
فان كليف أند آربلز وتشكيل عقد من الإبداع والابتكار يحتفى به في قلب دبي
في عالم المجوهرات والتصميم الراقي تتألق بعض الشراكات كنجوم ثابتة في سماء الإبداع، وتروي قصصًا ملهمة عن الشغف والحرفية، وواحدة من هذه القصص تتجسد في التعاون الطويل بين دار فان كليف أند آربلز ومركز تشكيل في دبي، حيث يحتفيان هذا العام بمرور عقدٍ كاملٍ على تأسيس جائزة المصمّم الناشئ..المبادرة التي باتت منصة محورية لاكتشاف ورعاية المواهب الواعدة في المنطقة.
ومن قلب ند الشبا ينبض معرض خاص يُجسّد رحلة عشر سنوات من الابتكار والتجريب، مستعرضًا أعمال مصممين شباب أعادوا تعريف مفهوم التصميم الوظيفي المستوحى من التراث المحلي بروح عصرية، وعبر هذا المعرض لا يتم فقط استعراض إبداعات مبهرة، بل يُفتح أيضًا حوار حقيقي بين الأجيال يجمع بين ماضي المنطقة ومستقبلها في لوحة فنية تنبض بالحياة.
ونقدم اليوم دعوة لاكتشاف تفاصيل هذا الاحتفاء الاستثنائي من قصص المصممين وأعمالهم المبدعة، إلى رؤية الدار العريقة ومركز تشكيل في دعم المشهد الإبداعي الإقليمي.
فان كليف أند آربلز وتشكيل، عقدٌ من الإبداع يحتفى به في دبي

في قلب المشهد الإبداعي بدبي تتألق دار فان كليف أند آربلز بالتعاون مع مركز تشكيل عبر احتفالية خاصة بمرور عشر سنوات على تأسيس جائزة المصمّم الناشئ، يأتي هذا الحدث الفريد في مركز تشكيل ند الشبا الذي خضع مؤخرًا لعملية تجديد شاملة، ليقدم لعشاق الفن والتصميم معرضًا يحتفي بالإبداع المحلي ويُبرز مواهب واعدة من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين وعُمان وقطر والكويت.
وتعود بداية حكاية هذه الجائزة إلى عام 2013 حين أطلقت دار فان كليف أند آربلز مبادرتها الطموحة لرعاية المواهب الصاعدة، حيث تدعو المصممين الناشئين سنويًا إلى تقديم مقترحات لمشاريع وظيفية تتمحور حول موضوع متجدد، وبينما تغيرت الموضوعات على مدار السنوات ظل الجوهر ثابتًا: تمكين الإبداع ودعمه.
وقد أثمرت هذه المسيرة عن تتويج عشرة فائزين بالإضافة إلى تكريم العديد من المتأهلين للنهائيات، والذين قدم كل منهم رؤية فريدة للحياة عبر مواد محلية الصنع وحرفية غنية بالابتكار.
معرض استثنائي في تشكيل

يحظى الفائزون والمتأهلون النهائيون في كل دورة بفرصة لا تعوض، حيث يمكنهم المشاركة في دورة تدريبية مكثفة تستمر خمسة أيام في ليكول مدرسة فنون صياغة المجوهرات التابعة للدار في دبي، كما يحظى الفائز بالجائزة الكبرى بتجربة غامرة في باريس تستمر خمسة أيام ينهل خلالها من خبرات العاصمة الفرنسية في مجالات الحرفية الرفيعة والتصميم.
ويجدر بالذكر أن ليكول التي تأسست بمبادرة من دار فان كليف أند آربلز، تكرّس جهودها لنقل التراث الثقافي لفن صياغة المجوهرات إلى أجيال جديدة، حيث تقدم برامج تعليمية متخصصة تُعمق الفهم بفنون الصياغة وتسلط الضوء على تاريخها العريق، ومن هنا يتجلى دور ليكول كركيزة أساسية تدعم طموحات الدار في نشر ثقافة المجوهرات على نطاق عالمي.
وفي الدورة الأخيرة من الجائزة اجتمع عدد من أبرز الأسماء في عالم التصميم ضمن لجنة التحكيم مثل المصمّم الإماراتي عبدالله الملا، والمصمّمة ألين أسمر دامان المقيمة في باريس، ورنا بيروتي المؤسسة الشريكة لأسبوع عمّان للتصميم، ورائدة التصميم شيخة السليطي من قطر إلى جانب طالب شودري، رئيس المحتوى التحريري لمجلة أركيتكتشر دايجست الشرق الأوسط، وقد أسهمت خبراتهم المتنوعة في رسم لوحة زاخرة برؤى ملهمة وإثراء المشهد التصميمي في المنطقة.
رياح مُلهمة وتجسيد معاصر للتراث

