ريم عكرا تحدت الصعاب وشقت طريقها بإحترافية.. مصممة أزياء لبنانية عالمية أثبتت نفسها بجدارة
في مجال يسيطر عليه العنصر الذكوري بإمتياز، إستطاعت اللّبنانية ريم عكرا شق طريقها بصعوبة لتحقق أحلامها وطموحاتها في مجال تصميم الأزياء. ريم عكرا مصممة أزياء لبنانية أميركية، لمع إسمها في أواخر التسعينيات، حيث إبتدت مشوارها في هذا المجال عبر تصميم فساتين الزفاف. عن دراسة وخبرة إستطاعت ريم من تحويل موهبتها وحلمها إلى واقع، يحتذى به اليوم. ريم ليست فقط موهوبة، بل هي متخصصة في مجال تصميم الأزياء وبارعة بأدق تفاصيله.
كيف بدأت ريم مسيرتها.. من بيروت إلى نيويورك!
ريم كانت تعلم جيداً أن موهبتها في عالم تصميم الأزياء لم تكن عابرة، فبالتزامن مع دراستها إنضمت في بيروت إلى نادي الأزياء في الجامعة الأميركية، وأقامت أول عروضها عام 1982. عند بدء الحرب الأهلية اللّبنانية، إقتنعت ريم أن لا وجود لها في لبنان في هذا الوقت، فهو عائق أمام تحقيق أمنياتها وأحلامها، لذا هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1983، وإستقرت في نيويورك، لتدرس في معهد الأزياء والتكنولوجيا الذي تخرج منه مصممين عالميين مثل كالفن كلاين، ومايكل كورس. تخرجت ريم من هذا المعهد حاصدةً جائزة قسم تصميم الأزياء عام 1986. ومن بعدها إنتقلت ريم إلى فرنسا وتخرجت بامتياز من مدرسة التصميم العليا للفنون والآداب في باريس.
عكرا جمعت المجد من جميع أطرافه، من بيروت إلى نيويورك ومن ثم عاصمة الموضة باريس. دراستها وعشقها لعالم تصميم الأزياء دفعها إلى تحقيق أحلامها، وعدم التوقف فوصلت إلى ما هي عليه.
من مجموعة لفساتين الزفاف إلى مجموعات الHaute couture و Ready to wear
الإنطلاقة كانت عام 1997، عندما صممت عكرا فستان زفاف لصديقتها بظرف أسبوعين. هذا الفستان نال إعجاب الجميع، فقررت عكرا نشره بالصحف، والإنترنت، لينشهر ويكون كمحفز أساسي لها لتبدأ مسيرتها المهنية. أقامت أول عرض لدار أزيائها عام 1999، وبالرغم أن عكرا بارعة في كافة أنواع التصاميم إلا أن فساتينها وخاصة فساتين الزفاف، هي الأكثر نجاحاً ومبيعاً وتصميماً وهي أحد أسباب شهرتها كما بات معلوماً. وبعد نجاحها الباهر في تقديم مجموعات فساتين الزفاف، وسعت عكرا دائرة التصاميم لتشمل الألبسة الجاهزة وذلك في عام 2008.
إحتلت فساتينها أغلفة أشهر مجلات الأزياء في العالم، وجذبت تصاميم عكرا الكثير من الممثلات والمغنيات من حول العالم. لمستها الفريدة من نوعها وأسلوبها في تصميم الأزياء وحرفيتها العالية ميّزت أعمالها، ووضعتها على خارطة الطريق الصحيح.
ما هو سر نجاح عكرا وتميّزها!
عكرا لم تأتِ بهذه الموهبة من فراغ، فجدتها هي ملهمتها، التفاصيل الدقيقة من تطريز مميّز، إلى الورود الحريرية، التي نراها بكثر في تصاميم عكرا، متوارثة من جدتها التي كانت بارعة في في خياطتها بدقة عالية. اليوم عكرا وبعد تحقيق ما حققته من نجاح وإنجازات على صعيد العالم في مجال تصميم الأزياء، ما زالت في كل تصميم تحرص على أن تكون مشرفة عليه بأدق تفاصيله، كما أنها حريصة على تطريزه يدوياً، والتعب عليه بمختلف تفاصليه وكأنه أول فستان تصممه.
حرص عكرا على الإشراف على كل رسم وتفصيل في مجموعتها، هو سر نجاحها وإستمراريتها. ريم تعتمد هذا الأسلوب دائماً، لتحافظ على الطابع الحرفي والراقي، غير الإستهلاكي الذي تميّزت به مجموعاتها منذ اليوم الأول، وفعلاً هذا ما صنع بصمتها.
أبرز إنجازات عكرا عالمياً
اليوم تعتبر مجموعات عكرا من أهم المجموعات التي تعرض في أسابيع الموضة في نيويورك حيث إختارت هي الحضور. تصاميم عكرا لا تغيب عن أهم المهرجانات العالمية، فهي حاضرة بتصاميمها العصرية الراقية، على السجادة الحمراء دوماً عربياً وعالمياً.
عكرا عضو أساسي في لجنة تحكيم برنامج فاشن ستار الذي تخصص في تخريج مصممين أزياء جدد. بالإضافة إلى ذلك تشغل ريم الكثير من المناصب الهامة في مجال تصميم الأزياء، فهي أحد أعضاء مجلس مصممي الأزياء في الولايات المتحدة الأميركية، وهي أيضاً عضو مجلس إدارة "مجلس دبي للتصميم والأزياء"، وبالطبع هي المديرة التنفيذية لدار عكرا لتصميم الأزياء.
تميّزت عكرا وكانت الأولى التي إعتمدت مزج الألوان المختلفة وغيّرت المألوف، فأدخلت اللّون الأخضرعلى فستان الزفاف الذي صممته لصديقتها، في بداية مسيرتها، وضمّت الّلونين الذهبي والأسود إلى اللّون الأبيض في طلة العروس.
مشاهير من حول العالم، إختارت تصاميم عكرا مثل، تايلور سويفت، هالي بيري، مارشا كروس، سيلينا غوميز، إيفا لانغوريا، كاثرين زيتا جونز، أنجلينا جولي ، جينيفير لوبيز، ومادونا. ونضيف اليوم إلى ذلك، سيدة الولايات المتحدة الأميركية الأولى دكتور جيل بايدن، التي لطالما تختار إطلالاتها الراقية من دار عكرا العالمي. أختيرت عام 2018 كأكثرسيدة تتمتع في النفوذ في العالم وذلك وفق مجلة فوربس.
من إنجازات إلى نجاحات لا تعد ولا تحصى، ريم عكرا مثال لكل سيدة في الوطن العربي، ودليل على أن الهدف والحلم يمكن أن يتحقق، والمرأة عنصر قوي وفعاّل يمكنها الوصول مهما كانت العوائق والصعوبات كثيرة.