اتحدوا في لقاء فنّي إبداعي... ثنائيات ملهمة في عالم الموضة
إعداد: Roberta Resta
كثيرا ما ننظر إلى عالم الموضة على أنه مجال تعمل فيه شخصيات غريبة الأطوار ومواهب استثنائية فريدة؛ لكن هذه الصناعة ترتكز أيضا على مبادرات التعاون بين أفراد مبدعين يتفاعلون في توازن أسلوبي وتصوّري يسند قطاع الأزياء ويدعمه. أتحدّث هنا عن أشخاص يعملون يدا بيد لتحقيق رؤية معيّنة، وكأنهم أزواج ليسوا بالضرورة متزوّجين بالمعنى التقليدي، بل هم متّحدون في لقاء فنّي إبداعي. نلقي الضوء هنا على بعض الروابط والعلاقات الثنائية المفضلة لدينا والأحب إلى قلوبنا من عالم الموضة المليء بالقصص الملهمة.
Michele Lamy و Rick Owens
"ريك أوينز" مصمم ولد في أمريكا، واستقر في عاصمة الموضة الفرنسية والعالمية باريس. أكسبته مجموعاته المبتكرة والريادية لقب "سيد الغموض"، وأثّرت في عدد لا يحصى من المصممين. أما الجمالية القوطية التي يعتمدها دوما، فتقدّم اقتراحا هجينا يجمع بين الموضة الرياضية الروح ونهج التصميم الذي يقف على نقطة محايدة تموّه الحدود بين الخزانتين الرجالية والنسائية، والأهم أن رؤيته ملونة بالدرجة الملكة في عالم الموضة: الأسود.
تُعتبر ملهمته وزوجته "ميشيل لامي" الجزائرية الأصل، والتي نشأت وترعرعت في فرنسا، إحدى الشخصيات الأكثر غرابة وتمردا في عالم الموضة. حتى في مجتمع الموضة الباريسي، تبرز وتتميز وتختلف عن الجميع بإطلالاتها القوطية الإلهام وأسنانها الذهبية. اللقاء الأول بين الزوجين كان في لوس أنجلوس، قبل أن ينتقلا إلى باريس في عام 2002 لإعادة افتتاح علامة منتجات الفرو "روفيون"، وتقديم علامة "ريك" التي تعمل "ميشيل" مستشارة إبداعية لها.
إن الرابط الذي يجمع بين الاثنين هو بالفعل سر تفرّد العلامة. حتى إن "ميشيل" سارت على منصة عرض العلامة مرتدية الإطلالة الافتتاحية، حين عادت دار "ريك أوينز" إلى تقديم عروض تقليدية بعد وقفة استمرت 18 شهرا بسبب جائحة "كوفيد". ومعا، يشكّلان بلا شك ملك وملكة الموضة القوطية.
Jeremy Scott و Carlyne Cerf de Dudzeele
عُيّن المصمم "جيريمي سكوت" مديرا إبداعيا لدار "موسكينو" في أكتوبر 2013، ويتنقل الآن ذهابا وإيابا بين مدينتي ميلانو ولوس أنجلس، حيث يسكن. يحبّ أن يحيط نفسه بأشياء وقطع تعكس شخصيته، إيمانا منه بأن أفضل مستويات الإبداع تشعّ حين يكون الإنسان في مزاج سعيد. يعشق تلك الممتلكات الصغيرة التي قد لا نقدّرها لكنها تشكّل بالنسبة إليه كنوزا. لذلك يمتلئ مكتبه بالتحف الغريبة والنادرة، من الكؤوس الأثرية إلى شخصيات سلسلة الرسوم المتحركة "لوني تيونز" متزينة بقطع الحلي من "موسكينو". إن الموهبة التي تتعاون بانتظام مع "سكوت" هي منسقة الأزياء الأسطورية "كارلين سير دو دودزيل"، المعروفة أيضا ببراعتها في جمع أعمال التصميم النادرة والمميزة في عالم الموضة. يتمسّك أسلوبها في تنسيق الإطلالات بمقاربة تمزج وتُطابق بين العناصر المختلفة، كما تشتهر بإتمام إطلالات العارضات مع أساور وساعات تتكدس على طول أذرعهن. لذلك، يقال إنها خلف إطلاق صيحة تغطية الذراع بالجواهر والإكسسوارات أو ما يعرف باسم "حفلة الذراع" arm party. نهجها القوي والصارخ أسهم في صياغة إطلالة أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، لكن مع بداية هيمنة الحركة المينيمالية ونزعة "غرانج" على مشهد الموضة، لم يعد أسلوب "دو دودزيل" رائجا ومحبوبا. غير أنها عادت إلى نشاطها المعهود قبل عشر سنوات، لتتعاون مع "جيريمي سكوت" فور تعيينه في منصبه لدى دار "موسكينو".
