
أسما إبراهيم لـ "هي": المجوهرات ليست زينة فقط…بل استثمار في الجمال والتراث
بأسلوب يجمع بين القوة والرقي، وبصوت إعلامي حاضر في وجدان المشاهدين، استطاعت أسما إبراهيم أن تفرض حضورها كإحدى أبرز الإعلاميات في مصر والوطن العربي. في كل موسم رمضاني، تفتح أبواب برنامجها الحواري الشهير "حبر سري" لتكشف النقاب عن خبايا الشخصيات العامة والفنية بأسلوب جريء وأنيق في آنٍ معًا.

لكن بعيدًا عن الكاميرا، تتميّز أسما أيضًا بذوق لافت في اختيار إطلالاتها، سواء من حيث الأزياء أو المجوهرات، إذ نجحت في خلق أسلوب خاص بها، يوازن بين العصرية والفخامة، وبين الجرأة والذوق الرفيع.
أسلوبها في تنسيق الإطلالات يعكس شخصية ناضجة وواعية، تعرف تمامًا ما يناسبها وما يليق بطبيعة كل مناسبة. أحيانًا تميل إلى الإطلالات التي تعكس صيحة الفخامة الهادئة من خلال أزياء بسيطة ومجوهرات ناعمة، وأحيانًا أخرى تختار فساتين مطرّزة وفاخرة، تُكمّلها بقطع لافتة من أبرز دور المجوهرات العالمية.
وفي هذه المقابلة الخاصة مع "هي"، تفتح أسما إبراهيم قلبها لتحدثنا عن علاقتها بالمجوهرات، وكيف تغير أسلوبها في تنسيق واختيار التصاميم، ودور المجوهرات في التعبير عن هويتها.

كيف تطوّر ذوقك في اختيار المجوهرات عبر السنوات، وهل تعتقدين أن هذا التغيّر يعكس مراحل مختلفة في شخصيتك؟
بطبيعتي أحب مواكبة الموضة سواء في الأزياء أو المجوهرات. عالم الموضة يتطور باستمرار، ومن المهم بالنسبة لي أن أكون على اطّلاع دائم بكل جديد. لكن في الوقت نفسه، لا أتبع الصيحات بمبالغة كبيرة، بل أختار منها ما يتناسب مع شخصيتي وذوقي الخاص. فأنا لا أركض خلف كل جديد، بل أبحث عن التوازن بين الحداثة وما يعكس هويتي الحقيقية. ومع مرور الوقت، أصبح اختياري للمجوهرات أكثر نضجاً، صرت أميل للقطع التي تحكي قصة وتشبهني أكثر من تلك التي تعتمد فقط على الإبهار اللحظي.

ما الذي يلفتك أكثر عند اختيارك لقطع المجوهرات؟
أكثر ما يلفتني هو الحرفية والدقة في التصميم. تعجبني القطع التي يظهر فيها مجهود واضح، وتكون فريدة من نوعها. ليس بالضرورة أن تكون كبيرة أو لامعة، أحياناً البساطة الممزوجة بفكرة ذكية ولمسة فنية تسرق انتباهي. كما أنني أعشق المجوهرات القديمة، لأنها تحمل عبق التاريخ وقيمة لا تقدّر بثمن.
هل تستعينين بستايلست في اختيار إطلالاتك ومجوهراتك؟
نعم بالتأكيد، أتعاون منذ سنوات مع الستايلست إيهاب العادلي، وهو ليس فقط خبيراً في مجاله بل أيضاً صديق مقرب. نعمل معاً بشكل دائم لاختيار الإطلالات التي تناسب طبيعة الحدث، سواء في برنامج "حبر سري" أو في المناسبات المختلفة. بالنسبة لي، المجوهرات يجب أن تُكمل الإطلالة لا أن تطغى عليها. السرّ يكمن في التناسق.

ما الذي تضيفه المجوهرات لإطلالتك؟
المجوهرات بالنسبة لي ليست مجرد زينة، بل تعبير عن الشخصية. أحب أن أشعر بأن القطعة التي أرتديها تشبهني وتعكس ذوقي وهويتي. حتى وإن كانت قطعة جميلة، إذا لم تكن متوافقة مع روحي، لا أرتديها. لا أتأثر بالترندات، بل أختار ما يليق بي ويشعرني بالراحة والثقة.
اعتبرها نوع من الاستثمار، فبعض القطع تزداد قيمتها بمرور الوقت، خاصة النادرة والمصنوعة بحرفية عالية. أراها استثماراً في الجمال والتراث، ووسيلة لرواية القصص عبر التصميم.

وماذا عن إطلالاتك المستقبلية؟ هل هناك جديد تحضّرين له في عالم الموضة؟
بمناسبة الموضة والأزياء، فأنا فعلاً أحضّر لمفاجأة كبيرة ستكون مختلفة بشكل كبير عن أي شيء سبق وقدمته. سأعلن عنها قريباً، وأعد المتابعين بأنها ستكون نقلة نوعية من حيث الفكرة والتنفيذ والستايل. خليها مفاجأة، لكن أقدر أقول إنها حلم قديم بدأ يتحقق.
كيف تنظرين إلى مكانة المجوهرات العربية، وخاصة المصرية، في عالم الموضة العالمي اليوم؟
أنا مؤمنة تماماً بأن المجوهرات العربية تحمل هوية فريدة لا تشبه أي مدرسة أخرى في التصميم. فيها عمق ثقافي وروحي، وفيها سرد لتاريخ طويل من الحرفية والإبداع. أما المجوهرات المصرية، فهي بالنسبة لي كنز حقيقي. فيها أصالة لا تنتهي، سواء في تصاميم مستوحاة من الفراعنة أو حتى تلك الحديثة التي تمزج بين التراث والابتكار. وأشعر بفخر كبير حين أرى مصممين مصريين يبدعون عالمياً وينافسون بجمال أفكارهم وأناقة تنفيذهم.