نعومي كامبل السمراء الأيقونة.. إسم من ذهب في عالم عرض الأزياء
هي الأيقونة السمراء، أو الفهدة السوداء كما تُلقب، السمراء الجميلة ناعومي كامبل، عارضة الأزياء العالمية، إسم من ذهب، لها بصمتها الخاصة في مجال عرض الأزياء، وهي ملهمة مميّزة لعارضات اليوم. ناعومي كامبل، بريطانية الجنسية، تعتبر اليوم من بين الأسماء الأبرز في مجال عروض الأزياء والموضة عامةً، هي وجه إضافي وإسم دعائي له قيمته التي لا يمكن أن ينافسها عليه أحد. اليوم سنستعرض بعضًا من تفاصيل حياة هذه العارضة الأيقونة، السمراء التي تحدت الصعاب وكسرت القيود لتكون السمراء الوحيدة في جيلها التي تخوض غمار هذا المجال الجمالي العالمي.
ناعومي كامبل.. أيقونة الموضة السمراء
بدأت مسيرة ناعومي باكراً جداً، في عمر السابعة من عمرها ظهرت مع المغني بوب مارلي في فيديو كليب Is This Love، الذي تعتبره حتى يومنا هذا بمثابة الملك في مجال الغناء فكانت تعشق ما يقدمه. عندما بلغت 12 عامًا شاركت في فيديو كليب آخر، لفرقة Culture Club. عام 1986، لفتت ناعومي بجمالها وحسن قوامها، إنتباه مدير وكالة عرض أزياء عالمية، وذلك أثناء تجولها في إحدى المراكز التجارية في المنطقة. بين العرض والطلب، وفي عمر ال16 تسنت لها الفرصة لتنطلق بمسيرتها المهنية، لتكون في عمرٍ مبكر على غلاف أهم المجلات البريطانية. المصمم عز الدين علية، هو الذي قدم لها فرصتها الأولى في مجال العروض عندما كانت في الـ16 من عمرها، لتتحول بعدها إلى إحدى ملهمات المصمم العالمي Saint Laurent، مشاركةً بأول عرض لها معه عام 1988.
من هنا كانت الإنطلاقة، لتبدأ مسيرتها التي تكللت بالنجاح. تقدمت مسيرتها المهنية، وبدأت نعومي بتطوير نفسها وخبراتها، وعملت مع مصممين عالميين بارزين أبرزهم عزالدين علية، دومينيكو دولتشي وستيفانو غابانا، مارك جايكوبز، وجياني فيرساتشي، بالإضافة إلى Saint Laurent.
البشرة السمراء عامل إضافي.. وميزة ساهمت بشهرتها
ثابرت ناعومي، وتحدث الكثير من الصعوبات، أبرزها البشرة الداكنة السمراء، فإستطاعت أن تكون العارضة السمراء الأولى التي نافست معايير جمالية عالمية بقوة وعزيمة. بين عارضات جيلها، كانت السمراء الوحيدة، مما ساهم في تميّزها، ووضعها في خانة فريدة لا منفافسين لديها. بملامحها الجميلة، والحادة، إستطاعت كسب الرهان، فكانت إسمًا جاذبًا للعديد من العلامات التجارية العالمية الراقية، التي تعاونت بعدها معها. ليست عارضة أزياء عالمية فقط، بل إسم دعائي إعلاني، جاذب للمتابعين من كل أنحاء العالم.
تفوقها ونجاحها في هذا المجال، كان بمثابة بقعة ضوء للكثير من الفتيات السمراوات اللّواتي يحلمنَّ بتحقيق حلم الوصول إلى منصات دور أزياء عالمية. من ناعومي، كانت البداية، ونقطة الإنطلاق لجميع الفتيات في العالم. صور نعومي كامبل في التسعينيات، لم تغب عن أهم أغلفة المجلات العالمية، في أميركا وأوروبا. لم يقتصر نشاطها على عالم عروض الأزياء فقط بل وسعت عملها لتدخل بعدها في مجال التمثيل والغناء والعديد من المشاريع التجارية المتنوعة.
في التسعينيات شكلت ناعومي كامبل ظاهرة في مجال عرض الأزياء، برفقة عارضات أزياء من جيلها، إشتهرنَّ حينها بجمالهنَّ ومقاييسهنَّ العالمية. أشهر هذه الأسماء، سيندي كروفرد، كلوديا شيفير، كارلا بروني والأيقونة السمراء طبعاً. جمعتهنَّ الزمالة، من بعدها أصبحنَّ أصدقاء وحتى اليوم، هذه الصداقة والمنافسة التي كانت فعلاً منافسة شريفة، ظاهرة وواضحة في أي لقاء يجمعهنَّ.
حتى اليوم هي إسم من ذهب.. قيمة مضافة لأي عرض أزياء عالمي
ناعومي كامبل ولدت عام 1970، في ستريتهام بمدينة لندن عاصمة المملكة المتحدة، وهي اليوم بعمر ال53 وتتمتع بصفات ومقاييس عالمية لافتة. إسم ناعومي لم يغب بتاتاً عن منصات عروض الأزياء العالمية، فهي حاضرة دائماً بين الحضور أو على المنصات الخشبية كقيمة مضافة لأي دار، وعامل إيجابي يلفت الأنظار ويحدث ضجة عالمية لافتة. هي ملهمة اليوم للعديد من عارضات أزياء جيلها، خصوصاً اللّواتي يتمتعنَّ بالبشرة السمراء الداكنة، أو اللّواتي لديهنَّ معايير جمالية قد تكون غير مطابقة للمتعارف عليه، وهي أيضاً ملهمة لأي فتاة تعاني من أي إضطهاد عنصري من ناحية اللّون أو الجنسية. ناعومي تسعى جاهدةً وبأسلوب علني إلى أن تحظى صاحبات البشرة الملونة من العارضات اليوم، على الفرص والأجور نفسها التي تحصل عليها العارضات الأخريات، وهذه هي رسالتها الإنسانية العليا، المساواة ورفض العنصرية.
هي أيقونة في عالم الموضة، وهذا اللّقب ليس من فراغ، المجلس الموضة البريطاني كان قد منحها لقب "أيقونة موضة" بالإضافة إلى مجلس الموضة الخاص بالمصممين الأميركيين المعروف تحت اسم CFDA الذي أطلق أيضاً عليها هذه التسمية وهذا الوصف، والذي يعتبر موازياً لجائزة الأوسكارالعالمية في مجال الموضة.
بالإضافة إلى كل ذلك، ناعومي كامبل لها دورها البارز في مناصرة المحتاجين في جميع أنحاء العالم. فهي مشاركة ومساهمة في العديد من الجمعيات الخيرية، التي تناصف المحتاجين والمنكوبين في كل أنحاء العالم دون إستثناء. أصولها الأفريقية، كانت ربما الدافع لتقربها أكثر من المحتاجين في القارة الأفريقية وسواها، فهي التي لم تعاني من العنصرية يوماً، والتي إستطاعت من تحويل نظرة العالم الغربي، ناحية مقاييس عارضات الأزياء العالميات، من نظرة فوقية سلبية تجاه السمراوات، إلى نظرة مليئة بالإيجابية، لذا من تجربتها الناحجة، ومسيرتها الشاقة، هي أكثر من يمكنه اليوم مساندة أي فرد مضطهد في العالم، من ناحية اللّون، أو العرق.