أما الرؤية التي تجمع بينهما، فتتلخص بعبارة "الأكثر أكثر، والأقل مضجر”.
Alexander McQueen و Isabella Blow
في بداية التسعينيات، كان "ألكساندر ماكوين" و"إيزابيلا بلو" في عالم الموضة "الولدين الشقيين" اللذين لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر. "بلو" الأرستقراطية الأنيقة والعاشقة للقبعات كانت من اكتشف المصمم الشاب، واقترح عليه التخلّي عن اسمه الأول "لي" واستبداله باسمه الأوسط الأكثر "ملوكية"، أي "ألكساندر". هكذا تحوّل "لي ماكوين" ابن سائق التاكسي إلى نسخة أكثر ملوكية من نفسه، وأصبح "ألكساندر ماكوين". اشترت "إيزابيلا" مجموعة التخرّج من "ماكوين" بأكملها، قبل أن تزداد شهرة المصمم الصاعد تدريجيا، ويصبح لاحقا رئيس المصممين لدى "جيفنشي".
غير أن علاقتهما تدهورت حين لم يحصل لها "ماكوين" على منصب مدفوع في دار الأزياء الفرنسية. توفيت "إيزابيلا" في 2007، وكرّس "ألكساندر" وقتها المجموعة التالية من علامته الخاصة التي تحمل اسمه، للراحلة "إيزابيلا بلو". وبعد ثلاث سنوات، رحل "ماكوين" في عام 2010، لكننا نعتقد أنهما صديقان في السماء.
Luigi و Iango
"لويجي مورينو" و"إيانغو هينسي" المعروفان باسم "لويجي وإيانغو" مصوّرا موضة يعملان معا كثنائي منذ عام 2013. بدأ "مورينو" رحلته المهنية في مجال تصفيف الشعر قبل ذلك بعقدين أي في عام 1983، وعمل مع نجمات مثل "مادونا" و"جينيفر لوبيز" و"تشارليز ثيرون". أما "هينسي"، فدرس التصوير، بعد أن كان راقصا محترفا. صوّر الثنائي "لويجي وإيانغو" جلسات تصويرية لبعض أهم المجلات، ولحملات إعلانية عديدة. وقبل فترة وجيزة، أقاما معا في ديسمبر الفائت معرضا في الرياض ضمن فعالية "هي هَبْ" التي استمرت لثلاثة أيام، وقدّما فيه صورا رائعة ملتقطة في العلا.
Sarah Jessica Parker وPatricia Field
حصل لقاؤهما الأول حين كانت تعمل "سارة" على فيلم "ميامي رابسودي"؛ وقد طلبت "سارة" لاحقا من "باتريشا" الانضمام إلى طاقم عمل مسلسلها الأيقوني، وإعداد خزانة الممثلة: من جنون أحذية "مانولو"، إلى هوس حقيبة "باغيت"، وعشق حقيبة "بيركين"، وطبعا العقد الشهير الذي حمل اسم "كاري"... كل ذلك وأكثر بفضل الرابط القوي بين المرأتين. لكن "باتريشا" لم تعمل من جديد مع شخصية "كاري برادشو" لمسلسل "أند جاست لايك ذات" بسبب التزامها السابق مع مسلسل "إميلي في باريس". لذلك نشعر وكأن "نصف التفاحة" ناقص!