بين الحداثة والكلاسيكية مستعيداً روح الابتكار التي ميّزت العقود الماضية.
واستمدت بياجيه الكثير من تصاميمها من الحقبة التي تميزت بالتحولات الثقافية حيث لعب الشكل غير التقليدي دوراً بارزاً، فتأثرت بمجالات متعددة مثل فن البوب وفن الأوبتيكال وحتى الموضة مع مصممين مثل ماري كوانت وأندريه كوراج، حيث برزت القصّات شبه المنحرفة كرمز للتحرر والحداثة.

في تصميم ساعة Sixtie يعاد تخيّل الشكل شبه المنحرف بأسلوب يوحي بالحركة والانسيابية، وخطوطها تحاكي ساعات بياجيه التاريخية مثل Beta 21، بينما يستحضر سوارها أناقة الأربعينيات والستينيات، ويجمع التصميم بين الكلاسيكية والحداثة وبين الصلابة والنعومة ليعبّر عن تنوّع المجتمعات وتعدّد الهويات.
وتأتي الساعة بإصدارات متعددة تشمل الفولاذ والذهب الوردي والمزيج بين الاثنين، لتُجسّد رؤية بياجيه في الاحتفاء بالاختلاف والتعبير الشخصي.
تشكيلات عبر العقود

منذ الستينيات واصلت الدار تقديم تصاميم بزوايا متعدّدة، مثل الساعات المثمّنة والمربعة والمستطيلة، كما قدّمت طراز "15102" الذي اقتناه آندي وارهول وساعة "لايملايت غالا" التي قدّمت تناغماً بصرياً بين الانسيابية والوضوح التصميمي.
أما في 2024 فأطلقت بياجيه مجموعة المجوهرات الفاخرة "Essence of Extraleganza"، والتي تعبّر عن توازن بين التقنية الدقيقة والطابع الحالم باستخدام أحجار الزمرد والباغيت بأناقة فائقة.