يشكل المعرض منصة متميزة لتسليط الضوء على الفائزة بجائزة العام 2024 هاجر الطنيجي، التي قدمت قطعة استثنائية بعنوان "السفينة الورقية الشراعية"، واستوحت الطنيجي عملها من موضوع "رياح مُلهمة" فجاءت القطعة احتفاءً بالدور التاريخي للرياح في رحلات الغوص بحثًا عن اللؤلؤ، وفي توجيه السفن التقليدية مثل الدهو، ويعكس التصميم حسًا فنيًا مرهفًا يمزج بين رمزية التراث ورؤية معاصرة تُلهِم الأجيال الشابة للتواصل مع ماضيهم باستخدام وسائل مستدامة وإبداعية.

وعلى مدى سبعة أسابيع يقدم المعرض لزواره تجربة غامرة في عالم التصميم، حيث يمكنهم استكشاف عقدٍ من التميز والحرفية المتقنة، كما يتيح المعرض فرصة لاستكشاف مشاريع المتأهلين النهائيين للعام ذاته، في عرض غني بالتنوّع والابتكار، ومن هذه المشاريع:

منضدة "يحملها النسيم" من توقيع لميس يحيى، وهي قطعة فنية مبهرة استُلهمت من همسات الرياح التي تنحت ملامح الطبيعة، وتتميز المنضدة بخطوط انسيابية وملمس عضوي يستعيد جمال عملية التآكل الطبيعي، وقد صُنعت من خشب مستصلح ليُعبر عن انسجام التصميم مع الطبيعة.

وثريا "لا بداية" لخالد الكثير، وهي عمل نحتي يستلهم الطاقة التحولية للرياح، إذ صاغ الفنان الثريا يدويًا باستخدام الفلين والرمل المعاد تدويره، وجاء التصميم ليحاكي تأثير الرياح على الصخور الطبيعية، مستعيدًا مناظر طبيعية آسرة من قلب الأرض.
احتفاء بالشراكة والإبداع

وقد جسدت الجائزة خلال عشر سنوات التزام الدار بدعم الإبداع والحرفية في المنطقة، فكل دورة من الجائزة أفرزت مواهب استثنائية أعادت تعريف حدود الابتكار وفن سرد القصص عبر التصميم، كما أن المعرض يعكس شراكة استثنائية جمعت تشكيل ودار فان كليف أند آربلز على مدى عقدٍ من الزمن، وهي شراكة ارتكزت على شغف مشترك بالتميز الفني، وأسهمت بقوة في دفع عجلة الابتكار في التصميم المستدام المتصل بالتراث والطبيعة، وتتجه الأنظار نحو النسخة الحادية عشرة من الجائزة التي ستدور حول موضوع شاعري جديد وهو "قصائد الشعر المزهرة"، واعدةً بمزيد من الإلهام والإبداع.
تشكيل و فان كليف أند آربلز حاضنة الإبداع الفني

ويشكّل مركز تشكيل الذي تأسس في دبي عام 2008 بمبادرة من الشيخة لطيفة بنت مكتوم بن راشد آل مكتوم، بيئة حاضنة لتطوّر الفن المعاصر والممارسات التصميمية المرتبطة بجذور الإمارات، بينما تحمل دار فان كليف أند آربلز توقيعًا فريدًا في عالم المجوهرات الراقية، إذ تأسست عام 1906 في ساحة فاندوم الباريسية ومنذ ذلك الحين تميزت بأسلوب شاعري ابتكاري وتستمد الدار إلهامها من الطبيعة والأزياء الراقية والحكايات الخيالية.